فقط كلمة!

قد نقول أنها لا تؤثر أو أنها ستنسى، أو أنه لا يعرف معناها ولكنها في الحقيقة إما أن تكون جسرًا للعبور أو قنبلة أحرقت الأخضر واليابس. صحيح أن الألسنة لينة دون عظام لكنها قادرة إما على تهشيمها أو ترميمها.. عن “الكلمة” أقصد.

تأثير الكلمة
Victoria Owolabi – Medium

هناك مشاريع كانت كلمة هي سببها وأخرى كانت كلمة هي من وضعت وارءها نقطة كعلامة على نهايتها فهذا البخاري صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله يقول متحدثًا عن سبب جمعه للصحيح كُنَّا عِنْد إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه، فَقَالَ: لَو جمعتم كتابًا مُخْتَصرا لصحيح سُنَّةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: فَوَقع ذَلِك فِي قلبِي فَأخذت فِي جمع الْجَامِع الصَّحِيح.

فربما كلمة نحسبها هينة وهي عظيمة تزرع بستان في النفوس وأخرى تحرق الأخضر واليابس.

تأثير الكلمة

كم من ناجحين وأصحاب شهادات نجحوا لأن هناك أشخاص آمنوا بقدراتهم. جعلوا كل كلامهم تحفيزًا وتشجيعًا لهم لكي يحققوا ما يصبون إليه. فها هي أم إديسون أعظم مخترع في التاريخ، تقول لابنها الصغير عندمت تلقت رسالة طرده

قال أنك أذكى من أن تبقى في المدرسة لذا قررت أن أدرس لك.

يالها من أم عظيمة ويالها من كلمات أوقدت حماس الولد وجعلته ينير هذا الكوكب، ترى ماذا كنا لنفعل لولا كلمات تلك السيدة التي أمنت بقدرات ابنها، حتمًا لبقي هذا العالم مظلمًا إلى أجل غير مسمى.

‏وكم من مشاريع وئدت، بسبب كلمات مثبطة، جعلت النفوس تركن وتهون، وجعلت الهمة تخفت ويضمحل بريقها ولأجد خير من أمنتنا التي تغلغل فيها الهوان والضعف بسبب أمثال هؤلاء الذين يريدون أن تبقى هذه الأمة في آخر الركب لتبقى متخلفة منحطة في ذيل ترتيب الأمم.

ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة فقد كان يحب الفأل الحسن والكلمة التي ترفع الهمم وتعلوا بها إلى أن صنع لنا رجالًا نفتخر بهم ومجد نرفع رؤوسنا به وإنَّا إن شاء الله على خطاه سائرون ولمنهاج النبوة متبعون، وعلى ما ترك لنا محافظون، وكما يقول أمير المؤمنون عمر أبن الخطاب “نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزَّة في غيره أذلَّنا الله” وها هو الواقع المعاش يترجم تلك الكلمات التي يجب أن تعيدنا إلى السكة والمسار الصحيحين، لأن نعلم يقينًا أننا أمة لا تهزم قد ننام ولكن لابد لنا من إستيقاظ، فراعوا كلامتكم يرحمكم الله وأوزنوها قبل أن تخرجوها.

الضيف بلول

 

إقرأ أيضاً:  الكلمة الطيبة


لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:



هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن منصة المقالة.


مساحة إعلانية


⇐ لا تنس عمل مشاركة (Share)

المقالة التالية

العلاقة الزوجية (الجزء الثاني)

الأحد يونيو 13 , 2021
تمت قراءته: 1٬461 سبق وتكلمت عن العلاقة الزوجية وكيف أنها اللبنة الأولى من لبنات تماسك المجتمع واستقامته. ومن باب عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر جدير أن يقع فيه. أو قول حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسألون النبي ﷺ عن الخير وكنت أسأله عن الشر […]
العلاقة الزوجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: رجاء عدم محاولة النسخ، وعمل مشاركة/شير أو استخدم رابط صفحة المقالة كمرجع في موقعك - جميع الحقوق محفوظة لمنصة المقالة