قراءة في كتاب: “ينابيع الثقافة ودورها في الصراع الاجتماعي ” لصاحبه الدكتور بوعلي ياسين.
ولد الكاتب بوعلي ياسين في قرية عين الزهور في اللاذقية، اسمه الحقيقي ياسين حسن، لكن فضل الكاتب تغييره إلى اسم حركي عرف به واشتهر، وهو بوعلي ياسين، ترعرع ونشأ في قريته الجميلة التي غادرها إلى دمشق، حيث عمل بها بعد انتهاء دراسته في ألمانيا ثم عاد إلى اللاذقية ليستقر فيها ويعمل موظفًا في مديرية التخطيط. كان ياسين حسن من النماذج الحقيقية للمثقف النقي، الذي ظل حتى آخر لحظة من حياته ممسكًا بالمبادئ، متجهًا نحو الثقافة الشعبية التي وثّق فيها الكثير من الشفاهيات الحميمة، ليس لتمجيدها بل لنقدها، الذي هو نقد للذات قبل الآخر.
رحل الباحث بوعلي ياسين (ياسين حسن) عن(58)عامًا، عام 2002، مخلفًا وراءه ما يجعل اسمه ذا حضور في الفكر العربي، وفي الحياة العربية العامة. ذلك الرجل البسيط الذي كان يحلم أحلامًا عظيمة قد ذهب وظلت أحلامه، ومسؤولية من تبقى أن يصنعوا من هذه الأحلام مستقبلًا يمنع الطغاة من تحويلها إلى كوابيس. ومن بعض مؤلفاته التي اشتهر بها على سبيل الذكر:
1- الثالوث المُحرم: دراسة في الدين والجنس والصراع الطبقي ـ 1973.2 ـ القطن وظاهرة الانتاج الأحادي في الاقتصاد السوري ـ 1974.3 ـ الأدب والأيدولوجيا في سورية (بالاشتراك مع نبيل سليمان) ـ 1974.4 ـ السلطة العمالية على وسائل الانتاج في التطبيق السوري والنظرية الاشتراكية ـ 1979.5 ـ حكاية الأرض والفلاح السوري ـ 1979.6 ـ معارك ثقافية في سورية (بالاشتراك مع نبيل سليمان ومحمد كامل خطيب) ـ 1979. [1]بوعلي ياسين وثقافة العصيان – بتصرف -.
أما بخصوص كتيبنا هذا فعدد صفحاته 72 صفحة، ورغم صغر حجمه إذ يضم بين طياته مفاهيم عدة وأفكار جمة وأمثال عظمى. تطرق فيه الدكتور بوعلي إلى مجموعة من التعريفات حول المثقفون ومصطلح الثقافة على حد سواء، كما حدد حسب رأيه منبع الثقافة وعلاقتها بالانسان والطبيعة، ولم يقتصر على هذا فقط، بل خص قولا لتحديد العلاقة بين الطبيعة الانسانية والطبيعة الفردية، وكذا العلاقة بين الجنسين، وزاد بوعلي الصراعات الاجتماعية القائمة على الثقافة بين مختلف شرائع المجتمع العربي والغربي، (صراع الطبقات)، وخلال محور خصائص الثقاقفة وخصوصتها ذكر الدكتور وجود خمسة ينابيع رئيسية للثقافة، سأذكرها من باب اشتراك المعلومة وابداء الرأي حولها إن كانت تحتاج الى توضيح وبيان.
- مقاومة قوى الطبيعة الخارجية والاستفادة منها.
- التنافس والتعاون مع لبناء الطبيعة الآخرين.
- تعامل الانسان مع طبيعته الداخلية.
- العلاقة الازدواجية بين الجنسين.
- الصراع بين الطبقات الاجتماعية.
وبهذا فصل الدكتور بشكل عرضي ماتع المواقع الأديولوجية للمثقفين (تصنيف المثقفين من الناحية الأديولوجية)، وفي الأخير اختتم صاحبنا كتيبه هذا بمحور الثقافة الشعبية – الثقافة الجماهيرية.
بقلم
عبد اللطيف بومزوغ
(ينابيع الثقافة ودورها في الصراع الاجتماعي)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
عبد اللطيف بومزوغ من المغرب. موظف بالقطاع العام، فاعل جمعوي ومؤطر رياضي، وحكم في كرة القدم ومهتم بالتنمية الذاتية، له مجموعة من المقالات في مختلف المجالات، وسبق له أن كتب كتيب بعنوان رحلتي من إيليغ إلى البيضاء.
الملاحظات أو المصادر
↑1 | بوعلي ياسين وثقافة العصيان – بتصرف - |
---|