إن أكثر الآباء يجهلون مسائل كثيرة في تكوين الأسرة فيخيل لهم أن هذه الحياة أكل ومشرب وملبس ونوم فقط والحقيقة ليست هذه لأن الواقع في هذا المجتمع قد ضاعت منه القيم الأخلاق ومبادئ الإسلام وهذا كله بسبب الإهمال العائلي من طرف الوالدين فأصبح الأب يهتم بالمجال المادي فقط ويتجاهل الجانب الآخر من الدين وأصبح هذا التفكير عقيدة راسخة في أذهان البعض منهم ليتحول مشروع الحياة الزوجية من الإيجابيات إلى السلبيات وأفكارهم كلها هي ماذا سيعمل إبني في المستقبل؟ (الصراع الحقيقي بين الآباء والأبناء)
أكثر الآباء قد لا يعلمون أن حق الإبن على الأب ثلاثة أسس مهمة وهي الرعاية والعناية والدعوة. والمؤسف هو أن الكثير منهم يهتم بالرعاية فقط ويتجاهل العناية والدعوة فإن أول إنسان في الأرض هو آدم عليه السلام كان يدعوا أبناءه إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة ولم يبعث إلى قوم كباقي الأنبياء عليهم السلام فإن الجهاد الحقيقي هو أن تجاهد في أبنائك من أجل أن يكونوا أفرادا صالحين إيجابيين لخدمة دينهم ثم وطنهم من أجل صلاح هذا المجتمع طوال حياتهم فنحن أمة الدعوة والإستجابة.
أما من جانب الرعاية فهي حق كباقي الحقوق والواجبات بداية بالضروريات ثم الكماليات حسب الإستطاعة. وأما العناية فهي الإهتمام الروحي ولغة الجسد وأدب الحوار والإحترام المتبادل وتخصيص الوقت من أجل الأبناء. إلخ.
وأما من جانب الدعوة فهي تعليمهم القرآن الكريم وسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وكيف تكون هذه العبادة قولا وفعلا وإعتقادا والحفاظ على الصلاة وصلة الرحم. إلخ.
مساحة إعلانية
فأنت كما تزرع ستحصد ثمارها يوما ما فإن كنت في دور الأب اليوم فلا تلتفت إلى مرحلة صغرك وتعامل أبنائك بقسوة كما كنت تعامل من طرف والديك من قبل فإن كانوا هم يتجاهلون هذه المسائل فأنت لا تجهلها والأحسن أن تطالع مراجع وكتب تساعد على بناء أسرة قبل الزواج فإن البيوت تبنى بقوة البنية التحتية وكذلك الزواج ينجح بالبداية الصحيحة للأسرة التي يكونها الأب مع زوجته وأنا أنصح بكتاب الأخ بن عودة إسماعيل صاحب كتاب من هنا نبدأ وهو متوفر في مكاتب إلكترونية ومسجل بالصوت أيضا.
وإن تجاوز المراحل الصعبة تكمل في الصدق والصراحة بين الأزواج فيما بينهم أولا والعدالة بين الأبناء ثانيا لأن بعض الجهال يفضلون أحد الأبناء على البقية في الهبة والميراث فيزرعون الغيرة والحسد بين الإخوة فيما بعد وتبدأ الأحقاد تتصاعد والنتائج كلها سلبية وهذه فتنة لقوله تعالى (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ.) [التغابن 15].
وأعلم أنك مسؤول أمام الله يوم القيامة في الإفراط والتفريط فيهم فإن كان أحد الأبوين يبالغ في حبه لأحد الأبناء دون الآخرين فهذا إفراط في الحب بالزيادة له وتفريط في البقية من إخوته بالتجاهل والتقصير تجاههم ونتائج العاقبة لن تسعدك يوم لا ينفع الندم ولا لوم فيها بعدها.
فإن الإبن يبدأ كالبذرة في الأرض فإن اعتنيت به كما أمرنا الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم سيكون منفعا لك في حياتك ومماتك فهو بصلاحه تثاب أنت في قبرك عليه وأهم هذه البذرة أن لا تظهر له خلافاتك مع أمه لكي لا يصاب بالحسرة والضعف ولا تدخن أمامه ولا ترسله لشراء السجائر لك ولا تعيره بأصحابه بأنهم خير منه ولا تضرب الوجه خصوصا زمن الطفولة ولا تحرمه اللعب وراقب تحركاته من بعيد وطريقة إستعماله لوسائل التواصل الإجتماعي ولا تعلمه الكذب بأن ترفض بلقاء شخص ما فتقول له قل له لست هنا وكن له أخا وصديقا قبل أن تكون له أبا أو أما فإن عودته أنت هذه المعاملة من الصغر سيتعود هو هذه العادة حتى الكبر فكما تدين تدان فإن كنت تظلمه وتجهل عليه وتحتقره فلا تنتظر خيرا منه إلا إن كان بارا صالحا فهذا فضل من الله فكم من أسرة تشتت وتمردت بسبب تصرفات بعض الآباء وإهمالهم للشرع والله المستعان.
بقلم شعيب ناصري
(الصراع الحقيقي بين الآباء والأبناء)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.