العلم بين طلبه ونشره

العلم نور صاحبه في الحياة ومن دونه سيعيش الناس في ظلمات فالحياة جميلة لكن لا يكتمل جمالها إلا بالتعلم ونشر العلم بين الناس ومن بذور هذا العلم هي المعرفة التي تبدأ خطوة بخطوة عبر السؤال والتساؤل لأنهما من طرق العلم الأصلي. (العلم بين طلبه ونشره)

العلم بين طلبه ونشره
Office for Students

واعلم أن العلم له درجات فليس كل العلماء سواسية في الإجتهاد وليس كل طلبة العلم سواسية في الجهاد بل هناك تفاوت بينهم حسب قوة الذكاء والفطنة ولا يكون العالم عالما إلا إذا كان طالبا للعلم فهكذا هو العلم كالسلم درجة بدرجة حتى نصل إلى قمة الدرجات والعلى فطلب العلم نوع من الجهاد وهو طريق للإجتهاد ولا يكون نشر العلم بالترهيب والتنفير منه ولكن يكون نشر العلم بالترغيب والتحفيز له فيكون عسلا في قلوب الطلبة.

وكما تعلموا واستفادوا سُعدوا بذلك وفرحوا وتمنوا المزيد أما من استعمل طرق العنف في التعليم والتدريس مع الطلبة سيزرع بهذه الطريقة في قلوبهم الملل والغبن ويجعلهم يفرون من التعلم ويكرهون المعلم بذاته وهذا خطأ من المدرس الذي لم يتعلم فنون التدريس وكيفية التعامل مع طالب العلم فإن العلم كالماء والماء لا يُشرب إلا إن كان صالحا للشرب وكذلك العلم لا يُأخذ إلا إن كان صالحا للأخذ وطرق الأخذ لا تكون إلا بالرفق واللين والصبر والعلم له أبواب كثيرة ومنه باب التوكل على الله في السر والعلن ومنه باب الحفظ وهذا الباب يعتمد كثيرا على تنشيط الذاكرة ومن العلم الذي يحتاج إليه الناس في حياتهم.

هو العلم الشرعي الذي به نتعلم طريقة عبادتنا في الإسلام وهذا بفضل الله أولا ثم العلم واجتهاد العلماء فلا نقع في البدعة والظلالة وإن وقعنا فيها جاء من يصحح لنا ويُبيّن الخطأ فينا وهذه من نعم الله عز وجل علينا بأن يتناصح المسلمون فيما بينهم فلو لا هذا العلم ما تناصح الناس ولا عرفوا الحق من الباطل فإن الله أنعم علينا بهذا العلم فهو نعمة عظيمة على الناس لا يُحس به إلا من تذوق حلاوته من قلبه في الدنيا للنجاة من عذاب الآخرة فإن العلماء قالوا ” لا يُعذر الجاهل بجهله ” فلا تجعل من جهلك حُجة وتتحجج به فما عليك إلا بطلب العلم وإن بلغت من العمر دهرا فطلب العلم واجب على كل من قال لا إله إلا الله محمدا رسول الله فأنت مسلم وينبغي أن تُخرج نفسك من طول سجن الجهل إلى حرية العلم ثم أنشر منه ولك الأجر عليه.

فهذه دعوتنا إلى الله فالكل مطالب بها بين العلم والعمل، فيا طالب العلم كن لله مخلصا تُرزق من العلم علوما لم تكن تسمع بها واعمل بما تعلمت يضاعف الله لك من فضله علما يكسوا به قلبك نورا، يا طالب العلم لا تكن متكبرا فينزع الله البركة من علمك ولا تكن مُرائي فتخسر جنة الكافي ولا تبخل من علم آتاك به الرحمان عليه تُسأل يوم لا ينفع درهم من مال وعليك بمفتاح النية وهو الإحسان فأحسن لنفسك أولا ثم أحسن لغيرك فعلا وقولا وأحسن الظن بهم يُحسن الله إليك بنعم متكررة وعلوم متواترة ولا تفتح قلبك لإبليس فيدخل ومعه الإعجاب والتعالي كما فعل هو بالترفع على سيدنا آدم عليه السلام فلعن وطرد من رحمة الله وكن ناصحا أمين صادقا حليم.

شعيب ناصري

(العلم بين طلبه ونشره)

إقرأ أيضاً:  مُعاناة الأُُبوة واقع مُعاش فيه


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

القلبُ سيدُ الأعضاء

الجمعة مايو 19 , 2023
تمت قراءته: 502 إن للشر أبواب وفي كل باب ألوان وفي كل لون دعوة إلى الخير بغلاف من الشر تنزل على قلب المرء كنزول المطر قطرة بقطرة فإن كان القلب سقيم أو مريض بأمراض الشبهات سيُصاب بسهام الشهوات ويفتتن بالمغرات فكيف يكون حال القلب الميت؟ (القلبُ سيدُ الأعضاء) إن كان […]
القلبُ سيدُ الأعضاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة