كثيرا من الاوقات تجبرنا الظروف أن نكون بين اختيارين أنت أم الأخرين، ثم تضيق الحلقه أنت أم الأقربين، ثم تضيق أكثر أنت أم من تحب وهنا نقع في الفخ التنازل أحيانا نكون مطالبين به ولكن لسنا مجبرين أبدا عليه وإذا جعلك شخص تشعر أنك مجبر ولست مخير فاعلم أنه فخ وهذا رأي. (إلا نفسك)
التنازل يعني تضحيه سواء بالترفيه أو العمل أو الحياه نفسها، أيا يكن ولكن في النهايه هو تضحيه، ونحن نضحي دائما من أجل من نحب أو من أجل حمايه من نحب فلأحد يضحى من أجل نفسه فهذا هراء، التضحيه دائما من أجل الغير، فتستهلك طاقتك وجهدك وأحيانا حياتك.
ثم مع مرور الوقت يجعلك من فعلت ذلك من أجله أن تشعر أنك مجبر لا ملجأ لك ومع الوقت يجعلك تشعر أنه واجب عليك ثم تستمر في تلك الحلقه لايحدث شيء غير الزامك أكثر فاأكثر بتلك التضحيه أو التنازل.
ثم ماذا بعد ذلك أين أنت وأين حياتك الخاصه وأين نفسك من كل ذلك.
دعوني أطرح هذا السؤال كم مرة سوف نعيش؟ أليست مره واحد، فهل تستحق تلك الحياه الوحيده أن نعيشها من أجل الآخرين ثم يأتي الموت يدق على الأبواب لا مفر منه ثم تنتهي الحياه.
هل يوجد شيء بعدها يعوضك عن تلك الحياه التى فقدتها وأصبحت أسير التضحيه، فأنت غير مجبر بتاتا وغير ملزم أبدا بذالك فنحن من نختار
ولكن لا أعلن لا للتنازل ولكن لكل شيء مقابل، مقابل يعوض عنه بما يكفي، وقبل أن تخوض سلسلة التنازل تذكر جيدا هل يستحق الأمر أم لا، هل يستحق عناءك وتضحيتك أم لا.
ثم تذكر أنك تستحق العيش والحياة، فهناك أشخاص يشعرون بأنهم لا يستحقون ولذالك دائما يعيشون على الهامش ولا يفعلون شيء غير أنهم يعطون دون مقابل ويتنازلون دون توقف.
ثم بعد مرور الوقت يجدوا طاقتهم قد انعدمت وجهدهم قد ذهب هباء منثورا وحياتهم قد سُلبت منهم دون مقابل يذكر، دون شاحن يعيد شحن بطاريتهم، دون تقديرا لجهدهم طوال الوقت.
ودعني أخبرك لا أحد يقول لأحد توقف عن العطاء بل يُشعرك مع الوقت أنه فرض وواجب ومن حقه وبعد أن يمتص طاقتك مثل مصاص الدماء يتركك ضحيه لا روح فيها فقد سلبك إياه ويتركك ويمضي قدما يبحث عن ضحيه أخرى ولن يتذكر فعلته أبدا فقد أقنع نفسه قبل إقناعك أنت شخصيا بأن هذا كان حقه وأنك كنت تقدم واجبك لا أكثر، ولذالك لن يحزن عليك ولن يقم عليك الحداد.
لا تشعر نفسك ابدا انك لا تستحق مهما كانت أخطاءك اغفر للماضي وامضي قدما واشعر بأنك تستحق العيش مرة أخرى لا تظل حبيسا للماضي وتشعر بعد الاستحقاق ثم تدخل في حلقه مغلقه من التضحيه، وتذكر أن عطاء الحب متبادل كي لا يلتبس عليك الأمر.
فكر في نفسك قليلا ووتوقف من فضلك عن العطاء السخي فلن يشكرك عليه أحد ولن تنال عليه جائزه.
أنت ثم أنت واعمل من أجل نفسك أولا ثم الأخرين لاحقا اذا كانوا يستحقوا ذلك.
آية السيد
(إلا نفسك)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
آية السيد من مصر، طالبة في كلية طب بنات الأزهر بالقاهرة.