(رَمِدَت) العينُ (رَمَدًا): كَدِرت، وهاجَتْ، وانتفختْ، وأحمرّت، وسالت دموعها وإفرازاتها المختلفة. وعلم (الرمد): طبِّ العيون، وعـُرف العلم (ومعهد، ومشفي الرَّمد) بذلك الإسم لغلبة هذا المرض علي غيره من أمراض العيون. فماذا عن “رمد العيون، ودموعها” في الدراما السينمائية والتلفزيونية؟ (العيون في الدراما)
العيون عنوان صحة الأجسام، وشارة الجمال، ومضرب الأمثال، وتبيان لما في النفوس. وقد صوّرت ـ حقيقة ومجازًاـ بصور مختلفة. وتم الإبانة عن “لغتها”، والإسهاب في وصف تأثيرها. فبعضها يشي بالوداعة والوداد، وبعضها يتسم بالقوة والعناد.وأخري لها سحر فتان، وبعضها ماكر أُلعوبان. ودموع عيون كحيلة، ودموع تماسيح كالحة الخ. ولم تكن الدراماـ عناوين (أفيشات)، ومحتوي ـ بمعزل عن العناية بالعيون، وبحور سحرها، ودموعها (صحة، ومرضًا).
فظهرت عشرات الأعمال الفنية، السينمائية والتلفزيونية في هذا الشأن، وأعظم به من شأن. فمع بواكير صناعة “الفن السابع” انتجت أفلام تحمل عناوين ذات صلة بالعيون، ودموعها. ففي ثلاثينيات القرن الفائت ظهرت أفلام: “عيون ساحرة” (1934) للمخرج أحمد بلال، و”دموع الحب” (1935) لمحمد كريم، وبطولة “محمد عبد الوهاب”، و”نجاة علي”. و”دموع الحب” هو ثاني أفلام المطرب “محمد عبد الوهاب” الذي لحن وغني فيه عشر أغنيات وشاركته المطربة “نجاة علي” في اثنتين منها. ويدور العمل حول قصة حب تنشأ بين “محمد”، و”نوال” ابنة الثري الذي يسكن عنده. لكن يعين مدرسا، كما يرث اموالا عن عمه “دسوقي”. وهو يستعد لإتمام الزواج يجد “نوال” تخطب لصديقه من أبناء الأثرياء. ويسافر للعمل في الشام. ويعود ليجد زوج “نوال” قد بدد ثروته علي القمار، وانتحر. وتطلب منه أن يسامحها، فيتردد.فنتحر بألقاء نفسها في البحر. ويعيش هو علي ذكراها. وهذا الفيلم مأخوذ عن رواية “تحت ظلال الزيزفون” التي عربها الأديب “مصطفى لطفي المنفلوطي” عن قصة فرنسية بعنوان “ماجدولين”.
وفي الأربعينيات تم إنتاج: “مجد، ودموع” (1946) لأحمد بدرخان، وبطولة “نور الهدي”، و”محمد فوزي”، و”فؤاد شفيق”. وتدور أحداثه حول “درية” المطربة الشابة التي ترتبط بعلاقة عاطفية مع الشاب “حمدي”. لكن “المستكاوي/ فؤاد شفيق” يسعى للتفريق بينهما لكسب قلب الفتاة. وينجح في إبعادها عنه، لتنقلب حياتها رأسًا على عقب. وفي “أسير العيون” (1949) لإبراهيم حلمي، تتضح معاني جميلة جمعت بين قلوب “محمد” (محمد الكحلاوي)، و”ليلى” (ليلي فوزي) التي قررت الزواج ممن ينجح نيل إعجابها، ومبارزاتها والتغلب عليها فيوافق ابن عمها لكنه يفشل. وينجح “محمد” في مهمته فتتم موافقة والدها على زواجها منه.
أما في “دموع الفرح” (1950) لأحمد سالم. فيحكي قصة “أحمد علوى” الرسام الذي يموت والده فيحجز الدائنون على ممتلكاته. فيجد حافظة نقود يردها لصاحبها الذى يساعده فى إيجاد فرصة عمل كسائق لدى أحد البشوات. فيحب بنت الباشا، ويتزوجها ويرضى الباشا بعد أن يعرف أن والد أحمد كان من البشوات أيضًا. ويعتبر “ارحم دموعي” (1954) لبركات، وبطولة “فاتن حمامة”، و”يحيى شاهين”، و”رشدي أباظة”. من الرومانسيات المُميزة، للثنائي “بركات، وفاتن”. وذلك من خلال قصة “أمال” التي كانت تحب “مراد” الذي تركها بعد إعلان أبوها إفلاسه. مما اضطرها إلى الزواج دون حب من “ممدوح/ يحيى شاهين”. لكن حياتها معه تقنعها أنه الشخص المناسب، فتحبه دون أن تندم علي ما كان من حب سابق. ويتبدي ذلك في تحول شخصيتها من “فتاة رقيقة”إلى”سيدة قوية” تستطيع إدارة مصنع بأكمله والوقوف في وجه من يريدون تخريب علاقتها بزوجها.
العيون في الدراما
مساحة إعلانية
وتتوالي أفلام “العيون” في الخمسينيات فنجد: “علشان عيونك” (1954) لأحمد بدرخان، و”دموع في الليل”(1955) لإبراهيم عمارة، و”أغلي من عنيا” (1955) لعز الدين ذو الفقار، و”حب ودموع” (1955) لكمال الشيخ، و”كفاية يا عين” (1956) لحسام الدين مصطفي، و”عيون سهرانة” (1956) لعز الدين ذو الفقار، و”أبو عيون جريئة” (1958) لحسن الصيفي، و”شمس لا تغيب” (1959) لحسين حلمى المهندس. فنشاهد في “شمس لا تغيب”بطولة”زبيدة ثروت”، و”كمال الشناوى”قصة”سها” الفتاة المدللة التي تتعرف على “أحمد” الموظف المرموق فى إحدى شركات البترول. والذي يعتزم الزواج من “كوثر”. وتقضي “سها” إجازة مع أبيها فى الفيوم، لكنها تسقط من مرتفع، فتفقد بصرها. ويتخلى عنها خطيبها “عصام” فتتأثر أكثر حالتها النفسية. وأثناء علاجها تلتقى بطبيب العيون “صلاح” الذى ينجح فى كسب ثقتها، بعد ان تعقدت أمورها. ويقوم بإجراء عملية لها، تستعيد ـ علي إثرهاـ بصرها، وثقتها فى نفسها والعالم. وتتزوج من طبيبها المعالج.
وظهرت عدة أعمال سينمائية، في مرحلة الستينيات، تتناول “العين، ودموعها، وفقدها”، منها: “بلا دموع” (1961) لمحمود ذو الفقار، و”طريق الدموع” (1961)، و”الشموع السوداء” (1962) لعز الدين ذو الفقار، و”النظارة السوداء” (1963) لحسام الدين مصطفي، “دعني ودموعي” (1964) لأحمد ضياء الدين، و”قنديل أم هاشم”(1968) لكمال عطية. ففي فيلم “بلا دموع” (1961) لمحمود ذو الفقار، وبطولة “سناء جميل”، و”عماد حمدي”، و”زيزي البدراوي”. حيث يتعرف “وحيد” الصحفي الأربعيني، في إحدى سفرياته على “سوسن” مضيفة الطيران الشابة. وينمو الإعجاب والحب بينهما. لكن تقف عقبة فارق السن بينهما، حيث إنها تخشى تكرار تجربة والدتها التي تزوجت أباها الذي كان يكبرها بعشرين عامًا، ثم مالبث أن مات. تمرض “سوسن”، وتدخل إحدى المستشفيات، ويذهب “وحيد” لزيارتها، فتُفاجأ الأم بأنه حبيبها التي أحبته، وهي صغيرة، ولم تستطع الزواج منه.
اما “طريق الدموع” (1961) لحلمي حليم، فيسرد قصة “أشرف حمدى” (كمال الشناوي) الذي يعمل كممثل مغمور يؤدي أدوارًا ثانوية. وفي سبيل سعيه للشهرة مهما كانت التضحيات. يترك حبيبته “فايزة”(ليلى فوزي)، وصديقه الوحيد “سعيد” (عبد المنعم إبراهيم)، يوم توقيعه عقد دور رئيس أمام نجمة الغناء الكبيرة “سامية فؤاد”(صباح)، واعتبر معرفته بها خطوة أولى نحو الوصول إلى هدفه، فتزوجها. أما “فايزة” فتتزوج من المغنى العجوز “عبد العزيز”(حامد مرسي). لم يكن أشرف سعيدًا فى حياته، فقد كان مريضًا بالكلى، ومحروم مما تمناه فى فقره. وسريعًا قام بتطليق “سامية”، وازدادات ألامه، فلم يستمتع بحياته. ولم يجد حوله أصدقاء أو أقارب للعناية به رغم ثرائه الفاحش الذى وصل إليه. وعملت “فايزة” بحال حبيبها الأول وطلبت الطلاق من زوجها لتبقى بجانبه، ثم تزوجته وذهبت معه إلى “السويد” لإجراء عملية له، لكنه لم يعد إلا جثة هامدة.
ويحكي فيلم “الشموع السوداء” (1962) لعز الدين ذو الفقار، قصة “إيمان” (نجاة الصغيرة). الممرضة التي تمرض ضريرًا “أحمد” (صالح سليم). فتقابل مشكلة أثناء قيامها بعملها؛ وهي أن مريضها مصاب “بعقدة نفسية”. حيث يبغض النساء، فتعتزم، ليس فقط تمريضه، بل علاج تلك العقدة. وتتعقد الأحداث؛ حيث يقوم “فتحي”شقيق”أحمد” بصنع المكائد لهما مستغلًا ظروف شقيقه. ولم تكن السينما لتستهوي المايسترو “صالح سليم” وهو النجم الرياضي العاشق لكرة القدم، وأحد أعمدة النادي الأهلي. ومع ذلك اشترك “على مضض” في ثلاثة أفلام من كلاسيكيات السينما المصرية. وقد حقق في فيلمه الثاني وبطولته الأولى “الشموع السوداء” نجاحًا كبيراًُ في تجسيد دوره بجدارة.
ويعتبر “قنديل أم هاشم”(1968) للمخرج لكمال عطية، واحدًا من أبرز مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية. أدي دور البطولة فيه “شكري سرحان”، و”سميرة أحمد”، و”عزت العلايلي”. ويحكي قصة الطالب “إسماعيل”، الذي يعيش فى حى “السيدة زينب”. ثم يسافر لاستكمال دراسة الطب فى ألمانيا الشرقية، ويتعرف على فتاة ألمانية، ويحتك بنمط الحياة الأوروبية. ثم يعود ليعمل طبيبًا للعيون ويفتح عيادة الرمد فى نفس الحى الذي عاش فيه. يكتشف أن زيادة مشاكل العيون عند مرضاه تعود لإستخدامهم قطرات من زيت قنديل المسجد.وعندما يعرف أن خطيبته تعالج بنفس الأسلوب يحطم القنديل. فينفض عنه مرضاه، وأهله، وخطيبته وابنة خالته “فاطمة”. ولا يجد بدًا من “عقد مصالحة، وتوافق الإيمان والعلم” فيعود لعلاج “فاطمة” مكتشفا أنه من الأهمية بمكان اكتساب حب الناس وأسرته، و”فاطمة”.
العيون في الدراما
مساحة إعلانية
“عيون السبعينيات” – العيون في الدراما
شهدت فترة السبعينيات عدة أعمال سينمائية تدور حول العيون منها: “أنف وثلاث عيون” (1972) للمخرج حسين كمال، وبطولة: ماجدة، ومحمود ياسين، وميرفت أمين. وفيه يقدم مخرجه أنموذجًا “لأزمة الحب” بين شباب فترة الستينيات. واصفًا حال فتيات ساذجات سعين وراء أوهامهن وتعلقهن بأول شاب “وسيم” يلتقن به. وعندما تتحقق غايتهن يصرخن طربًا: “لقد وقعنا في الحب”. كما يدور حول الدكتور “هاشم” صاحب العلاقات النسائية المتعددة، وحيرته بين ثلاث نساء. الأولى “أمينة” التي تحبه ويتهرب منها. والثانية “نجوى” التي يحبها لكنها تعيش مع رجل آخر، والثالثة “رحاب” المتحررة، فهل يستطيع اﻹختيار؟ ويواصل “حسين كمال”، أيضًا، في “دمي، ودموعي، وابتسامتي” (1973) الدراما الإجتماعية القاسية.
فهذه “ناهد” الفتاة الجميلة التي يتم تزويجها لشاب كستار لعلاقة آثمة مع رجل أعمال كبير. وبموافقة الزوج الرسمي تضحي بالشاب الذي تبادل معها الحب بصدق من أجل إنقاذ أسرتها من شظف العيش. فهو فيلم يجمع بين جرأة الأديب “إحسان عبد القدوس”والمخرج”حسين كمال”. وقام بطولته: “نجلاء فتحي”، و”نور الشريف”، و”حسين فهمي”.
وفي “جفت الدموع” (1975) لحلمي رفلة، وقصة الكاتب الكبير “يوسف السباعي”، يربط الحب بين المطربة المشهورة “هدى” (نجاة الصغيرة)، و”سامي كرم”(محمد ياسين) الكاتب المعروف، ورئيس تحرير إحدى المجلات الشهيرة. ويقف الجميع ضد علاقتهما، فهو متزوج ورب أسرة. ويقترب موعد انتخابات نقابة الصحفيين، ويستغل منافسه هذه العلاقة للتشهير به. لذا تقرر “هدي” الإنسحاب من حياة “سامي” حفاظًا علي مستقبله، فيفوز في الإنتخابات. وحكت “الدموع الساخنة” (1976) ليحي العلمي وبطولة “ميرفت أمين”، و”حسين فهمي” عن هروب “حنان” من خالها القواد وزوجة أبيها التي جعلها راقصة. ويتم القبض عليها ليلًا بتهمة الإشتباه، ولكن النقيب “محمود” يتعاطف معها. ويطلب من والده إبقائها في منزلهم، ويقع في حبها، وتبادله المشاعر. لكن يلتقي بها أخوة الدكتور “شريف” ويعرض عليها الزواج، فتقع في حيرة. يخطفها احد أعوان زوجة أبيها، بعد أن يصيب “شريف” فيفقد بصره.وتتصاعد الأحداث الدرامية.
وفي شريط “أحمد ضياء الدين” تحت عنوان: “الدموع في عيون ضاحكة” (1977) عن قصة “صالح جودت” (وداعًا أيها اليل) يتعرف “خيرت” (رشدي أباظة) دكتور علم الاجتماع على الراقصة “نونو” (نيللي) التي تبوح له بحبها. فيطلب منها ترك عملها. لكنها تكتشف خديعته في أستغلالها، دون علمها، في إجراء تجارب عليها عن “طبيعة الإنسان، وكيفية تغييره”. فتعود لما كانت عليه، لكن “خيرت” يشعر بحبه نحوها فيتفق معها على الزواج. لكنه يتردد، ويخشي ماضيها، فتنسحب من حياته. وتتوالي الأعمال في سبعينيات القرن الفائت لنشاهد “قلوب في بحر الدموع” (1978) ليحي العلمي، و”عاصفة من الدموع” (1979) لعاطف سالم.
العيون في الدراما – العيون في الدراما
مساحة إعلانية
“دموع الثمانينيات”
ظهرت، في فترة الثمانينيات، باقة من الأعمال الدرامية السينمائية “تدندن” حول الدموع، والعيون منها: “دموع بلا خطايا” (1980) لحسن يوسف، و”دموع في ليلة الزفاف” (1981) لسعد عرفه، و”أنا في عينيه” (1981) لسعد عرفه، و”عيون لا تنام” (1981) لرأفت الميهي، و”سأعود بلا دموع” (1981) لتيسير عبود، و”بريق عينيك” (1982) لمحمد عبد العزيز، و”بسمة بين الدموع” (1985) لوديع يوسف، و”ابتسامة في عيون حزينة”(1987) لناصر حسين، و”رجل في عيون إمرأة” (1987) لجمال عمارة، و”ابتسامة في نهر الدموع” (1988) لعدلي خليل.
ويتناول فيلم “دموع بلا خطايا” الذي قام ببطولته “حسن يوسف”، و”شمس البارودي”، و”حسين فهمي”. قصة فتاة “فايزة” متزوجة من طبيب فقير “كمال”. ويعانيان من عدم القدرة علي الإنجاب. فيتزوج هو سرًا من ” مفيدة” وينجب ابنًا. فترحل “فايزة” إلى اليونان وتطلب الطلاق، وتتعرف علي رسام وتظن انه قد قام باغتصابها. وتتوالي الأحداث الدرامية فتعود وهي حامل. لكن يتضح أنها حامل من زوجها الطبيب، فتنجب طفلة، تعود لزوجها مرة أخري.
وبينما تدور وقائع فيلم “دموع ليلة الزفاف”بطولة”بوسي”، و”عمر خورشيد”، و”فريد شوقي”حول”أمينة” التي تعاني من معاملة والدها “عبد الحكيم” الذي يضغط عليها لتتم خطبتها على زميله “جاد”. لكنها تتعرف على المهندس “شريف” الذي يرفض والدها زواجهما. فتهرب، ويعقد عليها “شريف” عقد القرآن. ويفاجان بوصول الأب، و”جاد الحق”، يصاب شريف باصابة خطيرة. تنهار امينة وتفقد ذاكرتها. يعتدي “جاد الحق”على”أمينة”، وينتحر. يتم الإفراج عن والدها، وتدخل مستشفى الأمراض العصبية. وينجح “شريف” في علاجها ويتمسك بها كزوجة.
أما “كامل” فكان يعيش حياة سعيدة مع زوجته “سهام”. لا ينقص هذه السعادة إلا الأطفال، فزوجته عاقر، تمر السنوات ويشتاق كامل للأطفال فيتزوج “زيزى”. تنهار “سهام” عند سماعها زواج كامل، إلا أنه يتمسك بها. وتجد سلوتها فى التردد على الملاجئ ومساعدتهم وتقديم الخدمات المطلوبة. تحمل “زيزى”، فيفرح زوجها بأول مولود له. لكنها تتوفي اثر عملية الولادة. ولم يكن أمام “كامل” إلا أن يعود بطفله لسهام التى توافق على رعايته، لنجد “ابتسامة في نهر الدموع” الذي قام ببطولته: “عفاف شعيب”، و”مصطفي فهمي”، و”سميرة صدقي”
وفاضت “دموع صاحبة الجلالة” (1992) لعاطف سالم المأخوذ عن قصة الكاتب الصحفي “موسي صبري”. وبطولة “سمير صبري”، و”سهير رمزي”، و”فريد شوقي”. حيث نتعرف علي الصحفي الشاب “محفوظ عجب” الذي يكسب ود رئيس تحريره “عبد العظيم”، وكذا قلب زميلته الثرية “أمال صدقي”. لكنه يطيح بالثانية بالإبلاغ عن أنشتطها السياسية، وهكذا يتواصل صعوده، ليطيح برئيس التحرير، ليحل مكانه ز ويفاجأ بشاب يقف علي باب مكتبه ويحمل نفس سماته التي كان قد بدأ بها/ وكأن “التاريخ يعيد نفسه”.
وحلق الشريط المغربي “بحيرتان من الدموع” (2008) لمحمد حسيني، بالجمهور في عالم “سعاد”، التلميذة ذات السادسة عشر ربيعًا. جريئة ومستقلة، حشرت نفسها في قصة حب “مستحيل”مع”جليل” ذو التاسعة عشرة من عمره. ولم يحل دون زواجهما صغر سنهما، بل انتمائهما لوسطين إجتماعيين مختلفين. فالفتاة ابنة خياط، بينما ينحدر الشاب من أسرة واسعة الثراء. والفيلم “مقتبس من أسطورة إيسلي وتيسليت” التي انبنى عليها موسم الخطوبة بإملشيل. وتعود جذور هذا الموسم إلى أسطورة رومانسية تحكى “عن شاب من قبيلة “آيت إبراهيم” أحب فتاة من قبيلة “آيت عزة”، إلا أن العلاقة غير الودية بين القبيلتين حالت دون إتمام زواجهما. فبكى الحبيبان حتي كونت دموعهما البحيرتان التوأم “إيسلي” و”تيسليت”. وقام بتشخيص العمل: “نادية ولد حجاجي”، و”هشام بهلول” و”كنزة برادة”.
وفي إطار كوميدي خيالي. تدور أحداث “سحر العيون”(2002) للمخراج “فخر الدين نجيدة”، وبطولة “عامر منيب”، و”حلا شيحة”، و”نيللي كريم”. ويناقش الفيلم تأثير الدجل والشعوذة في حياة مخرج إعلانات. واستعماله للإيقاع بالأحبة. لكن ـ في مواقف طريفةـ “ينقلب السحر علي الساحر”.
العيون في الدراما
مساحة إعلانية
“العيون” في الدراما التلفزيونية
دراما “الأيام” (1979) ليحي العلمي تكونت من ثلاثة عشر حلقة. وتناولت قصة حياة عميد الأدب العربي “طه حسين”، التي كتبها في كتـاب يحمل نفس الإسم. قام ببطولة المسلسل “أحمد زكي” إلى جانب “محمود المليجي”، و”أمينة رزق”. ولم يكن عميد الأدب العربي بدعا من الأدباء، والشعراء، والعلماء، والفقهاء، والقادة الذين أبتلوا بمشكلات أصابت أعينهم. وكان أخطرها ما تسبب في فقد أبصارهم (الخِلقي أو المكتسب عقب الولادة). فمن الشعراء: “بشار بن برد”، و”صالح بن عبد القدوس”، و”أبو الشيص الخزاعي”، و”أبو يعقوب الخريمي”، و”الأعمي التطيلي”، و”سبط بن التعاويذي”، و”أبو العلاء المعري”، و”أبو علي القالي”، و”المهلب بن أبي صفرة”، و”علي بن عبد الغني الحصريُّ”، و”علي بن جبلة”، و”نصر علي سعيد”، و”عز الدين أحمد بن عبد الدائم”، و”محمود سامي البارودي”، و”إسماعيل صبري” وغيرهم.
وتدور أحداث مسلسل “دموع في عيون وقحة” (1980) ليحي العلمي حول قصه حقيقية من أرشيف المخابرات المصرية فى فترة الإحتلال الإسرائيلى، وبعد حرب أكتوبر 1973. فهو من أوائل المسلسلات التي كشفت عن الجواسيس وأنشطة المخابرات العامة ودورهم في حرب أكتوبر. ودارت وقائعه في عدة بلدان: مصر، وإنجلترا، وفرنسا، واليونان. وقام ببطولته “عادل إمام” (في دور “جمعه الشوان”/ الاسم الحقيقي “أحمد الهوان”)، و”معالى زايد” (في دور فاطمة)، و”محمود الجندى” (في دور “مصطفى”).
وفي مسلسل “الشهد والدموع” جزءان (1983& 1984) نشاهد دراما إجتماعية شائقة من تأليف “أسامة انور عكاشة”، وإخراج “إسماعيل عبد الحافظ”. وبطولة “يوسف شعبان”، و”عفاف شعيب” ونخبة من النجوم. ويصنف هذا العمل بحسب نقاد بإحدى روائع الدراما المصرية الخالدة. وساهم في ظهور مسلسل “ليالي الحلمية” الذي يمثل المرحلة الثانية لذات طاقم العمل.
للمخرج “أحمد يعقوب المقلة”مسلسل”حبر العيون”. وبطولة الفنانة “حياة الفهد”، و”أحمد الجسمي” بمشاركة نخبة من نجوم الدراما الخليجية. وتدور أحداثه حول الصعوبات التي تواجه الإنسان في حياته، وقد تؤدي إلى تغيير مفاهيمه وأفكاره. وتأثير التكنولوجيا في طبيعة المجتمع وعلاقات الإنسانية. وتتجسد محاوره في شخصية “سعاد” التي تعيش حياة بسيطة مع زوجها “منصور” برفقة ابنتها “ندى” ذات الإحتياجات الخاصة. وتتصاعد الأحداث مع اضطرار الأسرة إلى الإنتقال للإقامة في المدينة. فتواجه “سعاد” كثيرًا من المشكلات بسبب طبيعة تعقديات الحياة في المدينة.
أ. د.ناصر أحمد محمد سنه
(العيون في الدراما)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
أ.د ناصر أحمد سنه كاتب وأكاديمي من مصر، تخرج في جامعة القاهرة (1985)، ويعمل: أستاذًا ورئيسًا لقسم الجراحة – كلية الطب البيطري – جامعة القاهرة. وقد بدأ الكتابة منذ نحو ربع قرن، وله أكثر من خمسمائة مقال (ثقافي متنوع) منشور.. ورقياً والكترونياً، وثلاثة كتب منشورة.