نظرية التطور بين ميزان العقل والعلم

لم تكن العينات البيولوجية التي جُمعت على متن السفينة الإنجليزية “بيجل” [HMS Beagle] بالشيء الهين، حيث انطلق “تشارلز دارون” (1809-1882م) عام 1831 ضمن رحلة استكشافية على ظهر تلك السفينة، التي أبحرت لمدة وصلت إلى ما يقرب من خمس سنوات، قام دارون من خلالها بجمع كل ما وقعت عليه عيناه من كائنات حية وخاصة اللافقاريات، وحاول استقراء هذا الكم الهائل من التنوع البيولوجي ليصل إلى مغزى جديد، صاغه في نظريته الشهيرة والتي عرفت بـ “نظرية التطور” أو “أصل الأنواع”. لمعرفة المصادر الخاصة بالمقالة. [1]القرآن الكريم [2]“موقف الاسلام من الفن والعلم والفلسفة” – د. عبد الحليم محمود – دار الرشد – إصدار 2003 [3]“موسوعة الاكتشافات العلمية: من اكتشف؟ ماذا؟ ومتى؟” – ديفيد إيليارد – نسخة مترجمة – دار الفاروق … Continue reading [4]“الخالدون مائة أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم” – مايكل هارت – نسخة مترجمة – دار المعارف – … Continue reading [5]موسوعة “ويكيبيديا” على شبكة الإنترنت (شالز دارون – الجاحظ – ألفريد راسل والاس). [6]“هـل تحتـاج نظريــة التطـور إلى إعـادة تفكيــر؟” – مقال منشور بمجلة الطبيعة “Nature” – نوفمبر 2014. [7]“الجاحظ المفكر المسلم الذي اكتشف التطور قبل داروين بألف عام” مقال منشور على موقع هيئة الإذاعة … Continue reading

نظرية التطور
الشروق أونلاين

فحوى نظرية التطور

وقد اختصر دارون هذا المغزى -الجديد حينئذ على العقل البشري- في فكرة “التطور”، وهي تعني أن قدرة الكائنات الحية على التكيف هي المعيار الوحيد الذي يضمن بقاء بعض الأنواع وانقراض البعض الآخر، كما تضمن هذا المفهوم استنتاجًا عقليًا –لم يستند حقيقة إلى أي دليل مادي قاطع– ينص على أن كثيرًا من الكائنات الحية قد انحدر من أصول وأسلاف مشتركة، مُدعيًا أن الإنسان والقرد لهما أصل مشترك ، بالإضافة إلى أن النظرية أتت بمفهوم “الانتخاب الطبيعي” بما يعني أن الطبيعة تتحيز للأقوى، وذلك على حساب الضعيف الذي فقد القدرة على التكيف والتطور، كما رأى دارون أن الإنسان مثله مثل باقي الحيوانات الفقارية العليا، ليس له أي أفضلية ولا تميز خلقي، فالإنسان -في رأيه- ليس أكثر من حيوان ناطق.

وقد نشرت هذه النظرية على استحياء في بادئ الأمر؛ خوفًا من ردود أفعالها على المجتمع البشري، وربما دُفِع صاحبها إلى نشرها دَفعًا عندما علم باقتراب صدور عمل مشابه، قام به عالم الطبيعة البريطاني “ألفريد راسل والاس” (1823- 1913م)، وهو يؤمن أيضًا بفكرة تحول الأنواع، فاضطر دارون إلى نشر عمله لينال سبق النشر.

خطأ مضاعف (نظرية التطور)

بغض النظر عن الضجة العالمية التي أعقبت صدور نظرية التطور، وانقسام الناس حولها بين مؤيد ومعارض، إلا أنني كنت أود أن تقف النظرية عند حدودها البيولوجية، وألا تخرج عن دائرة العلوم المادية، لكنها للأسف ألقت بظلالها على علوم الاجتماع والأديان والفلسفة والأيديولوجيات العرقية -كما سنعرف بعد قليل- وهذا يعني أنه تم إسقاط النظرية خارج سياقها، حتى بدا الأمر أشبه بـ”بلطجة فكرية” إذا صح التعبير، و تحريف للعلم عن مواضعه، ولا سيما إذا كان الأمر متعلقًا بنظرية علمية –تحتمل الصواب والخطأ- وليست عِلمًا مَحضًا لا يقبل الشك.

تقييم النظرية (نظرية التطور)

نعود إلى النظرية ونضعها في إطارها العلمي، ونناقشها بعقلانية دون تعصب، ونذكر مالها قبل أن نذكر ما عليها، كما يلي.

من وجهة نظري أقول: إن نظرية التطور أجادت الملاحظة، والوقوف بتدبر وتمعن أمام هذا الكنز البيولوجي الذي جمعته السفينة “بيجل”، لكنها أخطأت في كثير من الاستنتاجات، فهي استنتاج خاطئ لملاحظات جيدة، تلك الملاحظات الجيدة ومحاولة استقراء أوجه التشابه بين كثير من المخلوقات المختلفة قد أيدها الواقع، وأيدتها نتائج التحاليل الوراثية، حيث أن التشابه في الصفات المظهرية قد ُأثبِت في كتاب الخلية -والمتمثل في شريط الحمض النووي الوراثي DNA- وكان لذلك التشابه أثر طيب على علوم الطب والوراثة، وهذا يُحسَب لنظرية التطور، التي لفتت النظر إليه في القرنين الماضيين.

وجدير بالذكر – ومن باب الأمانة العلمية – أن دارون لم يكن أول من لفت النظر إلى فكرة التطور أو بالتحديد فكرة “التكيف” ، فقد سبقه الأديب الشهير – الجاحظ (776-868م) – في كتابه الرائع “الحيوان”، حيث أشار إلى أن الحيوان لكي يضمن بقاءه فإنه لابد وأن تتوفر لديه “سمات” تمكنه من التنافس والبقاء.

وفكرة التكيف هذه غير مختلف عليها، لكنني فوجئت بأن دارون قد خرج علينا باستنتاج لم يقله الجاحظ ولا غيره، حيث أكد دارون أن التشابه يثبت وحدة الأصل وتحول الأنواع، كيف ذلك؟! ولماذا لم نرَ مثل هذا الاستنتاج في عالَم الكيمياء؟ خاصة وأن التشابه بين ذرات العناصر المختلفة أقوى من تشابه الكائنات الحية وبعضها، لماذا لم نجد من يزعم أن ذرتي معدن الحديد 26 والكوبلت 27 مثلًا قد انحدرتا من أصل واحد؟ وذلك نظرًا لتشابههما في البنية؛ حيث أن الفرق بينهما إلكترون واحد وبروتون واحد ونيوترون واحد ويقعان جنبًا إلى جنبًا في الجدول الدوري للعناصر، لماذا لم يقل أحد بإمكانية التحول بين الحديد والكوبلت ويثبت هذا عمليًا؟! كيف نرفض ذلك إذا حدث ونقبل القول بأن الإنسان والقرد قد انحدرا من أصل واحد!

إقرأ أيضاً:  احتكار الحق (فلسفية)

المغزى الحقيقي

والصواب عندي أن التشابه لا يبرهن على أن الأصل واحد، ولكن يبرهن على أن الخالق واحد، فوحدة الصنعة تشير إلى أن الصانع واحد، وما يمكننا قوله يتلخص في سبع نقاط:

  1. أن جميع البشر يعودون لأصل واحد –وهو آدم– ووحدة الأب شيء يقره العقل ويثبته الدين، يقول الله تعالى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً.. (1)” سورة النساء (1).
  2. أن الإنسان قد خُلِق من الأرض، وقد أثبت العلم أن جميع العناصر الموجودة في جسم الإنسان موجودة بالفعل في تربة الأرض، ولم نجد ضمن مكونات جسده ذرة وحدة تنتمي لعنصر واحد لا يوجد على كوكب الأرض –كالهيليوم مثلًا– فالهيليوم لا يوجد في جسم الإنسان، وقد أثبت القرآن أن الإنسان قد خُلِق من الأرض بقوله “الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ (54) ۞ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ (55)” سورة طه (53-55).
  3. أن الإنسان فد خلق من سلالة من طين، ورغم أن كثيرًا من المخلوقات تحتوي أجسامها على نفس العناصر الأرضية الموجودة في جسم الإنسان، إلا انه لا يوجد دليل علمي واحد يثبت أن الحيوان قد خلق من نفس سلالة الطين التي خلق منه الإنسان.
  4. لا أختلف مع دارون على فكرة التكيف، فهي ملاحظة جيدة تُرصَد بشكل يومي، وخاصة في العصر الحديث، وأقرب مثال على ذلك مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، فهي صفة اكتسبتها بعض الميكروبات كوسيلة لتساعدها على البقاء.
  5. خلافًا لرأي دارون الذي أقر بأن الإنسان مثله مثل باقي الحيوانات الفقارية العليا، ليس له أي أفضلية ولا تميز خلقي، فإنني أقر بأن الإنسان هو سيد المخلوقات الموجودة على كوكب الأرض، وأنه بمثابة مسيطر على تلك الحيوانات، وأنها جميعًا مُسخٌرةٌ ومذلَلَة له، إلى الحد الذي يمكنه من إخضاعها وترويضها وإحكام سيطرته عليها، وهو أمر ضروري وصِفة -تكيفية أيضًا- تكسبه قدرة على البقاء والحفاظ على نوعه ونسله من الانقراض، وتمكنه من الاضطلاع بمهمته كخليفة الله على أرضه. ومما يؤيد ذلك قول الله تعالى “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ..” سورة البقرة (30)، وقوله تعالى “ولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ” الإسراء 70، وقوله أيضا ” لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ” سورة التين (4).
  6. لا أعترف ولا أقر بفكرة الانتخاب الطبيعي، فالطبيعة تعاني من “قصور ذاتي” إذا صح القول، إذ أنها لا تملك أن تدفع عن نفسها الكوارث الطبيعية والأعاصير والبراكين وسقوط النيازك وغير ذلك، رغم أن كل تلك الكوارث تضر بالطبيعة بالفعل، فكيف تملك الطبيعة حق الاختيار وكيف يقال أن لديها إرادة وغضب وتحيز للأقوى!!
    والرأي في ذلك أن كلًا ميسرٌ لما خُلِق له، وأن الذي خَلَق قدَّر فهَدى، فالسلحفاة البرية بطيئة الحركة، قليلة النبض، وقد تهلك سريعا عند الطلب، لكن الله حماها بصَدَفة شبه فولاذية، تكاد تغطي جسدها بالكامل، إلا موضع رأس وأرجل قابلة للظهور والاختفاء، مما يمنحها قَدرًا كبيرًا من المرونة والإرادة والبقاء، وكذلك الجَمَل (المعروف علميًا بجمل العالم القديم خلافًا لفصيلة اللاما التي تنتمي تصنيفيًا لجمل العالم الحديث)، هذا الجمل من وظائفه حمل الناس وأمتعتهم في الصحراء العربية، والتي يندر فيها الطعام والماء العذب، إلا أنه وُهِب قدرة فريدة على تناول النباتات الشوكية والصبارية المُرة، ذات الألياف الخشبية الخشنة، ووُهب قدرة على شرب الماء المالح، وتحمل العطش الشديد لأيام، كما مُنحَت كرات دمه الحمراء قدرة على التمدد -بشكل خارق- لاستيعاب كمية كبيرة وسريعة من الماء -متى توفر له- دون حدوث تكسُّر أو انحلال للدم، كما مُنِح قدرة على تغيير حرارة جسده بين الليل والنهار، وبين الصيف والشتاء، مما يساعده على تحمل لهيب الصحراء دون فقد الكثير من العرق وبخار الزفير، وهناك من الأمثلة الأخرى الكثير.
  7. وآخر نقطة أود تناولها في هذا المبحث هو مبدأ أؤكد عليه دائمًا وهو أن تظل النظريات العلمية داخل إطارها العلمي المخصص لها، لا أن تُطِل بظلالها على باقي شئون الحياة، ولا تكون وسيلة لهدم الأديان السماوية، والوقوف ضد كل ما هو موروث -حتى لو كان صوابًا- بحجة التطور والتجديد، وكأن الأديان والقيم السماوية صنعة قديمة تتأثر بعامل الزمن، وأرفض رفضًا قاطعًا أن تكون النظريات العلمية أداة لتأجيج أي صراع عرقي، الأمر الذي حدث في ألمانيا إبَّان العصر النازي، والذي اتخذ من شعار “البقاء للأقوى” ستارًا لصراعات وحروب أكلت الأخضر واليابس، وزرعت الشقاق بين أبناء هذا الكوكب البائس، و أنا هنا لا أخص بتلك النقطة نظرية التطور دون سواها من النظريات العلمية، فموقفي هنا هو نفسه الموقف من سائر النظريات، وعلى رأسها نظرية “الكوانتم” أو “الكم” التي أقحمت نفسها في سائر العلوم، وزرعت الشك في كل الحقائق العلمية المرصودة.

موقف العالم من النظرية عبر التاريخ

أثارت النظرية جدلا واسعا فور صدورها، ولكن مع تنامي مبيعات كتاب دارون وظهور بعض الدلائل العلمية واكتشاف الجينات، أخذت دائرة الجدل تتقلص شيئًا فشيئًا، إلى أن أصبحت أمرًا واقعًا، وصارت تدرس كحقيقة علمية بين الأوساط العلمية والأكاديمية، ومن المفارقات العجيبة أن المجتمعات العربية قد تناولتها ببعض الترحيب الذي بدأ يتزايد تدريجيًا إلى أن صار لها مقتنعون -ومتعصبون أيضًا- في الوقت الذي تتنامى فيه الشكوك في الأوساط العلمية الغربية الحديثة حول مدى مصداقية نظرية التطور، وتطالب بإعادة النظر فيها، حيث ثبت أن العامل الوراثي ليس هو الضامن الوحيد للتكيف والاستمرارية، وأن التكيف جزء منه وراثي وجزء بيئي وجزء ثقافي، يأتي ذلك بالتزامن مع صدور مصطلحات علمية أكثر دقة وتقدمًا مثل “الوراثة ما وراء الجينية” و “التحيز النمائي” وغيرها، وقد نمت تلك المصطلحات بالتزامن مع ملاحظة أن بعض ظواهر التكيف لا تتأثر بالجينات بقدر تأثرها بالبيئات والمستجدات الطبيعية.

د. عمرو يحيى
طبيب بيطري ومُنَظر علمي

 

إقرأ أيضاً:  كورونا: "من المحنة تولد المنحة"


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


الملاحظات أو المصادر

الملاحظات أو المصادر
1 القرآن الكريم
2 “موقف الاسلام من الفن والعلم والفلسفة” – د. عبد الحليم محمود – دار الرشد – إصدار 2003
3 “موسوعة الاكتشافات العلمية: من اكتشف؟ ماذا؟ ومتى؟” – ديفيد إيليارد – نسخة مترجمة – دار الفاروق – إصدار 2008.
4 “الخالدون مائة أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم” – مايكل هارت – نسخة مترجمة – دار المعارف – إصدار 2005.
5 موسوعة “ويكيبيديا” على شبكة الإنترنت (شالز دارون – الجاحظ – ألفريد راسل والاس).
6 “هـل تحتـاج نظريــة التطـور إلى إعـادة تفكيــر؟” – مقال منشور بمجلة الطبيعة “Nature” – نوفمبر 2014.
7 “الجاحظ المفكر المسلم الذي اكتشف التطور قبل داروين بألف عام” مقال منشور على موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBCفي مارس 2019.
⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

ادعوني استجب لكم

الخميس مايو 6 , 2021
تمت قراءته: 6٬313 في نفوسنا دائمًا أشياء نريد بلوغها وتحقيقها وحالت بيننا وبينها ماحال، فنفر إلى قاضي الحاجات ونرفع أيدينا نبتهل بالدعاء لمن يملك خزائن الأرض وكلنا يقين أن تلك الأيدي لن تعود صفرًا ،وكلنا يقين أننا سنجبر، ستقر أعيننا، وكلنا يقين أن الله لن يخذلنا. ادعوني استجب لكم يقول […]
ادعوني استجب لكم

2 تعليقات على “نظرية التطور بين ميزان العقل والعلم

    1. ألف شكر لحضرتك .. تعليق حضرتك وسام على صدري .. وبإذن الله تكون المقالات القادمة أكثر ثراءا ومفاجآت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة