قد يبدو مجتمعًا غامضًا غير واضح المعالم متشابكًا فيما بينه محاطًا بالعادات والتقاليد والقيم والمبادئ متصلًا ومرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالثقافات الأخرى. فبالطبع كل ثقافة تأخذ ما يناسبها من الثقافات الأخرى لأن كل ثقافة منغلقة على ذاتها فقد يكون مصيرها الزوال. ولماذا كل هذا الضياع؟ وما هو المجتمع إذا؟ ولماذا كل هذه التخبطات؟ وعلى ماذا تلك التعقيدات والنزاعات؟ (تعريف علم الاجتماع)
وهنا لا بد من التوضيح. فمنذ بداية الحياة، والعلماء يبحثون عن نشأة الإنسان ومصدر رزقه وطبيعته واحتياجاته محاولين الوصول إلى حياة أفضل. وتجدر الإشارة هنا أن الإنسان بطبيعته يأمل ويطمح بالتغيير نحو الأفضل وإيجاد طرق أسهل والبحث عن حل، وتوفير معيشة أجمل. فا ها قد عدنا من جديد وعادت الأسئلة تدور من جديد بأساليب عديدة ومتنوعة في رؤوسنا وبتنا نسأل. فلماذا كل هذا الاهتمام بالمجتمع وقد كان الإنسان يعيش ويتأثر بحياة الحيوانات تبحث عن طعامها وشرابها. فلماذا كل هذا التخبط؟
الأنثروبولوجيا الطبيعية (تعريف علم الاجتماع)
وبدأ العلماء بالبحث والتنقيب حول كيفية نشوء هذا الكون بدءًا من أسئلة تتمحور حول ما هو الكون؟ وكيف نشأ؟ ولماذا؟
وكل هذا يندرج تحت عنوان “فلسفة الوجود” فكل ما كان في ذاك الوقت يندرج تحت علم واحد وهو الفلسفة فكل صاحب علم وفكر يدعي “بالفيلسوف أو الفقيه” ومن هذا المنطلق بتنا نرى اهتمامات عميقة تتلخص أغلبها بملامح الإنسان شكله وتركيبته ومظهر عيونه وما إلى هنالك وصولًا إلى ما يدعى اليوم “الأنثروبولوجيا الطبيعية“.
فقد كانت مسألة عميقة آنذاك. وهي الإنسان وحياة الإنسان وطبيعة الإنسان وتركيبته وجميع النظريات على مختلف أنواعها وأشكالها وبمختلف علومها تسعى جاهدة لتطوير الإنسان فهي من الإنسان وللإنسان ولحياة الإنسان.
فهنا لا بد الإشارة أن الإنسان لم يخلق عبثًا. يحاول تطوير ذاته بمختلف الوسائل إن كان طبيًا، فيزيائيًا، ثقافيًا، اجتماعيًا، فإذا كان المجتمع بتلك السهولة والبساطة فلماذا كل هذا التخبط؟
آه صحيح! فالمجتمع اليوم يعيش في حالة تخبط دائم وصراع بين الشعوب وبين الأفراد. فالأفراد في هذه المجتمعات ليست متساوية وليست متوازية وكل منا لديه رؤية مغايرة عن الآخر فكيف سيعيش المجتمع إذًا في حالة هدوء واستقرار؟ في ظل جميع تلك الصراعات القائمة بين الأفراد؟
فمنذ القدم الأفراد مختلفة وموزعة بين بلاد أطلقوا عليها غربية وعربية قسموها بحسب اللون والبشرة والدين. ولكن لا بد أن ننسى أن كِلا الدول عايشت وتعايشت الحروب.
حرب؟ ولماذا تلك الحروب؟ وكيف تحدث؟ (تعريف علم الاجتماع)
وهنا لا بد أن نؤكد فكرة حتمية لا مفر منها نهائيًا وهذا ليس بكلامي بل كلام المؤرخين والكتاب أن الدول على حد سواء عاشت الاستعمار أو الانتداب ما يطلق عليه اليوم وكانت تطبق مبدأ تقسيم الشعوب والمحافظات بحسب الديانات والطوائف والمذاهب واللهجات حتى بتنا نرى أن جميع الدول التي تم استعمارها من قبل فرنسا أو بريطانيا أو أو. تقوم اليوم بالتدخلات السياسية أو الاقتصادية كونها تعتبر أن تلك الدول والشعوب تمتلكها حتى بعد أن نالت استقلالها منها بواسطة مثابرة وجهد ودمار وجرحى وقتلى بالملايين.
وإن كانت الدول الغربية التي استعمرت فما مصير الدول العربية إذًا؟ ولماذا كان يتم الاستعمار؟
فقد شهدت دولنا العربية استعمارًا قاتلًا وقاسيًا مريرًا ومدمرًا على كافة المستويات والأصعدة ولا بد التذكير على أن الدول العربية كانت تعتمد على النمط الثقافي الإنتاجي. بمعنى، كانت بذروة اهتمامها بالعلم تنتج أفكارًا ونظريات سواءً اجتماعية.. اقتصادية.. سياسية.. طبية.. تربوية. ولا بد الإشارة أن موقع الدول العربية الإستراتيجي وما تمتلكه تلك الدول من مصادر وثروات طبيعية تجعلها من أغنى دول العالم من النفط والغاز وما إلى هنالك. وبعد كل هذا بدا واضحًا لماذا يتم الاستعمار. طبعًا ومن المؤكد لاستغلال ثرواتنا الطبيعية. فضلًا عن التدخلات السياسية واتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور المشؤوم وما إلى هنالك.
كان من المهم التطرق لإعطاء نبذة تاريخية عن الشعوب والدول لأن ما مرت به حصل في المجتمع.
مساحة إعلانية
دعونا نعطي لمحة عامة عن السياسة وهل نعي فعلًا ما هي السياسة؟
السياسة يا سادة باختصار شديد هي لتسوس أمور العباد ولتحكم الأفراد ضمن ضوابط لا بد من حاكم ونظام سياسي وقوانين فمن هذا المبدأ انطلقت فكرة السياسة والأنظمة السياسية التي باتت مختلفة عن بعضها البعض ومنها الديمقراطي والبرلماني والديكتاتوري والأليغارشي والجمهوري والملكي. وجميع هذه الأنظمة باختلاف أنواعها وأشكالها وحكامها وحيثياتها تبقى تعمل جاهدة على فض الفساد ونشل المجتمع من الفوضى العارمة ووقف النزاعات بين الأفراد وكل ما قد يتم اليوم من انتخابات واتفاقيات وما إلى هناك يحدث في المجتمع.
بالإضافة للاقتصاد وأنظمته الرأسمالية والاشتراكية وما إلى هنالك تقوم على نفس المبدأ لعدم الفوضى في المجتمع وإعطاء الحرية الملكية وجعل المواطن أكثر رفاهية في المجتمع.
وقد تسأل نفسك عزيزي القارئ لماذا كل هذا الكلام؟
وما المستفاد؟ (تعريف علم الاجتماع)
المستفاد هنا من بعد هذا الكلام العميق أن جميع العلوم تداخلت فيما بينها وتحدث في المجتمع إن كان اقتصادي وسياسي ثقافي فيزيائي طبي لتطوير حياة الإنسان في المجتمع وكل ما يحدث من اضطرابات ونزاعات وإصلاحات تحدث في المجتمع.
وقد تطرح سؤالًا عميقًا يتناول ما هو علم الاجتماع وماذا يدرس؟
من الملاحظ بعد العديد من الكلام الذي سبق وتكلمنا عنه أنه كل ما يحدث من الأفراد وكل التغيرات والسلوكيات التي تنبثق من الأفراد تحدث في المجتمعات فإذا أن علم الاجتماع يدرس الظواهر الاجتماعية التي هي عبارة عن سلوكيات من الأفراد التي قد تؤدي إلى توترات في المجتمع وخلل في النسق القيمي والبيئة المتأصلة بالعادات والتقاليد.
أوه نسيت! إذ كنا نتكلم عن التغيرات والسلوكيات وما شابه فكيف لنا أن ننسى العولمة والشركات المتعددة الجنسيات ووسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا فجميعها جعلت العالم كقرية كونية واحدة حتى باتت شعوبنا العربية تابعة ثقافيًا أو اقتصاديًا أو سياسيًا فجميع القيم والتقاليد والعادات إذ لم تكن تغيرت فقد اندثرت وإذ لم تندثر فقد استبدلت فالواقع الذي بتنا نعيشه اليوم مغاير ومختلف اختلافا جذريًا عن الواقع الذي كانوا يتعايشون فيه آنذاك، وسيلة العيش قد استبدلت وتغيرت وتبدلت بمعنى الطريقة التي كانوا يعتاشون عليها تغيرت، نمط الحياة السائد والسلوكيات والأنظمة وطرق التفكير حتى طريقة الملبس والمأكل واللغة والحياة الأسرية تغيرت تغيرًا كاملًا حتى بتنا اليوم نرى انفتاح الشعوب والأسر حتى أصبحنا اليوم نعيش متناقضين ويلنا!
مجتمع لا بد أن يكون محافظًا
مجتمع لا بد أن يكون محافظًا على عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا وأزيائنا ومجتمع بوده التخلص من جميع تلك العادات لأن باعتقاد البعض أن تلك العادات ليست سوى عادات بالية قديمة لا تمت للواقع بصلة فاتضحت الصورة التي كنت قد تساءلت عليها في المقدمة أن هذا التخبط والصراع بين مجتمع محافظ ومجتمع منفتح ولكن لا بد التنويه لفكرة أن بغض النظر إن كان مجتمعًا محافظًا أم مجتمعًا حافظ بعض القيم والعادات أم مجتمعًا منفتحًا فلكي تستطيع العيش في أي دولة كان لا بد أن تحترم ثقافتها وتراثها وأفرادها.
وما يحدث اليوم بالنسبة للدول العربية باعتقادي أن التداعيات الاقتصادية والمالية قد تنحل ببضعة مليارات ولكن الأخطر من هذا كله هو التداعيات الأخلاقية والتربوية والإنسانية فهذه التداعيات لا يمكن حلها إلا بعد عقود طويلة وفترات طويلة من الزمن.
وبالختام (تعريف علم الاجتماع)
إن المجتمع متشابك بين عاداتنا وعادات غيرنا متقلبًا بين الصحيح والخاطئ. متناقضًا تارة بين القبول والرفض متنوعًا بتنوع الأفراد والعقول والأرواح. ولكن هذا هو المجتمع حاليًا وأيًا كنت فأنت واحدًا ضمن هذا المجتمع. أيًا كانت خلفيتك الاقتصادية والسياسية والفكرية والثقافية. تبقى متأصلًا ومدركًا ما يحدث هنا حتى ولو كنت مغتربًا. فعليك فهم مجتمعك لتعرف ما إذا كنت مع أو ضد أو على الأقل لتأخذ طرفًا محايدًا بعيدا عن جميع الضغائن الموجودة في المجتمعات. والأهم أن تبقى على احترامك متقبلًا جميع البشر بمختلف إهتمامتهم وإختلافتهم تبقى خلوقًا في زمن تاهت فيه الأخلاق ولم يعد للأخلاق قيمة. تبقى أصيلًا مدركًا متفهمًا في مجتمع متغيرًا متشابكًا مختلفًا ومتناقضًا ومن الآن لغدًا قد ينقلب المجتمع رأسًا على عقب وإذا لم تكن محددًا لأولوياتك واهتماماتك، فحدد أين أنت ومن تكون في مجتمع قائم على التغير والتغيير؟
فريال مزين
تعريف علم الاجتماع
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
فريال مزين من فلسطين؛ تخرجت من معهد العلوم الاجتماعية سنة ٢٠٢١ في الجامعة اللبنانية، تحب التطوع في الجمعيات لمساعدة الغير في جميع المستويات، بالإضافة إلى حبها لقراءة الكتب الاجتماعية والثقافية.