قد نقول أنها لا تؤثر أو أنها ستنسى، أو أنه لا يعرف معناها ولكنها في الحقيقة إما أن تكون جسرًا للعبور أو قنبلة أحرقت الأخضر واليابس. صحيح أن الألسنة لينة دون عظام لكنها قادرة إما على تهشيمها أو ترميمها.. عن “الكلمة” أقصد.
هناك مشاريع كانت كلمة هي سببها وأخرى كانت كلمة هي من وضعت وارءها نقطة كعلامة على نهايتها فهذا البخاري صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله يقول متحدثًا عن سبب جمعه للصحيح كُنَّا عِنْد إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه، فَقَالَ: لَو جمعتم كتابًا مُخْتَصرا لصحيح سُنَّةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: فَوَقع ذَلِك فِي قلبِي فَأخذت فِي جمع الْجَامِع الصَّحِيح.
فربما كلمة نحسبها هينة وهي عظيمة تزرع بستان في النفوس وأخرى تحرق الأخضر واليابس.
تأثير الكلمة
كم من ناجحين وأصحاب شهادات نجحوا لأن هناك أشخاص آمنوا بقدراتهم. جعلوا كل كلامهم تحفيزًا وتشجيعًا لهم لكي يحققوا ما يصبون إليه. فها هي أم إديسون أعظم مخترع في التاريخ، تقول لابنها الصغير عندمت تلقت رسالة طرده
يالها من أم عظيمة ويالها من كلمات أوقدت حماس الولد وجعلته ينير هذا الكوكب، ترى ماذا كنا لنفعل لولا كلمات تلك السيدة التي أمنت بقدرات ابنها، حتمًا لبقي هذا العالم مظلمًا إلى أجل غير مسمى.
وكم من مشاريع وئدت، بسبب كلمات مثبطة، جعلت النفوس تركن وتهون، وجعلت الهمة تخفت ويضمحل بريقها ولأجد خير من أمنتنا التي تغلغل فيها الهوان والضعف بسبب أمثال هؤلاء الذين يريدون أن تبقى هذه الأمة في آخر الركب لتبقى متخلفة منحطة في ذيل ترتيب الأمم.
ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة فقد كان يحب الفأل الحسن والكلمة التي ترفع الهمم وتعلوا بها إلى أن صنع لنا رجالًا نفتخر بهم ومجد نرفع رؤوسنا به وإنَّا إن شاء الله على خطاه سائرون ولمنهاج النبوة متبعون، وعلى ما ترك لنا محافظون، وكما يقول أمير المؤمنون عمر أبن الخطاب “نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزَّة في غيره أذلَّنا الله” وها هو الواقع المعاش يترجم تلك الكلمات التي يجب أن تعيدنا إلى السكة والمسار الصحيحين، لأن نعلم يقينًا أننا أمة لا تهزم قد ننام ولكن لابد لنا من إستيقاظ، فراعوا كلامتكم يرحمكم الله وأوزنوها قبل أن تخرجوها.
الضيف بلول
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
الضيف بلول من الجزائر، يدرس تخصص التاريخ بجامعة الشهيد حمة لخضر. يهوى الكتابة وممارسة الرياضة.