قد نُشاهد أشخاصًا بالغين، وبخاصة أيام الإمتحانات النظرية والشفهية، والمواقف المُتسمة بمظاهر قلق وتوتر وهم يقضمون أظافرهم. فضلًا عن شيوع هذه المشكلة عند الكثير من الأطفال. فما أسبابها، وأعراضها، وسبل التعامل معها؟ (لماذا يقضم بعض الأطفال أظافرهم؟)
مشكلة قضم الأظافر (وقد ترتبط بمص الإبهام، وحك الأسنان ببعضها، وشد الشعر وغيرها) عند الأطفال عادة شائعة للتخلص من القلق والتوتر والضغط النفسي. وقد يتعلمها الطفل من أحد افراد عائلته. وتعتبر هذه العادة من اكثر السلوكيات شيوعًا. فهي عند نحو 28% عند الاطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والسادسة. كما أن نصف الأطفال فوق عمر العاشرة يقضمون أظافرهم من وقت لآخر. وتظهر المشكلة في الأطفال الذكور، فوق العشر سنوات، أكثر من الإناث. أما عند البالغين فتتراوح نسبة المشكلة ما بين 20 – 25%، وتصل إلى 60% عند المراهقين. وعندما يتعرض الأطفال – ذكورًا وإناثً – إلى ضغوط عنيفة فإنهم قد يلجئون إلى تلك العادة دون وعي. وقد يقضمون أظفارهم خلال انشغالهم بمتابعة نشاط معين. كأن يكونوا مشغولين ببرنامج تلفزيوني أو خلال ممارستهم بعض ألعاب الكمبيوتر.
الأسباب
يقف خلف ظهور هذه المشكلة أسبابًا عدة منها: تعرض الطفل إلى نوع من الضغط النفسي بسبب مشاكل اجتماعية كانفصال الوالدين. والخوف والإحساس بعدم الأمان أو الاستقرار. فضلًا عن تنامي الشعور بالغيرة، وخاصة عند الطفل الأوسط بين اخوته. وعند فقد الطفل لأحد والديه بسبب الوفاة أو تعرضه إلى حادث مؤلم ما يلقي بظلاله السلبية على سلوكياته. تظهر هذه المشكلة عند الأطفال الذين يشعرون بأنهم “أشخاص غير مرغوب فيهم”. حيث ينتقصونهم، من حولهم، ويحطون من شأنهم. مما يترتب عليه شعورهم “بالغربة” حتي داخل اسرهم ومجتمعاتهم. قد تؤثر سلبيًا ضغوط المدرسة من حيث المناخ الجديد المفاجئ لمن يدخلها أول مرة، أو لعدم التكيف مع المناهج، والزملاء، والمعلمين الخ. وتبقي ضغوط الإمتحانات، والتوتر بسبببها للحصول علي أعلي العلامات سبب رئيس للطفل أو المراهق للجوء لتلك العادة. في محاولة للتخفيف من الشعور بالقلق جراء المرحلة التي يمر بها.
مساحة إعلانية
الأعراض – لماذا يقضم بعض الأطفال أظافرهم
- قضم أظافر الأيدي، وأحيانًا الأرجل، أو أظافر الغير يأخذ عدة أشكال. منها عرض خفيف، ومعتدل، وشديد.كما يتم حساب عدد مرات القضم/ يوميًا بواسطة تقنية ملاحظة الذات. ويتم التعرف علي المواقف والنشاطات والحركات الأساسية والمصاحبة والمظاهر المزعجة لقضم الأظافر.
- قضم الأظافر يؤثر على النمو السليم لها ويؤدي الى تشوهها، وهشاشتها، وسهولة تكسرها.
- قد يؤدي قضم الأظافر، وما تحتها، إلى حدوث جروح حول الاظافر وفي الأنسجة المحيطة بها. مما قد يؤدي إلى نزيف أو تجرثم الجرح. بكتيريًا، وفطريًا. لذا فأخذ عينة من تلك المنطقة وزراعتها يُمكن من تشخيص سبب تلك الالتهابات.
- تظهر الأظافر المصابة عادة سميكة مصبوغة بغير لونها الطبيعي حيث تكون مصفرة. وتؤدي الإلتهابات إلى عزل الظفر نفسه من الأنسجة اللينة الواقعة تحته.
- طريق لظهور الإلتهابات الفطرية في الأظافر وماحولها.
- وضع الطفل يده في فمه في ظروف غير صحية تؤدي إلى نقل الميكروبات والجراثيم إلى داخل الجسم.
- قد تكون تلك العادة جزءًا من عدة أمراض مثل الوسواس القهري.
- هذه المشكلة تؤدي إلى جذب نظر واهتمام الآخرين. سلبيًا. مما يتسبب في مزيد من الإحراج والتوتر والقلق والإنزواء لدى الأطفال، والمراهقين.
ما سبل التعامل؟
- معظم البالغين يتخلصون من هذه العادة عند بلوغهم سن الثلاثين.
- استخدام بعض العلاجات الموضعية المضادة للفطريات. وفي حالات أخرى قد يستدعي الأمر اللجوء الى مضادات الالتهابات الفطرية التي تؤخذ عن طريق الفم.
- الوقوف علي معرفة الأسباب التي دعت إلى تلك العادة السيئة ومحاولة حلها. كي يسهل سرعة التخلص منها قبل استفحالها وبقائها لسنوات عديدة.
- وضع الطفل في بيئة مستقرة قدر الإمكان. ومحاولة إبعاده عن أي حالة توتر قد تنشأ داخل الاسرة.
- تفهم الوالدان لهذه المشكلة، التعامل معها بصبر وتحمل وهدوء لا يزيد توتر الطفل وبالتالي ازدياد الأمر سوءًا.
- الكثير من الأطفال يتحسنون تدريجيًا مع إزالة الأسباب المُمهدة لهذه المشكلة. ومع تقدم العمر دون الحاجة إلى تدخلات طبية او سلوكية.
- تقليم الأظافر أولًا بأول من أجل النظافة الشخصية وكطريقة قد تساعد على منع تلك العادة لدى الطفل.
- وضع طعم غير مستساغ على أطراف أصابع الأطفال الصغار قد يكون خيارًا مفيدًا.
- مساعدة الطفل في أداء الواجبات المنزلية، في حالة ما إذا كان سبب توتر الطفل واللجوء إلى قضم الأظافر هو التوتر من كثرة الواجبات.
- إبعاد الطفل عن مشاهدة الأفلام المرعبة، حتى لا يصاب بالتوتر ومن ثم يقوم بعادة قضم الأظافر.
- قد يحتاج بعض الأطفال تعليمات (نفسية، وسلوكية) للابتعاد عن تلك العادة تدريجيا وفي مرحلة مبكرة من حياته ومنها: إيضاح مدى أهمية الأظافر كناحية صحية وجمالية. بيان مساوئ تلك العادة ومخاطرها على صحته. تنمية إرادة الطفل، ولا ينبغي معاقبته بقسوة لترك تلك العادة، فربما يظل يمارسها كرد فعل لتلك القسوة عليه. تشجيع الطفل على التخلص من تلك العادة بحوافز عينية/ رحلات إلخ في حالة تخلصة – يوميًا/ أسبوعيًا من ممارسة تلك العادة. توضيح أن تلك العادة تجعل الطفل حاضرا ومستقبلا في وضع مُحرج بين أقرانه وزملائه، ومحيطه الاجتماعي. ومحاولة شغل أوقات فراغه، وتكليفه بأعمال تتطلب استخدام كلتا يديه، كأن يلعب بالمعجون أو الصلصال أو بالمكعبات.
- العلاج السلوكي ومنه “أسلوب التشتيت”، وتقنية “إقلاب العادة” التي تبدو فعالة في هذه المشكلة.
- علاج بعض الحالات المرضية مثل الوسواس القهري، يؤدي إلى التخلص من ذلك العرض.
أ.د. ناصر أحمد سنه
كاتب وأكاديمي مصري
(لماذا يقضم بعض الأطفال أظافرهم)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
أ.د ناصر أحمد سنه كاتب وأكاديمي من مصر، تخرج في جامعة القاهرة (1985)، ويعمل: أستاذًا ورئيسًا لقسم الجراحة – كلية الطب البيطري – جامعة القاهرة. وقد بدأ الكتابة منذ نحو ربع قرن، وله أكثر من خمسمائة مقال (ثقافي متنوع) منشور.. ورقياً والكترونياً، وثلاثة كتب منشورة.