أهرامات الجيزة، وأبو الهول، وتوت غنخ آمون، وتمثال رمسيس، والهياكل، والمقابر المصرية، ومنارة الأسكندرية، ومكتبتها القديمة والحديثة، وعمود السوراي الخ. إنها، وغيرها، من روائع الآثار المصرية والعربية والعالمية. كانت، ومازالت من عجائب الدنيا، وموضع إبهار وإدهاش البشر. قديمًا وحديثًا. وإن لم يُسعفك الحظ بمشاهدتها، كلها أو بعضها. فالسطور القادمة تستثير شهيتك للسير في الأرض، والوقوف علي معالمها، وتأملها. وتُخبرك عن بعض “التغني” بها ـ نثرًا وشعرًا ـ في آدابنا العربية. (الآثار المصرية في الأدب العربي)
قال “الجاحظ”، وغيره: “عجائب الدنيا ثلاثون أعجوبة، عشرة منها بسائر البلاد، والعشرون الباقية بمصر، وهي: الهرمان، وهما أطول بناء وأعجبه، ليس علي الأرض بناء أطول منهما، وإذا رأيتهما ظننت انهما جبلان موضوعان. ولذا قال بعض من رآهما: فرقدا الأرض، وليس شيئ إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمان، فأنا أرحم الدهر منهما. وصنم الهرمين. وتسميه العامة أبو الهول، ويقال إنه طلسم الرمل، لئلا يغلب علي الجيزة” (مروج الذهب: 1: 222). و”الفيوم. وكانت ثلاثمائه وستين قرية. تميز كل قرية منها مصر يومًا. ومنف وما فيها من الأبنية والدفائن، والكنوز وآثار الملوك والأنبياء والحكماء. وعين شمس وهي هيكل الشمس، وقد خربت، وبقي منها عمودان من حجر صلد، فكان طول كل عامود منها أربعًا وثمانين ذراعًا علي رأس كل عمود منها صورة إنسان علي دابة، وعلي رأسهما شبه الصومعة من نحاس”. وصنم من نحاس كان علي باب القصر الكبير عند الكنيسة المعلقة علي خلقة الجمل، وعليه رجل راكب عليه عمامة متنكب قوساُ، وفي رجليه نعلان.
والأسكندرية والمنارة التي بها، وكان طولها ـ سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة- مائتين وثلاثين ذراعًا، وكان طولها قديمًا نحو أربعمائة ذراع. وكان بناؤها علي ثلاثة أشكال، فقريب من الثـّلث مربع مبني بالحجارة، ثم بناء مثمن الشكل انبني بالآجر والجص نحو ستين ذراعًا، وأعلاها مدور الشكل، وبرغم أن بعض الملوك في افسلام قد عني بأمرها، فكان يرّم ما وهي من بنائها قد تخربت من الزمن أيام قلاوون أو ولده (حسن المحاضرة، 1: 44)، في أواخر القرن السابع الهجري. ولم يبق منها في أيام “ابن فضل الله العمري” المتوفي سنة 749هـ إلا ما هو في حكم الطلال الدوارس والرسوم الطوامس (مسالك الأبصار 1: 240). وهو عامود مرتفع في الهواء، تحته قاعدة، ويقال: إنه لا نظير له في علوه، ولا في استدارته”.
(الآثار المصرية في الأدب العربي)
مساحة إعلانية
أهرامات الجيزة
نال الهرمان الكبيران (هرم خوفو، وهرم خفرع)، الحظ الأوفر مما ورد في الأدب العربي. نثراَ، وشعرًا. وانعكست عليهما ـ لضخامتهما، وإتقان بنائهماـ ملامح الإعجاب المقرونة بحيرة العقول حول “سر” هذان الصرحان العملاقان. ومتي، وكيف، ولماذا، ومَن، ولمن بُنيا؟ يقول “ياقوت الحموي”في”معجم البلدان”: (الهرمان: هي أهرام كثيرة إلا أن المشهور منها اثنان واختلف الناس في أهرام مصر اختلافا جما. ً وحقيقة أقوالهم فيها كالمنام إلأ أنا نحكي من ذلك ما يحسن عندنا. وذكر قول حكيم من حكماء مصر: إذا رأيت الهرمين ظننت أن الإنس والجن لايقدرون على عمل مثلهما ولم يتولهما إلآ خالق الأرض. وقد رأيت الهرمين وقلت لمن كان في صحبتي أن الذي يتصور في ذهني أنه لو اجتمع كل من بأرض مصر من أولها آلى آخرها على سعتها وكثرة أهلها وصمدوا بأنفسهم عشر سنين مجتهدين لما أمكنهم أن يعملوا مثل الهرمين. وماسمعت بشيء تعظم عمارته فجئته إلا ورأيته دون صفته إلا الهرمين. فإن رؤيتهما أعظم من صفتهما. قال “ابن زولاق”: ولم يمر الطوفان على شيء إلآ وأهلكه وقد مر عليهما. قال، وزعم قوم: أن الأهرام الموجودة بمصر قبور الملوك العظام اثروا أن يتميزوا بها عن سائر الملوك بعد مماتهم كما تميزوا عنهم في حياتهم وتوخوا أن يبقى ذكرهم بسببها على تطاول الدهور وتراخي العصور). ولذا يقول بعضهم (حسن المحاضرة 1: 33):
حَسرت عقول أولي النهي الأهرام
واستصغرت لعظيمها الأجرام
مُلس، موثقة البناء، شواهق
قصرت لعال دونهن سِهامُ
لم أدر ِ حين كبا التفكر دونها
واستعجمت لعجيبها الأوهام
أقبور أملاك الأعاجم هن، أم
هذي طلاسم رملُ أم أعــــــلام.
ولما وقف “أبو الطيب المتنبئ” أمامها استعظم أمرها، وبنائها، وأجلّ الشعب الذي أنشاءها. واستفهم ـ تعجبًاـ بقوله:
أين الذي الهرمان من بنيانه
من قومه؟ ما يومه؟ ما المصرعُ؟
تتخلف الآثار عن سكانها
حيــــنًا، ويُدركها الفنـــاء، فتتَبعُ.
وعندما رأي “عمارة اليمني” الأهرام ملئه الجلال والإندهاش. فهي مثالًا للإتقان، يعجز العقل عن الوصول إلي سرها:
خليليّ ما تحت السماء بنية
تماثل في إتقانها هرمــي مصر.
ويقول: تنزه طرفي في بديع بنائها
ولم يتنزه في المواد بها فكري.
ويروي “السيوطي”: أن جماعة من أهل التاريخ قالوا: إن الذي بني الأهرام هو “سوريد بن سلهوق بن سرياق”، وكان قبل الطوفان بثلاثمائة سنة، وتنفيذا لرؤية رأها في نومه. فجمع رؤساء الكهنة من جميع أعمال مصر، فأخبروه بأمر الطوفان، فأمر عند ذلك ببناء الأهرام، وملأها طلسمات وعجائب وأموالًا وخزائن. وكتب فيها جميع ما قالته الحكماء، وجميع العلوم الغامضة، وأسماء العقاقير وعلم الطلسمات والحساب والهندسة والطب. وكل ذلك مُفسر لمن يعرف كتابتهم ولغاتهم. وجعل أبوابها تحت الأرض بأربعين ذراعًا. وأحضر لها الصخور من ناحية أسوان (يذكر آخرون أن حجارتهما نقلت من الجبل الذي بين طره وحلوان وهما قريتان من مصر وأثر ذلك باق إلى الآن). وقال “البحتري” في قصيدة:
ولا بسنان بن المشلل عندمـا
بنى هرميها من حجارة لابها.
وكان أرباب الفصاحة كلـمـا رأوا حسنًا عدوه من صنعة الجن. وقال “أبو الصلت، أمية بن عبد العزيز الأندلسي”: “وأي شيء أعجب وأغرب بعد مقدورات الله عز وجل ومصنوعاته من القدرة على بناء جسم من أعظم الحجارة مربع القاعدة مخروط الشكل ارتفاع عموده ثلاثمائة ذراع ونحو سبعة عشر ذراعا تحيط به أربعة سطوح مثلثات متساويات الاضلاع طول كل ضلع منها اربعمائة ذراع وستون ذراعا. وهو مع هذا العظم من إحكام الصنعة وإتقان الهندام وحسن التقدير بحيث لم يتأثر إلى هلم جرا بتضاعف الرياح وهطل السحاب وزعزة الزلازل. وهذه صفة كل واحد من الهرمين المحاذيين للفسطاط من الجانب الغربي على ما شاهدناه منهما”. قال: “واتفق أن خرجنا يوما فلما طفنا بهما وكثر تعجبنا منهما تعاطينا القول فيهما فقال بعضنا يعني نفسه”:
بعيشك هل أبصرت أحسـن مـنـظـرًا
على طول ما أبصرت من هرمي مصر
أطافا بأعـنـان الـسـمـا وأشـرفـا
على الجو إشراف السمـاك أو النـسـر
ويورد آخر تأثره بعلو وشموخ الأهرام:
انظر إلي الهرمين إذ برزا
للعين في عــــــــلو، وفي صعـــــدِ.
أما “ابن الساعاتي” فيري الأهرام من العجائب التي لا تحتاج لمزيد إسهاب في بيان غرابتها. فقد مرت عليها أزمان طويلة لم تزدها إلا شبابًا. ويبقي “سر شبابها” محط إثارة للعقل ليحاول فضحه:
ومن العجائب، والعجائب جمة
دقت عو الإكثار والإسهاب
هرَمان قد هرم الزمان، وأدبرت
أيامه، وتزيد حســـن شباب
لله أي بنــــــــــــــية أزليـــــــةٍ
تبغي السماء بأطول الأسباب
كأنما وقفت وقوف تبلــــــــد
أسفًاً علي الأيام والأحقــــاب
كتمت علي الأسماع فصل خطابها
وغدت تشير به إلي الألبــاب
(الآثار المصرية في الأدب العربي)
مساحة إعلانية
ويلم شاعر آخر ببعض معاني “ابن الساعاتي”، وكأنه رآي الأهرام من بـُعد “كالخيام”، فقال:
لله أي غريـــــبة وعجيــــبة
في صنعة الأهرام للألباب
أخفت عن السماع قصة أهلها
وقصَت عن الباب كل نقاب
كأنما هي كالخيام مُقامة
من غير ما عُمد ولا أطناب.
ولعل “محمود سامي البارودي” هو أول شاعر في العصر الحديث أطال الحديث في وصف الهرمين، والإعجاب بهما “اثر أغلي من الدر، وصخره لا يُقوّم بالتبر”:
سَـلِ الجيزةَ الفيحاء عن هرمي مصر
لعلك تدري غيب ما لم تكن تدري.
ورأى أمير الشعراء “أحمد شوقي” في التاريخ الفرعوني وأمجاده ما يثير أبناء الشعب المصري ويدفعهم إلى الأمام والتحرر والرقي. فنظم قصائد بزّ فيها جميع الشعراء في تمجيد الآثار المصرية والفخر بها، واستثمارها لتقوية روح المصريين المعنوية فيقول (الشوقيات 1: 2):
وبنينا فلم نخلّ لِبـــــان
وعلونا، فلم يُجزنـــــــا عَلاَء.
وبإعجاب كبير. يصف “شوقي” الأهرام بقوله:
قل للأعاجيب الثلاث مقالة
من هاتف بمكانهن وشاد:
لله أنتِ! فما رأيت علي الثري
هذا الجلال، ولا علي الأوتاد
لك كالمعابد روعةٌ قُدسيّة
وعليك روحانية العُبّــــاد
وهذا التقدير والإعجاب بدا أيضا لما وقف “شوقي” عند قبر “نابليون” فناجاه بقوله:
قم إلي الأهرام، واخشَع، واطّرح
خيلة الصيدِ، وزهو الفاتحين
وتمـــــــــهل، إنما تمشي إلي
حرم الدهر، ومحـــراب القرون
ويدافع “شوقي” عن هذه الآثار، وهذا المجد التليد.وأنه ليس بيد الظلم والسُخرة. فقد كان بمصر قضاء عادل، وحكمة ورأي وذكاء:
فادّعَوا ما ادّعي أصاغرُ آثينا
ودعواهمُ خناَ وافتراء
ورأوا للذين سادوا وشادوا
سُبّة أن تسّخر الأعداء
لإن لم يكن غيرَ ما أتوه فخارٌ
فأنا منك يا فخارُ براء
ولم تغب صورة الأهرام عن مخيلة “شوقي” وهو في مغتربه بالأندلس. فوصفها في “قصيدته السينية”، كما في “النونية الأندلسية”. ولم يكتف بما نظمه فيها شعرًا ـ وهو كثيرـ فكتب نثرًا يقول: “ما أنت يا أهرام؟ أشواهق أجرام؟ وأوضاح معالم، أم أشباح مظالم؟ وجلائل أبنية وآثار، أم دلائل أنانية واستئثار، وتمثال منصب من الجبرية، أم مثال ضاح من العبقرية؟ ياقليل البصر، عن مواضع العبر، قليل البصر بمواقع الآيات الكبري: قف ناج الأحجار الدوارس، وتعلم فإن الآثار مدارس، هذه الأحجارحجور لعب عليها الأول، وهذا الصفاح صفائح ممالك ودول، وذلك الركام من المال غبار أحداج وأحمال، ومن كل ركب ألم ثم مال. في هذا الحرم درج عيسي صبيًا، ومن هذا الهرم خرج موسي نبيًا، وفي هذه الهالة طلع يوسف كالقمر وضيًا، ووقعت بين يديه الكواكب جثيًا، وههنا جلال الخلق وثبوته، ونفاذ العقل وجبروته، ومطالع الفن وبيوته، وههنا تتعلم أن حسن الثناء، مرهون بإحسان البناء”. أما الشاعر “إسماعيل صبري” فيخصها بقوله:
أهرامُهم تلك حي الفن مُتخذًا
من الصخور بروجًا فو ق كيوانِ
قد مرَّ دهرٌ عليها وهي ساخرة
بما يُضعضعُ من صرحٍ وإيوان.
كما يؤكد “صبري” أن أهل مصر كانوا كفرعون مغرمين ببناء المجد.فلا يكاد يدعوهم إلي تشييد مأثرة حتي يتسابقوا إليها فرحين مُجدّين. فأين ذلك مما زعم عن السخرة والقهر والإستبداد في بنائها؟
لكن فرعون إن نادي لها جبلًا
لبت حجارته في قبضة الباني
وآزرته جماهير تسيل بها
بطاحُ وادٍ بماضي القومِ ملاَن
وكأن “صبري” و”شوقي” وغيرهما كانا يردان علي “خليل مطران” لما الأهرام “رمز استعباد، وقهر علي بنائها”. ويري أن اعتياد العبودية من الشعب يسهل علي العدو استعباده:
شاد فأعـــــــلي، وبني فوطدا
لا للعلي، ولا له، بل للعـِدي
مُستعبد أمـــــــــته في يومه
مستعبد بنيــه للعادي غـــــدا
وأشفق “مطران” علي هؤلاء العمال وشقائهم وتسخيرهم لبناء قبر إنسان سيفني:
أكلُ هذي الأنفس الهلكي غـدا
تبني لفانٍ جدَثًا مـــــــــــــخلدا
(الآثار المصرية في الأدب العربي)
مساحة إعلانية
أبو الهول – الآثار المصرية في الأدب العربي
يذكر “ياقوت الحموي”: و(في سفح أحد الهرمين صورة آدمي، “رأس إنسان علي جسم أسد رابض”، في عظيم مصبغة وقد غطى الرمل أكثرها وهي عجيبة غريبة”. لكن “ظافر الحداد” الإسكندري يري الهرمين وأبا الهول كالهودجين لحبيبين مرتحلين” (د.أحمد أحمد بدوي: الآثار المصرية في الأدب العربي، المكتبة الثقافية: 124، دار القلم، 1965، ص: 18). ووقف بينهما رقيب يحول دون لقائهما، فانتحبا، وذرفا دموعًا هي ماء النيل:
تأمل هيئة الهرمين، وانظر
وبينهما أبو الهول العجيبُ
كعّماريّتين عـلـى رحـيل
بمحبوبين بينهـمـا رقـيـــــبُ
وماء النيل تحتهمـا دمـوع
وصوت الريح عندهما نحيبُ.
ويري “الشهاب المنصوري” أبا الهول كـ”عين وشت بالحب الذي سري بين الهرمين”:
إن جزت بالهرمين قل: كم فيهما
من عبرة للعاقل المتأملِ.
شبهت كلا منهما بمسافر
عرف المحل، فبات دون المنزلِِ
أو عاشقين وشي بوصلهما أبو
الهول الرقيب فخلفاه بمعزلِ.
ويصف “البارودي” أبا الهول الرابض بين الهرمين فيقول:
وبينهما “بلهيب” في ظّل رابض
أكب علي الكين منه إلي الصدر
يقلب نحو الشرق نظرة وامق
كأن له شوقًا إلي مطلــع الفجر
ومن روائع ما قيل في “أبي الهول” قصيدة طويلة “شوقي” قسمها فقرات: عن طول بقاء أبي الهول، وعن خبرته ومشاهداته طوال بقائه، وسؤاله عن “السر الذي يرمز إليه إقامته، وإنشاؤه”. ثم يراه، وقد فقد عينيه، كرهين المحبسين “أبي العلاء المعري”.
يقول شوقي:
أبا الهول، طال عليك العصر
وبلغت في الأرض اقصي العمر.
ويضيف:
ولقد سئمت من الحياة وطولها
وسؤال هذا النّسِ: كيف لبيد؟
ثم يصفه:
فعُدت كأنك ذو المحبسين
قطيع القيام، سليب البــــــــصر.
وفي “سينيته” الأندلسية يقول “شوقي”عن”أبي الهول”:
و”رهين الرمال” أفطس إلا
أنه صُنعُ جنّةٍ غير فُطسِ
(الآثار المصرية في الأدب العربي)
مساحة إعلانية
توت غنخ آمون
لما اكتشفت مقبرة “توت عنخ أمون” ووقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة، وكنوزها الرائعة. وجدها “شوقي” مناسبة للتغني بأمجاد مصر؛ وأستثارة الأمل في النفوس والحث علي الرقي والرفعة. فنظم عدة قصائد طوال في الملك “توت عنخ آمون”. منها، ما يخاطب الشمس، في مطلعها:
قفي يا أخت يوشع خبرينا
أحاديث القرون الغابرينا
وقُصّي من مصارعهم علينا
ومن دولاتهم ما تعلمينا.
إلي أن يصف مقبرة “توت” التي تم اكتشافها بقوله:
وقبرًا كاد من حُسنِ وطيب
يضيئ حجارة، ويضوع طينًا
ثم يسأل الملك “توت” عن رحلته عبر السنين:
تعال اليوم خبرنا، أكانت
نواكَ سناتٍ نوم أم سنينـــــــــا
وماذا جُبت من ظلمات ليل
بعيد الصبح يُنضي المُدلجينــا
وفي موضع آخر من قصيدة “توت عنخ آمون، وحضارة مصر” يقول:
يا ابن الثواقب من “رع”
وابن الزواهر من “آمون”.
نسبٌ عريق في الضحي
بــّذ القبـــــــــــــائل والبطـون.
كما يحث “إسماعيل صبري” المصريين علي النهوض، وطلب العلا، والتعاون فيما بينهم وبين قادتهم. فيُنشأ قصيدة علي لسان “فرعون” يقول فيها:
لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني
إذا ونـََي يوم تحصيل العـــــلا وانِ
ولستُ، إن لم تؤيدني فراعنة
منكم، بفرعون عالي العرش والشانِ
تمثال رمسيس – الآثار المصرية في الأدب العربي
“رمسيس الثاني” من أشهر ملوك مصر القديمة، وقد حكمها لنحو 67 عاما. وكان تمثاله، البالغ من العمر نحو 3200 عاما، في مدينة “البدرشين”. ثم نُقل ـ في خمسينيات القرن الماضي ـ إلي جوار محطة مصر (باب الحديد)، فتحول الميدان ليصير “ميدان رمسيس”. حيث قام فيه طودًا شامخًا لنحو نصف قرن من الزمن. ويرتفع تمثال رمسيس لنحو 11 قدما، بينما يصل وزنه لما يزيد عن ثمانين طنًا، ومع “قاعدته” يُكمل المائة طن. ويرحب الشاعر “عامر بحيري” (الأهرام في 5 مارس 1955م) برمسيس في مصر الحديثة:
هذه مصر رحبت بك يا رمسيس
في موكب من الأبطال
فادخل اليوم أرضها فهي طـُُهر
غُسِلَت من هزيمة واحتلال
ستراها كما عهدت قديماَ
أمة المجد والنُهي والمعالي
وفي فجر يوم الجمعة 25 أغسطس 2006م ـ وفي موكب مهيب، ووسط حشود غفيرة، وتغطيات إعلامية. داخلية وخارجية. أعيد نقل التمثال، فسار الموكب لما يزيد عن عشر ساعات إلي حيث أنشاء أكبر متحف في العالم للأثار الفرعونية “المتحف المصري الكبير”، قرب هضبة أهرمات الجيزة. وبين “النقلة الأولي والآخرة” أثـّر شخوص تمثال رمسيس حيثما بقي أو ارتحل، في نفوس الأدباء والشعراء كثيرًا من الذكريات والخواطر. فالشاعر “حسن فتح الباب” وقد أثر فيه نقل التمثال أول مرة، فتذكر مجد الفرعون الحربي، وجحافل جيشه، وخيله ورجله، وعودته لوطنه رافعًا أكاليل نصره علي أعدائه، فقال:
رمسيسُ، ما أروعَ التاريخَ محتشدًا
وقد ذكرت فأصغت للعُلا السَّيـَرُ
صهيـــل خيـــلك في الوادي تردَّده
ملاحينٌ جاوبتها الريح والشجر
ويتابع الشاعر في قصيدته (الإهرام: 25 فبراير 1955م):
في مركب لك هامُ الدهر تحمله
والشمس ُترعاه، والأفلاك والقمر
ودقّ بأسُك حصنًا كان سامقهُ
يطاول النجم، حتي مـــــاله أثر
حتي انفردت بمجد الدهر أجمعه
فمـــــــــا تخطاك من عليائه وطر
والنصر بشراه في الآفاق تطلقها
أبواق جندك في الوادي، وقد ظفروا.
(الآثار المصرية في الأدب العربي)
مساحة إعلانية
الهياكل، والمقابر المصرية القديمة
علي ضفتي وادي النيل، استرعت أنظار المؤرخين والشعراء (وبخاصة شوقي، وإسماعيل صبري)، العديد الهياكل والمقابر والمعابد المصرية القديمة. وكان أكثر ما أثار “المسعودي” خلال رحلته بمصر ما رآه من الدفائن الكثيرة التي تمتلئ بها البلاد، في كهوف وتلال، من صغير وكبير، وذكور إناث. ولم يجد أحدًا يخبره بشئ مقنع عن أصل هؤلاء الموتي. حتي أعتقد أن أمة من الأمم قد هاجمت مصر، قديمًا، وقضت علي أهلها دفعة واحدة. فكان منهم هذه الجثث المدفونة في تلك التلال وهذه الكهوف. ووجد أن هذه الدفائن قد أغرت كثيرًا من الناس بإستخراجها والبحث عنها لما يجدون فيها من الذهب وأنواع الجواهر، ويسمونها “المطالب”.
فقد جاء إلي “الأخشيد” يوما جماعة وأخبروه أن “مطلبًا” عجيبًا علي أذرع يسيرة من الأهرام. فأذن لهم في الحفر والبحث عنه. فجدوا في العمل حتي انتهوا إلي أقبية وحجارة مجوفة فيها تماثيل من أنواع الخشب قائمة علي أرجلها، قد طليت بأطلية مانعة من سرعة البلي، وهي علي صور مختلفة، منها صور شيوخ وشبان ومنها صور نساء وأطفال، اعينهم من أنواع الجواهر والياقوت والزمرد والفيروزج والزبرجد.ولما كسر بعض تلك التماثيل وجد في أجوافها رمم بالية. وقد وضع علي جانب كل تمثال منها بعض الآلات من المرمر والرخام وبعض أوعية فيها بقايا من طلاء طلي بها الميت الموضوع في تمثال الخشب. وذلك الطلاء دواء مسحوق وأخلاط لا رائحة لها.
فإذا جعلت علي النار انبعثت منها روائح طيبة مختلفة. لا تعرف في أنواع الطيب التي يعهدها الناس. ومن العجيب أن كل تمثال من الخشب قد صور علي هيئة من في جوفه من الأشخاص علي أختلاف أسنانهم ومقادير أعمارهم وتباين صورهم. وبإزاء كل تمثال منها تمثال آخر من المرمر أو الرخام الأخضر علي هيئة الصنم. وعلي هذه التماثيل كتابات لم يستطع أحد أن يحل رموزها.
ويصف “شوقي” الهياكل التي أنشاتها مصر بأنها خالدة علي كر الدهور. وأما القبور فإن الليالي تتكدس فيها، ويخشاها الليل والنهار، والبلي والفناء:
هيكل تنثر الديانات فيه
فهي والناس والقرون هباء
وقبور تُحَطُ فيها الليالي
ويوارَي الإصباح والإمساء
ومن بين هذه الهياكل، خلّد “شوقي”قصر”أنس الوجود”، ويطلب من رائد هذا الأثر الخالد:
أيها المُنتحي بأسوان دارًا
كالثريـــــــا تريد أن تنقضا
اخلع النعل، واخفض الطرف، واخشع
لا تحاول من آية الدهر غضّا
وفي “عبقرية، ومجد” هذه الهياكل والقبور يقول “إسماعيل صبري”:
تلك الهياكل في الأمصار شاهدة
بأنهم أهل سبق، أهل إمعان.
(الآثار المصرية في الأدب العربي)
مساحة إعلانية
منارة الأسكندرية – الآثار المصرية في الأدب العربي
إنها أشهر منارة بحرية في التاريخ، وهي من عجائب الدنيا. لكن ربما تكون بقاياها قد غرقت في البحر أو هدمت. لكنها ستظل “إعجازًا معماريًا بشريًا” تباينت فيها الآراء، وبولغ في وصفها إلي ان صارت “أسطورةً”. تحدث عنها “المسعودي” في مروج الذهب (1: 232)، و”السيوطي” في حسن المحاضرة (1: 43). وقال عنها “ابن فضل الله العمري”: (وقد كانت المنارة سرح ناظر، ومطمح أمل حاضر، طالما جمعن أخدانًا، وكانت لجياد الخواطر ميدانًا. ولم يبق منها إلا ما هو في حكم الأطلال الدوارس، والرسوم الطوامس) (مسالك الأبصار: 1: 240).
ووصفها “ابن جبير”قائلًا:”من أعظم ما شدهاناه (في رحلته) من عجائبها المنار الذي قد وضعه الله عز وجل على يدي من سخر لذلك آية للمتوسمين وهداية للمسافرين، لولاه ما اهتدوا في البحر إلى بر الإسكندرية، ويظهر على أزيد من سبعين ميلًا. ومبناه نهاية العتاقة والوثاقة طولًا وعرضًا، يزاحم الجو سموًا وارتفاعًا، يقصر عنه الوصف وينحسر دونه الطرف، الخبر عنه يضيق والمشاهدة له تتسع. ذرعنا أحد جوانبه الأربعة فألفينا فيه نيفًا وخمسين باعًا ويذكر أن في طوله أزيد من مئة وخمسين قامة. وأما داخله فمرأى هائل، اتساع معارج ومداخل وكثرة مساكن، حتى أن المتصرف فيها والوالج في مسالكها ربما ضل. وبالجملة لا يحصلها القول، والله لا يخليه من دعوة الإسلام ويبقيه. وفي أعلاه مسجد موصوف بالبركة يتبرك الناس بالصلاة فيه، وطلعنا إليه يوم الخميس الخامس لذي الحجة المورخ وصلينا في المسجد المبارك المذكور. وشاهدنا من شأن مبناه عجبًا لا يستوفيه وصف واصف.
ويقال أنه: “تم تشييدها على شكل برج ضخم بلغ ارتفاعه نحو (124) مترًا، وكان الطابق الأول منها مربع الشكل، يشتمل على (400) حجرة، ويرتفع نحو (60) مترًا، أما الطابق الثاني فكان ثماني الأضلاع، ويرتفع نحــو (30) مترًا. وكان الطابق الثالث أسطواني الشكل يبلغ ارتفاعه نحو (15) مترًا. وبداخله مجموعة من المرايا المحدبة التي تعكس اللهب لإرشاد السفن في البحر على بعد (30) ميلًا. وقد تعرضت هذه المنارة في سنة (1375م) لزلزال شديد، أدى إلى انهيارها، ولم يبق منها سوى الأساس الحجري الذي شيدت عليه قلعة قايتباي فــــي منتصف القرن الخامس عشر الميلادي”.
ويـُروي أن شاعرين من أبناء القرن السادس الهجري هما: “ابن قلاقس”، و”الوجيه بن الدروي” صعدا المنارة. فاقترح “ابن قلاقس” علي صاحبه أن يصف المنارة، فقال “الوجيه” علي البديهة:
وساميةِ الأرجاء تُهدي اخي السُّري
ضياءإذا ما جِندسُ الليل أظلما
لبست بها بُردًا من الأنس ضافيا
فكان بتذكـــــــــار الأحبة مُعلَما
وقد ظللتني من ذراهــــــــــا بقُبة
ألا حظر فيها من صِحابي انجما
فخيّل أن البحر تحتي غمامــــة
وأني قد خيمت في كبــــد السما.
فاشتد سرور “ابن قلاقس” وراح يصفها بقوله:
ومنزلٍ جاوز الجوزاء مرتقيًا
كأنما فيه للنسرين أوكـــــــــــار
راسي القرارة، سامي الفرع في يده
للنّون والنور أخيار وأخبــــــــار
أطلقت فيه عِنانَ النظم فاطردت
خيل لها في بديع الشعر مضمار
ويذكر “المسعودي” عن المنارة أن: (أكثر المصريين يعتقدون أن الذي بناها هو “الاسكندر بن فيليبش المقدوني”، ومن المصريين أيضا من يعتقد أنها ترجع الى الملكة “دلوكة” حيث بنتها لتكون مكانا تراقب به أعداءها). ويذكر، أيضا، رأيا يقول أن: “الذي بنى مدينة روما هو الذي بنى الاسكندرية ومناراتها، وإنما أضيفت الاسكندرية الى (الاسكندر) لشهرته باستيلائه على كثير من ممالك العالم”.
بينما يذكر “ابن عبد الحكم”: “أن الذي بناها لم يكن الاسكندر بل الملكة كليوباترا، وهي التي حفرت الخليج في الاسكندرية وبلطت قاعه”. ويصفها “المسعودي” فيقول: الذي بناها جعلها على كرسي من زجاج على هيئة السرطان في جوف البحر وعلى طرف اللسان الذي هو في داخل البحر وجعل على أعلاها تماثيل من النحاس وغيره، ومنها تمثال قد أشار بسبابته من يده اليمنى نحو الشمس، أينما كانت من الفلك، واذا كانت الشمس عالية أشار اليها وإذا انخفضت فإن يده تشير لأسفل وهناك تمثال آخر يشير بيده الى البحر إذا صار العدو على نحو ليلة من الاسكندرية فإذا اقترب العدو أصبح من الممكن رؤيته بالعين فإن هذا التمثال يصرخ بصوت هائل يمكن سماعه من على بعد ثلاثة أميال فيعلم أهل المدينة أن العدو قد اقترب منهم فيخرجوا للحرب. وتمثال آخر بمثل هذه الغرابة كلما مضى من النهار أو الليل ساعة فإنه يصدر صوتا واضحًا مختلفًا، جميلًا وبه طرب، عن صوت الساعة السابقة.
وحكى “المسعودي” أن هذه المنارة كانت في وسط الإسكندرية وأنها تعد من بنيان العالم العج، ولما كان بينهم وبين الروم من الحروب في البر والبحر، فجعلوا هذه المنارة مرقبًا وجعلوا في أعلاها مرآة من الأحجار المشفة يشاهد فيها مراكب البحر، إذا أقبلت من رومية على مسافة تعجز الأبصار على إدراكها فاحتال ملك الروم لما انتفع المسلمون بمثل ذلك على الوليد بن عبد الملك، بأن أنفذ أحد خواصه معه جماعة إلى بعض ثغور الشام، على أنه راغب في الإسلام فوصل إلى الوليد وأظهر الإسلام، وأخرج كنوزًا ودفائن كانت في الشام مما حمله على أن صدقه ثم قال لهم، إن تحت هذه المنارة من الأموال والذخائر والأسلحة دفنها الإسكندر، فجهز جماعة من ثقاته إلى الإسكندرية فهدم ثلث المنارة وأزال المرآة ثم فطن الناس أنها مكيدة واستشعر ذلك فيما بينهم فهرب في مركب كانت موعودة إليه ثم بنى ما هدم بالجص والآجر.
وطول هذه المنارة في الوقت الذي وضع فيه هذا الكتاب، وهو سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، مائتان وثلاثون ذراعًا وكان طولها قديمًا نحو من أربعمائة ذراع وكان أحمد بن طيلون – والمقصود أحمد بن طولون- قد بنى في أعلاها قبة من الخشب ثم هدمت وبنى مكانها مسجدًا في أيام الملك الكامل صاحب مصر. وكان ابن طولون قد رمم شيئا من المنارة وجعل في أعلاه قبة خشبية ليصعد إليها من داخلها، فأخذتها الريح. وفي أيام “الظاهر بيبرس” تداعت بعض أركان المنارة فأمر ببناء ما هدم منها وبنى مكان هذه القبة الخشبية (أعلى المنارة) مسجدا يتبرك الناس بالصلاة فيه. إلا أن المسجد قد هدم عام 702 هـ ثم أعيد بناؤه.
ولم تكن المنارة عمارة بسيطة التركيب أو التصميم، بل يمكن إعتبارها متاهة حقيقية. فكان من يدخلها يضل فيها إلا أن يكون عارفًا بها لكثرة بيوتها وطبقاتها ومرآتها. وذكر “المقريزي” أن المغاربة حين جاءوا في خلافة “المقتدر” في جيش كبير، ودخل جماعة منهم على خيولهم إليها تاهوا فيها في طرق تؤدي الى مهاو تهوي الى السرطان الزجاجي، وفيه سراديب تؤدي الى البحر. فتهورت الخيول وفـُقد عدد كبير منهم. وحتى أيام “المقريزي” كان ثمة بقية للمنارة تتجاوز مائتي وثلاثين ذراعًا. وفيها مسجد يرابط فيه المتطوعون من المصريين. غير أن الكوارث بدأت تحل بهذا البناء/ الأسطورة 777هـ حين سقط رأسها من زلزال اجتاح السواحل كلها.
ومما يروى من طرائفها أنها كانت مجمعًا لأهل الاسكندرية في يوم الاثنين (خميس العدس). حيث يخرج الأهالي من مساكنهم يقصدونها. ومعهم طعامهم ولابد أن يكون فيه”عدس” فيفتح باب المنارة ويدخل الناس، منهم من يذكر الله ومنهم من يصلي ومنهم من يلهو ولايزالون حتى ينتصف النهار ثم ينصرفون وفي ذلك اليوم يحترس على البحر من هجوم العدو. وكان في “المنارة” وقود النار يشتعل طوال الليل فيقصد ركاب السفن تلك النار على بعد، فاذا رأى أهل المنار ما يريبهم أشعلوا النار من جهة المدينة ليراها الحراس فيضربوا الأبواق والأجراس فيتحرك الناس وقتها لمحاربة العدو.
(الآثار المصرية في الأدب العربي)
مساحة إعلانية
مكتبة الأسكندرية. القديمة والحديثة
تعد مكتبة الأسكندرية القديمة من أشهر وأكبر المكتبات في التاريخ القديم والأوسط. وتردد عليها العلماء ـ بحثًا، ودراسة، ومطالعة، وإنتاجًا، ومُحاورة، ومُناظرة ـ من جميع أنحاء بلدان حوض البحر المتوسط. ورغم اندثارها منذ أكثر منذ 1600عام. ظلت المكتبة حية، تشغل أذهان العلماء والمُهتمين. فلقد شجعت علي المعرفة وحركة الترجمة، وحملت راية العلم والفكر والفلسفة في العالم أجمع لفتره تربو علي سبعة قرون. ورغم عدم وجود حصر دقيق لمقتنياتها في أوج ازدهارها، إلا أنها غالبا ما حوت نحو 700 ألف لفافة (ما يعادل حوالي 100-125 ألف كتاب مطبوع). ولقد أَولي البطالمة اهتمامًا خاصًا باثرائها بكنوز المعرفة في كافة المجالات. واهتموا بضم ـ نسخًا وشراءـ أصول الأعمال الأدبية والعلمية لمقنياتها.
وفى عام 1974م أطلق المؤرخ السكندري د.”مصطفى العبادي” فكرة إعادة انشاء المكتبة من جديد.فقامت جامعة الإسكندرية بتخصيص الأرض المتاخمة لحرم جامعة الإسكندرية لإقامتها. ويعتبر هذا الموقع أقرب ما يكون للموقع القديم. تم التصميم، والتنفيذ، ودبت للحياة من جديد في مكتبة الأسكندرية. معلمًا ثقافيًا وحضاريًا عالميا.
عمود السوراي – الآثار المصرية في الأدب العربي
في مشاهدات “ابن جبير”بالأسكندرية:”وعاينا فيها أيضًا من سواري الرخام وألواحه كثرة وعلوًا واتساعًا وحسنًا مالا يتخيل بالوهم، حتى انك تلفي في بعض الممرات بها سواري يغص الجو بها صعودًا لا يدرى ما معناه، ولا لم كان أصل وضعها. وذكر أنه كان عليها في القديم مبان للفلاسفة خاصة ولأهل الرئاسة في ذلك الزمان، والله أعلم، ويشبه أن يكون ذلك للرصد”.
في الختام: يري “جمال الدين الأفغاني” في الآثار المصرية، حافزًا علي التشبه بالآباء والأجداد، ودافعًا لليقظة والنهوض، والتمسك بالعزة والكرامة: “انظروا أهرام مصر، وهياكل منفيس، وآثار طيبة، ومشاهد سيوة، وحصون دمياط فهي شاهدة بمنعة آبائكم، وعزة اجدادكم. هبوا من غفلتكم، أصحوا من سكرتكم، عيشوا كباقي الأمم أحرارًا سعداء”.
أ. د.ناصر أحمد سنه
(الآثار المصرية في الأدب العربي)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
أ.د ناصر أحمد سنه كاتب وأكاديمي من مصر، تخرج في جامعة القاهرة (1985)، ويعمل: أستاذًا ورئيسًا لقسم الجراحة – كلية الطب البيطري – جامعة القاهرة. وقد بدأ الكتابة منذ نحو ربع قرن، وله أكثر من خمسمائة مقال (ثقافي متنوع) منشور.. ورقياً والكترونياً، وثلاثة كتب منشورة.