بسم الله، والصلاة والسلام علي خير الأنام؛ محمد بن عبدالله، وعلى صحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الحشر، وأمّا بعد:
قد يتساءل بعضكم هل مازال هناك عبيد في عصرنا هذا! (ما وراء الإباحية)
للأسف أن العبيد في عصرنا هذا أكثر من أي عصر آخر، حيث يوجد في العالم حسب الإحصائيات الرسمية أكثر من ثلاثين مليون عبد، ولكن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، حيث يوجد في أمريكا فقط مائة ألف فتاة تستعبد سنويا، ويتم إضافتها لقائمة العبيد لديهم، لذلك تجد أن تجارة العبيد ثالث أكبر تجارة مربحة في العالم بعد تجارة الأسلحة والمخدرات.
يقول أحد المستثمرين في تجارة العبيد: «لا تتاجر في المخدرات التي تقوم ببيعها مرة واحدة فقط بل تاجر في العبيد؛ فالعبد الواحد يمكنه أن يربحك أكثر من ألف دولار يوميًا».
(ما وراء الإباحية)
مساحة إعلانية
ومن شدة رواج تجارة العبيد نجد أن لها دول مصدرة ودول مستوردة مثلها مثل أي تجارة أخرى حيث:
تحتل بانكوك في تايلاند المركز الأول عالميا في تصدير العبيد، وحسب الإحصائيات الرسمية أنه كل دقيقة هناك يتم بيع او شراء طفل أو فتاة من قبل منظمات الاتجار بالبشر، واليابان تحتل المركز الأول في استيراد العبيد من بانكوك حيث تستورد “سبعون ألف” فتاة سنويا؛ للعمل في بارات اليابان.
وثم تحتل الصين المركز الثاني في تصدير العبيد، وبعدها أوكرانيا وتشيك ونيجريا وغيرهم من الدول الكثيرة.
أيضا يوجد معارض لتجارة العبيد؛ فيحتل الصدارة مهرجان المكسيك للإتجار بالبشر، والذي قد يبدو لك مهرجانا ثقافيا لكنه في حقيقة الأمر غير ذلك.
وعندما ننتقل لمصير هؤلاء العبيد نجد أن مصيرهم أسوأ بكثير من عبيد العصر الجاهلي وغيره من العصور القديمة حتى وإن اختلف مصيرهم فمثلا يتم استغلالهم جنسيا، أو المتاجرة بأعضائهم، أو إجبارهم على العمل في تجارة الممنوعات. وما الى أخره، ولكن أهم دافع من تجارة العبيد تلك الأفلام الإباحية؛ فالعلاقة بينهما طردية، فكلما زاد معدل مشاهدة الأفلام الإباحية زاد معدل الخطف وتجارة البشر، وهذا ما تثبته الإحصائيات لأنه في الواقع أن تلك المواقع الإباحية تجني أضعاف ما تحققه مواقع التواصل المعروفة، وقد أثبتت أن المواقع الإباحية تجني تسعة وثمانون دولارا كل ثانية، وثلاث مليار دولار هو ربح امريكا فقط من المواقع الإباحية، وحسب إحصائيات أخرى فمن ستة عشر عاما كان صافي الأرباح من المواقع الإباحية هو سبعة وتسعون مليار دولار فكم أصبح الآن وقد زاد معدل مشاهدة الأفلام الإباحية!
ومن الإحصائيات الخاصة بالفيروسات أنه في الهند في مدينة مومباي تم اكتشاف أن ثلث العاهرات في بيوت الدعارة مصابة بالإيدز، وأشباه الرجال الزائرين يأخذون عدوى الإيدز وينقلونها لزوجاتهم حتى أصبح أكثر من مئتان وخمسون ألف مواطن في الهند مصابون بعدوى الإيدز والعدد في تزايد.
في عام الفين واحد عشر في مدينة مهشوري بالهند تم القبض على رجلين قاما بإجبار فتاة معاقة ذهنيا من الضرب والتعذيب والخنق على تصوير مقطع إباحي وعندما سُألا عن السبب قالا هذا بناء على طلب الجمهور فأغلب الجمهور يميلون للمحتوى الإباحي الشاذ عن المحتوى الإباحي العادي، لذلك جل من يشاهدون تلك المقاطع هم سبب بشكل أو بأخر في زيادة هذه التجارة والجرائم التي تحدث بها، ومن المؤسف أنه حسب الإحصائيات الرسمية فإن جمهورية مصر العربية تحتل المرتبة الأولى عربيا في مشاهدة الأفلام الإباحية، وقد بلغ عدد زيارة المصريين للمواقع الإباحية نحو ثلاثة وخمسون ألف زائر في اليوم كما أن معظم مشاهدي هذه للأفلام تتراوح أعمارهم ما بين الثانية عشر إلى السابعة عشر عاما.
(ما وراء الإباحية)
مساحة إعلانية
أمّا عالميا فإن باكستان تحتل المرتبة الأولي عالميا في مشاهدة الأفلام الإباحية وتحتل جمهورية مصر العربية المركز الثاني خلفها مباشرة أي تعتبر مصر المركز الثاني عالميا والأول عربيا ومن شديد الأسف سواء كانت مصر او باكستان فإنهما من أكبر الدول حشدا للمسلمين.
ومن شهرين فقط أي في شهر يونيو قامت جريدة المانية بنشر خبر مفجع جدا، فقد عثروا علي ملايين المقاطع المصورة لعمليات اغتصاب لأطفال رضع لا تتجاوز أعمارهم بضع أشهر وقد وصلت مدة الفيديو الواحد إلي اربعون دقيقة، حيث يقومون باغتصاب الأطفال وهم يبكون وينزفون ومنهم من يموت أيضا، وقد بينت تحقيقات الشرطة أن هذه الممارسات بدأت من عام ألف وتسعمائة وثلاث وتسعون أي قبل تسع وعشرون عاما، ومن خلال كل تلك الإحصائيات و الأرقام الهائلة توصلنا لشيئين مهمين هما:
- دائما توجد علاقة طردية بين الإباحية ومعدل الخطف بين النساء والاطفال فكلما زاد معدل الطلب علي الإباحية زاد معدل الخطف والجريمة.
- إن مشاهدة الأفلام الإباحية تؤدي إلى الإدمان مثلها مثل أي إدمان آخر وكلما تطورت مرحلة الإدمان عليها تطور معدل العنف بداخل مدمن الإباحية حتى يصل إلى التفكير في ماذا يكون شعوره عند ممارسة ذلك العنف هل سيكون أكثر إثارة من مجرد القراءة والبحث عنه فقط ام ماذا! هكذا قال «تيد بندي» وهو قاتل متسلسل وأحد مدمني الأفلام الإباحية حيث قام بقتل ما يقارب خمسون امرأة وفتاة بعد اغتصابهن في ولاية فلوريدا.
وهذا ما قد توصل إلية إدمان تلك المواقع وايضا لا نتغاضى عن انتشار الفاحشة المروع.
يقول أحدهم: «إذا وجدت موقع الكتروني يقدم لك سلعة مجانية فاعلم انك انت السلعة فلا بد لك من أن تعرف ما وراء كواليس حقيقة ما يقدمه ذاك الموقع».
لذلك يجب على الدول الإسلامية حجب المواقع الإباحية لكي نحمي مجتمعنا وأولادنا من هذا الداء الذي إذا استمر على هذا المنوال فسيقضي علي أخلاق أمتنا.
وتذكرا أخي وأختي في الله عندما تضعف عزيمتكم تذكروا عظيم الإثم الذي ستحملونه فليس الأمر مجرد مقطع إباحي بل هو أجل وأعظم من ذلك بكثير، فأنت تحمل إثم كل من يخطف ويعذب، وتحمل إثم تلك الأموال التي تجنى من مشاهداتك لتلك المواقع، ناهيك عن أن صلاتك لن تقبل بعد مشاهدتك لذلك المقطع.
سارة عبدالله “أناندا”
كاتبة وشاعرة
(ما وراء الإباحية)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
المصادر
- صحيفة المرصد
- تجدون الكتاب pdf هنا
- تجدون سلسلة العائدون من الغرب هنا
- أكثر الدول مشاهدة للإباحية.
سارة عبد الله من مصر. تدرس سارة بالصف الثالث الثانوي “البكالوريا”، اتجهت إلى الكتابة منذ عشرة أعوام، ولها كتاب منشور، تهوى كتابة المقالات الدينية والطبية، تحب المغامرة، والتخييم، والإبحار.