العقدة هي لغز من الوهم إلى الحقيقة

كلمة عقدة هل هي مرض نفسي أو مشكل إجتماعي؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب علينا أن نبحث عن مصدرها. (العقد النفسية)

العقد النفسية
history.com

أولا: من أين تأتي هذه العقدة؟ وكيف تكون؟ ومما تتشكل؟ ومتى تؤثر على الإنسان؟ وهل هي وهم أم حقيقة؟

مسألة تفكيك اللغز – العقد النفسية

معنى العقدة في علم النفس هي “ظاهرة تتولد من الكبت وتصبح ذات وجود مستقل” فعكسها هو التسهيل والحل.

الجواب

إذا العقدة تأتي من الكبت وهو الشعور المؤلم تجاه الشيء إما بالخوف أو الوساوس وتكون هذه العقدة مع الإستمرار فيها حيث تزداد نسبيا في الإرتفاع كلما تهرب المرء من الضغوطات عليه أو التهديدات له ولهذا يقال “الهروب من المشكلة ليس حلها” فتسوء حالته إلى الأسوأ دائما وتتشكل هذه العقدة من الأفكار السلبية يوميا بتقديم حسابات غيبية قبل حدوثها فتصبح الحياة شبه مغلقة لذلك الشخص وهذا أمر خطير على نفسية الإنسان فتأثر عليه سلبا وتجعل منه سجين نفسه بنفسه من كثرة التخيلات التي لا تحتاج كل هذه التساؤلات فالإنسان مطالب بمواجهة ظروفه مهما كانت فالعقدة تبدأ من الوهم فتصبح حقيقة تسيطر على دماغ بني آدم فكريا فهي مشكل إجتماعي أولا ثم تتحول إلى مرض نفسي.

علاج عقدة الخوف – العقد النفسية

العقدة ليس لها علاج موحد لأن العقدة أنواع فكل عقدة لها علاج خاص بها ومن أهم هذه العلاجات أن يتحدى كل شخص عقدته بنفسه إما بالذهاب إليها أو إنتظار الفرصة لمواجهتها دون الفرار منها كما أن الدواء المسكن ليس حلا مطلقا لأنه مؤقت كالسائل المشروب الذي يعطى لتهدئة الأعصاب فنقول من يهاب البحر عليه بالذهاب إليه ومن يهاب قمة الجبال فعليه صعودها ومن يهاب الكلاب فعليه مواساتها ومن يهاب كلام الناس فعليه التجاهل وهكذا في كامل العقد التي تأتي من المخاوف لأن هذه الحالة تنتج مرض الفوبيا إن إستمر الوضع على حاله.

إقرأ أيضاً:  وباء كورونا بموجاته الأربع

مساحة إعلانية


علاج عقدة الوسواس – العقد النفسية

من هذا الجانب فالوساوس تنقسم إلى ثلاثة أقسام وهي: الطبيعية والإصطناعية والاعتيادية.

  • فالطبيعية كالعقدة من الزلازل أو صوت الرعد وضوء البرق فهذه تحتاج إلى التكبير وقراءة القرآن والأذكار والأدعية لأن طبيعة الإنسان هلوع فإن طال الحال فتتحول إلى تخيلات لا حدوث لها فقد يسمع صوت الرعد من التخيل والوهم فقط أو يحس بالزلزال شعوريا دون الآخرين فيعتقد أن هناك زلزال من كثرة التوهم.
  • أما الإصطناعية فهي إما نتيجة سحر أو أمر حدث في الصغر لشخص ما كالحادث أو فاجعة أو صدمة أو تهديد لم ينتبه لها في البداية فتحولت إلى وساوس ثم تتطور تدريجيا إلى العقدة وكلما تقدم الشخص في السن ازدادت توسعا في عقل الإنسان وهذه تحتاج إلى جلسات مع طبيب نفسي مختص أما الأولى التي لها علاقة بالسحر فهي تحتاج إلى الرقية الشرعية كمن يتخيل أن هناك جن بالبيت أو يسمع أصوات غريبة تناديه.
  • أما الإعتيادية فهذه تحتاج إلى عدم التسرع لأن الوسواس يصبح عادة ومنها في الصلاة والوضوء فالشيطان دائما له تأثير من أجل إفساد العبادة على عباد الله أما بخصوص الصلاة فهناك سجود السهو التي تريح العبد من النقص أو الزيادة ولا تكون له عقدة في عبادته مستقبلا.

وكل نوع من أنواع الوسواس له علاج خاص به فالوساوس نسب مئوية وكلما كانت شخصية الإنسان قوية كان الوسواس بنسبة منخفضة جدا ولا يوجد أحد في العالم ليس به وسواس لقوله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ.) [ق 16].

عقدة اللسان

فهذه خاصة في التحدث بفصاحة وصعوبة النطق والكلام قد تجد شخص يتحدث مع معارفه جيدا لكن عند مجالسة الأجانب تتغير الأمور فيتفاجئ بالوضع ويصعب عليه إستخراج الألفاظ والجمل خوفا أو حياءا منهم. دعا موسى عليه السلام ربه وقال (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)) [طه].

لأن عقدة اللسان تجعل المتكلم لا يفصح عما يريده فلا يفهم منه المستمع له وهناك من له عقدة في الشرطي أو الدركي وهكذا.

عقدة النفس

وهناك من له عقدة في نفسه من نفسه فينزل مستواه ويرى أن كل الناس خيرا منه وليس له الحق فيما عندهم فلا يقدم الأسباب لمنافستهم فالحياة لا تقبل الضعفاء فيستسلم قبل الإنطلاق ويعترف بالفشل والبداية لازالت في الصفر. فالعقدة الوهمية في بدايتها تسمى مشكل اجتماعي فإن طال عليها الزمن تحولت إلى مرض نفسي حقيقة جسمية وبعد سنوات تكون عادة فيعتبرها البعض أمر طبيعي وهذا خطأ مثل شخص تجده يحب الكلام مع زميل أو إثنين لكن حين تواجده مع الجماعة يلقى صعوبة في الحوار بينهم وبعد مدة يعتاد الوضع فيرى أن الكلام وسط الجماعة قد لا يعنيه فيظنه الناس الذين حوله أنه شخص متوحد.

شعيب ناصري

(العقد النفسية)

إقرأ أيضاً:  في خضمّ التّطور!


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

اقضي على الفوضى والعشوائية في حياتك

الثلاثاء يوليو 5 , 2022
تمت قراءته: 1٬378 تنتشر في مجتمعاتنا إحدى الأفكار المغلوطة والتي تقول: إن من سمات المبدع أن يكون فوضويا! لقد تأملت كثيرا في هذه الشبهة (وليست الفكرة من وجهة نظري) ثم قلت لنفسي كيف لي أن أصدق مثل هذه المعتقدات دون أي تفكير وتحليل على مدى سنين طويلة؟ لا أدري كيف […]
الفوضى والعشوائية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة