بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ.) [النساء 48]. (النجاة من فتن الدنيا في الحياة)
الشرك بالله – النجاة من فتن الدنيا
عباد الله إن الشرك هو أخطر فتنة في هذه الأرض وهو أن تجعل لله ندا تدعوه وتتوسل به فإن العلماء قالوا الشرك فتنة وعذاب المشرك أشد من عذاب العاصي الموحد والشرك أنواع منه الأكبر ومنه الأصغر وقال بعض العلماء (الرياء شرك خفي) لأنه متعلق بالقلب قد يكون أكبر إن كان ظاهر وقد يكون أصغر إذا كان باطنا لأن الرياء يزيد وينقص عند الكثير فإذا زاد عن حده ظهرت علاماته في الوجه صاحبه ولسانه والنجاة من الشرك هو التوحيد والإخلاص في الأعمال والأقوال وأساسها هي النية وصحة الإعتقاد.
غضب الله عزوجل يوم القيامة.
فإن غضب الله عز وجل يوم القيامة لا نجاة منه ولا شافع إلا بإذنه ورحمته ولم يغضب من قبل ولن يغضب من بعد كما يغضب يوم القيامة فلن ينفع يومها وثن ولا ولي صالح فكل سيقول نفسي نفسي حتى الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام إلا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم سيقول أمتي أمتي فهذا خير خلق الله وقد نهانا أن نتوسل بقبره فما بالك بقبور الآخرين من عباد الله وإن النجاة من غضب الله يوم القيامة لا تكون إلا بالإيمان الصحيح وفعل الأوامر وترك النواهي من الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
فتن الدنيا – النجاة من فتن الدنيا
فإن اجتناب فتن هذه الحياة هو الاستعداد لحياة النعيم فمن أراد النجاة من فتن الدنيا عليه أن يترك الشبهات كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي لا يقع المسلم في المحرمات من المعاصي والذنوب.
مساحة إعلانية
اللسان – النجاة من فتن الدنيا
وأخطر عضو عند الإنسان هو اللسان فكما قال أحد العلماء (ما من شئ أحق بطول السجن من اللسان) فهو إما في الغيبة والكذب أو القذف والنميمة إلى غير ذلك فهو العدو اللدود للإنسان يضيع لك الحسنات في ثواني معدودات تجمعها أنت في أشهر وسنوات والنجاة من هذا اللسان لا تكون إلا بالإستغفار وكفارة المجالس؛ كما أني قمت بتأليف كتاب إلكتروني بعنوان جامع الألفاظ بين الخطأ والصواب موجود في المكتبة الإلكترونية فولة بوك لمن أراد أن يطلع عليه فهو يعالج بعض الأخطاء القولية التي تميل إلى الكفر والقذف.
الحسد والعين
وإن في هذا الزمان كثر فيه الحديث عن الحسد والعين بين الناس فالكل يشتكي منهما إلا القلة منهم وتعود هذه الفتنة إلى أسباب كثيرة ومنها أن معظم هذه الأمة تعيش الفراغ الروحي والغيرة الزائدة في المجتمع لأسباب تافهة والنجاة من الحسد والعين هو التحصن بالأذكار وآيات الرحمن بين الليل والنهار وعند الأسحار.
رفقة السوء – النجاة من فتن الدنيا
فإن مخالطة الناس وحدها قد لا تجعلك تفرق بين الصالح والطالح منهم حتى تسافر وتبيت معهم فتتعرف على قدر الرجال حينها ومستواهم لأن هذا العصر الذي نعيش فيه نحن اليوم كثر حوله النفاق؛ فالنجاة من رفقة السوء تحتاج حسن الإختيار من خيار البشر فهم معادن فلا تغرنك كثرة الأصحاب فعند الشدة يظهر من يستحق لقب الصاحب منهم والنجاة من أعداء الإنس هو عدم إفشاء الأسرار لهم فالإحتياط واجب والحذر مطلوب.
المكر والخداع – النجاة من فتن الدنيا
كلنا معرضون للخيانة حتى وإن كانت نيتنا حسنة تجاه الأشخاص فإن المكر والخداع الذي يحاط بك لا يأتي من صاحب الخلق الطيب بل يأتي من رفيق السوء المخادع هو غدار خائن صحبته لك كانت على نية سيئة من البداية ولم يكشف لك غطاء وجهه الحقيقي زين أقواله بالكذب فقط من أجل مصالحه الشخصية والنجاة من هؤلاء هي التوكل على الله في السر والعلن.
مساحة إعلانية
الدجال
من علامات الساعة الكبرى الدجال الأعور فهو فتنة في الأرض لا مثيل لها وستكون له قدرات غير عادية تجعل من الناس عبادا له قال صلى الله عليه وسلم (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ.) صحيح مسلم.
فهذه نجاة منه إن شاء الله.
عذاب القبر – النجاة من فتن الدنيا
الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان الستة وعذاب القبر أول بيت من بيوت الآخرة فهو حق نؤمن به كما نؤمن بالبعث والحساب يوم القيامة والنجاة منه هي الحفاظ على الصلوات الخمس في اليوم والليلة وباقي أركان الإسلام وأولهم الشهادتين فإن أول سؤال هو من ربك وما دينك ومن نبيك وكذلك اجتناب كبائر الذنوب خصوصا المال الحرام والتوبة من كل كبير وصغير والقبر فيه النعيم وفيه الجحيم في برزخ خاص بعالم الأموات لا نسمعهم ولا يسمعوننا.
عذاب جهنم
فإن الإنسان مفارق ولو عاش دهرا طويلا من عمره فالحياة كالطريق لابد من نهايته والقبر باب بين الدارين وإن أشد أنواع هذه الفتن هي التي تدخلك عذاب جهنم فمن منا يقوى على النار حتى وإن كان الخروج منها بشفاعة الشافعين لأهل التوحيد فإن ساعة فيها لا يطيقها إنسان ضعيف بحالنا هذا والنجاة من هذا العذاب هو الاستسلام لله بالتوحيد ذلا وخضوعا منا له والطاعة لأمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم والدعاء فإن الدعاء عبادة عظيمة والصبر على قسوة الدنيا فهي فانية والآخرة هي الباقية فمن كان ناجيا يومها فذلك هو السعيد بنجاته المسرور بحياته الدائمة في جنة الخلد العالية.
الخاتمة
إن النجاة تكون بالعمل الصالح والصادق من قلوبنا فإننا بشر نخطئ ونصيب ولسنا من أهل العصمة ولكن علينا بمجاهدة أنفسنا ومحاسبتها في الدنيا قبل الآخرة فإن أمواتنا هم السابقون ونحن اللاحقون من دار الزوال إلى دار البقاء ففتنة الدنيا نوعان تذهب أنت إليها بقدمك أو تأتيك هي غفلة فإن كنت من المحسنين فاسأل الله الثبات في حياتك فإن الفتنة لا يأمن منها الحي وإن كنت من المسيئين فاسأل الله الهداية فإن الموت يأتي بلا موعد ولا ينتظر منك توبة فالإسراع إلى الله قلبا وقالبا والتوبة والنجاة بعون الله سبحانه وتعالى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
شعيب ناصري
(النجاة من فتن الدنيا)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.