المعنى اللغوي والاصطلاحي لمدينة إلبيرة
إلبيرة ألفها ألف قطع، وليس بألف وصل فهو بوزن إخريطة أو كبريتة أو بلبيرة أو ليبرة وإلبيرة بالإسبانية Elvira، وهي مدينة رومانية قديمة فكانت تسمى على عهد الرومان illi-Berri، أى المدينة الجديدة، وتقع مدينة إلبيرة فى الإقليم الرابع وهو ما وقع من البر المتصل من أول الغرب إلى آخر إفريقية وإلبيرة مدينة كبيرة بالأندلس فى المنطقة الجنوبية، وهى متصلة بأراضى كورة قبرة. (الفتح الإسلامي لمدينة إلبيرة الأندلسية)
التقسيم الجغرافي لمدينة إلبيرة
تتكون مدينة إلبيرة من ثلاثة وثلاثين إقليمًا منها: إقليم أونيل، إقليم الفحص وإقليم باغة، وإقليم قنب قيس، إقليم قنب اليمن. إقليم شلوبانية، وإقليم المنكب، وإقليم فريرة، وإقليم الفخار، وإقليم همدان، وإقليم القسيس، وإقليم الأحراش، وإقليم بنى أسد، وإقليم برجلية قيس، وإقليم همدان، وإقليم الفخار، وإقليم ليشر، وإقليم الكنايس، وإقليم نغرنيس، وإقليم ببطر، وإقليم ارتيل. وفحص إلبيرة مستطيل وعددها 270 قرية وبها كثير من المدن مثل: غرناطة ولوشة وإلبيرة وحصون مثل: حصن المنكب وحصن شبيلش وطرش ومونت شاقر وبيغو، وكثير من البساتين والحدائق والجنان والمعادن. قرى إلبيرة هى أطيب البقاع نفعة، وأكرم الأرضين تربة، ولا يعدل به مكانًا غيرغوطة دمشق وشارحة الفيوم، ولا تعلم شجرة تستعمل، وتستغل إلا وهي أنجب شىء في هذا الفحص.
وصف طبيعة مدينة إلبيرة – الفتح الإسلامي لمدينة إلبيرة الأندلسية
وأرض إلبيرة خصبة تجود فيها الزراعات من الفاكهة وغيرها مثل: اللوز وقصب السكر، وحرير فحص إلبيرة هو الذى ينتشر فى البلاد، ويعم الآفاق وكتان هذا الفحص أفضل من كتان النيل، ويصدر إلى أقاصي بلاد المسلمين، والأنهار مثل: نهر شنيل أحد فروع الوادى الكبير من الناحية اليسرى، ونهر حدرة ElDarro ونهر وادي المنصور، أو وداى بيرة ونهر جراندى الصغير. كما تطل إلبيرة على كثير من الجبال مثل: جبل شيلر الذى يوجد فى أقصى ارتفاع له عند قمة مولاي الحسن 3478م، وجبلر شيلر لا يزول عنه الثلج شتاءً ولا صيفًا، ويخرج من هذا الجبل خمسة وعشرون نهرًا يصب منها فى البحر المتوسط ثمانية عشرنهرًا، وينجلب منها سبعة أنهار إلى الوادى الكبير وكانت إلبيرة قبل الفتح الإسلامى تدين بالمسيحية وبها كنائس كثيرة العدد طائلة الثروة.
مساحة إعلانية
مدن إلبيرة (مدينة غرناطة) – الفتح الإسلامي لمدينة إلبيرة الأندلسية
غرناطة من أشهر مدن كورة إلبيرة، فهى قاعدة بلاد الأندلس وعروس مدنها لا نظير لها فى بلاد الدنيا، وغرناطة بفتح الغين المعجمة وسكون الراء المهملة وفتح النون والألف، وطاء مهملة وهاء فى الآخر، وقيل: أغرناطة بهمزة مفتوحة فى أولها وهى أقدم مدن كورة إلبيرة وأعظمها وبينها وبين إلبيرة فرسخان وثلثا فرسخ، وبينها وبين قرطبة ثلاثة وثلاثون فرسخًا.
غرناطة مشتق من الكلمة الرومانية Granata معناها الرومانة، وقد سميت بهذا الاسم؛ لكثرة حدائق الرومان بها، وقد يرجع الاسم إلى عهد القوط، وهو مزيج من كلمة ناطة وهى اسم قرية قديمة تقع على مقربة من إلبيرة وغار وهو المقطع الذى أضافه إليها المسلمون، ويعنى كهفًا أو واديًا عميقًا فصارت غر ناطة، وقد ترجع التسمية إلى أصل بربرى مشتق من اسم إحدى القبائل؛ ولأنها تقع فى مكان مرتفع فكانت تسمى سنام الأندلس.
وسميت بغرناطة اليهود؛ لأن المسلمين عندما فتحوها وجدوا بها يهودًا فضموها إلى قصبتها، وصار لهم ذلك عام متبعة، متى وجدوا بمدينة يهودًا فضموهم إلى قصبتها.
وغرناطة فى غاية الحصانة، وتسمى بدمشق الأندلس؛ لتشبهها بدمشق فى غزارة الأمطار وكثرة الأشجار، ونزول جند دمشق بها عند الفتح ومن أعمالها وادى آش، ويقال وادى الأشات، وهى مدينة بها كثير من البساتين والأنهار من أعمالها حصن جليانة والمنكب ولوشة وباغة.
ولغرناطة ثلاثة عشر بًابا، وباب إلبيرة هو أضخمها، وباب الكحل وباب الرخاء وباب المرضى، وباب المصرع، وباب الرملة، وباب الدباغين، والطوابين، وباب الفخارين، وباب الخندق، وباب الدفاف، وباب البنود، وباب الاسدر وحولها أربعة أرباض، ربض الفخارين، وربض الاجل، وهو كثير القصور والعمارة، وربض البيازين بناحية باب الدفاف وهو كثير العمارة يخرج منه نحو خمسة عشر ألف مقاتل وهو ربض مستقل بحكامه وقضاته وغير ذلك.
مدينة إلبيرة والفتح الإسلامي لها (92ﻫ / 710م) – الفتح الإسلامي لمدينة إلبيرة الأندلسية
عانت الأندلس قبيل الفتح الإسلامى من تدهور سياسى كبير، فبعد وفاة الملك غيطشة، تاركا ثلاثة أبناء هم المند، وأرطباس، ووقلة، استولى على حكم الأندلس أحد قواد الملك، ويدعى لذريق، وكان على عداء مع الكونت يوليان صاحب سبتة فأرسل يوليان إلى موسى بن نصير يرغبه فى فتح الأندلس، فكتب موسى بذلك إلى الوليد بن عبد الملك، فأمره الوليد أن يرسل السرايا أولا˝، فأرسل موسى بن نصير رجلا˝ من مواليه يقال له طريف فى أربعمائة من الجنود ومائة فارس فنزل جزيرة، سميت فيما بعد بجزيرة طريف عام 90ﮪ/ 709م فأصاب سبيًا ومالا˝ كثيرًا، وعاد إلى المغرب؛ لذلك أسرع موسى بن نصير إلى فتح الأندلس فأرسل طارق بن زياد فى سبعة الآف من المسلمين، أكثرهم من البربر والموالى، وقليل من العرب فعبر إلى الأندلس فى رمضان عام 92 ﮪ/ يوليو 711 م فجمع لذريق جيشه وبلغ عدده مائة ألف، فعلم طارق بهذا العدد فأرسل إلى موسى بن نصير يطلب المدد، فأرسل له موسى خمسة آلاف.
فأصبح جيش طا رق اثنى عشر ألفًا، ومعهم يوليان صاحب سبتة، وجنوده يدلونهم على العورات، ويتجسسون لهم على أخبار العدو، والتقى الطرفان فى وادى لكه من شذونة، واقتتلوا قتالا˝ شديدًا انتصر فية المسلمون بمساعدة أبناء الملك غيطشة بعد الانتصار سار طارق يفتح مدن الأندلس، والكونت يوليان يقدم النصح والارشاد للجيش الإسلامى، فأشار على طارق فى. استجة أن يسير لفتح طليطلة عاصمة القوط، وينظم عدة من فرق من جيشه، لفتح المدن الأخرى، وأمدهم بأشخاص يدلونهم على تلك المدن وطرق الوصول إليها.
مساحة إعلانية
فتح إلبيرة: (الرأي الأول فتحت المدينة على يد طارق بن زياد)
فرق طارق جيشه من استجة، فأرسل مغيث الرومى إلى قرطبة، وجيشًا إلى مالقة، وجيشًا ثالثًا إلى إلبيرة، وسار هو إلى طليطلة فتوجه جيش مالقة ففتحها، ثم لحق بالجيش المتوجه إلى إلبيرة، وتعاونت فرقتا الجيش فى فتح تلك المدينة فحوصرت وفتحت عنوة فخضعت إلبيرة بعد مقاومة عنيفة، ووجدوا بها يهودًا فضموهم إلى قصبة المدينة، وكان اليهود يكرهون الحكم القوطى فانحاز معظمهم إلى المسلمين.
الرأى الثانى فى فتح إلبيرة: (أنها فتحت بعد عبور موسى بن نصير إلى الأندلس)
عند ما عبر موسى بن نصير إلى الأندلس فى عام 93ھ /712م توجه نحو مدن غرب الأندلس؛ ليفتح مدن جديد غير التى فتحها طارق كما وجه أحد أبنائه لفتح مدن شرق الأندلس التى لم تخضع لحكم المسلمين، وكان منها إلبيرة
وبالفعل فتحت المدينة عنوة فى العبور الأول للأندلس بقيادة طارق بن زياد عام (91 ﮪ -710م)على يد فرقة من جيش المسلمين، وأعيد فتح المدينة فى العبور الثانى للمسلمين بقيادة موسى بن نصير عام (93ھ -712م).
د. رانيا الجوهري
(الفتح الإسلامي لمدينة إلبيرة الأندلسية)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
المصادر والمراجع
- ياقوت الحموى : معجم البلدان، الطبعة الأولى، دار صادر بيروت المجلد الأول ص244،
ابن عبد الحق البغدادي: مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع الطبعة الأولى، عام 1954 م ، دار المعرفة، بيروت ص111 - ابن فضل الله العمرى:مسالك الإبصار فى ممالك الأمصار، الطبعة الأولى،عام ، 2010م ،دار االكتب العلمية ،بيروت ، الجزء الثانى ص51
- ابن الخطيب :الإحاطة فى أخبار غرناطة ،الطبعة الثانية عام 1973 م القاهرة ،المجلد الأول ص91
- العذرى:نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار وتنويع الآثار والبستان فى غرائب البلدان والمسالك إلى جميع الممالك ،تحقيق الآهوانى ، ص90 ، ص91
- الإدريسى :المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس الطبعة الأولى مطبعة بريل ليدن عام 1893م ،ص175
- أرسلان الحلل السندسية فى الأخبار والآثار الأندلسية ،الطبعة الأولى، المطبعة الرحمانية، مصر،عام 1936 م ، جزآن ، الجزء الأول ص75
- الحميرى،الروض المعطار فى خبر الأقطار ، تصحيح ،ا.لڤى بروفنسال وتعليقه الطبعة الثانية ، عام 1988 م ، دار الجبل ،بيروت ،ص24
- محمد عبدالله عنان دولة الإسلام فى الأندلس ،ق1، الطبعة الرابعة ، مكتبة الخانجى ،القاهرة ، عام1997م ،ص49
- عبد العزيز حافظ دنيا ،موسى بن نصير حياته وعصره ، منتدى سوق الازبكية ،القاهره ص139،ص140
- عبد الحليم عويس ،أسطورة حرق طارق بن زياد للسفن،دار الكلمة ،المنصورة الطبعة الأولى عام 2010 م ،ص6
د. رانيا الجوهري من مصر. تخرجت د. رانيا من كلية التربية جامعة الأسكندرية قسم التاريخ 2013، ثم حصلت على دكتوراه الفلسفة فى الآداب. كلية الآداب جامعة الأسكندرية 2020 تهوى القراءة وكتابة المقالات التاريخية.