قلبي موجوع

أحيانا تتلاقى أعيننا بما يجعلها تتوقف حزينة، دامعة ثم باكية هكذا الحال عندما ترى قسوة العالم من حولك لكن هذه المرة بلقطة واحدة كفيلة بشرح كل ما فاتك وإيضاح كل ما هو آت. (شيرين أبو عاقلة)

شيرين أبو عاقلة
Masrawy

كم هي لحظة من لحظات اليأس الكبرى عندما يتعاظم الظلم أمامك وأنت مجرد أبكم سجين غير قادر على الحراك حينها تتدفق الدموع بغزارة من عظم الألم والضعف الذى صار ينهش بنا جميعا.

مشهد اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة بصباح اليوم هو من أصعب المشاهد التى تكررت أمام عينى منذ مدة، تابعت محاولات انتشالها وكم من النداءات المتكررة باسمها، خوف رفيقتها والرعشة بيديها وهى تحاول أن تلمس جسدها، كم الحزن الذي اعتصرني وأنا أتابع زميلها وهو يحاول أن ينتشلها بعيدا والدماء تسيل منه لكنه قام بذلك بالأخير. إنها الحياة يا رفيقى جميعنا يدرى كيف فتنا إلى داخلها لكن من المستحيل أن نعرف كيف سيكون العبور.

تلك الحادثة قد تكون واحدة من أقسى الجرائم لكن هناك ما عجت به الأخبار أيضا كاستشهاد عدد كبير من الضباط والمجندين المصريين فى واقعة تكررت لمدة يومين، ذاتها الخيانة ونفسه الاحتلال الذي يقوم باغتصاب الحق وصعق المقاتلين المطالبين بأبسط حقوقهم على أرضهم، واقعة تلك المواطنة التى دخلت المستشفى على قدميها وخلال ساعات معدودة كانت فى عداد الموتى، السبب اهمال جسيم بحالتها ومن ثم إغلاق للمشفى لكن بعد أن زهقت حياة أسرة بأكملها عن طريق الخطأ!

إقرأ أيضاً:  البدون

مساحة إعلانية


بت أتساءل لم كل هذا البغض الذى انتشر بكل بقاع الأرض حتى صارت حياة البشر واستهدافها من أقل الأمور اهتماما وأسهلها عند الكثيرين، ذلك الظلم الذى تفشى بقتل مجموعة من الضباط والمجندين الشباب الذين يتواجدون هناك من أجل حماية أرضهم.

هى نفس المعادلة القاسية التى لم تعد تنتصر لأى شئ سوى للاقتصاص من الانسانية وحصد مزيد من الدماء فقط بضغطة زر.

بالفعل أشعر بكثير من الغصة ووجع ليس له مثيل خاصة بظل عالم صارت الحرب عنوانه، الجشع، المرض والغلاء هى كلماته، كم عانينا هذه الفترة ولازلنا نلتقط أنفاسنا بصعوبة لكن هل من سبيل لتحرير تلك الروح المتعبة، هو ذلك الأمل الذي نحيا فقط من أجله ونتتبعه ونحن نشعر بثقل الخطوات لكن على تلك النقطة المضيئة لازلنا نبحث واليها نسير.

نهى إبراهيم

(شيرين أبو عاقلة)

إقرأ أيضاً:  إحياء مجد الاتحاد السوفياتي


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

أسماك تطير، وطيور تغوص

الخميس مايو 26 , 2022
تمت قراءته: 1٬017 اتساعها هائل، وغناها مُبهر بالأنواع الحيوانية. ويتميز كل فرد فيها ـ صغر أم كبر، وحيد الخلية أم متعددها، في أول سلم المملكة أم في أعلاها ـ بميزات عجيبة. فلكل خصائصه ومقومات دورة حياته. ولكل “هدايته” للعيش وفق ظروف بيئته، وتأقلمه إذا ما تبدلت هذه الظروف وتغيرت الأحوال. […]
أسماك تطير، وطيور تغوص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة