في نفوسنا دائمًا أشياء نريد بلوغها وتحقيقها وحالت بيننا وبينها ماحال، فنفر إلى قاضي الحاجات ونرفع أيدينا نبتهل بالدعاء لمن يملك خزائن الأرض وكلنا يقين أن تلك الأيدي لن تعود صفرًا ،وكلنا يقين أننا سنجبر، ستقر أعيننا، وكلنا يقين أن الله لن يخذلنا. ادعوني استجب لكم
يقول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
حقيقة أننا نحن البشر خُلقنا عجالى، حيث أننا لو دعونا الله ولم يستجب لنا، لسخطنا وجزعنا وقلنا لو كان الله يجب الدعاء حقًا لأجاب دعوتنا، وكثيرًا ممن يسلك سبل لا ترضي الله لتحقيق ما يصبوا إليه، وأنا كنت دائمًا أقول لماذا الله لايجب دعاء العبد في حينها، فكان الجواب أن الله أحكم من أن يعطيك أمرًا قد يعود عليك بالضرر، فالله في حكمه شؤون، ألا ترى أن الأم تُبعد عن صغيرها حبوب الدواء الملونة عندما يطلبها بشدة لأنها تعلم يقينًا أنها ستضره، كذلك الله وله المثلُ الأعلى، وقد تدعو بالمال ويكون لك بلاءًا يبعدك عنه وقد تدعو بالأولاد فيكونوا عاقين لك، وقد تدعو بالنجاح فيكون ضررًا لك؛ فالله يعطي للحكمة ويمنع للحكمة وما أعطى إلا لأنه يعرف أنك تستحق العطاء وما ممنع إلا لأنه يعلم أن المنع أصلح لك.
ادعوني استجب لكم: من قصص الأنبياء
ولنا في سيدنا زكريا الذي دعا ربه على كبره وعقم زوجته أن يرزقه الولد، طمأنينة للقلب، فكان رد الله {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ}. [2]سورة مريم (7)
ولنا في سيدنا يونس الذي دعا ربه في ظلمات البحر والليل والحوت للتربيت على القلوب فكان جواب الله {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ}. [3]سورة الأنبياء (88)
ولنا في سيدنا أيوب لترميم كسور القلب، إذا دعا ربه أن يشفيه من سقمه، وقال متلطفًا {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [4]سورة ص (41) ،فكان رد الله {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}. [5]سورة ص (42)
ولنا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي رفع يده يدعو يوم بدر حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فكان رد الله أن أمده بآلاف من الملائكة يقاتلون معه وكان النصر حليفه.
من زكريا نتعلم أن الله قادر، وأن الله لايصعب عليه أمر في كل أمور الدنيا وكل شيء عليه هين، فقد وهب ولدًا لرجل بلغ من الكبر عتيًا وإمرأته كانت عاقرًا، هذا زكريا أستجيب له فلا تقنط ولا تيأس من رب لا يرد من دعاه.
ولنا في يونس الذي أستجيب له وهو في ظلمات تحت ظلمات، لنعلم ألا يأس من رحمة الله، فمهما عظم ذنبك وكبر، ثق أن لك رب يعفو عن مسيء الليل والنهار.
ولنا في أيوب الذي مسه الضر، لذكرى لأولي الألباب أن الله هو الشافي والعلاج محض أسباب، فلا تفرط في رب الأسباب فيتركك إليها.
سيتسجيب حتمًا
وإن طال دعاءك ولم يستجب لك فاعلم أن الخلل منك لا ممن تدعوه فنقي نفسك وطهرها وعد اليه ساجدًا راكعًا متذللًا تدعوه وتتضرع إليه وأعلم عندها أنه يراك وأنه سيتسجيب حتمًا ولو طال الأمد.
الضيف بلول
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
الضيف بلول من الجزائر، يدرس تخصص التاريخ بجامعة الشهيد حمة لخضر. يهوى الكتابة وممارسة الرياضة.
الملاحظات أو المصادر