قال العلماء (الإسلام هو الإستسلام لله بالتوحيد) وهذا الدين يكون بالنقل الصحيح الصريح ودعوتنا إلى الله هي إبلاغ وليست إقناع ومن جهل الجاهلين اليوم هو أكثر الناس تتعصب في نشر الدعوة للعامة فيكون منفرا للسُنة ولا يحبب لها أحدا للتمسك بها فيرى نفسه على حق وكل من خالفه ظالم وهو قد تجده لم يتفقه في دين الله كما ينبغي فيزل عن الحق ويترك إتباعه ويسلك طريق الهوى المفارق للجماعة وهذا منهج التعصب والمتعصبين الذي يبدأ بهذه الخطوات المنحرفة وهذا يدعوا إلى إعادة النظر فيها مجددا فيتعلم المخطئ من خطئه ليصحح المسار قبل دخوله الصراع العقائدي أو المنهجي فيظلم العوام وطلبة العلم وربما العلماء أيضا فهؤلاء قد عرفوا الحق فاتبعوه. (التعصبُ في الدين)
التعريف بالتعصب – التعصبُ في الدين
التعصب هو بمعنى عدم الرجوع عن الخطأ وإن تعرف للحق وعلم به فيزداد عصبية أكثر فتجده يقبل النقاش والحوار لكنه مُصّر ولا يتراجع عن قوله أو فعله والتعصب منه أنواع كالتعصب الفكري والديني والعائلي والإجتماعي والسياسي وكذلك منه التعصب للأشخاص مثل العلماء والمفكرين. الخ
فالمتعصب هو لا يقبل معارضة أو نصيحة أو حتى صُلح من أي أحد ومهما كان فتجده قد غرق في محيط متعفن بالعصبية فيستعمل معها أحيانا الضرب أو الصراخ ويشن منه العداء ورائحة الكراهية على من خالفه دون سبب شرعي ومنه التعصب الممقوت أخلاقيا فلا يتناسب مع شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الحياة ولو بحبة قمح منها.
الفرق بين التعصب والعصبية
فالعصبية هي مرض يأتي من آثار القلق والغضب فهي متعلقة بالأعصاب والقلب فتظهر علاماتها في الوجه واليدين من إرتعاش واظطراب مفاجئ أما التعصب فهو فكري متعلق بعقول الناس وبما يهوى لهم.
آثار هذا التعصب في الدين
واعلم أن المتعصب مهما بلغ في الإستقامة والتواضع فبسبب هذه الصفة النكرة فيه التي لا تخدم الإسلام ولا المسلمين من أي جانب ستجعل من الناس ينفرون منه ويتركوه لهواه فيزداد هو ظلالا في أمر دينه بسبب تقديس لفكره أو شيخه أو رأيه فيبقى يرى نفسه فقط أنه المحق والكل مخطأ وهذا مثل التعصب الجاهلي الذي كان قبل أربعة عشر قرن من الزمن عندما كان يتعصب المشركون للأصنام فلم ينفعهم شركهم ولا نفعهم تعصبهم رغم أنهم رأوا من المعجزات ما رأوا كإنشقاق القمر وآيات قرآنية عجزوا للرد عنها لكنهم ماتوا على كفرهم وظلالهم من أثر العناد في نفوسهم فجلبوا لأجسادهم العذاب، فأصبحنا نرى تقديس الآراء ولو خالفت الكتاب والسُنة فتأثرهم بالقائلين جعل منهم يستعملون التعصب كسلاح لهم للدفاع عن أنفسهم بعد أن ضَعُفَ عِلمهم وحُجتهم ولم يواجهوا الأدلة بالبرهان فأصبحوا عُميان في بصيرتهم لا يرون إلا بعين العاطفة والتقديس ولا يسمعون الحق بحبهم للباطل فتعصبُهم هذا قد أنزلهم منزلة دون البهائم أكرمكم الله فأصبح إختيار الجلوس مع الصخور من الحجارة أفضل بكثير من مجالسة متعصب لن يتراجع وإن علم الحق ورآه بعينه المجردة وسمع بأذنه حروفها مشكلة فلن يعود من تعصبه حتى يتوب إلى الله، والتعصب هو أول درجات التقديس فيكون المتعصب ناصرا لرأيه وإن لم يُحب ما قاله أو فعله ثم بعده يكون الغلو فيه بالإفراط في محبته كثيرا وأخيرا وليس آخرا تقديس الشيء حتى يعبده ويتوكل عليه دائما أبدا نسأل الله أن يردنا إلى الحق واتباعه وأن يجنبنا الباطل وألوانه.
شعيب ناصري
(التعصبُ في الدين)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.