غريب أمر هذه الحياة [1]مقالة عن مراحل الحياة (فلسفية). وعجيبة هي هذه الدنيا ولكن الأجمل ما فيهما هو ما قضيناه من سنين وأعوام في مرحلة من العمر تسمى الطفولة، ومن منا لا يحن إلى سنوات البراءة والأمل والتي كان كل همنا فيها اللعب والجري والضحك والإستمتاع دون أن نميز بين الفقر أو الغنى دون حسد أو شعور بالدونية أمام الآخر…
ودون حتى أن نفكر في ما تعنيه النقود والأموال والتي كانت تكفينا منها دراهم معدودة يجود علينا بها أحد الأقارب فنأخذها مسرعين إلى الدكان لشراء حلوى أو قطعة بسكويت…
هذه هي الحدود القصوى لطموح الطفولة اللعب والإستمتاع وشراء الحلوى، ولكن كلما مرت السنين مرت معها سنوات الطفولة لتعود جزء من الماضي القريب وتحل محله فترة الشباب والمراهقة، وندخل منعطف خطير في الحياة فإما أن نجتازه بنجاح وإما أن ندفن في هذه المرحلة بقية الحياة…
مراحل الحياة..
ومن منا لم يعش هذه المرحلة من العمر والتي تطرأ فيها تغيرات على البنية الفيزيولوجية للجسم وتحدث معها تغيرات نفسية غير مستقرة… ومشفرة أحيانا… فيصبح الإنسان في هذه المرحلة أكثر إهتماما بمظهره الخارجي ومديرها في طرق الحلاقة واللباس والمشي والكلام…
كل هذا من أجل إثبات الوجود داخل البيئة التي ننتمي إليها… وإثارة الإعجاب من الجنس الآخر… وركوب الصعب إذ يصبح الإنسان في هذه المرحلة مرحبًا للتحديات متفرد في الإختيارات.. غير مقتنع بنصائح الآخرين وبذلك نخوض التجارب كيفما كان نوعها وعواقبها دون حساب أحيانا…
وبذلك نبدأ في بناء الشخصية ولكل إختياراته ومناهجه في بناءها…
هذا المنهاج الذي سيكون عليه إنعكاس على المرحلة المقبلة من الحياة وهي الرجولة يعني مرحلة تحمل المسؤولية وعبء الحياة بمختلف الأوزان والضربات؛ لنترك الاهتمام بالمظهر ونركز عل الجوهر وروح الإلتزام لأنه وفي هذه المرحلة يكون أغلبنا له شريك آخر وأطفال سيعيدون نفس الدورة الحياتية، فيركن الإنسان إلى البحث عن الإستقرار المادي والمعنوي أكثر لحياته وأسرته…
وبعد ذلك تكون المرحلة الأخيرة حين بغطي الشيب شعر الرأس واللحية ونصبح مقوسي الظهر ضعفاء البنية مجعدي الوجوه ونحن من كنا يومًا أطفالًا… ثم شبابًا مراهقين… ثم رجالًا… أصبحنا اليوم بطيئي الحركة، ودورك في الحياة وفي هذه الدنيا أصبح أعوامًا معدودة والمتبقي أقل بكثير من مضى… لتذهب الحياة وتبقى الطفولة والشباب والرجولة وحتى الشيخوخة مجرد ذكريات مرت على كوكب اسمه الأرض في حياة اسمها الدنيا… هذا ما قدر لنا في حياة تبتدئ بصرخة منا وتنتهي علينا.. وكل من له ذكرياته وحياته وقدره…
مع تحيات
سعيد لقراشي
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
تخرج سعيد لقراشي من الثالثة ثانوي بالمغرب. حاصل على دبلوم المحاسبة. كاتب سيناريو لمجموعة من الأفلام القصيرة عرضت على قنوات اليوتيوب. شارك في بعضها كممثل كما يعمل كمراسل لمجموعة من المواقع الإلكترونية.
الملاحظات أو المصادر
↑1 | مقالة عن مراحل الحياة (فلسفية). |
---|