عن بُعد وحيد

منذ فترة ليست بالقليلة لم أتابع عمل درامى مصري – ناطق باللغة العربية – بشغف أو ترقب أو مجرد اهتمام لمعرفة النهاية ربما لأنى أجدها حياة رتيبة وربما لأنهم فقدوا تلك المتعة التى كانت سابقا – لايهم الآن أيا كانت الأسباب – ولكن ساقتنى الأقدار كعادتها وتابعت مسلسل كأنه إمبارح ذلك الذى سمعت عنه لأول مرة فى برنامج المذيعة المتألقة كما أراها منى الشاذلي.

كأنه إمبارح
depositphotos

لفت انتباهى فى تلك القصة جزء لتناول سيكولوجية الحياة قد اكتملت رؤيته لدى منذ سنوات قليلة

عن ردود أفعالنا النفسية المترجمة فى تناولنا للحياة اليومية أتحدث

كما تروى القصة فإن تلك الأم المكلومة – إلهام – كانت قد أوشكت على إيقاف حياتها لحدث وحيد زلزل وجدانها النفسى – كما أشير عن العشرين عام ما قبل زمن أحداث المسلسل – وبالرغم من ذلك تبدأ الأحداث فى الوصول بك لتغير تلك الحالة النفسية لتصبح متعايشة مع يومياتها رغم كل أحداثها المأساوية.

الفارق بين الكيانين هو ذلك الفارق بين من تنتهي حياتهم لحدث أو حالة تلازمية لأنفسهم بما يدور حولهم، وهؤلاء الذين يتعايشون بمبدأ كل أمر سيصبح غدا ذكرى فلا يضيعوا من ساعاتهم فى الوقوف عليه.

هذا هو ما نفعله يوميا ، كلا منا له طريق يتبعه لأحداهما ويرى بكامل عقليته ووجدانه أنه الطريق الأصح – كما يقول علماء النفس ذلك جزء من توجيه اللاوعى لنا – وبالطبع تحجب عنه أى قدرة لفهم واستيعاب الآخر المختلف عنه.

ومع كل هذا التطور والتوسع الذى يبدو فى ظاهره معرفى إلا أن تلك المعارف لا ترسخ فى النفس بسهولة الوصول لها بل هى أصعب ما تكون فى البقاء الوجداني، تلك الصعوبة هى ما تدفعنا دوما لتحليل كل الآخر لإرضاء رغبتنا النفسية العميقة فى الفهم بالتشابه لنتحول شعوبا محللة بلا علم حقيقى للتحليل.

ولما لمريم نعوم – كاتبة العمل – من خبرة تجعلك تتساءل هل كان لها القصد فى تشخيص تلك الحالة المجتمعية أم أن احساسها بالحدث هو ما أظهر جوانب ربما لم تقصدها، ومع تساؤلاتك لا تجد لنفسك إلا تحية لها لطرقها باب كيف نحيا فى حياة لا نملك منها إلا بعد وحيد من أبعادها المختبئة عنا خوفا منا.

#ندى_الصناديقي

(كأنه إمبارح)

إقرأ أيضاً:  التربية عملية مجتمعية


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

وقت مستقطع

الثلاثاء ديسمبر 21 , 2021
تمت قراءته: 1٬514 نعيش في سباق مع الزمن وكأن من يفوز منا سوف يحصل على الميدالية الذهبية ولا نعي الحقيقة بعد أننا في حاجة ماسة أحيانا لوقت مستقطع وليس وقت بدل ضائع، في حاجة ماسة للانخراط في الهدوء النفسي والسكينة لبعض من الوقت من قال أننا لسنا في حاجة للراحة؟ […]
وقت مستقطع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة