مكانة العلماء!

ذُكِرَ لنا أن في بني إسرائيل رجلا اسمه (جُرَيْج العابد)
كان عابدا زاهدا منعزلا عن الناس لعبادة الله فقط!
لكن السؤال الذي أودُّ طرحه الآن:
– ما هو أثرهُ الذي وصلنا؟! مكانة العلماء

مكانة العلماء
إسلام أون لاين

السؤال بصيغة أخرى:
– ما هي الفائدة التي عادت علينا – بل حتى على بني إسرائيل – من عبادته؟!

الجواب: لا شيء!

عبادتُهُ نفعتهُ وحده فقط!

لكنه لو كان عالمًا لنفع أهل زمانه كما نفع علماؤنا أهل زمانهم وزماننا، وهذا إن دل فإنما يدل على فضل العلم والعلماء!

هذا والشيطان يكره العلماء كُرها عظيمًا، ود لو استطاع اجتزازهم من الدنيا، ورغم أن عبادة العُبَّادِ ثقيلة على نفسه أيضًا؛ إلا أن علم العلماء كالمطرقة التي سُلِّطَت على رأسه فلا تكاد تتوقف!

فكلما زاد العلم؛ كلما كان الشيطان أشدَّ غيظًا وكَمدًا وكُرهًا …

لأن عمله يفسُدُ – أو لا يؤثر – في البيئة التي يكثُرُ فيها أهل العلم، أهلُ العلمِ الذين أصبحت مكانتهم منعدمةٌ عند كثيرٍ من أبناء هذا الجيل، جيلٌ بات لا يعرفُ أكثَرُه لعلمائهم قدرهم!

ولم يَكتفِ بعضُ أبناء هذا الجيل بهذا فقط، بل مولوا الحملات المسيئة لأهل العلم وساهموا في نشرها، بل وقادوها بأنفسهم!
كما تدور الآن بين أوساط الجهلاء حملةٌ شعواء مغرضة على إمام الإسلام الإمام النووي – رحمه الله ورضي عنه – غايتها تشويه قدر هذا الإمام العلامة والحط من علمه وإنجازاته!

أصحاب هذا الانتهاج أغلبهم ممن يديرون القنوات على اليوتيوب (اليوتيوبرز) بالمعنى المعاصر، يصطادون في الماء العكر، فتجد أحدهم يكتب: القول الفصل في النووي، للعلامة (مش عارف ايه!)
أقسم بالله، وهو لا علامة ولا عوامة حتى بجانب إمام الأئمة النووي، وقد ارتقى مكانا لا يستحقه، بل لن يستحقه أبدا بذكر اسمه إلى جانب الإمام النووي رحمه الله ورضي عنه!

فتراه يكتب قبل اسمه الشيخ العلامة فلان بن فلان، ويكتب اسم (النووي) مجردا دون ألقاب!

حملاتٌ غريبة الشكل، مقرفة، ممنهجة، مُمَولة، ليس لها إلا هدف واحد فقط، وهو: تشكيك المسلمين في علماء الإسلام الربانيين!
ألا وإن كان هؤلاء نسوا فضل أهل العلم؛ فإن الله – تعالى – قد شَرَّف العلماء بتخليد أمرهم في قرآن يُتلى إلى يوم القيامة، قال سبحانه: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء” فهم أشدَّ الناس خشية لله؛ لأنهم هم أكثر الناس معرفة بالله؛ ولأنهم أكثر من يفهمون مراد الله من كلام الله؛ ولأنهم أكثر من يحملون هم تبليغ الدين والدعوة إلى عموم الناس …

وكذلك خلد ربنا شهادتهم له بالوحدانية وأنه الله لا إله إلا هو، فقال سبحانه: “شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”.

هذا وقد خلدهم كذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: “العلماء ورثة الأنبياء…”.

هذا وقد أراد الله بهم الخير لما علمهم وفقههم، مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ”.

هذا وهم صمام أمان الأرض، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِماً اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوساً جُهَّالاً، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».

هذا والوقوع في لحوم الناس من الكبائر، بل ربما لا يغفرها الله حتى يعفو أهلها، فما بالنا بالوقوع في لحوم أعرف الناس بالله، وأعلمهم لدينه، ولمراده، وورثة أنبيائه، ومعلمو الناس الخير ..؟!

كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ)».

ولله در القائل حين قال:

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم
على الهدى لمن استهدى أدلاّء
وقدر كلّ امرئ ما كان يحسنه
والجاهـلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعـش حيـاً به أبداً
الناس موتى وأهل العلم أحياء

ولا أجمل ولا أروع ولا أوقع ولا أحسن مما قاله الله، قال: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ”.
وهذا لبيان فضلهم وقدرهم وخشيتهم له سبحانه، بل وحبه لهم سبحانه وتعالى، فلا يحاولن أحد أن يصدق هؤلاء الجهلة أعداء العلماء وأعداء العلم وأعداء الفقه!

والحمد لله رب العالمين
#الخواطر_الأحمدية
_________________
أحمد فتح الله الشيخ
ليسانس أصول الدين من جامعة الأزهر

مكانة العلماء مكانة العلماء

إقرأ أيضاً:  الأُمهات سندٌ في الحياة


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

الاستحياء من نشر السنن!

الخميس أكتوبر 5 , 2023
تمت قراءته: 356 إن الاستحياء من نشر سُننِ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جُرمٌ ليس بهين من وجهة نظري؛ لأن أهل الباطل الآن باتوا وأصبحوا يرتعون في غيهم، وشقاوتهم، ونشرهم للضلال، وما يُلبِسُ على الناس معايشهم، وعبادتهم، وليس هذا وحسب، بل وأصبح الجهر بالغَيِّ والشر سجية وديدن! […]
من السالك إلى تارك الصلاة الهالك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة