كنت أبحث عن فكرة لأكتب عنها، فوجدت أن مَعين الأفكار أوشك أن ينضب، فقلت بما أن هناك كتب كثيرة تتحدث عن النساء، لماذا لا يكون لنا نحن الرجال كتابًا خاصًا بنا؟ وبما أنه كتبًا للرجال فقط تدرس نفسية المرأة باعتبارها ذات نفسية معقدة، لماذا لا نكتب كتابًا للرجل ذا الشخصية المتقلبة، حتى تستطيع المراة أن تكون على إحاطة بما قد يجعلها تحتار في تصرفاته.
الرجل كالمرأة تمامًا، له تفكير مختلف عن المرأة. كما أن هناك عدة أشياء تَصْدُر من المرأة، لربما تفسد العلاقة، وهذا لا يقتصر على الأزواج فحسب، فهذا يحدث أيضًا عندما نتعامل مع المرأة كأم وأخت وصديقة وزوجة. فالرجال من عادتهم الكتمان، وأذا رأيتِ أن من معكِ صامت كالصخر، فاعلمي أن هناك مشكلة ما، وما يجب على المرأة فعله أن تبتعد، أو أن تستدرجه للبوح لعلها تشاركه همومه وما يؤرقه.
كذلك نحن نرى دائمًا طبع الرجل العصبي، والحقيقة أن قلوب الرجال كبيرة وحنونة أكثر مما نتخيل. وما يجب على المرأة فعله أن تُشعِر الرجل أنه هو سيد المكان، ولاسيد غيره، وما يُظهره من حزم هو فقط حُب السيادة، أو بالأحرى حب التحكم. فهو يعتقد أن حنانه وطيبته الزائدة ستجعل منه أقل تحكمًا وأقل تأثيرًا، وبالتالي سيتملص من الكثير من الأوامر التي يطلقها في البيت أو العمل. وبخصوص الأوامر، أنصح أن تنفذ دون نقاش، ولا ضير من أن تنفذ باعتبارها خدمة لشخص نحبه ونُكن له الاحترام. ولا داعي لأن نعتبرها إنقاصًا لقيمتنا، فهذا ما تعتقده الكثير من النساء. فأنت لستِ عبدة عنده، وإنما شخص تعلق بقلبه، وأوامره التي يلقيها في أحيان كثيرة هي من باب الحب.
كذلك نسمع كثيرًا أن الرجال لا يبكون، والحقيقة أننا نبكي ونضحك ونحزن ونسعد؛ فنحن في النهاية بشر، وعدم إظهارنا للدموع ولبكائنا، لأننا نعتبر أنفسنا أن ذلك قد يجعلك ضعيفًا لأننا نعتبر أن ذلك قد يجعلنا ضعفاء كما هو المعروف. فالدموع والبكاء لا يليقان بِكَيان الرجل الذي يعتبر نفسه هو القائد وهو السند وهو الكتف. فبكائه يعني أن هناك أمر جللًا قد حدث، وقد يؤثر هذا تأثيرًا بالغًا على المحيطين به سواءً من الرجال أو النساء.
كل ما كتبته هو دراسة تخصني أنا وحدي، وليست من طرف لجنة متخصصة. وحقًا إن موضوع نفسية الرجل أكبر من أن يُحصر في مقال. ولكن من باب أن هذا الأمر قليل الكتابة، فاخترت أن أكتب عنه. وأخيرًا أنصحكِ بألا تصدقي كل ما كُتِب، فكيان الرجل دائم التقلب، ونفسيته معقدة جدًا، وحتى الدارسين لا أظن أنهم يستطيعون حصرها في تصرفات بعينها.
الضيف بلول
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
الضيف بلول من الجزائر، يدرس تخصص التاريخ بجامعة الشهيد حمة لخضر. يهوى الكتابة وممارسة الرياضة.