الزمن القديم
كان لذلك الزمان طعم خاص والطيبة مزينة لحياة البشر. كان العدل شيء أساسي والكل يساعد بعضه بعضًا دون إنتظار المقابل حتى. المتعلم يفخر به أهله وجيرانه ويصل لأعلى المراتب ولا يذهب تعبه سدًا الكل كان ملتزمًا بدينه والنصيحة والأمر بالمعروف هو مبدأهم. (كما تدين تدان)
يتضامنون مع الجيران والأحباب يفرحون لفرحهم ويساندون في كسرهم ويتشاركون الطعام والغطاء والدواء كانو يدا واحدة. لا محل للنفاق أو الخبث في قلوبهم الكل مسالم ويحب الخير لغيره دون أن يخدم مصلحته أو شيء من هذا القبيل، وعندما يقدم الضيف أو عابر السبيل إليهم فالسخاء يطمره طمرًا فيرحل وهو سعيد راضي النفس شاكرًا لهم متمنيًا أن يعود لهم.
كان للحياة طعم ولا أحد يخاف من غدر ولا خيانة أحد أجمل شيء هو المحبة التي تجمعهم والاصلاح فقد كان الشباب يعملون مع آباءهم ويسارعون في كسب رضى أمهاتهم ولا يهملون أزواجهم وأولادهم بل يتوارثون الحرف ويعملون جاهدين في تحسين صورتهم أمام الغير، فإذا انحرف شخص ما ينصحوه ويعاتبوه ويجدون له عملًا لكي يستطيع فتح بيت وتكوين أسرة والابتعاد عن طريق الهلاك.
كانت النفوس قانعة بكل شيء لم يكن هناك تمييز بين الأفراد الكل سواسية ويسارعون للكلمة الطيبة كانت فعلا حياة سعيدة، الكل متفائل وراض بما قسمه الله له بالرغم من صعوبة الظروف لكن تكافلهم مع بعضها لم يحسسهم بأي نقص ففي وقت فراغهم يصلون أرحامهم ويزورون مرضاهم ويتصدقون على أمواتهم. لو يعود بنا الزمان إلى الوراء ونعيش يومًا واحدًا فقط معهم.
الزمن الأخير – كما تدين تدان
الواقع الذي نعيش فيه لا مكان لشيء حقيقي بمحتواه كل شيء مزيف نحن في زمن يتساقط منه الأصدقاء كأوراق الخريف اليابسة على الطرقات نحن في زمن انعدمت فيه الثقة والكل يسارع للأمور التي تخدم مصلحته نحن في زمن أصبح القوي يتفاخر ويظلم الضعيف ويسلب حق المتعلم ليمنح لإبن فلان. نحن في زمن لا أحد يفهم أو يقدر وضع الآخر الكل يلوم ويجرح قد كثر الخذلان واستولى الظلم وطردت العدالة من الحياة. نحن في زمن كثر فيه الخبث والنفاق والتكلم في أعراض الناس، الغني يتكبر على الفقير ويسقط من كرامته أمام الجميع مقابل رغيف خبز لأطفاله.
أصبحنا كالجثث فوق التراب الكل ينهب ويتسلط لا أحد يعين أو يشجع أصبح الدين مجرد كلمة الجميع يعرف الحلال من الحرام لكن تجدهم يصطفون في طوابير لشراء قوارير الخمر ويمنحون الرشوة للعمل والسكن والغيبة والنميمة تلك أحاديثهم طوال الوقت، الابتعاد عن العبادات والالتهاء بالامور الدنيوية هل نحن في الزمن الأخير؟
قد فسد كل شيء لن يرضى عنك أحد مهما فعلت سيطعنوك في وقت الضيق ويخذلك الجميع ولن يهتم لأمرك إنسان يكفينا ابتعادا وهروبًا من الله ومن طريق الحق استيقظ من غفلتك فهذا الزمن مخيف والكل سيحدد مصيره فيه وكما تدين تدان.
زهيرة وتار
الجزائر
(كما تدين تدان)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
زهيرة وتار من الجزائر. تحصلت زهيرة على شهادة الباكلوريا واختارت تخصص علوم انسانية. دخلت لعالم الكتابة منذ 13 عام. شاركت في كتاب ورقي و3 كتب الكترونية جامعة، وستنشر كتابها قريبًا. تهوى السفر والمطالعة.