الكثير من الشباب يسأل هذا السؤال ويقولون لماذا الكفار يتنعمون والمسلمون يتألمون؟
ومن كلام العامة اليوم أن النصارى واليهود والوثنيين. متفوقون علينا في المعاملة ونحن هنا نحسد بعضنا البعض؟ (لماذا الكافر لا يعاني مثل المسلم؟)
جوابهم نعم هذه حقيقة لكن ليس كل المسلمين فيهم هذه الصفات كما أننا أخذنا من دين الله العبادات وتركنا المعاملات وهم درسوا ديننا الحنيف فأخذوا منه المعاملات فوصلوا لما هم عليه.
أما جواب من يقول أن الكافر لا يعاني كالمسلم فنجيبه من ناحيتين وهما أولا الشيطان لا يتعب نفسه مع قوم لن يدخلوا الجنة إذا ماتوا على كفرهم هذا وثانيا النبي صلى الله عليه وسلم قال (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) [1]الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 2324 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | … Continue reading.
أما ما يقاسيه المسلم في هذه الدنيا هو عبارة عن إمتحان لدرجة هذا الإيمان فالجنة لها درجات على حسب الأعمال في هذه الحياة أتعلمون ماهي الجنة إنها دار الخلود والبقاء للأبد بلا موت أو نوم فيها حتى التعب لن ينالك منها الا تستحق هذه الجنة مشقة منا لها قال تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت 2]
وهي فتنة المال والولد والبدن بين الخير والشر من يصبر ومن يكفر من يخلص ومن يرائي وهكذا.
وكذلك يسأل البعض منهم ويقولون لماذا فلان غني وأنا لا ونحن كلنا مسلمون؟
نقول له إن الله عزوجل فضل بعض الناس على البعض في الرزق لتستقيم الحياة بين الناس فيجب أن تكون هناك طبقية بيننا منها وعليها فلو كنا كلنا أغنياء ما عمل أحدا عند أحد أبدا فمن يعمل في الفلاحة وتربية الأغنام والبقر ومن يمتهن مهنة البناء ليبني لك البيت ومن ومن. وهذه حكمة الخالق عزوجل فقد إختار لنا الخيرة فهو أعلم بأحوالنا جميعا فنحن العباد وهو المعبود رزقه عدل ورحمة وفضل يؤتيه من يشاء.
قال الشيخ الفوزان حفظه الله (مدح الكفار واليهود والنصارى والثناء عليهم وأنهم أصحاب التقدم والرقي والحضارة وأننا متخلفون ومتأخرون إلى آخر ما يقولون هذا من أشد النفاق والعياذ بالله) أنظر صفحة 427 شرح السنة للبربهاري رحمه الله.
وهذا ما نسمعه اليوم والله المستعان وكذلك يقولون أن بلاد الكفر فيها مسلمين ولا يوجد إسلام وبلادنا فيها إسلام ولا يوجد مسلمين والله المستعان.
مساحة إعلانية
حكم الإقامة بين الكفار
قال صلى الله عليه وسلم (أنا بريءٌ من كلِّ مسلِمٍ يقيمُ بينَ أظْهُرِ المشرِكينَ) أخرجه الترمذي. والحديث صحيح لكن ليس للتحريم بل نهي وتحذير وترهيب واحتياط والعوام ليسوا كالعلماء
النهي – لماذا الكافر لا يعاني مثل المسلم؟
فالنهي جاء بصيغة “البراءة” عند قوله (أنا بريء) لأن المشركين من اليهود والنصارى وكل الكفار هم أعداء الإسلام والمسلمين لقوله تعالى (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ.) [البقرة 120]
فالفتنة عندهم قائمة إلى قيام الساعة فالنبي صلى الله عليه وسلم نهانا خوفا من أن تصيب الفتنة بمن أقام بينهم ومات عندهم
التحذير.
أما من جهة التحذير فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حذرنا من الإقامة بينهم لكي لا نقلدهم في أفعالهم وعاداتهم الشركية والكفرية في قوله (من كل مسلم).
الترهيب – لماذا الكافر لا يعاني مثل المسلم؟
أما الترهيب جاء في قوله (بين أظهر المشركين) لأن الشرك لا يغفره الله لمن مات عليه فالذي يقيم بينهم قد يشرك معهم ويموت على شركه ويخلد في نار جهنم عفانا الله منها وإياكم.
الإحتياط
ومن جانب الإحتياط فالنبي صلى الله عليه وسلم يخشى على أمته الفتنة في الدنيا فمن العوام من لا يقدر عليها لضعف دينه وعلمه والحرص على معتقده فالفتنة لا تأمن على الحي حتى وإن كان عالما بالكتاب والسنة.
مساحة إعلانية
حكم السفر إلى الغرب
السفر إلى دول الكفر والشرك فيها تفصيل بين الجواز والمنع عند أهل العلم كالسفر للضرورة أو قضاء حاجة فهذا ليس محرما ومنها العلاج أو الدراسة أو حتى التجارة وربما العمل أيضا وفق الأولويات للفرد بشرط أن يكون موقنا بأنه قادر على تخطي الفتنة والإيمان الكامل.
ويكون السفر أحيانا ضروري كنشر الدعوة المحمدية هناك وهذا مخصص لأهل العلم في الدين مع تمكنه من لغتهم ومن خاف على دينه فالأحسن ترك السفر وإن كان ضروريا أما سفر المعصية فمحرم ويخشى عليه أن يموت على دينهم.
وروى عبد الله بن عمر رضي الله عنه (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهَى أن يسافرَ بالقرآنِ إلى أرضِ العدوِّ مخافةَ أن ينالَه العدوُّ) أخرجه مسلم.
وهذا وقت الحروب بين المسلمين والكفار أما الآن لا بأس به فالقرآن ترجم إلى لغات شتى والحمد لله وذاك لأن العدو يناله ويحرق المصحف احتقارا للمسلمين عامة والعرب خاصة وليس تحريم بل احتياط منه فقط ليبقى المصحف الشريف عند المسلمين في مأمن خاص وقد رأينا بعض المسؤولين عند الكفار كيف قطعوا المصحف قطعهم الله وفرق شملهم إن شاء الله.
والحمد لله انتشر الإسلام في الأرض مثل أشعة الشمس وهذا بفضل الله أولا وأهل العلم ثانيا.
بقلم شعيب ناصري
(لماذا الكافر لا يعاني مثل المسلم؟)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.
الملاحظات أو المصادر
↑1 | الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 2324 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (2956). الدرر السنية |
---|