البيت هو مقر المبيت وهو موطن الراحة من العناء والسفر فيحمي الإنسان من شدة الحر وقساوة البرد وقطر الغيث النازل وإن أول البيوت في الدنيا هو بيت العدم أي العدمية من الوجود فالله عز وجل أعلم بخلقه وعددهم في الأرض قبل أن يخلقهم وايجادهم في الحياة فكل شخص يسأل نفسه قبل ميلاده بسنة هل هناك من كان يعرفه من أقربائه؟ (البيوت الخمس)

الجواب طبعا لا أحد إذا فذاك هو العدم لكن الله سبحانه وتعالى قد أوجدك بين الخلق قبل خلقه لآدم عليه السلام من البداية وهذا عائد إلى علمه من الأزل فهو الذي خلق وكتب ما هو كائن إلى الأبد بحكمته وعلمه الكامل الذي لا ينقصه شيء فهو الواحد الأحد الفرد الصمد.
وإن من سُنة الله في خلقه هي الزواج التي بدأت من آدم عليه السلام مع أمنا حواء ولا تنتهي حتى تقوم الساعة وتنتهي الحياة في الأرض إلى الزوال الكوني وحينها يتوقف الإنجاب والله وحده من يعلم من هو آخر العباد ميلادا في الأرض فهذا غيب ونحن لا نعلمه.
وإن البيت الثاني للناس هو صلب الآباء إلى بطن الأمهات ليتشكل في الرحم بما يقارب أربعين يوما ويبدأ في النموا شيئا فشيئا وهذا من المعجزات الإلهية تبارك وتعالى أحسن الخالقين.
مساحة إعلانية
الدنيا والوجود – البيوت الخمس
إن وجود الإنسان في الحياة البشرية بروحه وجسده بهذه الدنيا لها متعة خاصة لمن تذوق طعمها بين المرارة والحلاوة فلا تكون الدنيا حلوة إلا بقياسات خاصة يتبعها الناس ومنها العبادة وترك الحرام وسلوك الطريق السليم في المعاملة مع الناس فهذا الوجود يكون نافعا للغير بالخير والإصلاح وتكون الدنيا مُرة عند هُجران الطاعات وسلك سُبل الشبهات فالإنسان مخلوق من ضعف وقوته لا تكفي مهما كان فالحياة اليوم عبارة عن امتحان فالناس ضيوف فيها والإقامة في هذه الدنيا محددة بفترة زمنية علمها عند الله لا أحد منا يعلم متى الأجل ولو كنا نعلم أكثر الناس يتركون العمل حتى يقترب الأجل ببضعة أيام ثم يجتهدون في العبادة حينها.
السفر
وإننا نعيش في البيت الثالث ونتصرف في أفعالنا كما نشاء ونرحل ونرتحل في الأرض هنا وهناك مسافرين بين الأمكنة نتجول ونكتشف الحياة برونقها الجميل والجذاب الماتع في الأنظار والأبصار متمنيين طوال العمر فيها وكلما زرت مكانا زادت رغبتك في البقاء بهذه الدنيا المزخرفة التي يبقى للعقول تعجبا لعظمة صانعها ومن الحياة إلى الموت سفرا لبيت رابع وهو القبر فعند سماعنا لإسمه نتأمل فقط قليلا هذه المحطة القادمة التي تعتبر أصعب المراحل في حياة الإنسان فالمسلم يؤمن بعذابه من نعيمه.
الأبدية
ومن برزخ الأموات إلى العودة للحياة وأي حياة هذه فناء الكون وزواله إلى العدم والقيام لرب العالمين بين البعث والحشر والصراط والميزان والحساب وأي حساب؟ الجميع إلى الخلود الأبدي إما الجنة أو العقاب إنه خامس البيوت وأي بيت إما عذاب النار الدائم أو نعيم الجنة الخاتم لا مثيل لها ولا نظير هي جنة عرضها السموات والأرض لمن آمن بالله ربا وبرسوله صلى الله عليه وسلم نبيا وبالإسلام دينا وهناك من المسلمين من يسكن ستة بيوت وهو الذي يدخل النار ثم تحق الشفاعة له نسأل الله السلامة منها وأن يوفقنا في دخول الجنة وأن يُبعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
بقلم شعيب ناصري
(البيوت الخمس)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية

شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.