يقول الإمام علي بن أبي طالب:
«وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر»
(الشجرة الملعونة)
الشجرة الملعونة هي ملكوت العوالم السفلية التي تجمع جميع العوالم السفلية بداخلنا من هيئات الكافرين والمنافقين والمكذبين بنور الله. وكلمة هي من السنن الكونية إما بطاقات سلبية كما بالشجرة الملعونة أو طاقات نورانية مثل كلمة الله بالشجرة المباركة.
(..وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة 40]
الشجرة الملعونة هي شجرة الأغيار والأخيار والتكاثر التي كثرت فروعها بفرعون وحفرت أنفاقها بالمنافقين وتكاثرت أغصانها بالزينة والفتنة. ولكثرة فروعها وأغصانها وأوراقها لعبنا ولهونا بجميع أماكنها على مر الأزمان الى أن أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ وهي مقابر الأجساد وتعمقنا بظلمتها وذلك حصل عندما هوت النفس من سماء عالم الذر وهبطت بمصر مدينة البدن.
(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران 7]
مساحة إعلانية
الشجرة الملعونة هي عالم الوهم والزينة والإغواء والتيه والتشابه والمتشابهات لأنها مرآة الشجرة المباركة المعكوسة والمقلوبة بمد الظل، لذلك وكما بالمرآة نرى اليمين شمال ونرى الشمال يمين لذلك تتشابه الأمور علينا. لكن في الشجرة المباركة اليمين يمين والشمال شمال لذلك هي لا شرقية ولا غربية، والشجرة المباركة هي آيات محكمات هن أم الكتاب.
(قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) [البقرة 70]
أما الآيات وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ هي ما تشابه على الناس بهيئة بني اسرائيل وهي آيات الشجرة الملعونة التي تشابهت علينا لأننا بعقلنا البشري القاصر لا نستطيع أن نرى اليمين يمين والشمال شمال كما بالآيات المحكمات.
(قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) [البقرة 69]
لذلك تشابه علينا بقر. وتشابه علينا تأويل الآيات في هيئة بني إسرائيل النفس.
(وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً..) [البقرة 67]
موسى العقل طلب من النفس ذبح بقرة النفس الحيوانية البهيمية حتى يتجلى بالقلب بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ بعالم تناظر سر الروح وعالم الأمر، وهي بقرة شمس الحقيقة المبطونة في قلوب الراسخون في العلم الذين لا تتشابه الآيات عليهم ولا يتشابه بقر الآيات عليهم وتأويلها لأنهم أولوا الألباب وألوا تأويل الأيات لعين الحق وعين الجمع بشجرة التوحيد.
شجرة الحياة هي شجرة الإنسان – شجرة الكون – شجرة مريم (النخلة) – شجرة محمد – شجرة النبوة – كلها مسميات لشجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يُضيء من النور المحمدي مشكاة كأنها كوكب دري ولو لم تمسسه نار.
وهذا فعلا ما أكده الفنان العريق ليوناردو دافنشي أن شجرة جسد الإنسان مطابقة لشجرة الكون وما ينطوي فيه من المجرات والكواكب والابراج والنجوم وغيرها. وأن خلق بدن الإنسان وبدن الكون خُلق بنسب مُنصهرة بداخله. وقد رسم لوحة الرجل الفيتروفي.
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) [الفرقان 54]
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران 18]
الصحفية والكاتبة آمال السعودي
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
آمال السعودي، تونسية، خريجة معهد الصحافة وعلوم الأخبار بجامعة منوبة، مدونة وكاتبة ضمن شبكة مدونات الجزيرة من 2018، وصحيفة ضمن راديو مارينا، ومراسلة صحفية ضمن شبكة مراسلون بلا حدود، كذلك عملت مصورة صحفية ضمن الصحافة الرقمية، تحب السفر، البحوث العلمية والدينية، والاهتمام بالجانب النفسي، وتحب الأعمال الخيرية.