يقول الشيخ ابن ناصر السعدي رحمه الله (الحكم العدل الذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة بعدله وقسطه فلا يظلم مثقال ذرة ولا يحمل أحدا وزر أحد ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه ويؤدي الحقوق إلى أهلها فلا يدع صاحب حق إلا أوصل إليه حقه وهو العدل في تدبيره وتقديره) [1]من مطوية شرح أسماء الله الحسنى له ص 3. (العدل بين الصفات والمواصفات من الأفعال الربانية)
وعكس العدل هو الظلم والله جل جلاله لا يوصف بهذا الوصف لأنه منزه عن ذلك وقد حرمه على نفسه وجعله بيننا محرما وإن عدالة الله بين الخلائق لا توصف بالظلم مهما كانت فهي تسبقها حكمة ورحمة مع علم وفضل منه فمن منع من رزق فلم يظلم ومن منع من الأولاد فلم يظلم لأن هذه أمور غيبية لا نعلمها ولو علمناها لسجدنا لله شكرا من شروق الشمس إلى غروبها لأنها كانت علينا عفوا وعافية.
وإن بعض الابتلاءات في الحياة قد تكون رحمة من الله عز وجل ليكون للعبد نجاة يوم القيامة إن صبر عليها فإن العدل والرحمة تقرب بينهما المعاني وإن كان الفرق في المقاصد ولهذا قال أهل العلم (الجنة رحمة الله لنا والنار عدل منه).
مساحة إعلانية
التزكية – العدل بين الصفات والمواصفات
تسمية الأبناء ببعض الأسماء فيها نهي لأنها متعلقة بالصفات فلا نقول عبد الرحمة أو عبد العدل ولكن نقول عبد الرحيم ومنه أيضا الإسم عادل فإنه مزكى فنحن لا نعلم بعد تقدمه في السن هل يكون عادلا أم لا؟
ولهذا جاءت نصوص كثيرة في القرآن والسنة فيها نهي عن تزكية النفوس فهي من البشر تخطئ وتصيب.
وقد أمرنا الله عز وجل بتحقيق العدل في الدنيا ونهانا عن المظالم بأنواعها والعدل يشمل الإعتراف بالأحقية لأصحابها ولو كانت على حسابنا نحن؛ فإن تحقق هذا العدل فذلك هو رأس مال المظلوم وكل سعادته وخفة لألمه ولأن العدل أصبح شبه منعدم في الكثير من البلدان الإسلامية حاليا تحول بعده إلى ظلم وسلبت الحقوق بشتى الطرق ومنه القصاص الذي أصبح مطلبا شعبيا من أجل إعادة قانون الاعتماد عليه فهو حياة ونجاة للجميع.
فإن المسلم الذي يثق في عدالة الله سبحانه وتعالى في الدنيا ولا ييأس من رحمته له خير من المسلم الذي يشكك في عدالة الله ويقنط من رحمة الله في حياته فإن الحياة تنقسم إلى طبقات وفيها دائما حاكم ومحكوم وكذلك ظالم ومظلوم وأيضا غني وفقير.. إلخ.
ومن عدالة الله بين المخلوقات الأخرى نرى الطير الصغير يرزق وكذلك تلك النملة التي لا يظهر منها شئ أليست هذه آية من آيات الله في كونه سبحانه وتعالى هي معجزة بعدالته التي ليس لها شبيه.
ختاما
اعلم يرحمك الله أن الله إذا أوجدك في الوجود فمهما بلغت في الإستقامة فأنت ظالم؛ ظلمت نفسك أو غيرك سواء قولا أو فعلا قال تعالى (. وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب 72].
والتقصير في العبادة هو ظلم للنفس وقس على ذلك فإن العدل مطلب ولا بديل له لو تحقق لرأينا الخير الكثير في حياتنا هذه.
بقلم شعيب ناصري
(العدل بين الصفات والمواصفات)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.
الملاحظات أو المصادر
↑1 | من مطوية شرح أسماء الله الحسنى له ص 3 |
---|