وعلمك ما لم تكن تعلم

من الحقائق الغضة الناصعة أنّ هناك بيان واضح للذين يعيشون تحت أديم السماء أنّ العلم فريضة، خصوصا للذين آمنوا بالله، قال النبي صلى الله عليه السلام: “- طلبُ العِلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ” [1]الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير | الصفحة أو الرقم : 5246 | خلاصة حكم المحدث : … Continue reading، إنّ الأمة المسلمة التي ظهرت نواتها قبل قرون لم تبعد عن استخدام فائدة العلم، لم تخل صفحات التاريخ من أسماء المؤرخين والمفسرين، ولكن في هذه الأيام لم يمكنك أن ترتقي صهوة الرقى والازدهار بغير العلوم والفنون، ولا يغني الإنسان العلوم الدينية فقط، فإنّ طبائع الناس قد تشتّت وأذواق العامة قد تبدلت والعالم التي نعيش فيها الآن مجال السباق والتنافس في مهارات العلم والفن والمهن والصناعة. (وعلمك ما لم تكن تعلم)

وعلمك ما لم تكن تعلم
Sada El balad

قد رفع الله راية العلم والعرفان، وجعل في الرتبة الأولى أهل القرآن، قال الله تعالى “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ” [الزمر 9]، لما خلق الله تعالى آدم عليه السلام فعلمه آسماء كلها فأمر الله لأهل سمائه أن يسجدوا (أي ينخفض رأسه كالركوع لا كالسجود) آدم عليه السلام لفضل علمه ومعرفته.

هل تفكرتم ما هو أول لفظ من القرآن نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام؟ هو إقرأ، فتأمل ما أمر الله سبحانه تعالى به حبيبه أولا، هو العلم ثم سائر العلوم والعمل بلا علم باطل، والنور في المصباح بلا فتلة ظلام.

علم الله جميع الأنبياء والمرسلين أنّ العلم أفضل العبادة ، وعالم أفضل من ألف عابد وساجد، وأنّ من في أهل السموات والأرض يسلمون على من سلك طريق العلم ويسهل الله له الجنة طريقا إلى الجنة.

هو العلم الهادي الى سنن الهدى ☆ هو الحصن ينجي من جميع الشدائد
فإن فقيها واحدا متورعا ☆ أشد على الشيطان من ألف عابد.

والأجدر بالذكر أنّ لطالب العلم فضائل واضحة ومحاسن كثيرة، منها ما وردت في أوّل أوراق كتب التاريخ هي، مرة أعلن سيد الشياطين أن لكل شيطان فرصة ذهبية ومسابقة ثمينة، من يفوز وينال الدرجة الأولى في تلك المسابقة فسوف يفوز بالتاج ويكون سيد الشياطين.

(وعلمك ما لم تكن تعلم)

إقرأ أيضاً:  اللغة أرجوحة المعرفة

مساحة إعلانية


اشتغل الشياطين في أعمالهم وفروا فذا وحيدا إلى أنحاء الأرض الزرقاء، وفي النهاية قاموا أمام سيدهم، فقالوا معا <<إنا أتممنا أمرك، ونحن الآن في انتظار الجائزة>> ثم بدؤا كلهم أن يقولوا أعمالهم واحدا فواحدا، فقال أحد منهم: قد قتلت رجلا، وقال آخر: إني فعلت أعظم عملا من الأعمال، سأله سيده ما هو؟ فأجاب: قد أثارت الفتن والفساد بين امرأة وولدها، كذا أخبر سائر الشياطين أعمالهم فرادى.

ولكن في نهاية البرنامج كان شيطان أعمى.. دعاه ملكهم وسأله ما فعلت؟ قال: قد أضللت طالبا من طريق الحق والعلم إلى طريق الكفر والجهل، وأغويته من الطريق المستقيم.

<< حسنا>>…. قال سيد الشياطين، وقد آن إعلان النتيجة ومن يستحق بجائزة المسابقة.

<<عجلا عجلا>>…. قالوا معا، لا تتأخر يا مالكنا ويا زعيمنا.

أعلن السيد: أنّ مضل الطالب فائز.

دهش الشياطين وتحيروا، وتحركوا إلى مكان آخر بكل رغبة، ورفعوا الأصوات بكل قدرة، وفرح الفائز فرحة كاملة، وجلس فوق المنبر بوجه طليق، وطلبوا كل واحد منهم من السيد دلائل النتيجة وآياتها، كيف صار مضل الطالب فائزا؟

أراد ملكهم أن يبين آية من الآيات، فدعا أحدا منهم وبعثه إلى عابد وأمره ليسأله هذه الأسئلة، فذهب إلى عابد وسأل منه: هل يستطيع ربك أن يولج الجمل في سم الخياط ويخرجه؟ أجاب العابد: كيف يمكن ذاك، ثم هرول الشيطان إلى عالم وسأله كما سأل من العابد، ما مكث بالسماع أن قال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم تنحّ مني يا شيطان، إنّ الله على كل شيئ قدير، حقا أنت شيطان رجيم بشكل الإنسان.

قال رئيس الشيطان: ذا هو الفرق بين العالم والجاهل، فمنح التاج إلى الشيطان الأعمى.

وعلمك ما لم تكن تعلم

فالعالم يحرر العقول من القيود والأوهام، ويقضي على الكساد والفساد، ولكنّ في هذه الأيام يترك الإنسان العلوم الدينية، وإنّ الشعوب المسلمة اهتمت بأعراض الدنيا لا تسمن ولا تغني من جوع، ودفعت العلم يمضي أهدافه، فوقعت في مستنقع الرذيلة والجهل فوصلوا إلى الدرك الأسفل من السقوط والانحطاط، تصعب العودة منها إلا بالعلم.

لو أمعنا أنظارنا إلى الأمة المسلمة القديمة نجد أنّ السلطة كانت في أيديهم والدنيا في قبضتهم، كانوا في جميع الأمور في منزلة مرموقة، ولكن الآن لا نجد في يده حكومة، فالسبب الأصيل التي نرى في الانحطاط المسلمين هو أنهم تغافلوا عن العلوم، العلم أرض خصبة لإنبات الرجال يعرفون ما لهم وما عليهم، كيف تكون الحكومة في أيديهم؟ لا ترى في بقعة الأرض مسلما صالحا إلا نادرا ،كما من المعروف أن السياسة تكون بمناسبة أعمالكم، فإن تفعلوا الخير يكون الرئيس مصلحا، وإن تفعلوا الشر يكون الرئيس منكم شرير.

فأقول لكم بكل صراحة يا أخواني! إنّ للإسلام موقفا رائعا من العلم ليس له ندا في ذلك دين من الأديان السماوية. فتخيلوا بالإسلام وانشروا أشعته عبر العالم من زوايا متشعبة ونواحي متنوعة.

محمد شاه جهان بن تيمول حق
طالب جامعة دار الهدى الإسلامية
بنغال الغربي

(وعلمك ما لم تكن تعلم)

إقرأ أيضاً:  الإسلام الدين الممدود في البشرية


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


الملاحظات أو المصادر

الملاحظات أو المصادر
1 الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير | الصفحة أو الرقم : 5246 | خلاصة حكم المحدث : صحيح. الدرر السنية
⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

ثقافة الهاتف النقال في المجتمع

الأثنين يناير 17 , 2022
تمت قراءته: 2٬013 يعتبر الهاتف من الوسائل المساعدة على التواصل والاتصال، وربط العلاقات، وتسهيل عملية إرسال الرسائل والتبليغات ومختلف القرارات الصادرة عن جهة إلى جهة أخرى… ويقلص المسافة بين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وهو كذلك صلة وصل بين الافراد والمجتمعات والدول. (ثقافة الهاتف النقال في المجتمع) وقد تطور الهاتف […]
ذكاء المحمول وجهل الحامل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة