المقياس الذي يحدد حياة الإنسان ويضع لها القيمة والجودة العالية بين أقرانه ليس المظهر أو الشكل أو الكلام، أو المال؛ إنما الذي يحدد تلك القيمة هو هل أنت ذا قيمة للمجتمع أم لا! (كن ذا قيمة)
ولأجل أن يكون الإنسان ذا قيمة بين مجتمعه؛ عليه أن يتمتع ببعض الصفات الذاتية والظاهرية التي تضع له عرش القيادة أمام المجتمع!
وأول تلك الصفات: (كن ذا قيمة)
- مواجهة المخاوف
فغالبيةُ المواقف لا وجود لها في أرض الحقيقة، وغالب الأمر أن الشخص يركب جواد المخاوف على أرض الحقيقة، فلا هو تحلى بالشجاعة ليواجه المصاعب، ولا هو قام بترويض نفسه ليتقبل أسوأ ما سيقابله! - اشغل نفسك بما ينفعها
على الشخص أن لا يُدخل في تفكيره إلا كل ما يعتقد أنه سينفعه فكريا أو حياتيا أو اجتماعيا.. - انس المخاوف
قد تكون المخاوف في هذه الحياة أكثر من الأمان، وتلك طبيعة عامة في الحياة، فالطمأنينة يراها البعض كمينا لا يجب الاقتراب منه.
فلا تلقِ بالا لأي شيء قد يهدد راحتك وسكينتك الذاتية!
وخير معنى يعضد تلك الكلمات هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اعقلها وتوكل” أي افعل ما هو مطلوب منك، ثم اترك الباقي على الله، فهو كفيل بأن يدبر جميع شؤون خلقه، وقد وعدهم بذلك، فلم يطالبهم بعمل الغد، وإنما الإنسان سجين يومه. - انفع غيرك
إن مما يميز الشخص الذي يسعى إلى القمة هو حبه لمساعدة غيره، فالإنسان لا يكون إنسانا حتى يقنع نفسه أولا ومن حوله ثانيا أن الخير لا يأتي إلا بعد أن تتمنى الخير كذلك لمن حولك، وخير ما يعضد ذلك هو قول الله: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة 2]، وقول الله: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة 27].
فعلى الإنسان أن يمضي في طريقه، لا يضره قلة السالكين، ولا يغره كثرتهم، ويعضد ذلك المعنى قول الله: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [هود 112].
وخير ما تساعد به نفسك ومن حولك:
أن تصدق مع نفسك: فلا تكذب ولا تخادع نفسك..تعلم وبإخلاصك ودعائك واحتساب الأجر ستتقدم وستعلو على أكتاف من لم يؤمن برُقِيْك!
وخير ما يجعل المرء في المقدمة عدة أمور:
- الصلاة: التزم بالصلاة واصطبر عليها.. تعلم الخشوع.. اجعل وقت الصلاة للصلاة.. لا تشغل فكرك بغير ذلك فإن ذلك يفقدك فوائدها.. أكثر من النوافل حتى تعتاد وتجبر الكسر في الفريضة.
- الدعاء: ليكن الدعاء بيقين.. واصحبه بالعمل الصالح وصدق المقصد وحسن المطلب والإلحاح المستمر حتى يتحقق المراد.
- الذكر: ابدأ بالذكر عند أول فكرة سلبية.. نوّع من الأذكار واخترع لها حلاوة.. ضع برنامجاً واضحاً لأوقات الذكر.
- التوكل وحسن الظن: اعمل بهدوء، وتقبل وأحسن الظن بالله.. كن راضياً ولا تتذمر من الحوادث.. قل “ربما”، أو تبسم.. لا تيأس من روح الله.
بقلم: أحمد فتح الله الشيخ
ليسانس أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر
(كن ذا قيمة)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
أحمد فتح الله الشيخ من مصر. تخرج من كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، اتجه لكتابة المقالات منذ 3 أعوام، وصدر له كتابين (النفحات الأزهرية، وشخصية المسلم)، يهوى المقالات الإسلامية والفكرية، ويهوى كتابة الخواطر، ويحب القراءة والتأليف.