نعيش في عصر الإنفتاح الإجتماعي [1]الهدف من هذا المقال زيادة وعي الأنثى حول مفهوم الإصطياد الإجتماعي وكيفية حماية نفسها منهُ. سواء عبر وسائل التواصل الإجتماعي أم حضوريًا، فنضطر للمُخالطة والتفاعل والتواصُل مع الكثير من الأشخاص، وبعض هؤلاء الأشخاص يملكون عقلية الإصطياد، فما هي هذه العقلية؟ – (الاصطياد الاجتماعي)
عقلية الاصطياد الاجتماعي:
هي طريقة تفكير تدفَع صاحبُها للتفكير كالصياد بالمجتمع، إذ يسعى دائمًا للبحث عن فريسة إنسانية للهجوم عليها وإصطيادها، ولكن بطريقة راقية وأكثر ودودة مقارنة بالإصطياد الغابي.
دعونا نتعرف على هذه العقلية أكثر:
- هُناك دافعيين أساسيين يُحَرِكان سلوكيات الصياد الإجتماعي وهما الجوع أو التسلية، فالصياد إما يملُك هواية الصيد فيُمارس هذه الهواية للتسلية وإما يُمارسها لأنه لديه جوع عاطفي أو جنسي
- الصياد هو دائمًا المُتجه والمُندفع نحو الفريسة والفريسة هي الهاربة منه، إذًا عقلية الصياد الإجتماعي هي عقلية مُطاردة
- لا يسأم من مُطاردة فريسته ودائمًا يُلاحقها إلى أن يتشبَث بها ويأخُذ منها ما يُريد، فكما الصياد الغابي يصطاد العصافير مثلًا يأكُل لحمَهُ ويرمي عظامه، هكذا الصياد الإجتماعي يأكُل لحم الفريسة ويرمي عظامِها
- كما الصياد الغابي يستخدم البارودة مثلًا كوسيلة لإصطياد العصافير كذلك بالنسبة للصياد الإجتماعي يُمارس ألاعيب نفسية عديدة تَعزُف على وتر االعاطفة كوسائل للإصطياد تؤثر على الفريسة وتضعُها في وهمٍ عاطفي ويجعلها غير مستوعبة ما يجري وفقط العاطفة العمياء وهرمونات السعادة هي التي تُحَرِكُها
- بعد تلبية حاجاته يرمي بقايا الفريسة خلفه دون أي إهتمام، هُنا الفريسة تستيقظ من وهم العاطفة التي كانت فيه ويبدأ التفكير المنطقي هو المُحرك لها وحينها إما تستوعب ما حصل لها أو لا تستوعبه وتلوم نفسها وترى أن فيها هي شيء خاطئ لهذا إبتعد الصياد عنها
- وأغلب الوقت يكون هذا الصياد الإجتماعي يبحث عن فرائس عديدة فلا تكفيه وتشبعه فريسة واحدة، كما صائد العصافير يصطاد عشرات العصافير ولا يمل
- يخاف من الفريسة القوية والتي تُهاجِمَهُ ويبتعد عنها، لأنها تُريه أنهُ ضعيفٌ أمامها
كيف تتم عملية الاصطياد الاجتماعي؟
- فهم الفريسة ومُراقبتِها: يفهم ماذا تحب الفريسة؟ بماذا تتأثر؟ كيف يُمكن التأثير عليها؟ فعقلية الصياد الإجتماعي ليست عشوائية بل هي مُنظمة ويتُم دراسة الفريسة ومحيطها والتخطيط لكيفية إصطيادها
- وضع الطعم: ما هو طُعم الفريسة الإجتماعية؟ كلام الغَزَل المُبالَغ فيه <مثلًا عيناكي قتلاني، أوو سرقتي قلبي لا أستطيع عدم التفكير بك ولو للحظة، قلبي تعلق بك وأحببتك من أول نظرة لم أعد قادر على الإبتعاد عنكِ> هُنا كما قلنا يلعب على وتر عاطفة الفريسة فيتوقف عمل المنطق لديها
- المُلاحقة المُستمرة الفريسة: كنوع من الأهتمام لشد إنتباهها والتأثير عليها
- يسعى لجعلها تتجاوب معه وتتفاعل معه بأي طريقة سواء بالنظرات أو الكلام
- يرى اللحظة المُناسبة للتقرُب منها وإصطيادِها خصوصًا عندما تكون وحدها كي لا يشوش الأخرين عليهم
- يحدد الوسائل المُناسبة لإصطيادها ليوقعها بشباكه بالكامل فمثلًا يقول لها أرغب بالدخول إلى المنزل للزواج منك وهو يكذب عليها فقط ليأخُذ ما يُريدَهُ منها
- وأخيرًا عندما تقع الفريسة بشباكه يبدأ بأكلها والتلذذ بها والإستمتاع المؤقت بها وبعدها حين ينتهي يدير ظهره ويذهب.
بعض الإضاءات الهامة حول الفريسة:
- تعتبر الفريسة الجائعة عاطفيًا من أسهل الفرائس للإصطياد الإجتماعي فبمُجرد أن يرمي الطُعُم العاطفي لها نجدها تركُض خلفه لتأكُل بشكل لاواعي، لأن الحاجات الغير مُشبعة تكون مُخَزَنة باللاوعي وتنتظر أي لحظة لتُشبع، فيُصبح اللاوعي هو الذي يتحكم بالفريسة وليس الوعي والمنطق
- إذا قامت الفريسة بتصفية نواياها وقالت بعاطفة ساذجة: ” أووو هذا الشخص يلاطفني لأن نواياه إسعادي وجعلي مُبتهجة” ستكون هي من يذهب للموت بقدميه، فتقترب من الصياد الإجتماعي بحُب حينها ستوفر عليه الجهد والوقت
- إذا كانت عقلية الفريسة بسيطة ومحدود بأطار العائلة وتظن أن كل الناس مشابهة لعائلتها ونواياهم صافية، غير مُنفتحة وواعية على نماذج أخرى، حينها حقًا سيتُم التلاعب بها وأذيتها كثيرًا
هذه لُعبة الإصطياد والمُطاردة تحصُل كثيرًا بمجتمعاتنا، لهذا من المهم جدًا الوعي عليها
وأخيرًا، الحَل الواعي:
- بمُجرد فهم والوعي بعقلية الصياد الإجتماعي ونواياه فهي أو خطوة للحل
- قولي للصياد أنا لستُ فريسة لتصطادني إبحث عن فريسة بالغابة، هنا سيُدرك أنكِ إكتشفتِ نواياه ويبتعد
- وضع حدود صارمة للأشخاص الغرباء وعدم التفاعل معهم أو الإبتسامة لهُم حتى كي لا يُحاولو التقرب منك
- عدم التفكير ببراءة ونوايا صافية تجاه الغُرباء
- إشباع حاجاتك العاطفية بنفسك ومع عائلتك وليس مع الغرباء
- مواجهة الصياد بقوة وعدم الخوف أو التردد كوني واثقة بنفسك وشُجاعة وقوية، حينها هو سيخاف ويهرب
زهراء علي ملاح
(الاصطياد الاجتماعي)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
زهراء علي ملّاح من لبنان. زهراء حاصلة على شهادة الإجازة في العلوم الاجتماعية بالجامعة اللبنانية، والآن تكمل تعليمها في ماجستير تنمية اقتصادية واجتماعية، تعشق الكلمات النابعة من الروح التي تصل الى كل الشغوفين بالتطور في الحياة.
الملاحظات أو المصادر
↑1 | الهدف من هذا المقال زيادة وعي الأنثى حول مفهوم الإصطياد الإجتماعي وكيفية حماية نفسها منهُ. |
---|