المصابرة والتصبر طريق للصبر

الصبر هو انتظار الفرج من كل ضيق وعلى الصابر أن لا يشتكي للناس بما به من وجع فيخرج من دائرة التصبر ويسقط من قائمة الصابرين والصابر هو مطالب بالتصبر والمصابرة دون محاسبة كقول صبرت كذا وكذا وهذا خطأ فالصبر يحتاج صبر آخر ليواسيه ولا ييأس من رحمة الله مهما كان الأمر صعب. (المصابرة والتصبر طريق للصبر)

المصابرة والتصبر طريق للصبر
pexels

المصابرة بين الناس -المصابرة والتصبر طريق للصبر

قد يسأل أحدنا لماذا نشعر بالندم؟
والحقيقة أنه لا يُعرف كما لا تُعرف النعمة حتى نفقدها فإذا فقدناها ندمنا عليها فلماذا لا نستغل النعمة في وقتها ونتقاسمها مع من فقدها حتى يبارك الله لنا فيها فتُضاعف بفضل الله ورحمته مثل من رزق المال فليتصدق ليس فقط على الفقراء والمحتاجين بالأكل والشرب واللباس بل بالمساهمة في تزويج الشباب العزاب ومن رزق الأولاد عليه بتربية أولاده على الطاعة وحب الخير منذ الصبا ومن رزق السيادة فليكن قدوة ومعينا للناس على قضاء حاجاتهم بلا إحراج لهم ومن رزق العلم فليبلغه ولا يكتمه ومن رزق السكن الواسع فليكرم الضيف فيه ومن رزق المركب فليحمل فيها من لم يجد ركوبا والمسافة بعيدة عليه وخصوصا أيام حر الصيف وفي برد الشتاء وقساوته ومن رزق الصحة فليتبرع بدمه وهكذا فالدنيا يوم لك ويوم عليك كي لا تندم علينا استغلال الفرصة ونستثمر كل نعمة أنعمها الله علينا قبل تحولها لنقمة فالصبر دواء يجب أن يتبادله الناس بينهم والتعامل به من الضروريات في الحياة مصابرة لهم في عونهم فقضاء حاجة المسلم خطوة للإحسان والإحسان مفتاحٌ للخير كله.

النعم والنقم

يقال أن النعمة لا يُحس بها صاحبها حتى تزول منه أما النقمة فهي عكس النعمة فمعناها الشدة في الحياة سواء فقر أو مرض المهم من أعطاه الله نعمة عليه أن يشكره عليها ليزيده الله كما وعده وأن لا يجحد فضله عليه فهناك من تجده فقيرا لكنه بصحة جيدة يلوم ويلوم لكن لا يعلم قيمة الصحة أنها كنز لا يساويها شيء في الدنيا وهناك من هو غني بالمال لكنه فقير الصحة فتجده يعالج في البلدان المتطورة بالأموال باهضة الأثمان ولا يجد نتيجة لصالحه فلو قال الغني للفقير أعطيني صحتك وأعطيك المال كله فهل سيقبل؟.

وهناك من هو مصاب بالمرض وفقير أيضا لكنه غني بالإيمان في قلبه ولا يُعطى الإيمان إلا لمن أحبه الله كما أن المال يُعطى للمؤمن والكافر فنعمة الإيمان لا يُحس بها إلا المخلص لله في عبادته ودعائه في سره وعلنه فإن لم نصبر على البلاء فكيف نصبر على العذاب؟

وهناك من فقد بصره لكن الله عوضه بالبصيرة فهي نور تلقى في القلوب المؤمنة فنقول لأهل البلاء إن كنت مصابا فلا تنظر لمن فاقك بالنعمة لكن أنظر لمن أنت تفوقه بالنعم فهناك نعم نجهلها ولا نحس بها ومنها نعمة العقل ونعمة الإسلام ونعمة السُنة ونعمة الأمن ونعمة الحرية ونعم ونعم كثيرة فمن يحصيها فلا تلوموا أنفسكم على المصائب وأشكروا الله على فضله وكونوا مقتنعين بالقضاء والقدر فالله سبحانه وتعالى إختار لنا الخيرة في الرزق والقدر فلا أحد منا ينكر هذا فما علينا إلا الصبر وبالصبر نتصبر على البلاء ونحتسب الأجر على الله واعلموا أن الدنيا لا شيء والآخرة هي كل شيء فمن فاز بالجنة قد نجى من فتنة الدنيا وعذاب الآخرة ومن خسرها خسر الدنيا والآخرة اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا وثبتنا على الهداية ووفقنا للإصلاح والتوبة.

شعيب ناصري

(المصابرة والتصبر طريق للصبر)

إقرأ أيضاً:  فصحاء اللسان


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

ثلاثيّة المشاعر

الأربعاء فبراير 22 , 2023
تمت قراءته: 877 الأشياء الّتي لا يستطيع المرء القضاء عليها خصوصا إن كانت في نفسه عليه أن يطوعها ويوجهها، ويتوجّه معها، بوجهها الصحيح وقبلتها الحقيقة، فلا يفرّط بها، ولكي لا تُفرّط هي به. (ثلاثيّة المشاعر) المشاعر: وهي الحبّ والغضب والحزن، وهي أشياء ومواد وجدت مع النّفس البشريّةفترعرعت وشبّت بها وتتطوّرت […]
ثلاثيّة المشاعر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة