عالم الكتابة بين الموهبة والهواية

إذا حمل الكاتب القلم فأول شيء يُشترط فيه هو بناء شخصيته قبل كل شيء. (عالم الكتابة بين الموهبة والهواية)

عالم الكتابة بين الموهبة والهواية
Top Education Degrees

الهيبة – عالم الكتابة

إن شخصية الكاتب لها مميزاتها الخاصة في البروز كالتأهيل للنجاح وخوض غمار في الإبداع والفن الكتابي والاستعداد لمواجهة أي انتقاد من الناس بأنواعه وكذلك تقبل الهزيمة وعدم الغرور بالنجاحات المحققة بتفوقه مهما كان ذلك وتفادي الانهيار المعنوي في حالة الإخفاق والفشل فهذه الشخصية هي التي تساعده على كسب الوقت والرهان في الميدان والحذر من الشهرة فلا تجعلها هدفا لك في الحياة الكتابية ومن هذه الشخصية لدى الفرد في أي مجال كان يجب أن تكون على ثقة من قدراتك لها ومهاراتك فيها مهما طال الزمن والإصرار على النجاح رغم الصعاب والمنافسة والتحدي.

فكل شيء يبدأ من الصفر ومنه تكون الانطلاقة الجديدة فإن قوة الشخصية تكتمل في الثقة بالله أولا وبعدها بالنفس فتجعل من الإنسان طموح في كل وقت وبأي مجال نحو الإبراز فيه والنجاح المستمر والمتواصل والتقدم له خطوة بخطوة ومن هذه الشخصية هناك شخصية ثابتة وتكون بفروعها ولا تُبنى بل تزرع في روح الإنسان وتُسقى بماء الأمل فإن تُركت من دون أمل ماتت جذورها ودفنت في قلبه حتى يعود الأمل لها مجددا وعكس الشخصية الثابتة هي الشخصية المزيفة صاحبها يحاول التقليد لا غير أما الثقة فتبنى بالعمل والإصرار فإن فقد الثقة وبقية الشخصية القوية ثابتة ستعود له الثقة مجددا أما من فقد هيبته وشخصيته فبناء الثقة لوحدها لا تكفي لأنها مجرد سقف الطموح والشخصية هي أساسه فلا يبنى البيت قبل تحصين أرضيته وكذلك الإنسان كله في ذاته كالبيت وقوته هي الشخصية الثابتة لأن الشخصية بمفهومها الشكلي هي الإيمان والثقة تكمل في باب الاعتماد.

مبدأ الكتابة – عالم الكتابة

وإن الكتابة لها مبدأ وهي الفكرة ثم التجربة وكذلك النظرة من قبل وتُختتم بالموهبة والإبداع فيها وأساسها حب القلم وحمل الورقة مع الإصرار على التحسن فيها تدريجيا فلم يولد كاتب ناجح وإنما النجاح جاء بعد سنين من الولادة وإن مفهوم الكاتب لها مقصودين هما خاص وعام فالخاص مثل الكاتب العام أو الموثق أو كاتب الدولة. الخ أما العام فهو يطلق لأي كاتب وشخص يهوى الكتابة موهبة أو هواية حبا لها أو إدمانا فيها فمن يكتب القصص والمقالات والروايات والشعر يلقب بالكاتب سواء له إصدارات أم لا تجده يكتب في المجلات والصحف والجرائد والمنصات سواء ورقيا أم الكترونيا.

فالكتابة ليست حكرا على أحد أو مقيدة بسن معين ومن صفات الكاتب هي الإحساس بالناس والشعور بالآخرين والإنسانية الكاملة والأخلاق النبيلة وأن يحاول دائما أن يضبط بين عدالة الله في المشاكل الاجتماعية ويركز على دينه الإسلامي ولا يخالفه فطرة وأن يزن كلامه بعقول العامة من الناس بفهم وسلوك وأن تندفق الرسالة من أمعاء قلبه ولهذا على الكاتب أن يكون له هدف رئيسي وهو النجاح الأدبي والاجتماعي والديني وأن ينصر الحق وليس النجاح المادي لأن النجاح المادي إذا تم التركيز عليه فقط تكون الفكرة ضعيفة نوعا ما لأنها محددة بالربح المالي فقط وهذا يجعل من الكاتب بدون طموحات أدبية أو فنية ويقتصر على الربح فقط فإن الربح الحقيقي من المال يأتي وحده بعد زمن.

أما من يكتب من أجل الربح المالي فإني أنصحه بالذهاب للتجارة أفضل له فإن الكتابة عالم الأقلام وأصحابها مجاهدين به ويتطلب منهم تقديم تضحيات لها من أجل الوصول للمبتغى المطلوب أما من يكتب من أجل الشهرة ويبحث عنها في القنوات أقول له نصيحة مني لك أترك الشهرة فالشهرة هي من تبحث عنك لا تُقلق نفسك بها أما إن كانت هذه الشهرة من أجل الرياء وأن يقال فلان كاتب فمن يفكر هكذا هو مخطئ في تفكيره لأن هذا نوع من الغرور والإعجاب بالنفس والأعمال وتوصل صاحبها للفشل فإن الكاتب الذي يرى نفسه قادر على النجاح حتما يوما ما سينجح وما عليه إلا التسلح بالعمل الجبار والإرادة والمقاومة حتى النهاية فلا تُنزل مستواك ولا تغتر بمحتواك فأقول لك لا ترى نفسك كأنك في العلى فتغرك الدنيا وتهوى بك ولكن أنظر إلى نفسك في الأرض تتمنى العلى فإذا ما عليت لا يضرنك السقوط فإن المغرور فاشل بمدح الناس له يظن نفسه أنه وصل إلى القمة والحقيقة أنه نزل في بئر جف مائه لشدة غروره لأن النجاح يحتاج لسنين طويلة.

إقرأ أيضاً:  الحضارة العربية الإسلامية في النظم و العلوم و الفنون

مساحة إعلانية


الطريق إلى العالمية – عالم الكتابة

إن الشخص الذي لا يرسم خطة للوصول إلى هدف معين يبقى دائما في نقطة البداية ولا يتقدم أو يتغير مستواه فسر النجاح هو التمسك بالحلم الحقيقي الذي نعمل من أجله فلكل نجاح عنوان ولكل بداية نهاية وبعد الشدة يأتي الفرج وبعد الحزن يكون الفرح إن شاء الله وهكذا تحلوا لنا الحياة فنكتب من أجلها وإن التعلم من الخطأ سر من أسرار النجاح أيضا فأصلح ما وجب إصلاحه وامضي حيث أنت ماضي ولا تلتفت إلى الخلف فتتألم بما وراء السنين.

صناعة الثقة

الثقة بالنفس يجب أن تكون مفتوحة على الأمل في النجاح لمدة غير محددة بفترة زمنية ما وإنما بالطول وكذلك الصبر على الهدف والطموح فيها لأن تحديد الفترة مثل قول يجب أن أحقق الحلم هذه السنة أو في سنتين. الخ خطر من جهتين وهما الأولى في حالة تحقق الهدف بالفترة المحددة تلك قد تزرع في قلبك الغرور والكبرياء وترى نفسك قادر على كل شيء وأما الجهة الثانية وهو عدم تحقيق النجاح المطالب به في تلك الفترة الزمنية التي حددتها من قبل فيدخل في قلبك اليأس والقنوط والملل والجبن والكسل. الخ فتستسلم للواقع بالفشل وعدم المواصلة للهدف وكما يقال أن (النجاح عبارة عن هدف ثم خطة ثم تنفيذ وأخيرا الاستمرارية).

التجربة في الكتابة – عالم الكتابة

وإن الكتابة عندما تكون من تجربة حدثت مع الكاتب أحسن بكثير من الكتابة من النظرة الاجتماعية أو الفكرة الاجتماعية وتتغلب التجربة الاجتماعية على الدراسة الاجتماعية ميدانيا فتكون التجربة مُشبعة دقة وضبطا في الواقع الملموس والافتراضي وأخذ العبرة بشكل صريح وإعطاء حلول مماثلة وصحيحة بنسبة تسعين بالمائة ووضع القارئ في الصورة مباشرة بين الشرح والتفصيل وقد لا تحتاج إلى أمثال ومعاني للوضوح لأنها بالخبرة كُتبت ومن الأحسن للذين يكتبون من هذه التجارب أن يقوموا بتنظيم برنامج كتابي يومي على شكل منظومة تقسم بين الأهداف المستقبلية والسلبيات التي يريد أن يتخطاها وطريقة السير المتناولة بين الحلول والتجارب في حياته القادمة شكلا واعتبارا فإن للكتابة أنماط.

منها الناشئ وهو حديث الولادة في عالم الكتابة ويكون أقل من عشرين سنة وعكسه المبدع وهو من يتجاوز العشرين سنة من عمره وأما الكاتب المبتدأ لا يشترط له سن معين لأن الكتابة ليس لها وقت محدد ولا تقيد أبدا وقد تجد كاتبا بدأ الكتابة في الخمسينات من عمره وعكسه الكاتب المحنك وهو ذوا خبرة بنشره لسنين وأما الكاتب الهاوي قد يكون نشر عدة أعمال عبر السنين لكنه غير معروف في الساحات الأدبية وعكسه الكاتب المحترف وهو الناجح في الكتابة والمعروف في الساحات الأدبية ولو بعمل واحد مشهور له والناجح هو الكاتب الفائز بجوائز وطنية أو دولية ساغ صيته بين الكُتاب والمكاتب وعكسهم الكاتب الفاشل في الميدان وهو الذي لا يبادر بأي مجهود لذاته ويستسلم لأتفه الأسباب ولا يحاول مطلقا حتى وإن كان بارعا في الكتابة فخوفه أثر عليه من كل الجوانب.

إقرأ أيضاً:  تزوير الكتب

مساحة إعلانية


عالم التأليف

إن مراتب المؤلف كثيرة ومنها القصاص والراوي والكاتب والروائي والشاعر والأديب والمفكر والمدون والناقل والمرشد والعالم والناسخ ومن هذه المراتب هناك أصناف في التأليف ومنهم علماء وفقهاء وأهل الاختصاص وأصحاب الهواية والكُتاب العاديين والمواهب ومن الخطأ عند البعض هو عندما يشارك في مجلة أو جريدة ما أو يؤلف كتاب يعتبره إنجاز وهذا غير صحيح فإن مراتب التألق هي أربع وتبدأ من التحدي ثم الاستحقاق وبعدها ليأتي النجاح وتختتم بالإنجاز فإن تأليف كتاب هو مجرد استحقاق فقط لأن النجاح والإنجاز يحتاجان إلى معجزات ومنها منافسة الكبار فإن الكتابة لها طرق مهمة وهي الحكمة والموهبة والواقع والخيال فيكون العمل فن عند المزج بينهم جميعا وإن نسبة النجاح في الكتابة والتأليف وباقي الفنون الأخرى تكون عبر التكوين في المجال المخصص له بنسبة خمسين بالمائة والموهبة الخاصة تلعب دورا هاما بنسبة عشرة بالمائة والخبرة تساهم بنسبة عشرين بالمائة والتجربة حوالي نسبة عشرة بالمائة لأنها تقدم لك دافع معنوي كبير وأخيرا الهواية بنسبة عشرة بالمائة فإن كنت تمل من هوايتك فالتكوين والموهبة لا فائدة منهما من البداية أصلا.

اختيار دار نشر – عالم الكتابة

إن بعض الكتاب يختارون دار نشر التي عليها كثرة الطلب والازدحام ظنا من الكاتب أن اسم دار نشر يساهم في نجاح الكتاب وهذا خطأ لأن الحقيقة الكاتب بكتابه إما أن يعطي قيمة مضافة للدار أو ينزل من مستواها فكم من دار نشر نجحت بفضل الله أولا ثم الكتاب وكم من دار نشر سقط اسمها أرضا بسبب رذالة بعض الكتب وأغلقت بسببها أيضا فإن الأساس هو الكتاب وليس الدار لأن المضمون متعلق بالكاتب وما كتبه فمن ألف كمن قدم أفكاره في كوب للقارئ على طاولة من ذهب.

موهبة الكاتب

فإن الكاتب إذا توقف عن الكتابة في مدة زمنية معينة تراجع مستواه تدريجيا ويكون في مرحلة تدهور مثل اللاعب الذي يصاب ولا يلعب أو يتدرب فمردوده البدني ينخفض وتدريب الكاتب يكون بالقراءة المستمرة أما الاهتمام بالأرقام هو قياس فاسد كمن يهتم بجمع أكبر عدد ممكن من المؤلفات التي ألفها أو قرأها فهذا لا ينطبق على النجاح وإنما النجاح يكون عند الاهتمام بتطوير
الذات دائما نبحث عن الزيادة في المستوى مهما كنا والمحافظة على الحاضر إن كان إيجابيا وطي الماضي إلى الأبد إن كان سلبيا أو محزنا والتركيز على نقاط قوتك دائما للاستمرار في المجال ومن هذه النقاط هي فتح صفحة على التواصل الاجتماعي خاصة بالكتابة بعيدا عن حياتك المهنية والاجتماعية منفصلة عن الحسابات الأخرى من أجل متابعة دور النشر والمسابقات الأدبية إلى غير ذلك والتحسن يوم بعد يوم ومخالطة أهل الاختصاص للاحتكاك بهم والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم في الميدان.

الفرق بين الحلم والهدف

إن الحلم ما نتمناه والهدف هو الذي نسعى إليه ويمكن للحلم أن يصبح هدف في حالة الإيمان به واكتشاف القدرات على تحقيقه وأجمل ما قيل في هذا التحفيز هو قول (لا تقارن بداياتك بموسم حصاد الآخرين) وهذا صحيح فهم تعبوا عبر سنين وأنت هذه هي نقطة البداية والانطلاق منك فعليك الصبر لها والعمل من أجلها وكن ناجحا في وسط مجتمع لا يؤمن بالنجاح لتكون أنت القدوة لهم فإن الكاتب الناجح له غريزة في حب الكتابة فيُحسنها من حسن إلى الأحسن.

النجاح هل هو قرار أم إصرار

إن الفرق بين الناجح والفاشل كالفرق بين السماء والأرض فالفاشل يرى نفسه ناجح وينتقد الناجحين الذين سبقوه ويسخر منهم ويحاول إنزال من قيمتهم في المجتمع أما الناجح فيرى نفسه دائما أنه لم يصل بعد حتى وإن فاز بأعلى المراتب ونال أرقى الدرجات فيكتفي بقوله أن العمل لازال طويل والطريق بعيد ويطمح في النجاح دائما فيحسن مستواه إلى الأحسن ويتقبل كل الانتقادات مهما كانت ويصحح مساره ويعترف بالخطأ ولا يغتر بنجاحاته أو ذاته ويزداد خُلقا ومحبة الخير للناس ويشجع من حوله على النجاح فهل النجاح قرار أم إصرار فإن الكثير من الناس قرروا النجاح لكن لم ينجحوا لأن الإصرار لم يكتمل عندهم ولهذا لا تقل قررت أن أنجح ولكن قل لي إصرار في النجاح والتوفيق من الله وحده أنت قدم السبب والعزيمة في الإصرار ستصنع الفارق بإذن الله تعالى والفرق بينهما هو أن القرار ليس كالإصرار فالقرار قد يكون قولا فقط أما الإصرار فهو كتمان الهدف المسطر أولا ثم محاولة الفعل في الميدان إلى غاية الوصول للنقطة المهمة فالقرار جزء صغير من مخطط النجاح وليس كل النجاح فالفاشل قد يقرر النجاح لكن لا يحاول لكن الناجح عندما يُصر سيوفقه الله للنجاح فضلا منه.

إقرأ أيضاً:  وادي هونزا

مساحة إعلانية


أوقات استغلال الهواية

إن الكتابة لها ميزان وهو وقت الراحة ونحن نعلم أن المجالات تنقسم إلى قسمين وهما نصوص ومقالات فإن النص متى كتب وفق لأنه لا يُعتمد على الأدلة كثيرا سواء كتبت النصوص في حالة الغضب أو حالة قلق أو في حالة مزاج عادي أو حالة حزن أو فرح لا يهم وكلما كتب النص في حالة غضب أو قلق أو حزن يكون أحسن كالشعر والقصة والخاطرة ومنهم الرواية لكن المقال لا يكتب إلا في حالة واحدة وهي راحة البال والهدوء التام والظروف المتاحة مع ارتفاع المزاج بشكل أحسن في ذاك اليوم الذي يكتب فيه كما أن المقال يعتمد على الفكرة الموضوعية بين التجربة والنظرة من عمق الواقع وأحيانا من البحوث والدراسات على حسب التخصص والاختصاص في المجال فمثلا من له اختصاص بالطب يكتب عن تجربته مع المرضى من نصائحه التي درسها وعاينها وبحث فيها ليتفاداها الآخرون أما من لم يدرس الطب يستطيع كتابة مقال عن نظرته أو تجربته في المرض وما عاشه بأسلوب آخر مغاير عن أهل الاختصاص فيُبحر بنا في معاناته قبل وبعد وينقل لنا الحقيقة في صورة بسيطة ونظرته للمستقبل ورسالته لمن يعاني نفس معاناته تلك وهناك مقالات زوجية يكتبها المفكرين والكتاب والأدباء أي في طرح المشكل ثم إعطاء حلا وإشباعه بالأمثلة والنظريات الفلسفية والمحاكاة.

السرقة الأدبية

ومما يعانيه الكتاب اليوم هي السرقة الأدبية في حق الأدب وفنونه فالكتابة هي الألم الحقيقي شعوريا ووصفا فكيف تجرؤا بالإقبال على هذا النوع من الفعل ثم يأتي شخص من هذا الصنف ويُسمي نفسه كاتبا وهو لص دخل عالم الناجحين ليصطاد من أقوالهم ثم بكل وقاحة ينسب لنفسه اجتهاد غيره فالشهرة هي الآفة الخطيرة التي دمرت مستقبل الكثير من الناس وإن السرقة الأدبية من كبائر الذنوب كيف لا وهي تجتمع على أربع صفات محرمة كالسرقة والخيانة والغش مع الكذب فكيف تلقى الله بذنوب أمثال الجبال يوم القيامة حيث لا ينفع فيها ندم.

أعداء النجاح

أولئك الذين يتبعون أثارك ويبحثون عن سلبياتك كي يعلوا نباحهم مثل الكلاب ويمسكونك من الجرح النازف وإذا نجحت سكتوا عن الايجابيات خوفا من تألقك وتحسنك فبهم يعرف الناجح أخطائه ليتداركها ويصحح المسار الخاطئ بهم وإن أصحاب الانتقام الهدام صنفان نوع منهم لا يقرأ لك ولا يهتم أصلا أنت ما كتبته لكنهم ينتقدون شخصكم وحالكم وربما ظروفكم لأنهم فاشلون يرون الناس جميعا مثلهم أما النوع الثاني يقرأون لك لكن إذا أعجبوا بكتابك أو عملك أو أسلوبك امتلأت قلوبهم حقدا وحسدا وكراهية وهدفهم من هذا الانتقاد هو التحطيم نفسيا ومعنويا وأكثرهم يكونون من المقربين لك وهنا لك سياسة الرد على هؤلاء ومنها التجاهل أو التسامح وهذا أحسن رد منك فقابل السيئة بالحسنة تزداد مرونة وهناك من يستحق الرد بالمثل بشرط أن يكون بأسلوب حضاري يخلوا من السب والشماتة والغل كالرسالة المشفرة التي تحمل تعبيرا مجازيا تُفهم معانيه من دون تلفظها.

إن الكاتب الذي يتعرض لمثل هذه الهجمات نقول له واصل ولا تستسلم وكما يقال (القافلة تسير والكلاب من خلفها تنبح) أما من حاول ثم كانت نتيجة ليست كما أرادها هو نقول له استمر في هذا الطريق ولا تفشل عساه خيرا لك فالمواصلة عكسها الاستسلام والاستمرار عكسه الفشل والفرق بينهما أن المواصلة قد تحتاج إلى تغيير الطريقة التي استخدمت من قبل أما الاستمرار فلا يحتاج طرق أخرى بل بإكمال الطريق نفسه مع بعض الإضافات لها في تلك الطريق فقط واحذر من الإحباط فهو نوع من أنواع اليأس يكون بعد المحاولة التي لا تأتي بنتيجة أو بغير تلك النتيجة المراد لها وعلاماتها تظهر في الوجه بين الحزن والقلق.

وختاما – عالم الكتابة

التحذير من النفاق الأدبي قد يقع فيه الكثير من الكُتاب بين الآفاق وهو أن يكتبوا ما يخالف أفعالهم وأقوالهم وإما عكس نيتاهم وأفكارهم بمخالفة كتاباتهم كمن الذي يكتب عن حسن الخلق وهو سيء الطباع والواجب هو الإخلاص لله أولا ثم الصدق في القول من العمل وأن يكتبوا من أجل المجتمع غاية لهم فأكثر الناس تحب الاقتداء بمن شاع صيته بين الناس فكونوا قدوة لهم ولا تكونوا كبوة بطريقهم وأخلصوا أعمالكم لله تأجرون عليها حسنات يوم القيامة فإن الكاتب يموت والقلم يجف حبره وأثاره تبقى بعده لسنين وربما لقرون كما وصلتنا كلماتهم لتلك الأجيال التي برزت في الماضي قد تصل كلماتنا لأجيال تدعوا لنا بالرحمة إن استفادوا هم منها وتتوارى الأجيال بالأجيال.

بقلم شعيب ناصري

(عالم الكتابة بين الموهبة والهواية)

إقرأ أيضاً:  ذكرى أرهقها الحنين


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

فاقد الشّيء

الخميس أكتوبر 27 , 2022
تمت قراءته: 734 ربما قد تكون من أكذب المقولات الّتي قرأتها “فاقد الشّيء لايعطيه”، أو استسمح لهذه المقولة عذرا وأقول ربما تكون اقتطاع من حديث جميل دار في هذه الدائرة، وكان تكملته فاقد الشيء لا يعطيه، بل يجود به، ويحاول قدر استطاعته أن يبذله، إن كان إنسانا، وقد ذاق مرارة […]
أشيل شاتويليو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة