اضطراب ما بعد الصدمة هو نوع من اضطرابات القلق، يتميز بأعراض جسدية وعاطفية ونفسية ناتجة عن تجربة عنيفة أو مؤلمة. عادة ما يمثل الحدث الذي يتسبب في حدوث الاضطراب تهديدًا لحياة الفرد أو الأطراف الثالثة.
وهكذا، عندما يتذكر الشخص الحدث الصادم، فإنه يستعيد تلك اللحظة كما لو كانت تحدث مرة أخرى وينتهي به الأمر بالشعور بالألم والمعاناة التي تسبب فيها عامل الضغط. هذا النوع من الاسترجاع يولد تغيرات فيزيولوجية وعقلية.
يعتقد بعض مع الباحثين من مؤسسة Oswaldo Cruz فرضية أن سبب الاضطراب مرتبط بخلل في مستويات الكورتيزول أو انخفاض بنسبة 8٪ إلى 10٪ من قشرة الفص الجبهي والحصين.
على الرغم من أن الخوف هو رد فعل طبيعي للكائن الحي، إلا أن الإجهاد اللاحق للصدمة في هذه الحالات قادر على التسبب في خوف مفرط ومستمر يولد قيودًا في حياة الفرد. وبالتالي، من الممكن أن يتوقف عن أداء المهام اليومية أو يخشى أن يكون بمفرده حتى من دون مخاطر ظاهرة.
الإجهاد – اضطراب ما بعد الصدمة
حوالي 20 ٪ من الأشخاص الذين عانوا من حدث مؤلم يصابون بهذا الاضطراب. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن معظم الناس لا يطلبون المساعدة إلا بعد سنوات قليلة من الأزمات الأولى. من بين الأنواع الرئيسية للأحداث التي يمكن أن تولد الاضطراب:
- عنف الحضري.
- عدوان الجسدي.
- العنف الجنسي.
- التعذيب.
- الإرهاب.
- الخطف.
- الحرب.
- الحوادث.
- الكوارث الطبيعية أو من صنع الإنسان.
بشكل عام، يمكن لأي حدث صادم أن يثير المشكلة. علاوة على ذلك، ليس بالضرورة أن يكون شيئا قد حدث للشخص نفسه، أي أنه ربما يكون قد شهد حدثا صعبا مع أفراد آخرين أو تم إبلاغه به (على سبيل المثال، عدوان أو اختطاف).
يمكن لأي شخص يتعرض لنوع من الصدمات النفسية أن يصاب بهذا الاضطراب، ولكن الحقيقة المهمة هي أن النساء يتأثرن مرتين أكثر من الرجال.
مساحة إعلانية
الأعراض
من المهم الإشارة إلى أنه من الطبيعي تماما أن تتعرض للاهتزاز بعد تجربة مؤلمة. ومع ذلك، يعاني بعض الأشخاص من مشاعر وأفكار مزعجة مرتبطة بالحدث وتستمر لأشهر أو سنوات. في هذه الحالات، يجب أن تكون على دراية بالأعراض التي قد تشير إلى أن شيئا ما لا يسير على ما يرام.
- الذكريات الثابتة: يستعيد الشخص الصدمة بشكل لا إرادي من خلال الذكريات المتكررة والمؤلمة، أو الكوابيس، أو الشعور بأن الموقف يحدث مرة أخرى.
- ردود الفعل الجسدية: الأكثر شيوعًا هي الغثيان والتعرق وعدم انتظام دقات القلب والهزات والدوخة والصداع.
- الإثارة المبالغ فيها: اليقظة المستمرة، نوبات الغضب وصعوبة التركيز والنوم.
- سلوك التجنب والعزلة الاجتماعية: يبدأ الشخص في تجنب الأماكن والأنشطة وحتى الأشخاص الذين يثيرون ذكريات صعبة ومؤلمة. قد تواجه أيضا مشكلة في التحدث عن الحدث الصادم.
- المعتقدات والعواطف السلبية: صعوبة الثقة بالآخرين والحفاظ على العلاقات، بالإضافة إلى الشعور بالذنب والعار.
التشخيص
وضع الدليل التشخيصي للاضطرابات العقلية و ICD-10 (التصنيف الدولي للأمراض) معايير تشخيص الاضطراب. الشرط الأول هو تحديد عامل الضغط، أي الحدث الصادم الذي يمثل تهديدا لحياة الشخص أو شخص قريب منه.
بعد ذلك، يتم تحليل الأعراض، والتي بدورها يجب أن تكون موجودة لمدة شهر على الأقل. يجب على الطبيب النفسي إجراء تقييمات لاستبعاد الأمراض العضوية الأخرى، مثل تعاطي الكحول، والاضطرابات النفسية الأخرى، مثل الاكتئاب ومتلازمة الهلع.
العلاج – اضطراب ما بعد الصدمة
يهدف علاج الإجهاد اللاحق للصدمة إلى مساعدة المريض على السيطرة على الخوف والضيق والقدرة على التعامل مع أعراض الاضطراب. من المهم طلب التوجيه من المتخصصين مثل الأطباء النفسيين وعلماء النفس لوضع خطة علاج فردية.
الأكثر شيوعا هو أن جلسات العلاج النفسي يتم إجراؤها، بشكل أساسي من خلال طريقة العلاج السلوكي المعرفي. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من الضروري في بعض الحالات استخدام مضادات الاكتئاب أو مزيلات القلق أو أنواع أخرى من الأدوية التي تخفف أعراض الاضطراب.
د.إيمان بشير أبوكبدة
(اضطراب ما بعد الصدمة)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
د. إيمان بشير ابوكبدة من طرابلس، ليبيا. حاصلة على ليسانس تاريخ و دبلوم في الطب البديل و علاج بالزيوت. تكتب في عدة صحف ومواقع عربية في مجال الصحة والجمال.
