أين السلفيين من السلف؟

الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمدا رسول الله وعلى آله وصحبه.
أما بعد فإن الإسلام فيه طريق المنار لاتباع النبي المختار صلى الله عليه وسلم في الأولين والآخرين ومن أجل الاقتداء بالأخيار والتحذير من الأشرار علينا التمسك بسُنة المصطفى صلى الله عليه وسلم التي فيها الضوابط بين القول والعمل عقيدة ومنهجا في العبادة والمعاملة لنكون خير خلف لخير سلف في هذه الأمة. (صعفوق)

صعفوق
إي عربي

لكن ما نراه مؤخرا من بعض السلفيين الذين ينتسبون للسلف المعاصر حقيقة لا يُشرف أهل السُنة والجماعة بما يصدر منهم قولا أو فعلا فأصبحنا نرى الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في اللباس والإعفاء عن اللحى فقط وأما الأمور الأخرى كالتربية والأخلاق والدعوة فهي في طي النسيان تشدد في أمور لا يقبلها العقل وقد نُهينا عن التشدد فأصبح إصلاح الغير بالقوة والعنف وربما الضرب أحيانا ومنه تعصب للمشايخ وأهل العلم حتى أصبحنا نسمع منهم كلاما لا يتكلمه عاقل فيقول لك هل أنت مع جماعة فلان أم علان؟

وقسموا العلماء بتقسيمات لمجرد بعض الخلافات الفقهية التي لم نعتد عليها في عصور السلف السابقة حتى أصبحنا نسمع كلمة (صعفوق) تطلق على عالم بسبب أنه لم يوافق رأي فلان ولأتباعه قالوا عنهم (صعافقة) وتركوا الرجوع للكتاب والسنة والإجماع بفهم سلف الأمة وذهبوا إلى العاطفة كقولهم مثلا أنا مع العلامة فلان ظالم أو مظلوم بقوله كذا وكذا والله المستعان فهذا هو التعصب الجاهلي والغلو في أهل العلم فإن العلماء ورثة الأنبياء هم مجتهدون ونحن نعلم أنهم يخطئون أحيانا كما يكون الصواب منهم أحيانا أخرى ولا يُؤثمون على الخطأ إلا إن كان متعمدا فيه ونحن عوام وهم علماء قد اجتهدوا لسنين طويلة في العلم.

(صعفوق)

إقرأ أيضاً:  التعرف على طرق التطرف والإرهاب لحماية الشباب

مساحة إعلانية


فكيف يأتي من أبعد من العلم كبعد القمر على الأرض ليُخرج من يشاء من الدعوة ويحكم عليه بالظلال والجهل فقد أفسدوا هؤلاء المنهج وشوهوا العقيدة بتقديسهم هذا وهو مذموم ومحرم في الدين بهذا الإفراط وكما لقبه البعض بأنه (التدين المغشوش) بسبب التسرع في الحكم فإن أهل العلم ينصحوننا بالتريث في مثل هذه الحالات ولا نُدخل أنوفنا فيما لا نقدر عليه نحن وإن المصيبة كلها فيمن يرى نفسه من المبشرين بالجنة أو أنه من المعصومين فعندما ينصح إخوانه يحاسبهم أكثر من نصحهم لهم بل إنه يتتبع عوراتهم ويعيش حياتهم وهو لا يعلم أن الدعوة إبلاغ وليست إقناع فلو علم هذا ما فعله لأنه جهل بعينه وإن السلف لم نسمع عنهم قصص كالتي تحدث معنا اليوم بل إن العجب وكل العجب في تزكية بعضهم بكلمة (أنا سلفي) ويرددها كل وقت افتخارا بها ظنا منه أنه بقولها ينتهي كل شيء أو تجده يكتبها إسما على حسابه الشخصي في مواقع التواصل الاجتماعي.

والحقيقة هذه تزكية للنفس ولا يجوز أن تزكيها بما ثبت بنص القرآن والسنة لأنك عبد مفتون في حياتك فإن السلفي هو من مات على العقيدة والمنهج وأما الحي فلا تُأمّن الفتنة عليه وأما أهل العلم قالوا لنا (شرفنا هو الإنتساب للسلف) وليس التزكية بلفظها فقط والانتساب يكون قولا وعملا واعتقادا عبادة ومعاملة خلقا وإخلاصا لله وإن الدعوة اليوم أصبحت شبه منعدمة للتوجيه الصحيح فأصبحت المصالح طاغية من كل الجوانب فيسكُت الداعي إلى الله لمصلحته خوفا أو طمعا وهذا قد يُدخله في باب النفاق والعياذ بالله فنسأل الله أن يوحد صفوفنا وأن يجمع شملنا وكلمتنا وأن يُصلح حالنا وأن يثبتنا على قول الحق وأهله وأن يهدينا إلى الخير وفعله.

بقلم شعيب ناصري

(صعفوق)

إقرأ أيضاً:  إجابات من كتاب الإسلام بين الشرق والغرب


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

التعصب الإداري والفوضى في اتخاذ القرارات

الأثنين نوفمبر 21 , 2022
تمت قراءته: 1٬091 تعاني المنظمات الحكومية بشكل خاص والمنظمات الأهلية بشكل عام من وجود مشكلة إدارية كبيرة وخطيرة تتعلق بشخصية الإدارات العليا والذين يكونون غالبًا ممن يميل الى التعصب الإداري والتزمت برأيه الشخصي ومحاولة تغيير نظام العمل وفق رؤيته ومحاولة عدم العمل بسياقات المدراء السابقين له، وهذا الميول لا ينبع […]
التعصب الإداري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة