القلبُ سيدُ الأعضاء

إن للشر أبواب وفي كل باب ألوان وفي كل لون دعوة إلى الخير بغلاف من الشر تنزل على قلب المرء كنزول المطر قطرة بقطرة فإن كان القلب سقيم أو مريض بأمراض الشبهات سيُصاب بسهام الشهوات ويفتتن بالمغرات فكيف يكون حال القلب الميت؟ (القلبُ سيدُ الأعضاء)

القلبُ سيدُ الأعضاء
Bayshore HealthCare

إن كان هذا حال ضِعاف القلوب في الحياة أصابتهم نار الضعف بحريقها وأما أصحاب القلوب القوية التي تؤمن بالله حق الإيمان وتتوكل عليه حق التوكل فلا تنكسر أمام هذه الفتن وإن كثرت أسمائها ومسمياتها فإن داء القلوب هو مزمار الشيطان وأنواع الغناء في هذا العصر الذي نعيش فيه ودواءها القرآن فهو كلام الرحمن فكيف للقلب أن يعود وهو معلق بحب أتباع اليهود للحق تجده صَمود وللباطل يفتح له الحدود.

فإن فساد القلب يعني فساد كل شيء وصلحه يجعل منك العبد الصالح فتصلح ما وجب إصلاحه فلا حياة بلا قلب ولا قلب بلا إيمان ولا إيمان بلا توكل ولا يكون التوكل في قلب مشبوه مليء بالعصيان فلا شيء يستحق الجهاد كجهاد القلب وإصلاحه فلا يكون محبا لما يُغضب الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا واجعل منه قلبا يستقيم على الكتاب والسُنة بأن يكره الكفر والكفار وأن يكره المعصية والعصيان وأن يكره البدعة والشرك وأن يكره الباطل وأن يكره الفتن بأنواعها واجعل منه قلبا لا يتلون بالألوان واجعل منه قلبا يغار على دينه وأهله ووطنه فلا تتركه للشيطان فيلعب به ويُنسيك فيه فتنساه أنت حينها فلا تدركه من غفلتك عليه فأنت طبيبه إفحص قلبك من الرياء فلعله مصاب بهذا الوباء ولا تكن من النائمين على قلوبهم تدَخّل قبل فوات الأوان فالأصل هو علاج القلب قبل علاج البدن وتغذية القلب بالإيمان قبل تغذية البطن بالطعام وغُسل القلب بالتوحيد والإخلاص قبل غَسل الجسد بالماء فإن قلبك هو مفتاح الدنيا وأسنانه الخمس هي سعادتك في الآخرة ومنها النية والإخلاص والتوحيد والإيمان والتوكل.

ولا تخلط بين نفاق وإيمان وحارب سواد قلبك من الحسد والحقد والبغض واجعل من بياضه نورا يزيدك جمالا فمن أحسن الظن بإخوانه وتمنى الخير لهم رأفة بهم وحنان فكلما كنت كما أمرك الله رزقك بما تتمناه فإن حلاوة الدنيا تكون عندما نتقاسم الأفراح فهذه من سلامة القلوب وطريق الفلاح والنجاح وانظر إلى نفسك بنظرة حق تعلم بكل عيوبك فتصلحها أو تغيرها أو تترك أرذلها وتسقطها ولا تنظر إلى عيوب الناس بنظرة استعلاء كأنك معصوم فقلوبنا تتغير بين عشية وضحاها فقد يُصبح المسيئ محسنا يوما ما أو يصبح المحسن مسيئا في رمشة عين فالهادي هو الله الرحمان وحاسب نفسك وما تخبئه في قلبك فاكشف سرك لنفسك يتضح العيب فيك لعلك تُوفق للإصلاح والتوبة منه فالتوفيق من الله وحده فقد يكون الوقت قد حان فكن مستغلا لكل فرصة خير تأتيك فإن القلب هو بيت روحِك ومنبع أنفاسِك وسيدُ أعضاءك فكن له عونا في الإصلاح ولا تكن له معينا على الإفساد.

شعيب ناصري

(القلبُ سيدُ الأعضاء)

إقرأ أيضاً:  لهجة الإشارة طريقٌ للإنارة


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

تجريد أفكار العقاد من سيرته الذاتية

الجمعة مايو 19 , 2023
تمت قراءته: 678 بسم الله و الحمدلله و الصلاة و السلام على محمد بن عبدالله النبي الأمي ، أما بعد (تجريد أفكار العقاد من سيرته الذاتية) مقدمة تعريفية :- هذا المقال هو تجريد لأفكار العقاد التى بثها في كتابه المسمى ” أنا ” تحدث فيه عن ذاته و تفاصيل حياته […]
تجريد أفكار العقاد من سيرته الذاتية

اقرأ أيضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة