صادق

صادق من تعتقد أنه سينفعك في حياتك وبعد مماتك، فالإنسان يُعرَفُ بصديقه، وقد قالوا: “قل لي من تصاحب أقل لك من أنت”، فهو مرآتك إذا لم تجد ما ترى به ندوب نفسك، وهو شمسك إذا طال ليلك، وهو قمرك المنير إذا طال الطريق المظلم، فاختره بعناية، فليست كل القلوب بالقلوب تليق. (أهمية حسن اختيار الصديق)

أهمية حسن اختيار الصديق
The Man Effect

وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لتمام هذا المعنى وتقويته في نفوس الشخص، فقال: “لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي”.

فالمؤمن منه ستنتفع، وبه ستجد النصيحة الخالصة، ومنه ستجد لك ظهرًا إذا ما اشتدت الشدائد. أما التقي فكاتم أمين لسرك وأسر بيتك، فلا تجده واشيًا عما أسمعته، ولا منافقًا عند الخطأ، ولا مسايرًا إذا ما رآك تسير في غير هدىً.
فكل تلك المعاني والصفات داخلة تحت قول رسول الله، وهناك المزيد!

فإن صادقت أحدًا؛ فصادقه على ما رأيت من عيوبه، فكلنا ناقصون، وكلنا معيوبون، والناصح من يصادق الشخص الذي يعتقد أنه سيُكمِلُ ما نقص عنده، فكلنا نكمل بعضنا!

والصديقان اللذان تحابا من أجل الله، لا تجمعهم المصالح، ولا تفرقهم المواقف؛ يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، وقد روى الإمام أحمد (21525) عن مُعَاذ بْن جَبَلٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ).

وقد روى مسلم (2567) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ.
قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ).

وقد قيل في صفات الصاحب: – (أهمية حسن اختيار الصديق)

“لا تصحب إلا من إن صحبته زانك، وإن حملت مؤونة أعانك، وإن رأى منك ثلمة سدها، وإن رأى منك حسنة عدّها، وإن سألته أعطاك، وإن تعففت عنه ابتداك، وإن عاتبك لم يحرمك، وإن تباعدت عنه لم يرفضك”.

ولرسول الله تعبير جميل، وتشبيه فاق الروعة في وصف الصاحب والصديق، على الصعيدين (الصالح، والخبيث)، فعن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ رضي الله عنه: أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً” متفقٌ عَلَيهِ.

ومما عدده المعددون في صفات الصاحب والصديق الصالح:

  • بشاشة الوجه
  • ولطف اللسان
  • وسعة القلب
  • وبسط اليد
  • وكظم الغيظ
  • وترك الكبر
  • وملازمة الحرمة
  • وإظهار الفرح بما رزق من عشرتهم وأُخوتهم.
    ومنها: سلامة القلب، وإسداء النصحية لإخوانه، وقبولها منهم.
    ومنها: موافقة إخوانه وعدم مخالفتهم في المعروف، وحبس النفس على ملامتهم.

قال أبو زائدة: “كتب الأحنف إلى صديق له: أما بعد، فإذا قدم أخ لك موافق، فليكن منك بمنزلة السمع والبصر؛ فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف.
ألم تسمع قول الله عز وجل لنوح عليه السلام في ابنه: (إِنَهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَهُ عَمَلٌ غَيرَ صَالِحٍ)”.

بقلم: أحمد فتح الله الشيخ
ليسانس أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر

(أهمية حسن اختيار الصديق)

إقرأ أيضاً:  الطلاق والانتحار


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

إحياء الفن التشكيلي الجزائري

الأحد أكتوبر 3 , 2021
تمت قراءته: 1٬874 إحياء الفن التشكيلي الجزائري – يحتاج حقًا إلى استراتيجية صادقة وتضامن الفنانين فيما بينهم، على غرار الجهات المعنية بتسيير قطاع الثقافة على حد سواء، كما أني أشير أولًا إلى أن الفن التشكيلي في بلادنا الحبيبة معتم عليه قطعة سوداء فلم يبلغ مستوى تقدير أعمال الرسامين في إبداعاتهم […]
إحياء الفن التشكيلي الجزائري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة