الطريق ملكُُ للجميع

المقدمة

إن هذه الدنيا كلها طريق واحد ونهايته معلومة فكما قال الشافعي رحمه الله (فمن عاش ألفا وألفين فلا بد من يوم يسير إلى القبر) فإن علمنا هذا فيجب أن نعلم أيضا أن الأرض خلقها الله لعباده ولن تفنى حتى يموت الجميع ويُبعث الناس منها يوم القيامة إلى رب العالمين فيزول الكون بما فيه كأنه لم يكن من قبل فإذا استوعبنا هذا يجب أن نعلم بأن الطريق حق للجميع وليس ملك لأحد فيستغله لنفسه باعتدائه على الناس لأن هذا ظلم وعدوان. (الطريق ملكُُ للجميع)

الطريق ملكُ للجميع
LAist

إصلاح القلوب أولى

يقال أن إصلاح المستشفيات والطرق والمؤسسات أولى ونحن نقول أن الواجب إصلاح القلوب أولا ثم إصلاح باقي المؤسسات لأن إصلاح المؤسسات وبقاء القلوب على حالها لا يتغير شيء لقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ) الرعد 11. فنحن نرى مثلا في المستشفيات الزيارة على الواحدة زوالا لكن بعض الزوار من الناس لا يحترمون هذا فمنهم من يدخل بالقوة ومهاجمة الحراس على الباب ومنهم من يدخل عن طريق المعرفة قبل وقت بدء الزيارة والناس حوله يتساءلون لماذا؟
ومنهم من يقوم بضرب الأطباء. الخ.

ومن العمال والمسؤولين من يطرد المرضى من باب المشفى ظلما وعدوانا وهناك أطباء لا يجتهدون في عملهم ويتركون المرضى في صراع مع الموت المسبق وهناك ممرضات وممرضين لا يهتمون بالمرضى إطلاقا فتجدهم يتجمعون للحديث بينهم في وقت العمل ومن بعض المسؤولين من يستعمل التحايل في الزور والمزور لسرقة الأدوية وبيعها خارج المستشفى وأما عن بعض المرضى من يستعمل الغش في الإسم أمام الطبيب من أجل الدواء فيضع اسم آخر ليتحصل عليه مجانا وهناك من يتحصل على عطلة مرضية مدفوعة الأجر عند دفعها للمؤسسة وهذا من الزور أيضا والتحايل هذا كله من فساد القلوب وظلم للنفس من جهة والطريق له حقه واحترام المارة عليه من غير غمز ولمز وتتبع عورات الناس وغيبة وقذف كل من مر منه فإصلاح القلوب أولى فأنا أصلح قلبي وأنت أصلح قلبك ثم نتكلم عن باقي المؤسسات لأن صلح القلب يجعل منك شخصا يحب الإصلاح وفساده يجعلك تفسد ما هو صالح.

إقرأ أيضاً:  من أراد، استطاع!

مساحة إعلانية


السرعة – الطريق ملكُُ للجميع

السيارة أمانة وأنت مسؤول عنها حتى وإن اشتريتها بمالك الخاص والسرعة الزائدة التي تجلب لصاحبها الهلاك هو إنتحار أنت تحمل معك أرواح فغرورك أو تهورك بسببهما ستفقد السيطرة على نفسك فاعلم أنك ستحاسب أمام المولى عز وجل بما استرعاك به فإن كنت سببا في موت أحد بعد تجاوزاتك المحدودة وتسرعك وخصوصا لمن يشرب الخمر أو المخدرات ثم يركب سيارته لسياقتها وهو في حالة حرجة من نفسه آلا تخشى يوما يقال لك فلان ذنبه في رقبتك سواء توفي أو أصيب بإعاقة وأنت المتسبب لها وكما يقال (في التأني السلامة وفي العجلة الندامة).

التسرع – الطريق ملكُُ للجميع

وما نراه اليوم في بلدان عربية وإسلامية من غلق للطرق من أجل مصلحة خاصة فهذا نوع من أنواع الظلم أيضا فغلق الطريق له أضرار ومنها:

  • ظلم المارة من الناس عليه والنبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بإعطاء حق الطريق.
  • تشويه مكانة الإسلام والمسلمين أمام العالم فالدين هو الخلق.
  • تضييع الوقت إن طال هذا الغلق على الناس وأشغالهم.
  • معارضة الدولة وأمنها وتزعزع العلاقة بين الشعب وحكومته قد يكون هذا الغلق يسبب فتنة لا نهاية لها ويعتبر هذا الفعل سنة سيئة في الإسلام فهو من عمل الكفار.

الخاتمة – الطريق ملكُُ للجميع

إن المطالب وإن تم اعتبارها من الحقوق فالواجب احترام الغير فقانون القوة لا يُستعمل عند أصحاب العقول فلسنا في غابة ليأكل القوي منا الضعيف وأسوأ ما رأيناه وسمعنا عنه هو الجار يغلق الطريق على جيرانه وهو من المصلين أو من الذين أدوا مناسك الحج والعمرة والله المستعان فيا غالق الطريق أما تخشى أن يُغلق عليك طريق الجنة كما أغلقت الطريق اليوم على إخوانك في الدنيا.

بقلم شعيب ناصري

(الطريق ملكُُ للجميع)

إقرأ أيضاً:  اشغلها بالحق


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

الحب غير المشروط

الثلاثاء نوفمبر 1 , 2022
تمت قراءته: 638 “يبدأ الحب الحقيقي عندما لا نتوقع شيئا في المقابل” أنطوان دي سانت أسكوبيري. (الحب غير المشروط) معنى الحب غير المشروط هل سمعت بهذا التعريف من قبل؟ ما معنى أن أحب بدون شروط؟ هل هذا نوع من التضحية؟ هل هو شيء مثالي رومانسي وغير واقعي؟ ولماذا قد نختار […]
الحب غير المشروط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة