وباء كورونا بموجاته الأربع

في رمشة عين إنحصر العالم الذي هو كالقرية الواحدة بجائحة كوفيد تسعة عشر ولم يسبق لأي طاعون أو فيروس أن يتواجد في كل بلدان العالم والمدن فيها من سنة واحدة سوى وباء كورونا المستجد الذي “حير العالم والعلماء جميعا” فشق عليهم كل الطرق إلى سبيل النجاة منه فاتفق الحكام على قرار تجميد المشاريع وغلق الشركات والمصانع وتوقيف كل وسائل النقل عبر الجو والبحر وحتى النقل البري وكل هذا كان عنوانه إلى إشعار لاحق بل قاموا بتدابير كثيرة ومنها منع التجول في الشوارع وفتح المحلات التجارية وفرض غرامة مالية على المخالفين من المواطنين والأخذ بالإجراءات الوقائية اللازمة منها ارتداء الكمامة والتعقيم والتباعد ومنع التصافح بين الناس احتياطا من انتشاره رغم هذا كله لم نسلم من الموجة الأولى حتى جاءت الثانية ثم الثالثة وبعدها الرابعة ولا نعلم هل هناك خامسة أم ينتهي فلم وباء كورونا المتحور كان مرعبا ومخيفا لدى الكثير والذي أنهى حياة البعض منهم بقضاء الله وقدره فلقب من طرف الصحافة والإعلام عبر العالم “بالوباء القاتل”

وباء كورونا بموجاته الأربع
PAHO

الموجة الأولى – وباء كورونا

ظهور الوباء في الصين من أواخر سنة (2019) ميلادي وبعدها بدأ الإنتشار الرهيب بين المدن والبلدان إلى أن وصل إلى المدن والبلدان العربية والإسلامية وإتخذت الإجراءات اللازمة فكان هناك حديث بين العامة من الناس ومنهم المصدق له والمكذب به والمشكك فيه بين القيل والقال هل هو حقيقة أم خيال؟

وهناك من قال أن العالم سينتهي ويزول؛ ولكن الأمر لا يدعوا إلى كل هذا التساؤل بل الواجب من الناس إستعمال الحكمة والموعظة في الرسالة الربانية من الواقع المعاش فيه قبل وأثناء الوباء وبعده ما الذي تغير فينا؟
هذه مسألة تحتاج إلى جواب لها.

المساجد أغلقت أبوابها وهذا أمر غير طبيعي ويدعوا إلى اليقظة من الغفلة التي كنا فيها قبل أيام من الصحة والعافية والأمن والأمان وراحة واطمئنان؛ أصبح الإنسان بعد مدة يبحث عن شراء قارورة الأكسجين وكما يقال (رب من ضرة هي نافعة).

إقرأ أيضاً:  القوة واللين

مساحة إعلانية


الموجة الثانية – وباء كورونا

طال الحال ولم يستطع الخبراء إيجاد دواء ولا حلا للخروج من الأزمة العالمية التي حولت حياة البشر إلى مأساة حقيقية يتطلب فيها الجهد العقلي لتفادي هذا الوباء فأصبح بعض الحكام من دول الغرب أو كما تسمى بدول العالم الأول تتهم بعضها البعض بأنها السبب في تفشي هذا الفيروس ومنها إيطاليا وكذلك الصين التي وجهت لهما أصابع الإتهام كفاعل رئيسي وكان في هذا الأمر آراء كثيرة عند المختصين في المجال الطبي والمجال السياسي. الخ ليتحول هذا الوباء إلى لغز محير حقا؛ والمؤسف هو أن دول إسلامية كانت تنتظر الدواء من أعداء بدينها وهو الإسلام.

الموجة الثالثة – وباء كورونا

أصبح الوباء هو “الشبح الأسود” لكن مع مرور الوقت تجاهله الناس من عدة بلدان بسبب الأوضاع المزرية للطبقات الفقيرة والمعوزة ليتحول الحلم من الخروج بحل لهذا الوباء إلى حلم إيجاد حل في البحث عن عمل أو طلب الرزق بأي طريقة كانت لأن العالم أصبح منهار اقتصاديا تماما فأموالهم سخرت كلها للتجارب في إيجاد اللقاح الخاص بالوباء الحالي الذي “لا يرى ولا يلمس ولا يسمع له صوتا” هو من أضعف جند الله خلقا لكنه الأقوى فيهم سيطرة فإستهزاء الناس به أدى إلى موجة ثالثة قاتلة.

الموجة الرابعة

إن الظلم الذي ينتشر اليوم بيننا ونحن نراه ولا نتدخل فيه هو أحد أسباب تفشي الوباء بكثرة فكورونا هي عقاب الله لنا جميعا بفاعل المنكر والساكت عنه وهناك عقوبة أخرى سلطت علينا في الآونة الأخيرة وهي غلاء الأسعار في الأسواق نار تحرق الجيوب والكل يشتكي منها أما كورونا فهي تنخفض تدريجيا والحمد لله ونسأل الله في هذا الشهر الكريم أن يرفع عنا هذا الوباء والغلاء إنه هو القادر عليه سبحانه.

إقرأ أيضاً:  القوة واللين

مساحة إعلانية


رسائل كورونا

  1. رسالة إلى الظالمين أن بعد الظلم لا يكون إلا العقاب في الدنيا قبل الآخرة.
  2. رسالة إلى المسلمين بأن العقاب من أسباب السكوت عن الظلم.
  3. رسالة إلى العصاة من المسلمين أنهم هم من أسباب إنتشار الأوبئة باستمرارهم في المعصية.
  4. رسالة إلى الكهنة في من يزعمون أنهم يعلمون الغيب أن كورونا الله وحده من يعلم متى زوالها من بقائها.
  5. رسالة إلى من ينتظر الدواء من الأعداء بأن الحل هو الرجوع إلى الله عزوجل بالعبادة والدعاء والتوكل عليه.
  6. رسالة إلى العالم كله أن تطوراتهم لا تساوي شئ أمام عظمة الخالق الجبار سبحانه وتعالى.
  7. رسالة لأصحاب المال والنفوذ أن أموالهم لا تشتري كل شئ فالصحة والعافية كنز لا مثيل له.
  8. رسالة إلى من كان يصافح على الأجنبيات أو الأجانب سواء رجال أو نساء منهم كما امتنعوا خوفا من الإصابة فلما لا يمتنعون خوفا من عذاب النار وغضب الله عزوجل يوم القيامة.
  9. رسالة إلى الآباء والأمهات الذين لا يعلمون أبنائهم الوضوء للصلاة كما كانوا يعلمونهم التعقيم يوميا.
  10. رسالة إلى مهاجري بيوت الله تعالى أن المسجد نعمة عظيمة.
  11. رسالة إلى محبي ديار الغربة والكفر لقد رأينا ما كانت تعانيه جاليتنا هناك من تهميش واحتقار في عز الأزمة.
  12. رسالة للكل بأن الهروب من الموت ليس حلا والأمراض الخطيرة أخطر من الحروب.

الخلاصة

إن هذا الوباء هو عقوبة من الله عز وجل ظاهره العذاب وباطنه الرحمة ومن جنود الله تعالى التي ترى هي ما نزل على قوم نوح وموسى وصالح وهود.الخ أما كورونا فهي من الجنود التي لا ترى بالعين المجردة فهذا سبب ما كسبته أيدينا اليوم من ذنوب ومعاصي. الخ نسأل الله السلامة منها في الدنيا والرحمة في الآخرة.

عباد الله إن الإنسان مبتلى في حياته ليصبر أو يكفر هذه سنة الله في خلقه شؤون لا نقول إلا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى.

الخاتمة

كورونا هو جند من جنود الله تعالى لعباده إما أن يصلحوا ما فاتهم أو يكملوا طريقهم إلى السوء وهو من بين الجنود التي لا ترى بالعين فهو بين مكذب ومشكك فيه ومصدقا له فالمكذب لم يهتم بالوقاية حتى يصاب به بعد ذلك يندم على ما فات وهذا جعلنا نفكر في حال الضال عن الحق وطريق الصواب الذي يسخر من الإسلام أو السنة لا يصدق حتى يندم يوم لا ينفع الندم حينها والمشكك بين القيل والقال هناك من قال أنها سياسة أو الصين وراء الأمر هذا. الخ.

والحقيقة أنها مهما كانت فهي عقوبة من الله عز وجل وحده أما المصدق فهو مؤمن بقضاء الله وقدره مع إتخاذ الأسباب للوقاية منه إلى غير ذلك وهناك من قال هي القيامة الكبرى ونهاية الزمان وهذه حكم الله عز وجل في الحياة البشرية التي لا نعلمها نحن بين الأضرار والمنافع فهو وحده أعلم بها وبأحوال خلقه وشؤونهم سبحانه وتعالى قال تبارك وتعالى (. والله يعلم وأنتم لا تعلمون) البقرة 216.

فهذا الوباء هو أحسن درس للمسلم ليتعلم ويتدارك الأخطاء السابقة في المستقبل ويصلح حاضره في حياته المتبقية؛ للعلم أني مؤلف رسالة بعنوان وباء كورونا بين الواقع والإسلام وهو كتيب صغير مختصرا لهذه الجائحة لمن أراد الإطلاع عليها فهي متوفرة في مكتبة نور الإلكترونية وهناك أيضا كتاب للأخ أيمن الشبعان في نفس الموضوع أنصح بقراءة كتابه المعنون بوباء كورونا عبر وعظات وفي الأخير أسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق وقوله وأن يبعد عنا الباطل ومن حوله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأولين والآخرين.

شعيب ناصري

(وباء كورونا)

إقرأ أيضاً:  أحلام الطفولة بين الواقع والخيال


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

البشرية تـُعيد الاعتبار للشعوب الأصلية

الأحد يونيو 5 , 2022
تمت قراءته: 1٬199 في كانون الأول/ ديسمبر 1994، قامت “الجمعية العامة للأمم المتحدة” بإعادة الإعتبار، وإنهاء قرون من “عدم المبالاة الدولية” تجاه ثقافات، وحضارات الشعوب الأصلية. وذلك من خلال إعلان التاسع من آب/أغسطس من كل عام “يومًا عالميًا للشعوب الأصلية”. ويمتدّ العقد الدولي الثاني لهذه الشعوب من 2005-2015 تحت شعار: […]
حضارات الشعوب الأصلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة