الأطباء المُبجلون عند قدماء المصريين

برع المصريون القدماء في فنون وعلوم متعددة، ومنها الطب. فقدموا فيه نموذجاً فريداً ورائداً في مجالات توصيف الأمراض، وتشخيصها، وعلاجها.. طبياً وجراحياً. مما جعل مصر قبلة للاستشفاء، وواحة للراحة والهناء، وموضع تبجيل كثير من الأطباء. (الأطباء المُبجلون عند قدماء المصريين)

الأطباء المُبجلون عند قدماء المصريين
egyptiangeographic

مارس المصريون الطب منذ فجر التاريخ، وقد سجلوا ملامح فحصهم السريري، وخبرتهم بالعلاج الطبي والجراحي, و”السحري” في برديات وعلي جدران المعابد والقبور والفخاريات. ويوجد العديد من البرديات الطبية الهامة والشهيرة، ومنها البردية الضخمة بردية “ايبرس” (ترجع غالباً إلي 1550 ق.م.). وعثر عليها بالأقصر عام 1863 واشتراها الأثري الأماني “إيبرس”، ومحفوظة الآن في جامعة “ليبزيج”.

وهي عبارة عن اسطوانة يبلغ طولها عشرين متراً وتعد مرجعاً ضخماً للأمراض الباطنية والجلدية والنسائية، وأمراض العين والإطراف والمشاكل الجراحية. كما احتوت مصطلحات تشريحية وفسيولوجية ونحو 400 دواء و 788 وصفة علاجية. وقد امتاز المصريون القدامى بمعرفة واسعة في علمي التشريح ووظائف الأعضاء فاشتهروا بتحنيط الجثث. ومما يدلل علي ذلك طريقتهم المميزة في إفراغ محتوى الجمجمة من خلال ثغرتي الأنف باستخدام كلاّب دقيق.

ومن أهم البرديات المشهورة بردية “إدوين سميث” وتعود إلى القرن السابع عشر ق.م (زمن الهكسوس) اشتراها الأثري الأمريكي “إدوين سميث” ثم أهدتها ابنته إلي الجمعية التاريخية بنيويورك. ويبلغ طولها حاليا 4,68 مترا (ويعتقد أنها كانت خمسة أمتار) وعرضها 30 سم. وتهتم أكثر بالجراحة فتصف 48 حالة جراحية من جراحات الرأس والعنق والكتف والذراع والصدر والأضلاع والثدي والعمود الفقري. وتصف البردية المذكورة بداية كل حالة من الحالات المذكورة وعلاجها الجراحي. كما تصف الكسور وصفاً دقيقاً وخصوصاً تلك الكسور المتعددة التي ربما حدثت في أماكن بناء الأهرامات.

وتعود بردية “اللاهون” إلي زمن الأسرة 12-13 (حوالي 1900ق.م). وهي خاصة بالولادة وأمراض النساء. وتشمل وصفاً لتشخيص الحمل، وتحديد جنس الجنين، وتشخيص العقم، وموانع الحمل، وآلام أسنان الحوامل، وأمراض النساء عامة. وكانوا يحثون على الرضاعة الطبيعية، ولهم وصفاتهم في إدرار الحليب، وعند فشل إرضاع الأم كانوا يوصون بالتحول إلى حليب البقر.

وكذلك لهم وصفاتهم الخاصة بأدوية الأنوثة ومراهمها. وكانت لهم تعاليمهم في الجراحة: حيث دأبوا على حياكة الجروح بالإبرة والخيط، ووصفوا أنواع من “السرطان” في بردياتهم ولاسيما سرطان الرحم، وسرطان الثدي. وقد كـُشف عما لا يقل عن 39 مومياء أنثوية مصابة بسرطان الرحم.

ومن البرديات الهامة: بردية “هيرست” (يرجع تاريخها إلى 1550ق.م) وعثر عليها بدير البلاص بالصعيد. واشتراها الثري الأمريكي “رايزنر” عام 1901 وأهداها غلي جامعة كاليفورنيا. وتحتوي وصفات علاج الالتهابات الحادة، وأمراض الأسنان والقلب والأمعاء. وكثير من تلك المحتويات يوجد في بردية “إيبرس”.

أما بردية “لندن” فحلقة وصل بين “الطب والسحر”، ويعود تاريخها إلى الأسرة الثامنة عشر. وبها 61 وصفة منها 25 وصفة طبية وباقي البردية وصفات سحرية وتعاويذ ضد أمراض منها “وافد” من خارج مصر. وتحتوي بردية “بروغش” أو “بردية برلين الكبيرة” على وصف لأمراض الأوعية الدموية. وتعود إلى عهد الأسرة التاسعة عشر. بينما يرجع تاريخ بردية “كارلزبرج” إلى نحو العام 1200 ق. م، وهي نسخة من أصل يرجع تاريخه إلى الأسرة الثانية عشر.

وتضم البردية (محفوظة في جامعة كوبنهاغن/ الدنمارك) وصفات لعلاج أمراض العيون وإشارات وتوقعات عن الولادة وأمراض النساء. أما برديات “بروكلين الطبية” فهي أوراق بردي طبية يعود أصلها إلى عهد الدولة المتأخرة في مصر القديمة، وتعد إحدى أقدم الكتابات المحفوظة حول الطب وعلم الأفاعي. ويرجع تاريخ المخطوط إلى حوالي عام 450ق. م. واختصت “بردية ليدن” (توجد بمتحف ليدن بهولندا) بالطب الوقائي.وتحتوى العديد من قواعد الوقاية من الأمراض ووقف تطورها ووسائل منع انتشارها.

ومن الجدير بالاهتمام هو طبيعة التعليم في المعاهد الطبية الفرعونية. فقد انتشرت ما عرف بـ “بيري- انخ” أي: “بيوت الحياة”. وأبرزها ما يعود إلى “امنحتب” في “ممفيس” وحاز شهرة دولية نظرا لمكتبته التي استمرت لما بعد الميلاد. ومعهد آخر في “سيس” حيث تدريب القابلات كمرحلة أولى ثم يقمن بتدريب أطباء الولادة بعد ذلك. وبيت ثالث في “ابيدوس” كان الفرعون “رمسيس الرابع” يكثر التردد إلى مكتبته. وعدا عن كون تلك البيوت مراكز للدراسة إلا أنها كانت مخزناً للكتب والبرديات التي من أقدمها كتاب: “الممارسة الطبية”، و”كتاب التشريح” وكتبا من قبل أحد ملوك الأسرة الفرعونية الأولى.

إقرأ أيضاً:  أدهشت طواغيت الإستعمار فقرّروا إعدامها

مساحة إعلانية


“آلهة الطب” – الأطباء المُبجلون عند قدماء المصريين

شاع، قديماً، “تلازم/ ارتباط” حدوث الأمراض بالفلك والنجوم، والأرواح الشريرة، والسحر والشعوذة الخ. وحاول المصري القديم الذي تعاطى صناعة الطب والدواء أن يحفظ نفسه بهالة كبيرة من الغموض والرهبة. كما أحالوا ممارساتهم العلاجية والجراحية إلي “آلهة الطب”، لذا فقد نالت تبجيل المصريين وتقديسهم؛ مما دعاهم أن يوجهوا كل شيء إلى أرواح الآلهة، واعتقدوا أنهم أول مَن تعاطى تلك الصنعة وهذا الفن. ومن هنا كان لهذه الثقافة الطبية الفرعونية مكان مُبجل بين عقائدهم الدينية، وكثر الأطباء المُبجلون “آلهة الطب” في العصور الفرعونية وما بعدها.

إيمحتب Imhotep – الأطباء المُبجلون عند قدماء المصريين

لم تجد بين مَن وصلوا إلى درجة التبجيل/ التقديس من البشر أو مما خلقته كل الميثولوجيا الفرعونية مَن ظلَّ محتفظًا بمكانته مثل “إيمحتب”(حوالي القرن 30 ق.م). وأول ما ظهر البطل المصري الخالد “إيمحتب” (معني الاسم: الذي جاء في سلام) كان وزيرًا وطبيبًا للملك “زوسر” (من الأسرة الثالثة حوالي السنة 2600 ق. م.) في بلدة «عنخ تاوي»، (مدينة حياة القطرين). وهو ـ كأول مهندس معماري في التاريخ ـ باني هرم “زوسر” المدرج في “سقارة”.

وكان أبوه “كانوفر” أيضاً، مهندسًا بارعًا مشهورًا، وأمه “ردو عنخ” من أكرم الفضليات. وتربى هذا الطفل اللامع الذكي تربية سمحت له أن يصل إلى أعلى المراتب في الدولة. فقد أشبع رغبة مليك البلاد وشعبها بعقليته الرائعة وذكائه الفذ، وحكمته ومعرفته الواسعتين، ليس في فن الطب والتشريح والتحنيط، فحسب بل في مختلف نواحي العلوم. لذا فقد شغل مناصب الدولة الآتية: منصب الوزير الأول، ومنصب وزير الأشغال، ورئيس الكهنة، والفلكي الأعظم، والساحر الأعظم، ورئيس القضاء، ورئيس الكتبة، وحامل أختام الملك، والمشرف الأول لخيرات السماء وأرض النيل، أو رئيس مخازن الملك، والطبيب الأعظم، بل “أبو الأطباء”، ورجل الدواء الأول.

ومن بين هذه الألقاب جميعًا لم يحمل التاريخ ذلك التقديس الرهيب إلا عن طريق العلاج والطب والصناعة الطبية التي أسبغت عليه مرتبة الألوهية (رفع إلى درجة معبود بعد وفاته وأصبح إله الطب والشفاء). وغدا ـ في فترة من التاريخ ـ أحد ثالوث طيبة، فهو ابن “بتاح” و”سخمت”. وصوره المصريون القدماء كشخص جالس يقرأ في كـتـاب. وتحتوي بردية “إدون سميث” على كثير من مشاهدات “إمحوتب” في التشريح، وأعراض الأمراض، وطرق للعلاج ومن ضمنها علاج الكسور. وربما كانت هذه البردية منقولة من النص الأصلي لإ الذي سبق هذا النص المنقول بنحو 1000 عام.

وكان يُعتقد أن حالات شفاء عجيبة كانت ممكنة بفضل تدخّله، ومن هنا كانت معابده تغصّ بالمرضى الذين ترك كثير منهم سجلات تفيض بالشكر والعرفان الجميل. وقام “إمحوتب” بتحضير الكثير من العقاقير الطبية. كما أسس مدرسة لتعليم الطب في مدينة “ممفيس” المصرية والتي أصبحت بعد موته مقرًا لعبادته. وعُثر على تماثيل له بأعداد كبيرة. وقد امتد تبجيله حتى أقصى بلاد النوبة، ووصل أيضًا إلى أقصى ما يصل إليه التبجيل أيام البطالسة. وكان الإغريق يطلقون عليه اسم “أموتحيس”، ووحَّدوا بينه وبين “اسقلبيوس”، إله الشفاء لديهم.

إقرأ أيضاً:  المُضحون من أجل البشرية: علماء أجروا تجاربهم علي أنفسهم

مساحة إعلانية


“إيزيس” Isis – الأطباء المُبجلون عند قدماء المصريين

كانت “إيزيس” أقرب الآلهة إلى “أوزوريس”؛ إذ هي أخته التوءم وزوجته، وكان علمها بالأعشاب والنباتات عظيمًا. وجاء عنها في بردية “إيبرس”: (أطلب إليك يا “إيزيس” أن تهبيني الشفاء كما شفيت حورس من كل جراحه التي أطبه بها أخوه “ست”). وفي نفس البردية نجد “وصفة لآلام الرأس كتبتها إيزيس للإله رع”، ووصفة أخرى صنعتها لآلام الثدي. وأوحت إلى كاهنها في “فقط” بكتابٍ في الطب.

ويقال:”إن إيزيس عندما كانت تحكم في الأرض كشفت الكثير من العقاقير وأقامت زوجها وابنها حورس من الأموات بطبها الخالد، وأنها لا زالت ترعى الرجال في نومهم”. وُبجلت “إيزيس” في مصر مع زوجها وأخيها “أوزوريس” على أنهما “أول من اخترع الطب والدواء في العالم”. وعُرف ابنها “حورس” عند اليونان بالإله Apolle الذي يُنسَب إليه الكشف عن جميع العلوم الطبية حوالي عام ١٥٠٠ق.م. ويصفه اليونان بأنه “مخترع الطب والصيدلة والموسيقى والشعر والحب”. وذكر “هوميروس” في كتابه الخامس من الإلياذة كيف شُـفي “مارس” من جروحه على يد “أبوللو”، ثم جاء من بعده ابنه “أسكليبياس” الشهير الذي أُنشِئت له المعابد الدينية وأصبحت قِبلة العشابين والصيدلانيين في العصر القديم.

أوزوريس Osiris – الأطباء المُبجلون عند قدماء المصريين

كان “أوزوريس.. إله الخصب/ العشّاب الأول” في صورته القديمة، وهو “ابن السماء والأرض”، وزوج “إيزيس” وأخوها. وله “أسطورة” شهيرة هي أسطورة “إيزيس وأوزوريس”. وكان مشهورًا بمعرفته خواص النباتات، ومرجعًا من مراجع الزراعة. وكان يعلَّمَ الناس زراعة الكروم، ويعلِّم الموتى في العالم الآخر صناعة “النبات الحق”. وكان هذا النبات أحد أشكال “الإله أوزوريس”.

“تحوت” Thoth

(بعد أن وضعت “إيزيس” ابنها البكر “حورس” تركته مرغمة بعض الوقت في مناقع الدلتا، فأرسل “ست” إله الشر عقربًا لدغت الطفل المُبجل فمرض حتى الموت. ولما رجعت إليه أمه ووجدته على هذه الحال تضرعت إلى “رع” (إله الشمس) الذي سمع إليها، وأوقف قارب اللانهاية الذي يسبح فيه، وأرسل إليها “تحوت” ليساعدها على شفاء الصبي”. ويعتبر بعض المؤرخين أن “تحوت” المصري ـ الذي يعرفه الإغريق باسم «هيرمس» ويرمزون له بالزنبق ـ “أول مَن اخترع الصيدلة والطب”، ويغالون بأنه “وضع ستة مؤلفات في أبواب مختلفة استعملها قدماء المصريين في جميع مرافق الحياة، ومن بينها كتاب ضخم خاصٌّ بالصيدلة، وينسبون إليه اختراع الكيمياء والكتابة والزراعة”.

وقال المؤرخ «جاميليكس» أنه نُسب إلى “تحوت” اثنين وأربعين مؤلفًا، منها ستة على التوالي للتشريح والأمراض الباطنية وأمراض النساء والجراحة والصيدلة. وقد كان “تحوت رب الأشمونين” (بجوار مدينة ملوي). وظهرت صوره علي هيئة جسم إنسان يحمل رأس الطائر المُبجل “أبي منجل” المصري Ibis. وهو عندهم “رمز المعرفة، والعلم، والكتابة”: (البحث وليد المعرفة – والمعرفة تهدى إلى العلم والحكمة. إذاً هذا الطائر رمزاً للحكمة والمعرفة).

“أنوبيس” Anubis

هو “إله الموتى، وحارس الجبانة، وحارس الدنيا السفلى، وحارس بيت الدواء، وإله العقاقير/ رب العقاقير بين الآلهة، ورب التحنيط”، واسمه اليوناني Ἄνουβις. وينطق في الهيروغليفية بالاسم “أنبو” و(آنوب، آنوبو، آينبو، ينيبو، إنبو). ويعرف أيضًا بـ سخم إم بت. وكان تبجيله شائعاً في جميع أنحاء مصر، ومن أهم مراكز هذا التقديس مدينة “ليكوبوليس” (أسيوط حاليًّا). وكان له منطقة تقديس أخرى في الدلتا في مدينة “ليكوبوليس” الشمال. ورسموه على شكل آدمي له رأس ابن آوي.

وفي الأساطير الباكرة.. صُور باعتباره ابن “رع”. أما في نصوص التوابيت المكتوبة في الفترة الانتقالية الأولى (2181-2055 ق.م)، فهو “ابن إما الإلهة “حسات” ذات شكل البقرة أو الإلهة “باستيت” التي تحمل رأس القط،. وهناك تصور آخر علي أنه “ابن والده “رع” وأمه “نفتيس”. وذكر اليوناني “فلوطرخس” (40-120 م) أن “أنوبيس” هو ،”ابن غير شرعي من نفتيس وأوزوريس، لكن تم تبنيه من قبل إيزيس زوجة أوزوريس”. وفي العصر البطلمي (350-30 قبل الميلاد)، عندما أصبحت مصر مملكة هلنستية يحكمها الفراعنة اليونانيين.. تم دمج “أنوبيس” مع الإله اليوناني “هيرميز” فأصبحت “هيرمانوبيس”، واعتبر كليهما آلهة مماثلة لأن كلا منهما يقود الأرواح إلى الآخرة. ويوجد تمثال لهيرمانوبيس في متاحف الفاتيكان.

إقرأ أيضاً:  أُسر العلم "بنو زُهر"

مساحة إعلانية


“سخمت” Sekhmet

اعتبرت “ربة السطوة والجبروت”. وهي زوجة الإله “بتاح”، وأم الإله “نفرتوم”، وقُدست في “منف”، ورمز إليها المصريون باللبؤة (أنثى السباع). وأُطلِق عليها اسم “الجرّاحة”، وكان الأطباء الجراحون يُنسبون إليها، ويُعتبَرن كهنة لها، ويشير نصٌّ في بردية “إيبرس” لثلاثة أنواع من الأطباء بينهم الطبقة المعروفة باسم «سخمت واب»، أي كاهن هذه الإلهة أو الطبيب الجراح. وكان إذا نزل طاعون نسبوه إلى “سخمت” لقوتها.

الإله “خنوم”

تم تبجيله أولًا في صورة كبش، له “قدرته على الخصب والنماء والإنتاج”. لكنه قد تطور وصوره المصريون على “هيئة آدمي له رأس كبش”.، أي إنه لم يبق من صورته الأولى سوى رأسه. وقد أصبح هذا الإله فيما بعدُ “طبيبًا وموَلِّدًا” يهرع إليه الحوامل ليستعنَّ به. وهو “طبيب الحوامل” في منطقة “بني حسن”، وعُبِد في فيلة على أنه حارس منابع النيل.

كوكبة من الطبيبات والأطباء المشهورين لدي قدماء المصريين

علي جانب آخر.. تمكن علماء المصريات من جمع اسماء اثنين وثمانين طبيباً مصرياً قديما من جميع العصور ورد ذكرهم علي الاثار. ويسترعي النظر هنا ظهور وظيفة ” طبيب الجنود” فقد كان الطبيب “عكمو” يحمل هذا اللقب وهو من الأسرة الثانية عشر (2000-1790ق.م). ربما كانت “مريت بتاح” Merit-Ptah (ومعناه: “المحبوبة من بتاح”) (نحو 2700 ق. م) أول طبيبة نساء في التاريخ. ولقد حازت منصب رئيسة الأطباء، وصورتها موجودة في قبرها بسقارة.

أما “بسشيت” Peseshet فعاشت في الأسرة الرابعة (نحو 2500 ق. م). وكانت رئيسة طبيبات القصر، وتظهر في صورها مرتدية شعراً مستعاراً. ويعتبر “حسي رع” Hesy-Ra (ومعناه: “ممدوح رع”) (من الأسرة الثالثة) أول طبيب أسنان في العالم. وشغل منصب رئيس أطباء الأسنان، ورئيس/ ناظر كتاب الملك والقصر، وحافظ ملابس الملك. وتبؤ “بنتو” Penthu، الذي خدم الملك “أخيتاتون” (نحو 1350 ق. م) عدة وظائف: حامل أختام ملك الوجه البحري، وسميره الوحيد ومستشاره، والمحبوب من ملك مصر، ونائب ملك الوجهين، والكاتب الأول للملك، والكاهن الأول للإله أتون في معبد أخيتاتون، ورئيس الأطباء، ورئيس العمداء ورئيس أطباء “أخيتاتون”.

وفي الأسرة المصرية السادسة والعشرين (نحو 664-525 ق. م) كان “بسماتيك سينب” Psamtikseneb (معناه: “عسى أن يكون بسماتيك بخير”) رئيس الأطباء، وكبير أطباء الأسنان بالقصر، وأمير الأسطول البحري الملكي، ومداعب العقارب. وحمل “جاحور رزنت” عدة ألقاب: رئيس الأطباء، وعميد مدرسة الأطباء وبيت الحياة ; وأمير مستشار الملك، وسميره الوحيد، ورئيس كهنة القصر، ورئيس الأطباء الأوحد المحبوب من الملك، والكاتب، ورئيس كتاب القصر، ورئيس محكمة ديدت، ورئيس كتاب السجن، وأمير القصر، وأمير البحر لاسطول ملك مصر العليا والسفلى “خنم إب رع” (أماسيس) ، وأمير البحر لأسطول ملك مصر العليا ومصر السفلى “عنخ كا إن رع”. ويوجد اسمه محفوظاً على تمثال في الفاتيكان تحت رقم (196)، وعثر على مقبرته عام 1995. وخدم “حورسيسي” أبن رع موسى من عهد “أماسيس” إلى “داريوس الأول”. فكان رئيس الأطباء، وكبير أطباء مصر العليا والسفلى. أما “بتوا نيث” فكان رئيس الأطباء علي عهد “سايس أماسيس”. وله تمثال في متحف (اللوفر، أ 93).

أ.د. ناصر أحمد سنه
كاتب وأكاديمي مصري

(الأطباء المُبجلون عند قدماء المصريين)

إقرأ أيضاً:  سلطان المال


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

أبو منجل.. الطائر المُبَجّل

الخميس مارس 10 , 2022
تمت قراءته: 1٬702 تعيش طيور أبي منجل، وتهاجر في أسراب كبيرة. وهي تطير كل صباح إلى أماكن الغذاء التي قد تبعد ثلاثين كيلو مترًا أو أكثر وتعود إلى أعشاشها عند العصر. وتقتات على الضفادع، والقشريات، والأسماك الصغيرة وغيرها من الكائنات البحرية. وقد تصطاد من وقت لآخر سحلية أو ثعبانًا صغيرًا، […]
طائر أبو منجل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة