يا أخي أسلوبه!

ذريعة المنافقين الذين يتذرعون به لإسقاط (كركبة من الصفات المرذولة) التي تغطيهم وتتلبسهم على من لم يجدوا عيبا في الورد فقالوا يا أحمر الخدين، فقد أصبحنا نسمعها بكثرة في العمل وفي العائلات وبين مجتمع الأصدقاء حتى أصبحت متداولة كسبب جوهري ورئيسٍ لتمييع الحقائق وهدم العلاقات، ولو سألته ماهو أسلوبه الذي يعد عيبا وشننت عليه حربا وأوسعته سبا وقذفا وجعلته أحاديث المجالس وجوازا للغيبة والنميمة والبهتان والتطفيف وأوسعته ضربا ولطما بل والأدهى من ذلك أنه لايجد صفة واحدة وحسنة يتيمة تشفع لمن أتهمه بيأخي بس أسلوبه؛ لقال لك وفي عينيه الكذب والجرم والغدر: ماشفته إنه يصر على أن من أخذ ما ليس له جريمة يُعاقب عليها شرعا وقانونا؟ (يا أخي أسلوبه!)

يا أخي أسلوبه!
Burst – Shopify

يا أخي يريد أن يطبق القانون وقواعد العمل والنظام بحذافيره ويقنعنا ولا يجاملنا في رغبتنا (وهي إما السرقة أو التدليس أو الكذب)، ثم هذا يا أخي أسلوبه يزعجه جدا أن تكون ناجحا في عملك محبوبا من عملائك، ويحسدك إن ترامى لمسامعه التي بها صمم عن الحق أنك في بحبوحة من العيش وأنك لم تهب له شيئا من زينة الدنيا ليتزين بها، وإذا منحته بعضا من مشاعرك الصادقة وزينتك الظاهرة وأغدقت عليه بالانتصار له في المجالس؛ فلست بمحمود، ولا مشكور بل لا يجد ما يعبِّر عن حسده لا امتنانه وحقده لا شكره إلا بمحاولة انتقاصك بجملة فضفاضة تعمل في خيال السامع شرقا وغربا وشمالا وجنوبا حتى تجتمع عليك كل المساوئ (يا أخي بس أسلوبه).

فلو كان أسلوبك حازما ومنصفا لقال أنه فظ، ولو كان هادئا ومتأنيا لقال باردا ضيع علينا الفرص بأسلوبه الميت، وهناك أمر خطير للغاية وهي تزكية النفوس من خلال وصم الآخر بعيب والصاق النقيصة بثانٍ وتتبع عيوب الخلق فإذا قلت له (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ) الآية لقال لك أنا لم أزكي نفسي أنت ماتفهم؟ نعم لا أفهم أن من ينتقص الناس ويعيب عليهم إنما هو يزكي ويمتدح نفسه وأنقص وأفقرهم خُلقا من يفعل هذا، ثم وأسوأ من يا أخي بس أسلوبه مَن يدافع عنه وجعل نفسه في رباط مدافعا وهاجما ومقاتلا فإذا نصحته قال لسان خاله أنا لا أحب الناصحين وأزداد كبرا وعنادا وصلافة وهجوما ولا يلبث أن يُدخلك في حرب كلامية وجدال عقيم وبارزك بالعداوة والهجر ولا يكتفي بذلك بل بالشتم والسفه ويفتخر أن لديه القدرة العجيبة على أن يسفهك، فتصمت فمناقشة هذا النوع خيبة وضلال بل وفجور وانكسار.

يا أخي بس أسلوبه ستدور عليه الدوائر وسُترد عليه بقوة الصخر الساقط من أعلى جبل لأصغر نقطة، ومن يؤيده سيُبتلى في قلبه فما أسوأ من مرض القلوب إذا عملت على تغطية الحق ونشر الباطل فكأن في يدها سكينا تقطع لحوم الآخرين نصرة للكاذب واللص والمراوغ وتلتهمها بشغف وشهوة، فإذا ما قلت لهذه القلوب العمشاء أكثري من الدعاء اللهم أسلل سخيمة صدري وأرزقني قلبا سليما أشهرت سكينها عليك وأرتفع صوتها وزاد حقدها وذمها وأكلت لحمك وشربت من دمائك تلذذا.

هذه كارثة يا أخي أسلوبه والمناصر له الجاهل العمي البصر والبصيرة.

فمتى ننتهي من هذا الداء المنتشر وفهمنا أن البشر مختلفون وجمالهم في تنوع أشكالهم وطبائعم؟ وأن جامعنا عقيدة واحدة هي: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

فاطمة صالح باهميم

(يا أخي أسلوبه!)

إقرأ أيضاً:  أعراض تدني احترام الذات


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

باكتيريا حمض اللاكتيك في منتوجاتنا الغذائية

الجمعة مايو 19 , 2023
تمت قراءته: 622 تُعدّ الجراثيم من أكثر الكائنات الحية التي تحيط بنا، إذ أن صغر حجمها عادةً ما يجعلنا نقع في كيد خُبثها فتنتشر في ذاتنا مُخترقةً كلّ تصدّي من جهازنا المناعي. (باكتيريا حمض اللاكتيك في منتوجاتنا الغذائية) و من الرّاجح أن كلمة “جراثيم” تجعل من الذهن أن يفكر فورا […]
باكتيريا حمض اللاكتيك في منتوجاتنا الغذائية

اقرأ أيضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة