مقارنة بتلك الجنائز المهيبة التي لا ننساها لمشاهير الفن والرياضة والسياسة، توجد أخري يكاد لم يحضرها أحد.فمن المعتاد أن يتهافت الأصدقاء والمحبون، ورفقاء الدرب والمهنة على حضور جنائز زملائهم وأقرانهم. إلا أن هناك جنازات استثنائية لم تحظَ بالاهتمام الشخصي والمجتمعي والاعلامي المطلوب. وهذه الجنازات المأساوية لأصحابها وذويهم لم يحضرها سوى الأصدقاء أو العائلة أو أفراد يُعدون علي أصابع اليد الواحدة. فإذا كانوا قد رحلوا بهدوء وبجنازات بسيطة، فلعل هذه السطور رثاء لمن لم يرثه أحد، وعزاء لمن خلا سرادق عزائه، ودمعة حزن لمن لا بواكي له. (جنازات مشاهير لم يحضرها أحد)
الموسيقار “سيد درويش” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
غادر الدنيا في ريعان شبابه. لكن بلغ إنتاجه من القوالب المختلفة العشرات من الأدوار، وأربعين موشحًا ومائة طقطوقة، وثلاثين رواية مسرحية وأوبريت. كما جدد الروح في الطابع الأصيل للمزاج المصري/ وما زال النشيد الوطني المصري “بلادي بلادي” الذي لحنه مطلع القرن العشرين هو النشيد القومي لمصر. ولقد توفي الشيخ “سيد درويش” (1892-1923) (مجدد الموسيقى، وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي) في 10 سبتمبر 1923عن 31 عامًا، ولم يحضر جنازته سوي ثلاثة أفراد.فلقد كان “زعيم الأمة” قائد ثورة 1919 “سعد باشا زغلول” قادمًا إلى الاسكندرية من منفاه. فأسرع إليه المصريون بعشرات الآلاف لاستقباله في الميناء ونسوا “فنان الشعب”.
الفنان “عبد الفتاح القصري” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
كان والده ثريًا يعمل في تجارة الذهب، ودرس “عبد الفتاح”بمدرسة”الفرير” الفرنسية – القديس يوسف بالخرنفش – ومن فرط حبه للتمثيل. التحق بفرقة “عبد الرحمن رشدي”، ثم فرقة “نجيب الريحاني” ثم فرقة “إسماعيل ياسين” المسرحية. وكان عمله بالتمثيل ضد رغبة أبيه، الذي هدده بالحرمان من الميراث إذا لم يرجع عن تلك الهواية، فما كان منه إلا أن استمر في طريقه مضحيا بنصيبه من تركة أبيه. ولقد أسعد “عبد الفتاح القصري” (15 أبريل 1905 – 8 مارس 1964) الكثيرين بخفه ظله، وبساطة آدائه، وروح (ابن البلد) الشعبي المصري الأصيل. واشتهر “عملاق الكوميديا” بقصر قامته، وشعره الأملس، وحول بإحدى عينيه، وطريقته الخاصة في ارتداء الملابس، ونطق الكلمات ومنها جملته الشهيرة: “أنا كلمتي متنزلش الأرض أبدًا”.
ولم يلعب “القصري” دور البطولة المطلقة لأي من الأعمال الفنية التي شارك فيها وهي كثيرة (حوالي 60 فيلماُ آخرها “سكر هانم” عام 1960). بل اقتصر تمثيله على دور ثانوي كصديق للبطل أو دور “السنيد” له. وكانت نهايته مأسوية حيث أصيب بالعمى المفاجيء أثناء آداءه مسرحية مع الفنان «”إسماعيل ياسين” إذ صرخ: (لا استطيع الرؤية). وظن الجمهور أن هذا ضمن أحداث المسرحية فزاد ضحكهم، لكن “إسماعيل ياسين” أدرك حقيقة الأمر فسحبه إلى كواليس المسرح. وفي حجرة بأحد البيوت الفقيرة في حي “الشرابية” بالقاهرة. انتهت حياته فقيرًا مُعدمًا مصابًا بتصلب الشرايين، وفقدان الذاكرة. وتوفي “القصري” في مستشفى “المبرة”، ولم يحضر جنازته سوى ثلاثة أفراد، وأسرته، والفنانة “نجوى سالم”.
الفنان “نهاد قلعي” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
“نهاد قلعي الخربوطلي” (1928- 1993) ممثل وكاتب وأحد أعمدة الفن السوري الذي حمل على أكتافه عبء الدراما السورية منذ بداية الستينيات وحتى فجر الثمانينيات. وترك إرثًا سينمائيًا ومسرحيًا وتلفزيونيًا حافلًا. ففى مطلع الستينيات. شارك في مسرحية “البرجوزاي النبيل”، ثم التقى تؤامه الفني الفنان “دريد لحام” الذي كان منهمكا بتقديم شخصية “كارلوس”. لكن “نهاد” الذي كان يمتلك حسًا ساخرًا استطاع قيادة دفة المركب الفني مع تؤامه. فاخترع شخصيتين ما زالت الذاكرة تحفل بهما وهما: “غوار” والتصقت بدريد، وشخصية “حسني البورزان” والتصقت بنهاد.
ثم طفق يكتب عددا من روائعهما الدرامية مثل: مقالب غوار (1966)، ثم حمام الهنا (1967) وهي قصة مأخوذة عن كاتب روسي بعنوان “ثلاثة عشر كرسيا”. ثم كان قنبلته الدرامية المدوية عام 1972 “صح النوم” بأكثر من جزء، ثم “ملح وسكر” فضلا عن كتابته لكثير من الأفلام السينمائية التي كان هو بطلها مع “دريد لحام”. وفي عام 1976 تعرض “نهاد” لحادث ضرب من قبل أحد الاشخاص في أسواق دمشق مما أصابه بالشلل النصفي، مما أبعده عن دنيا الفن وهجرته الأضواء وأهمله رفاق دربه. ليسلم الروح ـ إثر جلطة قلبيةـ وحيدًا في حجرته. وشيعت جنازته بعدد قليل جدًا من أهله ليس من بينهم أي من الفنانين.
مساحة إعلانية
الفنان “نجاح الموجي” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
أحد أبرز نجوم الكوميديا المصرية والعربية. وعلى الرغم من أدائه لأدوار الممثل المساعد في معظم أعماله إلا أنه لاقى نجاحًا كبيرًا وترك رصيدًا كبيرًا من الأعمال السينمائية، والمسرحية، والتليفزيونية. فمن أبرز أعماله السينمائية: (الحريف – وشوارع من نار- وصاحب الإدارة بواب العمارة – ومغاورى في الكلية – والنساء- وامرأة مطلقة – وموعد مع القدر– ومدافن مفروشة للإيجار- وسكة الندامة – وأربعة في مهمة رسمية). وكذلك “أيام الغضب” الذي حصل عنه على جائزة أحسن ممثل في مهرجان دمشق. كما لمع في مسرحيات: (المتزوجون – وخد الفلوس واجري- ومولد سيدي المرعب- و10 على باب الوزير- وسيرك يا دنيا- وعروسه تجنن- والواد ده كويتي- وأنا وصاحبي في الكزوزة – وابتسامه وراء القضبان – والدور الرابع شقة 9). بينما من أشهر مسلسلاته التلفزيونية: (مصرع المتنبي- وأهلا بالسكان- والغربة- والشارع الجديد- ومشوار- وريش على مافيش- والفلوس- والبحث عن الضحية).
تميز “الموجي” بموهبة فريدة وبتنوع الأدوار، فهو صاحب قبولا ملحوظ وحسن طلة وصاحب ملامح تعبر عن أنفعالات متعددة في آن واحد.ولد الفنان “عبد المعطي محمد الموجي” (11 يونيو 1945 – 25 سبتمبر 1998) في قرية “ميت الكرماء” التابعة لمركز طلخا/ محافظة الدقهلية، وتخرج في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية. ولم يترك وظيفته في هذا المجال إلى جانب عمله بالفن حتى وصل إلي درجة وكيل وزارة. بدأ “نجاح الموجي” مسيرته الفنية مع ثلاثي أضواء المسرح أواخر الستينات، حيث أسند إليه المخرج “محمد سالم” والفنان” جورج سيدهم” دورًا في مسرحية “فندق الأشغال الشاقة” عام 1969. وعن عمر ناهز 55 عامًا. توفي “الموجي” إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجأة عقب عودته لمنزله من المسرح حيث كان يقوم بدوره في مسرحية “سيدي المرعب”. وشيعت الجنازة عقب صلاة الجمعة من مسجد “رابعة العدوية” بمدينة نصر. وحضرها عدد قليل من الفنانين بسبب عنصر المفاجأة. حيث لم يعلم عدد كبير من الممثلين بخبر وفاته لأن التلفزيون المصري أذاع الخبر مرة واحدة فقط في العاشرة صباحًا.
الفنان “ممدوح وافي” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
الممثل المصري “ممدوح وافي” (11 مايو 1951- 17 أكتوبر 2004) من مواليد قرية المندرة محافظة الفيوم. وكانت سنوات نشاطه الفني مابين (1979- 2002). ومن أبرز أعماله بطولته لمسرحية “حمري جمري” ومشاركته في مسرحية “بندق بيه” مع محمد عوض ومشاركته في مجموعة من المسرحيات للفنان محمد صبحي خصوصا “الهمجي”. كما شارك في المسلسل الكوميدي الاجتماعي “يوميات ونيس أو عائلة ونيس” وتقمص دور “فؤاد البخيل”. كما شارك مع الفنان “أحمد زكي” في عدد من الأفلام بينها: “البيضة والحجر”، و”زوجة رجل مهم”، و”الإمبرطور”، و”إستاكوزا”، و”أبو الدهب”.
وأدى أدوارا كثيرة في المسلسلات التلفزيونية كان من بينها دوره كزوج لحماة “نور الشريف” في مسلسل “الحاج متولي”. وكانت مصادر طبية في مستشفى القصر العيني بالقاهرة قد أعلنت يوم السبت الموافق 17 أكتوبر 2004 وفاة الفنان الكوميدي “ممدوح وافي” عن عمر يناهز 53 عاما، بعد معاناة مع مرض السرطان في الجهاز الهضمي. وقد كشف عن مرضه صدفة أثناء مرافقته صديقه الحميم الفنان “أحمد زكي” في رحلة علاجه من سرطان الرئة. وشيع جثمان “وافي” في جنازة بسيطة لم تشهد الحضور المتوقع من الفنانين، كما أنه دُفن في مقابر الفنان أحمد زكي.
فؤاد أحمد “الشرير المُضحك” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
لم يستوف الممثل المصري “فؤاد أحمد” (27 يناير 1936- 15 أغسطس 2010) حقه من النجومية والشهرة. حصل على ليسانس آداب وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل في مسرح الحكيم منذ عام 1963. وهو يعد من ألمع الفنانين في تقمصهم للأدوار خاصة الشريرة منها مع أنه كان “دمث الخلق”. وبعد رحلة عطاء كبيرة للمسرح والسينما والتلفزيون. فقد بصره من أجل الفن. حيث أمضي العقدين الأخيرين من عمره مصابًا بالعمي بسبب “ماكياج” أجري بطريقة خاطئة. وذلك أثناء قيامه بآداء شخصية “”هامان” في مسلسل “محمد رسول الله”. ودخل في صراع طويل مع المرض انتهى بوفاته عن عمر ناهز 74 عامًا.
الفنان “محمود صايمة” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
“محمود عبد الرحمن محمود صايمة” (1961- 20 سبتمبر 2011) ممثل كوميدي أردني، خفيف الظل. كانت انطلاقته على خشبة المسرح، إذ كان يهوى التمثيل منذ الصغر، وكان عضوا في فرقة “أضواء الشمال”، ومن ثم قدم العديد من المسرحيات على مسرح الهواة في مدينة “إربد” حتى عام 1981. ثم اشتهر بأداء شخصية (حمدي) في المسلسل الكوميدي “العلم نور”. وبقي يمثل نفس الشخصية في المسلسلات اللاحقة. وكان أكثر مسلسلاته الفكاهية مرتبطة بقرينه الفنان “حسين طبيشات” (العم غافل). كما قدم العديد من الأعمال المسرحية والدرامية وكانت آخر أعماله المسرحية بعنوان “زووم عالمحسوم”. توفي فى مستشفى الاستقلال بعمان بعد إصابته بذبحة صدرية وكانت جنازته متواضعة للغاية وبسيطة بعيدًا عن أعين الإعلام.
الفنان “حاتم ذو الفقار” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
من أهم الأعمال التي أداها “حاتم ذو الفقار” (5 يناير 1952- 15 فبراير 2012): “آه وآه من شربات”، و”المشاغبون في البحرية”، و”مذبحة الشرفاء”، و”مسجل خطر”، و”الخرتيت”، و”رجل في عيون امرأة” و”المدبح”، و”النشالات الفاتنات”، و”صراع الأيام”، و”عشرة على عشرة”، و”التخشيبة”، و”بناتنا في الخارج”، و”عنتر شايل سيفه”. وقد تخرج “حاتم” فى المعهد العالي للفنون المسرحية. واسمه الأصلي: “حاتم محمد محمود راضى”، وجاءت تسميته “ذو الفقار” من الفنان “صلاح ذو الفقار” الذي كان يجاوره بمنطقة العباسية. وابتعد “حاتم” عن الأضواء لفترة وتعرض قبل وفاته لحادث اثر في قدرته على الحركة فلم يستعن به المنتجون/ المخرجون في أي أعمال فنية، مما أثر على نفسيته كثيرًا.
ورحل في هدوء – وحيدًا – عن 58 عامًا. وعلم أهله برحيله بعد عدة أيام من وفاته. حيث كان يعيش وحيداُ في منزله دون زوجة أو أولاد رغم زواجه ثلاث مرات. ولم يحضر جنازته سوى عدة أشخاص، وتم دفنه في مسقط رأسه بمحافظة المنوفية. ولم يشارك فى عزاء الفنان الراحل – الذي أقيم في مسجد أبي بكر الصديق بمساكن شيراتون المطار – سوى ثلاثة فقط هم: “أشرف عبدالغفور”، و”محمد أبو داوود”، و”حمدى شرف الدين”، وقد عبر شقيقه الوحيد المهندس “ماهر راضى”، عن حزنه لهذا الموقف قائلًا: “إن حاتم قليل الحظ”.
مساحة إعلانية
المطرب “علاء سعد” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
مغني عراقي اشتهر بأداء أغنيتي البرتقالة والتفاحة توفى عام 2012 عن عمر يناهز لـ 45 عامًا بعد معاناة مع مرض الكبد والسكري والفشل الكلوي. وشيعت جنازته من محافظة النجف العراقية ولم تحظ بأي تغطية إعلامية ما جعل معجبينه يظنون أنه على قيد الحياة حتى يومنا هذا.
يوسف داوود “مهندس الضحك” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
“يوسف جرجس صليب” (10 مارس 1933 – 24 يونيو 2012) ممثل مصري. ولد بمحافظة الإسكندرية، وتخرج في كلية الهندسة قسم الكهرباء عام 1960، وعمل مهندسًا ثم تفرغ للفن منذ عام 1985. وكانت بدايته في مسرحية (زقاق المدق). وبرع في تقديم العديد من الأدوار الكوميدية المتنوعة فى الدراما السينمائية والتلفزيونية والمسرحية لتصل إلى أكثر من مائة عمل (منها حوالي 40 فيلمًا). حيث شارك في أفلام: (كراكون في الشارع، والنمر والأنثى، والسادة الرجال، واﻹرهاب والكباب، وسيداتي آنساتي، وأمير الظلام، وعسل أسود، وعمارة يعقوبيان). وفي التلفزيون: (أنا وأنت وبابا في المشمش، وحكايات زوج معاصر، ويوميات ونيس، وتامر وشوقية، والسوق، وكسبنا القضية، والدش والمش). وفي المسرح: (الواد سيد الشغال، والزعيم، وبودي جارد). وتوفي بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 74 عامًا. ولم يحضر الجنازة عدد كبير من الفنانين بسبب الأحداث السياسية الساخنة التي عاشتها مصر في تلك الفترة.
الفنان “شعبان حسين” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
درس الممثل المصري “شعبان حسين” (24 نوفمبر 1940 – 22 مايو 2013) في كلية الزراعة. ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية حيث تعرف هناك على الفنان “محمد صبحي”، وتعاون معه لسنوات طويلة على خشبة المسرح من خلال مسرحيات: (تخاريف، ووجهة نظر، ولعبة الست، وسكة السلامة 2000)، وتعاون معه تليفزيونيًا في مسلسل: (يوميات ونيس). كما شارك ـ سينمائيًاـ في أفلام: (سواق اﻷوتوبيس، والعميل رقم 13، وإعدام ميت، وجواز بقرار جمهوري، والدنيا على جناح يمامة، والطوفان). وتوفي عن عمرٍ ناهز 72 عامًا أثناء تواجده في منزله ببنها وسط أسرته على إثر أزمة قلبية مفاجئة. وقد شيعت جنازته من مسجد السيدة نفيسة، ودفن بمقابر السيدة نفيسة. وأقيم العزاء في مسجد أسد بن فرات بالدقي.
الفنان “سعيد صالح” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
“سعيد صالح” (31 يوليو 1938- 1 أغسطس 2014) أحد أشهر نجوم الكوميديا في تاريخ السينما والمسرح المصري والعربي. وهو من مواليد قرية مجيريا/ محافظة المنوفية، وحصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 1960. واكتشفه “حسن يوسف” الذي قدّمه إلى مسرح التلفزيون. وكانت من أولى مسرحياته (هالو شلبي)، ثم قدم بعد ذلك المسرحية كاسحة النجاح (مدرسة المشاغبين) التي ظلت تعرض لمدة 6 سنوات، وأتبعها بمسرحية (العيال كبرت) مع نفس طاقم العمل، والتي يعتقد الكثيرون إنها فاقت نجاح سابقتها. ومارس “سعيد صالح” الغناء والتلحين في بعض المسرحيات.
وخلال مشواره الطويل. ترك رصيدًا ثمينًا من الأعمال الفنية. فلقد شارك في نحو (500) عمل سينمائي وأكثر من (300) عمل مسرحي. وكان يقول: “انتجت السينما المصرية نحو 1500 فيلمًا، كان نصيبي منها الثلث”. كما أكد في أغلب اللقاءات المتلفزة التي أجريت معه على انتمائه للمسرح وتعلقه به واصفا نفسه بـ (فتى المسرح). كما أنه شارك رفيق دربه “عادل إمام” الكثير من الأعمال السينمائية والمسرحية. وقد توفي “سعيد” إثر أزمة قلبية حادة وتم دفنه في مسقط رأسه بالمنوفية. ولم يحضر جنازته أحد من الفنانين حتى رفيق دربه “عادل إمام”الذي”برر عدم حضوره بأنه كان في الساحل الشمالي”. لكنه حضر العزاء، وأثار عدم حضور الفنانين استياءً كبيرًا في الرأي العام الفني ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
الفنانة “ليلى جمال” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
بعد صراع مع المرض. توفيت الممثلة والمغنية المصرية “ليلى جمال” (1 يناير 1944 – 14 أبريل 2014)، واقتصرت جنازتها على عائلتها فقط. ولم يحضر أحد من الفنانين. وكانت قد ولدت في مدينة الإسكندرية، عملت في التلفزيون والمسرح والإذاعة. وبدأت مشوارها التمثيلي أواخر ستينبات القرن العشرين، بالإضافة لعملها بالتمثيل فقد غنت العديد من الأغاني في الإذاعة والسينما. ومن أعمالها: فيلم “أبو ربيع” (1973)، وفيلم “البيه البواب” (1987). ومن أعمالها التلفزيونية: ميراث الريح، والإمام الغزالي، وسمارة، وابن الأرندلي، وعبودة ماركة مسجلة، وأماكن في القلب، ويوميات ونيس، وأجدع ناس، وهوانم جاردن سيتي، وشباب رايق جدًا، وقلبي يناديك.
مريم فخر الدين (الحمامة الوديعة)
” مريم محمد فخر الدين” (8 يناير 1933- 3 نوفمبر 2014) من مواليد الفيوم. كان والدها يعمل مهندس ري، ووالدتها (باولا) مجرية الأصل. تلقت “مريم” تعليمًا في المدرسة الألمانية بباب اللوق وحصلت على شهادة تعادل البكالوريا، وهي تجيد سبع لغات هي اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية والمجرية وغيرها. واشتغلت في مجال الفن بالصدفة وهي في السابعة عشرة من عمرها، ففي يوم عيد ميلادها ذهبت لالتقاط صورة لدى مصور فوتوغرافي اسمه “واينبرج”، فعرض عليها الاشتراك بصورتها في مسابقة فتاة الغلاف التى تنظمها إحدى المجلات وفازت بالجائزة وكانت 250 جنيها، وعلى الفور تعاقد معها المصور عبده نصر والمخرج أحمد بدرخان على التمثيل في أول أفلامها (ليلة غرام)، ثم واصلت مسيرتها السينمائية.
وتعتبر صاحبة الرقم القياسي في عدد البطولات حيث قامت ببطولة أربعمائة فيلم وهو رقم لم تحققه نجمة على امتداد تاريخ السينما المصرية، وإلى جانب التمثيل أنتجت أيضا تسعة أفلام. وتعتبر من أشهر نجمات السينما وأقربهم إلى قلوب الجماهير، أطلق عليها عدة ألقاب منها: (الأميرة إنجي)، (ملاك السينما الطاهر)، (برنسيسة الأحلام)، ولقّبت بـ”حسناء الشاشة” بسبب ملامحها الأجنبية. وحصلت على جوائز كثيرة، أولها الجائزة الأولى في التمثيل عن دورها في فيلم “لا أنام”، ونالت حوالي 500 شهادة تقدير وجدارة من جهات فنية عديدة. توفيت عام 2014، وأثار عزوف نجوم الفن عن تقديم واجب العزاء فيها استياء وغضب اسرتها ما دفع أبناء الراحلة للتفكير في إنهاء العزاء مبكرًا.
مساحة إعلانية
المصارع “ممدوح فرج” – جنازات مشاهير لم يحضرها أحد
المذيع والمصارع المعتزل. بطل العالم في المصارعة الحرة لخمس مرات. رحل عن عالمنا في 16 أغسطس 2014 عن عمر ناهز 63 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، ولم يحضر جنازته أحد من الشخصيات العامة على الإطلاق.
المطربة “نهاوند”
“لارا عبد الله كيروز” (1926- 2014) مغنية لبنانية ولدت في لبنان، وانتقلت إلى العراق وأتقنت الفن البغدادي الأصيل، توفيت في يوم 28 تشرين الثاني/ نوفمير 2014 عن عمر بلغ 81 عامًا، لم تخرج جنازتها بالشكل اللائق بسبب قلة الحضور كونها اعتزلت منذ سنوات، كما أنها توفيت في نفس اليوم الذي توفيت فيه الفنانة الشهيرة “صباح”.
الفنان “يوسف عيد”
اتسم بخفة الظل، والبساطة في الأداء. وقدم الفنان “يوسف عيد” (15 نوفمبر 1948 – 21 سبتمبر 2014) ما يقرب من 214 عملًا فنيًا ما بين مسرحي وسينمائي وتلفازي. فهو واحد من أشهر “مظاليم السينما المصرية” الذين لم يأخذوا حظهم في الشهرة والنجومية رغم تعلق المشاهدين بهم. ولد فى حي الجمالية بالقاهرة، حصل على الثانوية الأزهرية. وبدأ مشواره الفني في المسرح من خلال مسرحية “نحن لا نحب الكوسة”، حيث استطاع أن يلفت النظر له من خلال العديد من المسرحيات، منها: “انتهى الدرس يا غبي”، و”علشان خاطر عيونك” و”شارع محمد علي”، و”مبروك”، و”أنا مش خرونج”، و”بيت في الهواء”، و”احنا اللي خطفناها” الخ. واشتهر “عيد” بالأدوار الكوميدية والساخرة في السينما والدراما التلفزيونية على حد سواء. فمن الأفلام العديدة التى شارك فيها: “خمسة باب” و”بناتنا في الخارج”، و”الكيف”، و”الناظر”، و”فيلم ثقافي”، و”زهايمر”، و”بوبوس”، و”التجربة الدنماركية”، و”الواد محروس بتاع الوزير”، و”رسالة إلى الوالي”، و”النمر والأنثى”، و”عصابة حمادة وتوتو”، و”حلم عزيز”، و”اضحك الصورة تطلع حلوة”، و”اللمبي 8 جيجا”.
وكانت أخر أعماله السينمائية فيلم “الحرب العالمية الثالثة” ولعب فيه دور المطرب الجامايكي “بوب مارلي”. كما شارك في العديد من المسلسلات منها: “تامر وشوقية”، و”لحظات حرجة”، و”الرجل العناب”، و”الكبير” بأجزائه الأربعة. واشتهرت “افيهاته” التى كان يطلقها في هذه الأعمال الفنية. وقد توفي “عيد” عن عمر ناهز 66 عاما إثر أزمة قلبية. وقال الفنان “سامح الصريطي”، وكيل نقابة المهن الفنية: “إن أسرة الفنان الراحل تنتظر عودة ابنه هاني من السفر من أجل تحديد موعد الجنازة والعزاء”. ثم حضر جنازته عدد قليل للغاية من الفنانين وتغيب نجوم الفن عن حضور الجنازة تحت شعار “لم يحضر أحد”.
رندة مرعشتلي “فراشة الشاشة السورية”
“رندة مرعشتلي” (7 يونيو 1973 – 21 أكتوبر 2015) ممثلة سورية من مواليد عام 1973. كانت بداية مسيرتها الفنية من خلال المشاركة بالدوبلاج في عدد من أفلام الرسوم المتحركة، قبل أن تلتقي بالمخرج (علاء الدين كوكش) والذي أتاح لها فرصة المشاركة بمسلسل (حي المزار) عام 1999، لتشارك بنفس العام بمسلسل (ثلوج الصيف)، لتتوالى بعدها أعمالها والتي من أبرزها (الدبور، والشتات، وصرخة روح، وورود في تربة مالحة، وما ملكت ايمانكم). توفيت بعد معاناتها مع مرض سرطان الثدي. وكانت جنازتها متواضعة، سريعة وبسيطة.
الفنان “علي حسنين”
الفنان المصري “محمد على حسنين” (13 يناير 1939 – 12 أغسطس 2015). عمل في التمثيل منذ عام 1954. وشارك في ادوار كثيرة فى السينما والمسرح والتلفزيون. ومن أشهر أدواره “عم زرياب ” في فيلم “آيس كريم فى جليم”، والشيخ الضرير في فيلم “كيت كات” مع الفنان محمود عبد العزيز. ومن أعماله مسلسلات ابن تيمية، بلاط الشهداء، أولاد آدم، ومسرحيات روميو وجوليت، والملك هو الملك. وتوفي بعد صراع طويل مع سرطان الكبد، وفوجئت أسرته بغياب تام للفنانين في عزائه. وكان الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، قد اكد أن: “جثمان الفنان الراحل تم نقله إلى الإسكندرية مسقط رأسه استعدادًا لدفنه بمقابر عائلته. وأضاف أن عائلته ستقيم عزاءً بالإسكندرية لم يحدد مكانه بعد، مشيرا إلى أن نقابة المهن التمثيلية سوف تقيم عزاء أيضًا للفنان الراحل في القاهرة وسوف تحدد مكانه وموعده قريبًا”.
الفنان “محمد كامل”
“محمد كامل” (1944- 2016) هو ممثل مصري حاصل على درجة البكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية. وشارك فى الكثير من الأعمال الفنية منها مسلسل: “قضية معالي الوزيرة” مع إلهام شاهين ومسلسل “عباس الأبيض في اليوم الأسود” مع يحيى الفخراني ومسلسل “الليل وآخره”ومسلسل”رجل وامرأتان” مع فاروق الفيشاوي ومسلسل “عفاريت السيالة” مع أحمد الفيشاوي وعبلة كامل وغيرها. كما شارك فى عدد من الأفلام أبرزها فيلم “جاءنا البيان التالي” مع محمد هنيدي وفيلم “سواق الأتوبيس” و”حب في الزنزانة” وغيرها. وتوفي يوم 26 يوليو 2016م عن عمر ناهز 72 عاما، وذلك بعد صراع مع المرض حيث كان يتلقى العلاج فى أيامهِ الأخيرة في مستشفى المعادي العسكري. وشيعت جنازته وسط غياب غير متوقع من الفنانين؛ إذ لم يحضر جنازته سوى عدد قليل جدًا منهم على رأسهم الفنان “سامح الصريطي” ونقيب الفنانين “أشرف زكي”والفنان”أحمد عبد الوارث”والفنان”أحمد ماهر”.
أ.د. ناصر أحمد سنه
كاتب وأكاديمي مصري
(جنازات مشاهير لم يحضرها أحد)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
أ.د ناصر أحمد سنه كاتب وأكاديمي من مصر، تخرج في جامعة القاهرة (1985)، ويعمل: أستاذًا ورئيسًا لقسم الجراحة – كلية الطب البيطري – جامعة القاهرة. وقد بدأ الكتابة منذ نحو ربع قرن، وله أكثر من خمسمائة مقال (ثقافي متنوع) منشور.. ورقياً والكترونياً، وثلاثة كتب منشورة.