مسلسل هوم لاند: استمرار لـ”صناعة الكراهية”

يعود “نيكولاس برودي” رقيب في المدفعية البحرية الأمريكية إلى وطنه بعد ثمان سنوات من اختفائه في العراق. وقد تم انقاذه بواسطة قوة “دلتا”. ويُمسي محط أنظار عميلة المخابرات الأمريكية “كاري ماثيسون”، التي تشتبه في أنه يخطط لهجوم على الولايات المتحدة. (مسلسل هوم لاند)

مسلسل هوم لاند
جريدة الغد

مسلسل “أرض الوطن” (Homeland) لـ”هاورد جوردن” و”أليكس جانزا”، مسلسل درامي أمريكي يمتليء بالأحداث العاصفة. ويعرض عبر شوتايم، ومن إنتاج FOX 21. وقد ظهر لأول مرة في 2 أكتوبر، 2011. وتم تجديده لموسم خامس. وهو من بطولة “كلير دينس” في دور “كاري ماثيسون” ضابطة وكالة المخابرات المركزية CIA، و”داميان لويس” في دور “نيكولاس برودي”، رقيب المدفعية البحرية الأمريكية المتقاعد، وعضو الكونغرس الأمريكي. والعمل مقتبس من مسلسل إسرائيلي باسم “أسرى الحرب” Prisoners of War (2010) تأليف “جدعون راف”.

وتبدأ أحداث المسلسل بقيام أحد المخبرين في العراق بإرسال معلومة لأحد المحللين في شعبة مكافحة الإرهاب بالمخابرات الأمريكية “كاري ماثيسون”، وكان مفادها أن سجين حرب أمريكي حوله تنظيم القاعدة إلى واحد منهم. ويتم إنقاذ رقيب البحرية “نيكولاس برودي”، بعد أن كان محتجزاً كرهينة منذ 2003. لما عادت “كاري” من العراق كانت مقتنعة أن المعلومات السرية التي أدت لإنقاذ الجندي الأمريكي تم زرعها بشكل متعمد. وتمسي “كاري” الوحيدة المؤمنة بأنه أرهابي يخطط لعمل مكيدة بالولايات المتحدة.

ويتابع المسلسل قصة “كاري” التي توضع في مواقف نفسية وسياسية معقدة. حيث عليها إختيار من تثق به للقيام بالأمور المطلوبة. فهي ليست بالعميلة العادية، لكنها “تناضل” ضد مرض نفسي “الإضطراب ثنائي القطب” الذي يجعلها صعبة التنبؤ، ومتقلبة دائما. فعليها مصارعة مشاكلها الخاصة والتوفيق بين حياتها الشخصية وعملها ذو المتطلبات غير المنتهية.

قبل الموسم الخامس للمسلسل، تولت “كاري ماثيسون” منصب رئيس وكالة CIA في مركز “اسلام آباد”. لكن هذه الفترة أسفرت هن شعورها بالتعب والإضطراب. مما أدي لطردها من وكالة الاستخبارات المركزية، شاعرة بخيبة الأمل والشعور بالذنب بعد العمل لسنوات عديدة كضابطة في “الحرب على الإرهاب”. وفي الموسم الخامس للدراما تعمل “كاري” بشكل سري في الأمن الخاص بألمانيا. لكن سرعان ما يعود ماضيها ليغير أسلوب حياتها من جديد.
ولقى المسلسل إشادة عالمية من النقاد، إضافة إلى العديد من الجوائز، من ضمنها جائزة إيمي في فترات الذروة لمسلسل درامي متفوق 2012، وجائزة “غولدن غلوب” لأفضل مسلسل تلفزيوني دراما في 2011- 2012، وجائزة إيمي في فترات الذروة لأفضل ممثل رئيس متفوق في مسلسل درامي وأفضل ممثلة رئيسة متفوقة في مسلسل درامي لداميان لويس وكلير دينس على التوالي.

تشويه وإهانة – مسلسل هوم لاند

كان منتجو الحلقة الثانية (من الموسم الخامس) من المسلسل الأميركي “هوم لاند” قد كلفوا ثلاثة من رسامي الغرافيكس العرب بكتابة شعارات ورسومات بالعربية على جدران موقع التصوير (مخيم للاجئين السوريين على الحدود اللبنانية). فاغتنموا الفرصة ليعلنوا عن موقفهم منه. وانتقاداً لما يروّجه من صورة خاطئة/ مشوهة عن العرب، والباكستانيين، والأفغان والشرق الأوسط، وتقديمه بصورة سيئة. حيث يتابعه ملايين المشاهدين حول العالم ويعتقدون أن أحداثه تعبر عن الواقع الحقيقي. وكتبوا شعارات تصفه بأنه “عنصري، ونكتة لا تثير الضحك”. كما كتبوا شعارات مؤيدة لحملة المواطنين من أصل أفريقي ضد عنف الشرطة. ومن هذه الشعارات: و”الوطن (المسلسل) عنصرى”، و”الوطن مش مسلسل”، و”الوطن نكتة وما ضحكنا”، و”الوطن بطيخ”، و”مفيش هوم لاند”، و”الموضوع فيه إن”، و”سكتناله دخل بحماره”، و”هذا المسلسل لا يعبر عن رأى الرسامين” الخ. ولم يلاحظ فريق عمل المسلسل ما هو مكتوب على الجدران، لعدم فهمهم باللغة العربية، واستمر التصوير كالمعتاد حتى تم عرض الحلقة الثانية حيث استطاع المشاهدون العارفون بالعربية فهم العبارات المكتوبة ما أثار ضجة حول المسلسل.

وقد بلغت الإساءات في المسلسل حداً دفع الحكومة اللبنانية إلى رفع دعوى قضائية ضد المنتجين بتهمة تصويرهم المسيء لمدينة بيروت. حيث انتقد الكثيرون الحلقة الثانية من المسلسل، إذ اعتبروا تصويره لشارع الحمراء الرئيس في العاصمة اللبنانية بيروت لا يمت بصلة للواقع. كما وجهت باكستان انتقادات إلى المسلسل نهاية عام 2014 منددة بـ “أخطاء” في تقديم الثقافة الباكستانية. كما غضب مشاهدون باكستانيون من الطريقة التي عرضت بها العاصمة الباكستانية إسلام آباد في حلقات أخرى، إذ كانت إحدى “الشخصيات الإرهابية” تحمل اسماً مطابقاً للسفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة.
صفوة القول: يذكرنا مسلسل “أرض الوطن” (Homeland) بنمط “صناعة الكراهية” التي دأبت عليها أفلام هوليوودية عديدة. حرصت علي تصوير (الآخر) من العرب، والمسلمين، والسود الخ في قالب ثابت “للشر، والعنف، والتخلف، والجهل، والشراهة المفرطة في الملذات والرذائل”. فصورة العربي النمطية على الشاشة الهوليوودية: “أعرابي من البدو الرحل وبجواره ناقة وخيمة ومن حوله الصحراء الجرداء، أو صورة العربي المنغمس في اللهو والملذات والمجون وتعاطي الخمر، أو المتجرد من الحضارة وآداب السلوك في الطريق العام وفي معاملة الآخرين وفي اتباع آداب الطعام والنظافة، أو صورة المسلم المتطرف المتشدد الذي يسوق خلفه زمرة من الحريم المتشحات بالسواد، أو صورة العربي المندهش المنبهر دائماً بالحضارة الغربية، أما أكثر الصور شيوعاً فصورة الإرهابي المجرم مختطف الطائرات والحافلات ومفجر المباني وقاتل الأبرياء”.

د. ناصر أحمد سنه/ مصر.

مسلسل هوم لاند

إقرأ أيضاً:  الإبداع لا حدود له!


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

مكانة العلماء!

الخميس أكتوبر 5 , 2023
تمت قراءته: 589 ذُكِرَ لنا أن في بني إسرائيل رجلا اسمه (جُرَيْج العابد) كان عابدا زاهدا منعزلا عن الناس لعبادة الله فقط! لكن السؤال الذي أودُّ طرحه الآن: – ما هو أثرهُ الذي وصلنا؟! مكانة العلماء السؤال بصيغة أخرى: – ما هي الفائدة التي عادت علينا – بل حتى على […]
مكانة العلماء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة