ظاهرة الغرور بين الكبر والإعجاب

في الحقيقة أن الإنسان المسلم مفتون في حياته يوميا ولا نزكي منهم أحدا بل نشهد بمن فيه الخير والصلاح بأنه صالح فقط وهذه ليست ضمان له بأنه مستمر في صلاحه لأن حالات الناس تتقلب كما تتقلب الأجواء بين المشمسة والممطرة صيفا كان أو شتاءا لكن الواقع الملموس قد يجعلنا أحيانا نفرق بين ظواهر تحدث مع المسلمين في تصرفاتهم منها الغرور أو الكبر وكذلك الإعجاب بالنفس فنميز هذه التغيرات مع مرور الوقت إما من كلامه أو في ملامح وجهه وحتى حركاته ونظرته لها ميزان طبيعي نفهم منها رسائل كثيرة قد تعبر عن الخبايا فنحن لا نعلم الغيب ولكن لنا أحاسيس فكلنا بشر نخطئ ونصيب. (ظاهرة الغرور بين الكبر والإعجاب)

ظاهرة الغرور بين الكبر والإعجاب
الموسوعة العربية الشاملة

تعريف الغرور – الغرور بين الكبر والإعجاب

الغرور هو أن ترى نفسك خيرا من الجميع.

أنواع الغرور – الغرور بين الكبر والإعجاب

  • هناك من يرى نفسه أنه لا مثيل له في الخلق.
  • وهناك من يرى نفسه أنه الأسعد في الحياة من بين كل الناس.
  • وهناك من يرى نفسه أنه الأقوى دائما بلا منافس.
  • وهناك من يرى نفسه أنه لا يحتاج إلى أي أحد بل الناس هم من يحتاجونه فقط.
  • وهناك من يرى نفسه الأعلم والأفقه لوحده.
  • وهناك من يغتر بكثرة ماله أو نسبه أو عدد أولاده.

وهكذا هو الغرور يستغل ما عنده كنقطة قوة من أجل الترفع عن البقية من الناس لكن جواب مثل هؤلاء يكون بقوله تعالى (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ) [الطارق 5]

تعريف الكبرياء – الغرور بين الكبر والإعجاب

الكبر أو التكبر لهما مقصد واحد ولكل منهما معنى خاص فالكبرياء هو إحتقار الغير مثلا شخص يقول أنا لن أطلب العلم على يد فلان من دون أي سبب أو يقول لن أصلي خلف هذا الإمام أو يقول لن أقبل نصيحة فلان أو يقول لا أريد صدقة فلان هذا إن كان هو محتاجا فهي كالإحتقار له إلا إذا كان مالا محرما من تجارة الخمر أو المحرمات وهو يعلم به فمن حقه الرفض أما التكبر فهو عدم الإحترام والتصنت للمتكلم مثلا شخص يتحدث معك وأنت لا تجيبه بالرد عليه أو لا تلتفت إليه أو يزورك شخص ما فلا تلقي له بالا أو إهتمام به أو لا تبتسم معه وتصعر خدك له أو تتكلم معه من غير النظر فيه وهكذا.

فهناك أناس يكونون فقراء وعندما يرزقون من خير الله، أكثرهم تتغير تصرفاتهم من التواضع إلى الكبرياء والتكبر إلا من رحم ربي منهم؛ هم يظنون أن هذه الحالة خاصة بالأغنياء بل رأينا الأثرياء من هو متواضع لدرجة أنك لا تصدق أنه من تلك الطبقة فجواب هؤلاء الناس المتكبرين على خلق الله أن مصيرهم معروف وهو الموت ثم سكناهم هي القبر يحملون إليه عراة وحفاة لا مال ولا جاه معهم وتتعفن أجسامهم.

إقرأ أيضاً:  اشغلها بالحق

مساحة إعلانية


ماهو الإعجاب؟

أولا الإعجاب هو نوعان منه في الأعمال الصالحة وهذا قد يميل إلى الرياء أو النفاق عفانا الله منهما وإياكم.

والنوع الثاني وهو الإعجاب بالنفس والمظاهر وتسمى بالثقة الزائدة وفي الحقيقة هي مذمومة عند الله لأنها تجعل من الإنسان إما مختالا أو فخورا فينسى أنه خلق لعبادة الله عز وجل وتلهيه هذه الدنيا وفتنها وهذا ما يخشى عليه اليوم.

ما الفرق بين المختال والفخور؟

المختال هو الذي يرى نفسه أعلى شئنا من الناس أما الفخور كلامه قليل الأدب وبعدم احترام للناس، فالأول متعلق بالأفعال والثاني في الأقوال؛ فهناك مثلا من يعبد الله ويوفق ثم يعجب بحاله وقد يرى نفسه أنه من أهل الجنة مباشرة وهذا خطأ لأن الجنة ندخلها برحمة الله فقط أما الأعمال الصالحة والعبادة الصادقة والنية الخالصة فهي مجرد وسيلة لدخول الجنة وسبب فيها مع دعاء الله الثبات على الإيمان وحسن العمل أيضا فهذا قد يغره الشيطان في معاملته مع العصاة فيكون مختالا بمشيته ولا يجالسهم كي ينشر دعوة الله أو يفتخر عليهم بأنه هو من أهل الجنة وهم من أهل النار وهذا الخطأ يقع فيه كثير من الناس وهو عمل الخوارج.

أما النوع الثاني في الإعجاب فهي مثل شخص يمتلك سيارة فيصبح مختالا فيها فلا يحترم الناس عند سياقته لها بالسرعة ورفع صوت الغناء منها وتهوره بها. أما الإفتخار مثل أن تقول للناس أنا أملك كذا وكذا إعجابا بنفسك ومالك فهذا مذموم لأنه من عمل الشيطان فما عليك سوى أن تحمد الله على هذه النعمة قبل أن تنقلب عليك وتصبح في نقمة ولا تفتخر بما لا تملكه لأنها كذب أولا وثانيا معصية الإفتخار فما عندك هو مجرد وسيلة فقط للتعامل بها مع الناس لا غير حتى وإن كنت أغنى رجل في المنطقة فإن الذي رزقك قادر على أن يذهب مالك في ساعة واحدة ورأينا الكثير منهم وسمعنا عليهم في حياتنا فلا تغرنك الفانية.

شعيب ناصري

 

إقرأ أيضاً:  لا تترك مكانا للحماقة والتفاهة في حياتك


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

الهدايا السُلطانية

الأحد يونيو 19 , 2022
تمت قراءته: 1٬023 الهدايا السُلطانية من الأعراف والتقاليد الدبلوماسية والحضارية العريقة. لتدعيم العلاقات الإجتماعية والإنسانية والسياسية، ووفاءً بالتزامات دينية. كما كانت ـ وستظل بكرمها، ونفاستها، وفخامتها، وجِـِدتها، وجودتها، وفنياتها ـ تعكس المكان والمكانة، والسخاء والكرم الذي ربط بين متبادليها. وتحكي ـ بالتوثيق الفني والتقني والإنساني والحضاري ـ عن الأشخاص (الهادي، […]
الهدايا السُلطانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة