الغَيْرَةُ

هي أفكار، وأحاسيس وتصرفات تحدث عندما يظن الشخص أن علاقته القوية بشخص ما تهدد من قبل طرف آخر منافس، وهذا الطرف الآخر قد يكون مدركًا أو غير مدرك أنه يشكل تهديدًا اذن هي تحدث دون وعي او ادراك شعور فطري خارج عن ارادة الانسان احياناً يحدث بسبب او بدون سبب في علاقاتنا العاطفية نهتم بمن نحب ونريده دائما أن يكون بخير وأن يكون سعيدا، والأهم أن يكون معنا وحدنا، وهنا تبدأ الغيرة تكشر عن أنيابها لترتعد العلاقة أمامها، لكن قد يتحول ذلك الوحش إلى شيء إيجابي يزيد من قوة العلاقة العاطفية. (الغَيْرَةُ)

الغَيْرَةُ
Global News

عاطفة الغيرة مؤلمة بحق، ويكره معظمنا الاعتراف بالشعور بالغيرة على الإطلاق، فأن تكون غيورا يعني أن تعترف بأن شريك حياتك قد ينجذب لشخص آخر، وأنه أو أنها قد تتصرف وفقا لذاك الشعور، وأنك قد تكون عاجزا عن منع ذلك يشعر الإنسان بالغيرة عند الخوف من الهجر، وفقدان من يحب، إذ يثير مشاعر الغيرة التهديد الحقيقي، أو التهديد الوهمي الواقع من شخص معيّن على علاقة ذات قيمة، وتتراوح تلك المشاعر ما بين الغضب والقهر، حيث تعتبر الغيرة مزيجاً من المشاعر المُعقّدة جداً، ويشعر النّاس بها على اختلاف أعمارهم، وسواء كانوا ذكوراًَ، أو إناثاً، وفي الحقيقة لا تنحصر الغيرة على العلاقات الرومانسية فقط، حيث إنّها شائعة بين الإخوة، في تنافسهم على انتباه واهتمام والديهم، كما أنّها موجودة بين زملاء العمل، وحتّى بين الأصدقاء، ولا يمكن الخلط بين الشّعور بالحسد والشّعور بالغيرة، إذ يكون الحسد بين شخصين يرغب أحدهما بما لدى الآخر، أمّا الغيرة فتتضمن طرف ثالث يُنظر إليه على أنّه منافس على الحب، أو الاهتمام، وعلى الرغم من أنّ الغيرة مؤلمة، لكنّها مفيدة أحياناً، حيث إنّها تُقوّي الرّوابط الاجتماعية، وتحافظ على العلاقات؛ لأنّها تُنذر الإنسان بوجود خطر في علاقته مع شخص عزيز عليه، ممّا يستدعيه إلى اتخاذ التّدابير اللازمة للدّفاع عن علاقته، وذلك لا ينفي أنّ الغيرة قد تكون سلبيةً فيبعض الأحيان، فهي خليط من الخوف، والقلق، وعدم الأمان، والحزن، والاستياء، ويمكنها التّسبّب في نهاية علاقات، بالإضافة إلى ما تُسبّبه من ضغط عاطفي للشخص الغيور.

افضل ماقيل عن الغيرة لديل كارنجي

لا تكره من يغار منك بل احترم تلك الغيرة فيهِ لان غيرتهِ ليست سوى اعترافه بانك افضل منهُ ..

(الغَيْرَةُ)

إقرأ أيضاً:  التربية عملية مجتمعية

مساحة إعلانية


أنواع الغَيْرَةُ

  1.  الغيرة غير المنطقية: هي تلك الغيرة التي تكون غير منطقية والتي ينتج منها احداث وتصورات تنشأ في دماغ الانسان تفشي بهِ الى الجنون والارتباك وعدم الشعور بالامان ولا يصدق بأي شي من حولهِ ولا يثق بأحد هذا النوع من الغيرة يعتمد بالاخص على المشاعر التي تغلب عليهِ وتجعله يتصور احداثٌ تحدث ليس لها ادنى واقعية. أو مصداقية قد يدخل بعض الاشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الغيره بالاكتئاب لما يتصوره ادمغتهم من احداث لا تصل بالواقع الى اي شي وقد يحتاجون الى الدخول للمستشفى فيما بعد .
  2. الغيرة المدمرة: هذا النوع من الغيرة يكون مستمد من الواقع بحذافيره عندما يكون الخطر العاطفي هو الذي يحفز بالشعور بالغيرة عندها قد يأخذ منحى آخر وقد يرتبط بأدلة خارجية يعني انه قد يؤدي بالشخص الى انه يفقد اعصابه ويصب غضبه على الشخص الذي كان سبب غيرتهِ ويفتعل المشاكل افضل طريقة للعلاج من هذا النوع من الغيرة هي عبر استشارة اخصائي.
  3. الغيرة الاستباقية: هذا النوع من الغيرة يعتبر اخطرهم لانه يصل الانسان الى القيام بأمور خطيرة وفتاكة عندها يصل الى قمة الجنون فتجعله  غير متحكم بذاتهِ ولا بتصرفاتهِ حتى يوشك بنفسهِ الاذى او حتى بأشخاصهِ المقربين .
  4. السيطرة على الغيرة: تعتبر شكل من اشكال الغضب الذي ينجم عن الخوف من الخسارة وهي تشبه السيطرة على الغضب فيكون عليك التهدئة من روعك ونأخذ انفاساً عميقة لكي نمتص من غضبنا هكذا هي في هذا النوع ان نسيطر على غيرتنا ولا تظهر على الاخرين .
  5. الغيرة في الحب: يُمكن السيطرة عليها من خلال التكلّم بصراحة وصدق عن المشاعر، والإفصاح عنها، وعدم ترك المشاعر لتتراكم في القلب، ومراعاة الحفاظ على الثّقة المُتبادلة، وتجنّب الأمور المُسبّبة للغيرة للشّريك، والتّعامل بحساسيّة مع ما يُسبّب القلق والاستياء له ترجع الغيرة في الحب أحياناً إلى شعور الشّخص اتجاه نفسه، مثل شعوره بانعدام الأمان لديه، أو شعوره بأنّ الرّفض والخيانة والألم أمور مُحتّمة عليه، وفي حال لم يجد الشّخص حلولاً لهذه المشاعر، فإنّه سيشعر بالغيرة في أيّ علاقة يمر بها، مهما كانت ظروفها، ومن الجدير بالذّكر أنّ مشاعر الغيرة يمكن أن تظهر في أيّ مرحلة من علاقة الحب، فقد تظهر في أولها، أو بعد مرور سنوات طويلة على الزّواج.
  6. الغيرة بين الإخوة: يُعتبر تنافس الأخوة أمراً طبيعيّاً في العائلات، بحيث يتنافس الطّفل مع إخوته ليكون طفل والديه المُفضّل، كما تظهر الغيرة عند ولادة طفل جديد في العائلة، أو عند مشاركة الإخوة في الألعاب والملابس والغرف، خاصة عندما يشعر أحد الإخوة بأنّ اهتمام والديه به أقلّ من اهتمامهم بإخوته، أو يحبون إخوته أكثر منه، أو عند المقارنة السّلبية بين الإخوة، مثل قيام الوالدين بمقارنة الشّقيق الأكثر ذكاءً بإخوته، أمّا بالنسبة للغيرة بين الأصدقاء، فتنشأ نتيجة خوف شخص من فقدان صديقه بسبب وجود شخص آخر يتمتّع بشخصية مُسليّة وودودة.
  7. الغيرة بين زملاء العمل: هذا النوع من الغيرة بين الموظفين نتيجةً لعدّة أسباب، ومنها عدم تقدير عمل الموظف، ومجهوده، أو ترقيّة واحد من مجموعة من الموظفين المتماثلين في الوظيفة، أو زيادة راتب أحدهم، بحيث يشعر الموظّف بمشاعر تتراوح بين الغيرة والغضب، وخيبة الأمل،حيث إنّ الغيرة التّنافسية طبيعيّة، ويمكن أن تكون إيجابيّة، إذ يمكنها توجيه الشّخص نحو هدفه وما يرغب به، كما يمكن أن تكون سلبية،بحيث تجعل الشّخص ينتقد نفسه، أو الآخرين، بالإضافة إلى الألم الذي تُسبّبه، خاصةً عندما تكون ردة فعله قويّةً جداً، أو تنطوي على الحسد.

(الغَيْرَةُ / الغَيْرَةُ)

إقرأ أيضاً:  زمن تجذرت فيه التفاهة بلا منازع

مساحة إعلانية


بعض النصائح:

  • الاعتراف بمشاعر الغيرة، بحيث يعترف الشخص لنفسه بأنّه غيور، ممّا يُقلّل من سطوة الغيرة عليه، ثمّ الإقرار بأنّها لم تعد تُعيبه، وأنّها ستدفعُه للتّعلم وبذل جهده. التّعلم من الغيرة، حيث إنّها تُساعد على إلهام الشّخص لما يحب القيام به، مثل الغيرة من صديق يعزف على الكمان، فعندها يمكن أخذ دروس بالعزف على الكمان.
  • التّحدث مع النّفس، ويُخبر الشّخص نفسه أنّه ليس بحاجة إلى الغيرة، وأنّه تخلى عنها.
  • تهدئة النّفس عند الشّعور بمشاعر الغيرة الجارفة، وذلك من خلال أخذ نفسٍ عميق عدّة مرات، وفصل الذّات عن مشاعر الغيرة القوية، أو الكتابة عن تلك المشاعر في المذكرات الشّخصية، أو الخروج للمشي، وفي حال كانت الغيرة في الحب يمكن التّحدّث مع الشّريك عنها، لكن بعد الشّعور بالهدوء.
  • تذكير النّفس بالأمور الجيّدة في الحياة، وما تمتلكه من خير، وصفاتٍ وميّزات حسنة، بالإضافة إلى الإدراك بأنّ لكلّ شخص نقاط ضعف،بالرّغم من نقاط القوة لديه.

التعامل مع الغيرة في الحب من خلال النّظر بتمعّن إلى العلاقة، وإلى الشّريك، فإذا كانت العلاقة مبنيّة على الثّقة، والاحترام، والمحبّة، وكانت تصرفات الشّريك تتضمن تلك المعاني، حيث إنّ الشّريك غير الصّادق سيجعل العلاقة غير آمنة، وسيثير مشاعر الغيرة في النّفس، لكن في حال كانت العلاقة آمنة، فينبغي النّظر إلى النّفس، حيث إنّ التّواجد في علاقة حب آمنة ومتينة، ومع ذلك يشعر الشّخص بالغيرة، فعليه العمل على بناء احترامه لذاته، كما يمكنه الفضفضة لأحد الأصدقاء المقربين عن مشاعر الغيرة، وطلب المساندة منه، بالإضافة إلى التّحدّث مع الشريك عن الامر.

سارة جاسم

(الغَيْرَةُ)

إقرأ أيضاً:  علاقات غير مفهومة وليست ذات معنى


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


 

⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

برجاء عودة النكد!

الجمعة مايو 19 , 2023
تمت قراءته: 462 الشفقة والخوف السبيل فى إحياء الفن المسرحى. أوديب ما أنت إلا ملك الظلام. والبؤس يطاردك فى كل مكان. (برجاء عودة النكد) عندما قرأت مآساة أوديب لأول مرة، مع محاكاة جميع الأدباء والنقاد واعترافهم بأن لا مآساة تضاهي مآساته ونكبته، لأبرهن على صحة الألقاب المآسوية التى حصل عليها. […]
برجاء عودة النكد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة