المجتمعات تتكون من طبقات مختلفة ربما هذه طبيعة نشأتها وتطورها منذ آلاف السنوات، أو كما يُحب أن يرجعها المتدينين دومًا إلى أنها تقسيمة إلهية كما خلقنا الله المهم أنها متواجدة على اختلاف تعريفاتها أو مدى الإعتراف بها. (الطبقية الفكرية)
ورغم محاولات العديد من المفكرين على مدار السنوات بمعاداة مبدأ الطبقية، والدعوة بمساواة كل أفراد الشعب الواحد، إلا أن وجود الطبقية أمر حتمى فى مجتمعات البشر إلى الآن فى إعلان خفى لانتصار فكر الرأسمالية الغالب بإقرارها.
ولطالما أنكرت توجيه تعاملاتنا لأساسها بل كنت أنكرها فى ذاتها أوقاتًا فلا معنى لأن تكن طبقتنا هى ما يمكننا من تصنيف البشر. (ربما كانت نظرة اشتراكية كما لم يراها الإشتراكيون بأنفسهم).
ومع اعتيادى منذ الصغر أن أذهب لندوات ومحاضرات فى قرى ومدن ومحافظات مختلفة كنت دائمًا ما أرى أنه حتى وإن وجدت الطبقية كما يراها أو يصنعها المجتمع فلا طبقية فى الفكر وأن الفكر دائمًا نحن من يصنعه ومجرد التعلم والقراءة يجب أن يجعلونا طبقة فكرية واحدة نستطيع بها التقبل للآخر ومراعاة مساحاتهم، وإذا ما اضطررنا للطبقية الفكرية ففقط يمكننا تقسيمها متعلم وجاهل، إلا أن هذا الرأى لم يستمر كثيرا مع بدء مرحلتى الجامعية.
فمع تطور أعمالى لتشمل بعض من المعايشة الحياتية لبيئات مختلفة من الداخل بدأت الرؤية تختلف فقد تأكد لى أنه لا طبقية كما يقسمها المجتمع، ولكن الطبقية أكبر بكثير من ذلك التقسيم الظاهرى لأتعرف تدريجيًا على الطبقية الفكرية، تلك الطبقية التى ظننت نشأتها من التعليم لتأتى التجربة وتعلمنى أن التعليم وحده غير كافى لتقسيم الطبقية الفكرية، لكنى كنت مازلت أرى أنه لا داعى لذلك التقسيم الحاد ولربما ذلك استثناءات فقط.
حتى جاءت بعض التجارب الأكبر نضجًا لتسمح لى بمعايشة كاملة لحالات وبيئات مختلفة كليا عما كنت أعاصره من قشورها، عندها فقط علمت أن الطبقية الفكرية ليست بدرجة التعليم فقط ولكنها بعوامل عدة كدرجة ثقتنا فى المعلم ومدى أمانة النقل، ومدى قدرتنا على الفهم والإدراك، ومدى قدرتنا على محاورة الفكر الجمعى، وطرق إرساءنا للفكر والتعاملات فى مجتمعاتنا وجميعها تصنع منا طبقات فكرية مختلفة ومتضادة أوقاتًا.
ربما من الأفضل أن نفهم مبكرًا تلك الطبقية الفكرية لنملك من القدرة بعض من الطرق الصحيحة لمعايشة بيئات فكرية متنوعة إن كنا ننوى تعاملات أكثر إتساعًا، ولنتعلم أن التوافق الفكرى أحد أهم أنواع التوافقات التى يجب مراعاتها فى دوائرنا القريبة.
#ندى_الصناديقي
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
ندى الصناديقي من مصر. تخرجت ندى من كلية العلوم بجامعة أسيوط، وكانت لها كتابات متنوعة منذ الصغر حتى أنها أسست نادى أدب بكليتها وساهمت فى بعض الحركات المجتمعية لتثقيف الشباب، ثم اتجهت بعد تخرجها للعمل الإعلامى، وهى تهوى القراءة والسفر.
