الهدايا السُلطانية من الأعراف والتقاليد الدبلوماسية والحضارية العريقة. لتدعيم العلاقات الإجتماعية والإنسانية والسياسية، ووفاءً بالتزامات دينية. كما كانت ـ وستظل بكرمها، ونفاستها، وفخامتها، وجِـِدتها، وجودتها، وفنياتها ـ تعكس المكان والمكانة، والسخاء والكرم الذي ربط بين متبادليها. وتحكي ـ بالتوثيق الفني والتقني والإنساني والحضاري ـ عن الأشخاص (الهادي، والمُهدي إليه)، والأزمان (وملابساتها)، والأماكن (التي عبرتها. موطناُ، وهجرة، واستقرارًا)، والسفراء والبعثات (التي حملتها). فضلًا عن تنوعاتها الرائعة. (الهدايا السُلطانية)
بين حواضر العالم، بشتى أرجائه، تنوعت الهدايا المتبادلة بين تحف أثرية، وأقمشة مُطرزة، وأنسجة مُذهبة، ومخطوطات قرآنية، وكتب نادرة، ولوحات فنية، وسيوف وخناجر ودروع، وتجهيزات أحصنة، ومسلات، وساعات، وتيجان، ومجوهرات، وحُلي، وحيوانات، وواجهات قصور، وعناصر معمارية، وأغراض منزلية، وقطع الكريستال، ومفروشات، سجادات فاخرة بكامل زخرفتها وبهائها. وتعددت أغراض الهدايا فكان منها ما هو رسمي/ دبلوماسي والتي قد تكون صنعت من أجل الخزائن “الملكية” أو حفظت داخلها. ومنها ما كان هبة لأغراض دينية. ومنها ما هو شخصي وتم صنعها ضمن تقاليد البلاط. ومن الهدايا السلطانية ما هو مُعلن ومعروف ومعروض في متاحف أثرية أو غير معروض. ومنها مازال في بلد المُهدي إليه أو هاجر إلي غيره، أو عاد إلى وطنه الأم.
ومنذ “هدية” ملكة سبأ “بلقيس” إلي نبي الله “سليمان” عليه السلام. توالت عبر العصور والأجيال الهدايا بين الملوك والأمراء والسلاطين والحكام والزعماء. وعقب بعثة “حاطب بن أبي بلتعة “، رضي الله عنه، إلى عظيم القبط “المقوقس” (جريج بن مينا). أهدى “المقوقس” مارية (تزوجها الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأنجبت إبراهيم) وأختيها “سيرين”، و”قيسري”، وغلامًا خصيًا يقال له”مابور”. وشملت الهدايا أيضًا: ألف مثقال ذهبًا، وعشرين ثوبًا من قباطي مصر، وفرسًا (اللزاز)، وبغلة شهباء (دُلدل)، وحمارًا أشهب (عفير)، وقدحًا من زجاج، وعسلًا. وأعدت الملكة “سيندوخت” موكبًا لزيارة شاه إيران. وفي استعراض للثروة والسلطة امتد موكبها على مسافة أربعة كيلومترات. وقدمت 300، 000 مسكوكة ذهبية إلى جانب المجوهرات والإبل والأراضي لشاه إيران أملًا في أن يسمح لابنه بالزواج من ابنتها. وقد سمح وأسفر زواجهما عن “رستم” الذي أصبح من أعظم قادة بلاد فارس.
أضخم الهدايا – الهدايا السُلطانية
قبل توليه الخلافة. قاد الأمير “هارون الرشيد” (763م- 809م) حملة عسكرية كبيرة على الإمبراطورية البيزنطية (779ـ 781). والتي لم تنفك تناكف دولة الخلافة العباسية وتهاجم مدن الثغور، فتلحق الأذى والضرر بالمواطنين وممتلكاتهم. فتقدم الأمير “هارون” في أراضي الدولة البيزنطية، ملحقًا بهم الهزائم، حتى بلغ “القسطنطينية”، ذات الطبيعة الجغرافية المعقدة، والأسوار الحصينة المنيعة. فحاصرها، فعرضت الملكة أيرني Irene ملكة البيزنطيين الصلح. وقبله الأمير بشروطه وكانت: “أن تدفع الملكة أيرني إتاوة سنوية قدرها 90 ألف و70 ألف دينار على دفعتين، في نيـسان وحزيران، وأن يحمل رسول منها الهدايا إلى الخليفة المهدي، مع تسليم كافة الأسرى المسلمين، وتقديم الملكة الأرزاق للجيوش الإسلامية لتسهيل عودتهم إلى بلادهم. علي تكون مدة الصلح ثلاث سنوات فقط”.
ولما تولي “هارون” الخلافة (ما بين786 – 809 م) أضحت فترته فترة تألق وإزدهار متعدد الجوانب. ليس للخلافة العباسية فحسب، بل وللحضارة العربية الإسلامية بأسرها. ومما يشير إلي ذلك لوحة نادرة (1864م) للرسام الألماني “يوليوس كيوكيرت” موجودة بمتحف “مكسمليان” بميونيخ بألمانيا. وتمثل الخليفة جالسًا على كرسيه في بلاطه يستقبل رُسل الملك “كارل الكبير” (شارلمان) ملك الفرانكيين (الفرنج) في العام 797م. وتكونت بعثة (شارلمان) من: “لانتفريد”، و”زيجزمزند” كمبعوثان، و”اسحاق” اليهودي كدليل، ومترجم. وتبرع اللوحة في تشخيص عرش “الرشيد” بمفردات الفخامة، والسجاد الفاخر، والروائح، والأطعمة الشهية.
كما توجد لوحة نادرة، بدون اسم مبدعها، تمثل رسل “الرشيد” وقد وصلوا بلاط الملك (شارلمان) في “آخن” (قرب كولن بوسط ألمانيا). ومعهم هدايا ضخمة منها فيل أبيض. وكان هذا الفيل رغبة الملك. فضلًا عن البسط، والزجاجيات، والعطور، والسيوف، والأقمشة. وكان من بين هدايا “الرشيد”لشارلمان”ساعة مائية” شهيرة تُعتبر من نفائس الاختراعات آنذاك. وكلها هذه الهدايا كانت صناعات عربية فاخرة، اعتز بحيازتها ملوك أوربا جيلاُ بعد جيل.
واستغرقت السفارة والإقامة في عاصمة “الرشيد” عامًا كاملًا. تبادل فيها الطرفان الهدايا والمفاوضات السياسية. ثم قفل الفرنكيون عائدين إلى وطنهم. وخلال رحلة العودة توفي “لانتفريد”، و”زيجزموند”. فيما تعين قيام “إسحاق” بخدمة الفيل وسائر عناصر الرحلة ومواصلتها بشق الأنفس. وفي 13 يوليو 802م وصل الركب ومعهم الفيل إلى العاصمة “آخن”. وكان إيصال فيل من “بغداد”إلى”آخن” يبدو عملًا “مجازفًا ومغامرًا”. فقد سار الركب عبر طريق ـ معروف منذ القدم ـ امتد عبر “الأناضول”، و”القسطنطينية”، وبلاد البلقان إلى وسط أوربا.
(الهدايا السُلطانية)
مساحة إعلانية
هدايا السلطنة العثمانية
في البلاط العثماني بـ”أدرنة” يُمضي السلطان “سليم الثاني” (1524- 1574) فصل الشتاء. ووصل إليه مبعوث الشاه الصفوي “طمهاسب” (حكم ما بين 1524-1576م) حاملًا، من الشاه للسلطان، “رسالة صداقة، وتهنئة” (بمناسبة اعتلاء السلطان العرش عام 1566). متمنيًا له التوفيق في حكمه (استمر حتي عام 1574م). ولم تكن رسالة المبعوث، وهو الشاه “قولي” (أحد أبرز الشخصيات العسكرية)، “فردية أو كتابية، أو شفهية” فقط. بل رافقه 700 شخص، وحمل معه هدايا نادرة ناءت بحملها ظهور أربعة وثلاثين جملًا، وأعداد لا تحصي من الدواب. لما وصلت قافلة الهدايا. توجه السلطان العثماني ببطء إلى الخارج، في إشارة إلي موافقته. فأحضر الحرس علي الفور الهدايا (بيشكاش) وهي من كل نوع. جميل وفاخر. وكانت أولي الهدايا مصحف مُجلد ومُذهب ومُرصع ـ بكثافةـ بالجواهر الثمينة. إضافة إلي الكتب، و”الشهنامة” أو (كتاب الملوك) الغني بالرسوم الفنية.
وأهدى السلطان “محمود الثاني” (1785–1839) الذي حكم ما بين (1808-1839م) ستارة فخمة لقبر الرسول، صلى الله عليه وسلم. وهي مصنوعة من أسلاك الذهب والفضة، ومزينة بالحرير الأحمر واللازوردي الفاتح. أما السلطان “عبد الحميد الثاني”(1842-1918م)، وتولي الحكم فيما بين (1876- 1909م) فأهدى واجهة حجرية ضخمة علي شكل وردة إلي القيصر “فيليهام الثاني”. وهي مأخوذة من واجهة القصر الأموي “قصر المشتى” بالأردن. ويبدو من التقنيات التي استخدمت في نزعها وتغليفها ونقلها ما يدل علي السخاء والبذخ السلطاني. وتضم متاحف “اسطنبول” حاليا معظم كنوز العثمانيين من الأقمشة، والمنسوجات، والسجاد، وصناديق حفظ النسخ النادرة من المصاحف. إلا أن أعظم متاحفهم هو “مركز السلطان العثماني” المعروف بـ “طوب قابي”. والذي يضم مجموعات عظيمة من المجوهرات، والكؤوس، والأطباق المرصعة بأغلي الجواهر. وكذلك المصاحف المُزينة، وكراسي عروش السلاطين السابقين.
المسلات الفرعونية – الهدايا السُلطانية
عبر عصور مختلفة نزحت عن مصر مسلات عدة لترتفع قائمة في عواصم عالمية. فمسلة لندن هي إحدى مسلتين أقامهما الملك “تحتمس الثالث” أمام معبد “عين شمس” ثم نقلتا إلى أمام معبد قيصريوم. ويقال إن الإمبراطور “أغسطس” نقلها إلى هذا المكان من “عين شمس” في السنة العاشرة ق. م. وقد نُقلت إحدى المسلتين إلى لندن عام 1877 م. ويبلغ ارتفاعها- على نهر التايمز- 20.78 متر ووزنها حوالي 187 طنًا. وقد أهداها “محمد علي باشا”(1769- 1849) إلى الأمة الإنجليزية عام 1831م بعد أن كانت قد أهديت لها عدة مرات من قبل. لكنها بقيت بعد إهدائها ملقاة على الأرض لصعوبة نقلها حتى عام 1877م. حيث نقلت على يد السير “أرزمس ولسن” على ظهر سفينة خاصة اسمها “كليوباترا” تجرها باخرة ضخمة تدعى “أولجا”.
لكن الباخرة “أولجا” اصطدمت بأخرى مما أدى إلى فقدان عدد من رجالها. وأنقذت “كليوباترا” حاملة المسلة من الغرق بباخرة أخرى اسمها “فترموريس”. وتحدثت الصحافة العالمية إلى ما يُسمي بـ”لعنة الفراعنة”. وبعد وصول المسلة إلى لندن، ورفعها لإقامتها، انقطعت الحبال وسقطت المسلة من فوق البرج. لكنها نجت بأعجوبة. وقد استغرق نقل المسلة وإقامتها مكانها اثني عشر شهرًا.
وأما المسلة الموجودة بـ”سنترال بارك” بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية فيبلغ ارتفاعها 12.20 مترًا، ووزنها 193 طنًا. ويتردد أن الخديو “إسماعيل” (1830- 1895) أهداها للولايات المتحدة عقب افتتاح قناة السويس عام1869. وبهدف تعميق العلاقات بين الدولتين. وتمت ـ عام 1879ـ إجراءات الإهداء الرسمية في عهد الخديو “توفيق” (1852- 1892). ونقلت إلى نيويورك عام 1880، ونُصبت في موضعها عام1881. أما مسلة ميدان “الكونكورد” في العاصمة الفرنسية “باريس”، فيتردد أن “محمد علي باشا”(1769-1849) قد أهداها، أيضًا، الي ملك فرنسا “لويس فيليب” عام1826. والذي قام بنصبها في باريس عام 1833.
(الهدايا السُلطانية)
مساحة إعلانية
هدايا متنوعة. شرقًا وغربًا
انتشر إهداء التجهيزات الضوئية للمؤسسات الدينية، والجوامع والمساجد والزوايا على نطاق واسع في أرجاء العالم الإسلامي. وينم التهادي/ التبرع بمشكاة أمرًا ذا أهمية ودلالة كبيرة. وثمة مشكاة زجاجية تعود للفترة المملوكية في مصر. وتم منحها لاحقًا كـ”هدية دولة” لملك بلجيكا “ليوبولد الثاني” (1835- 1909) بمناسبة تدشين قناة السويس عام 1869. ومؤخرًا. أعلنت إدارة حديقة الحيوان بالجيزة بمصر عن وفاة سلحفاة عن عمر يناهز 270 عامًا، مما يجلعها من أقدم الكائنات على سطح الأرض. وهذه السلحفاة قد أهداها الملك “فاروق” (1920- 1965) إلى الحديقة ليتذكره بها الشعب المصري.
وكان الأوربيون الذين يزورون البلاط المغولي يقدمون أحجار “الكاميو” كهدايا لأفراد الحاشية. ومن ثم ترسخت هذه العادة في البلاط. ويمثل الكاميو المصنوع من الجزع العقيقي المطلي بالمينا الذهبي حادثة وقعت لـ”أنوب راي” شريك الأمير “خورام” في الصيد (عُرف خورام لاحقًا باسم شاه جهان). حيث هاجمه نمر وهو يحمي الأمير. وتقديرًا لشجاعته مُنح “أنوب راي”لقب”قائد قتلة الأسود”.
وفي معرض حديث بمتحف الكرملين. عرضت هدايا قدمت إلى القياصرة الروس من بينها هدايا من البورسلين يعود تاريخها لعام 1807 من الإمبراطور “نابليون بونابرت” إلى الإمبراطور الروسي ألكسندر الأول. وهدية من الملك السويدي “تشارلز التاسع” إلى القيصر “أليكسي ميخائيلفوتش”. وهي عبارة عن “طاولة- نافورة” مصنوعة في “هامبورغ” بألمانيا فيما بين 1649- 1652. وتمثال “الفهد الفضي”من”فابيان سميث”للقيصر”ميخائيل فيودوروفيتش”. كما عرض طقم وإبريق لتطهير اليدين أهداه السفير النمساوي إلى القيصر “أليكسي ميخائلوفيتش”، ومصنوع في “أوغسبورغ” في عامي 1674- 1675. ولم تقتصر الهدايا على أصحاب السلطة السياسية، فقد نشط تجار بتقديم هدايا من صناعاتهم. ولعل أبرز تلك الصناعات الخناجر التي كانت تلقى رواجًا كبيرًا في روسيا القيصرية، وتضم متاحف الكرملين عدة هدايا منها، أحدها خنجر وغمد مطعم باللؤلؤ والياقوت والذهب والفيروز.
وثمة تحفًا فريدة جمعت عن طريق الهدايا التي تلقاها أمير “سكسونيا”، وملك “بولندا” لاحقًا الملك “أوغست” (1670- 1733). والتي ورثها عن أسلافه منذ القرن الخامس عشر، وأيضًا الهدايا التي كان يقدمها أفراد السلالة الملكية لبعضهم البعض، وتتوافر في متحف “درسدن”. ومنها الهدايا التي تعبر عن التحالفات السياسية بين “سكسونيا”، ومملكة “الدنمارك” أو الهدايا الخاصة بين “أوغست” وزوجته ومنها الساعة الثمينة التي قدمها في رأس السنة. وهي من أثمن المقتنيات وفيها كريات تتحرك في كل دقيقة ميكانيكيًا، مع عزف الموسيقى كل ساعة.
إضافة إلى الرموز المنقوشة أعلى وأسفل الساعة. ومنها أدوات البستنة المرصعة بأثمن الجواهر التي قدمها لزوجته. كذلك أكواب الذهب التي قدمها لأبنائه ورمزت إلى مجد السلالة، وقوتها. ومنها كوب فخم مُذهب ومرصع بأحجار كريمة تلقاه “أوغست” من الإمبراطور الروسي “إيفان الرهيب”. وعند تتويج “أوغست” ملكًا على بولندا كان معه هذا الكوب. وتوجد مجموعة من الزمرد أهديت من قبل الإمبراطور “رودلف الثاني” (1552- 1612) لأمير من أمراء سكسونيا. وجُلب هذا الزمرد من أميركا اللاتينية، لذا طُلب عدم بيعها بأي حال. وبعد 150 عامًا طلب “أوغست” صناعة تمثال لهندي أحمر يحمل سلة بين يديه حيث وضع الزمرد فيها. أما الخنجر الذي أهداه الأمير “ماتياس” إلى الحاكم الأول “يوهان الأول” 1617، فكانت بمثابة (رشوة) تذكره بالتصويت له في انتخابات قادمة.
وفي يوم الجمعة 18 يناير 2013 نشر القصر الملكي البريطاني لائحة بالهدايا التي تلقتها العائلة الملكية خلال رحلاتها الرسمية السنة الماضية. فقد عادت “كايت” زوجة الامير “وليام” من رحلتهما الى جنوب شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ مع ستة أحذية وحقيبتين وثوب تقليدي أهدتها إياها زوجة ملك ماليزيا. وأهديت قميص نوم من أحد فنادق سنغافورة. وغادر الزوجان “توفالو” مع ثماني سجادات، ومجسم قرية، وألبوم طوابع. وفي نيوزيلاندا، قدم أناس مصاصة من السكر للزوجين. وبينما حصل “وليام” على ملابس داخلية كهدية.
وفي زيارة أخرى، قدم إليهما أحد المعجبين زجاجة من صلصة الفلفل الحار، فيما أهداهما شخص آخر جوارب للأطفال قبل أشهر من الإعلان الرسمي عن حمل “كايت”. أما الأمير “هاري” فتلقى خلال زيارة إلى البرازيل لوحة تسجيل تحمل اسمه. وفي جامايكا، أهداه العداء العالمي “أوساين بولت” حذاءً رياضيًا وملابس للسباحة كتب عليها “هاري بولت”. كما أهدي ملك وملكة النروج سترتين من الصوف إلى “كاميلا”، والأمير “تشارلز” الذي تلقى أيضا مدفأة متوافقة مع البيئة في “الدنمارك” وجهازًا محمولًا لتنقية المياه في السويد تكريما لمبادئه البيئية. كما تلقى زجاجة من زيت الزيتون، وحصلت “كاميلا” على زجاجات مربى وعلبة من نبتة الكينوا، ورسنا، ومعطفين للكلاب. وتعتبر الهدايا المقدمة الى العائلة الملكية أملاكًا وطنية، لكن يحق لأفراد العائلة استعمالها إذا أرادوا. أما الهدايا الأخرى فيتم تخزينها أو عرضها.
والخلاصة: إنها صفحات ناصعة من “تقاليد، وبروتوكولات الإهداء”، حيث كان من الأنشطة الأساسية ـ لتحقيق أغراض عدة ـ للبلاطات عبر معظم الثقافات. ورغم مرور القرون علي أمثال تلكم الكنوز والتحف والآثار يلاحظ ـ عند عرض بعضها ـ روعة فنية، وسخاء في الكلفة، وجِـدّة وجودة، بل وحداثة، وكأنها صنعت للتو. فلا نالت السنون من موادها الخام علي تنوعها. ولا بهتت ألوانها، أو تغيرت أو تحولت. فالهدايا السُلطانية “جديدة متجددة تدب الحياة، دومًا، في أوصالها”.
أ.د. ناصر أحمد سنه
كاتب وأكاديمي مصري
(الهدايا السُلطانية)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
أ.د ناصر أحمد سنه كاتب وأكاديمي من مصر، تخرج في جامعة القاهرة (1985)، ويعمل: أستاذًا ورئيسًا لقسم الجراحة – كلية الطب البيطري – جامعة القاهرة. وقد بدأ الكتابة منذ نحو ربع قرن، وله أكثر من خمسمائة مقال (ثقافي متنوع) منشور.. ورقياً والكترونياً، وثلاثة كتب منشورة.