قبل الحديث عن الطلاق وجب الغوص في نية الشباب تجاه هذا الزواج ولماذا تزوجوا؟ (أزمة الطلاق وأسباب انتشاره)
الجواب:
منهم من يقول أنه تزوج لأنه تأخر عن الزواج وأصبح في سن أكبر ومنهم من يقول أنه تزوج ليسكت الناس ومنهم من يقول أنه تزوج من أجل لقب الزوج ومنهم من يقول أنه تزوج من أجل أن يأتي بإمرأة تخدم أمه ومنهم من يقول أنه تزوج من أجل أن تطبخ له زوجته الطعام وترعى شؤونه الداخلية ومنهم من يقول أنه تزوج من أجل إنجاب الأطفال ومنهم من يقول أنه تزوج من أجل كثرة الإلحاح عليه من طرف أحد والديه أو كلاهما بالزواج ومنهم من تزوج لمصلحة خاصة كالحصول على تأشيرة السفر أو منصب عمل أو سكن لإن في غالب الأحيان تكون أولويات للمتزوجين قبل العزاب في الإستفادة وهناك من يتزوج بلا أي هدف أو مشروع ولا نية له في الزواج أو رغبة فيه وهناك من تزوج لجمال المرأة وحسنها أو لمنصبها في العمل وأجرتها أو لنسبها وحسبها أو مالها وورثها طمعا له فيها كما قال صلى الله عليه وسلم وأوصانا باختيار المرأة الصالحة من بينهم لأنها تراعي دينها قبل كل شيء.
ومن هذا الجانب قلة القليل ما نسمع أن هناك شخص إختار الزواج من هذا الباب ليتحسن في دينه مستقبلا فالنية على الأغلب هي مفتاح الإستمرار في الزواج فكلما كانت نية باطلة فالنتيجة سيئة للغاية فالنية لوحدها قد تسبب في أزمة الطلاق والطلاق حل مؤقت لا غير وكل شخص قبل زواجه عليه أن يسأل نفسه هل هو مؤهل للزواج أم لا؟
والتأهيل يكون نفسيا ومعنويا وليس ماديا وجسديا فقط لأن الزواج ليس كالعزوبية فهو مسؤولية قبل كل شئ ولهذا نتمنى أن تعم فكرة تكوين المتزوجين الجدد في البلدان العربية والإسلامية بين الحقوق والواجبات الزوجية فنجاح الزواج معناه تقلص حالات الطلاق وإستقامة خاصة بالأسرة وصلاح المجتمع والآن نقدم لكم بعض أسباب الطلاق مؤخرا.
مساحة إعلانية
انعدام البصيرة – أزمة الطلاق وأسباب انتشاره
هناك بعض الشباب له نية سيئة تجاه هذا الزواج فيرى أن دور المرأة هي خدمته وفقط ولا يعلم من الشريعة شئ سوى التقليد ما وجد عليه أجداده وآباءه يطبق كل ما يراه بعينه وهذا في الماضي كان يسمى جهل بالعلم كما أن بعض المتزوجين ليس له هدف معين في حياته الزوجية فيظن أن الزواج أكل وشرب مع ملبس وبيت فقط وهذا في الحقيقة خطأ لأن هذه واجبات على الزوج أمام عائلته الصغيرة فإن لم تكن لك نظرة طويلة المدى البعيد فزواجك على حافة الهاوية فالطلاق ليس لعب أو مزاح وهذا لسبب ضعف الوازع الديني عند الكثير من الأزواج اليوم فأكثرهم إنعدموا من البصيرة؛ فمراعات المصالح الشخصية لوحدها قد تهدم المصالح العامة في الأسرة بسبب التسرع والتهور في رمشة عين من طرف أحدهما.
نقص الوعي – أزمة الطلاق وأسباب انتشاره
إن نقص الوعي في الأسرة هو الذي يتسبب في زيادة الطلاق سنويا لأن الأزواج أكثرهم لا يدع مجال للمقارنة بين الماضي والحاضر وما الذي تغير بين الأمس واليوم ليتدارك الخطأ أين هو ويصلح حاله في حاضره ومستقبله فتجد بعضهم ينافس الغير بلا علم ولا يقين من أمره وظروفه فيكون هنالك تحميل كامل العبئ للطرف الآخر مالا طاقة له بها فيسبب الإحراج والمشقة له في الحياة الزوجية فديننا دين يسر وليس عسر.
الكذب والخداع – أزمة الطلاق وأسباب انتشاره
رقم واحد في حالات الطلاق هي الكذب والخداع بين الأزواج وعكسهما هو الصدق والصراحة فعندما يذهب رجل لخطبة فتاة هناك من يكذب عليها مثلا فيقول لها أنا لدى كذا وكذا وسأكون معك بكذا وكذا. الخ لكن بعد الزواج تتغير المعطيات ويكشف عن الغطاء أنه كان يكذب وأما الخداع فهناك من تكون لديه علة من مرض ما أو ظروف صعبة خاصة به ولا يصرح لها مثل الديون أو الضرائب أو السوابق القضائية فهذا قد ينتج خلافات بينهما ويؤدي للطلاق.
مساحة إعلانية
التسرع – أزمة الطلاق وأسباب انتشاره
التسرع إلى قرار الطلاق هو من أسباب الغضب أو القلق أو لعدم التحكم في الجهاز العصبي عند الكثير من الناس فأحيانا المرأة هي من تستعمل طرق التهييج فتراوغ زوجها وتهينه بأقبح الأسماء والصفات ليقوم بتطليقها أو ضربها؛ فكثرة الطلاق في هذا الزمان هو التسرع في الزواج بدون تفكير في المستقبل والبحث عن سيرة الطرف الآخر أخلاقيا واجتماعيا ودينيا ونقص الثقة من الطرفين أيضا تجاه البعض والإهتمام من الجانب المادي أكثر من الجانب الديني. إلخ.
الخيانة
فإن الخيانة أمرها عظيم عند الله وهي سبب الطلاق في عدة حالات وهذا أمر واضح لإن الغيرة عند الرجال متفاوتة وهناك خيانة من خيانة وأعلاها الزنا فشرف المرء هي زوجته وهناك خيانة من نوع آخر كالكلام في الهاتف مع الأجانب ومشاهدة الصور المحرمة. إلخ فالطلاق يكون ضروري في ثلاث حالات وهي الخيانة والامتناع والردة أم ما كان غير هذا فهي مجرد مشاكل لها حلول مع مرور الوقت حتى وإن اضطر الأمر أن يكون في وسط جماعة من كبار الأهل وأقربائهم تحت جلسة صلح بمسماها إصلاح ذات البين لقوله تعالى (. والصلح خير.) [النساء 128]
الفتنة
وأحيانا الطلاق يكون بسبب التحريض بين الأزواج فيما بينهما من طرف الأقارب قد يعود السبب إلى كشف أسرار سلبية في البيت للأهل لكن السؤال من هو الضحية في هذه القضية؟
الجواب:
هم طبعا الأبناء إن وجدوا خصوصا إن كانوا صغارا هدفهم في هذه الحياة هو العيش الكريم مع والديهما؛ فالمجتمع لا يرحم المطلقات وكل نظراتهم إليها تكون ذلا وإحتقارا وتقليل من شأنها ومكانتها بينهم وبالأخص المرأة التي تجاوزت الثلاثين من عمرها فهي أيضا ضحية ربما لفتنة هي من قادها يوما فلم تستطع إخماد نارها فأصبحت مستهدفة؛ فإن الخلع نوع من الطلاق المخصص بالنساء يصدر من المرأة تجاه زوجها فمن خلعت زوجها بلا سبب مقنع كمن ألقى نفسه فريسة للذئاب؛ ويكون الطلاق أو الخلع محرما وظلما عندما تنعدم الأسباب المؤدية له أو سبب مقنع للطلاق وهنا على الدولة القائمة بشؤون قضاء وعدالة المجتمع بما تسمى المحكمة أن تضرب بيد من حديد وأن لا تيسر لهم هذا الطلاق فقد أصبح اليوم شبه لعبة بينهما يتزوجون وفي ظرف لا يتعدى الأسابيع يتوجهون إلى الطلاق مباشرة دون سابقة إنذار واليوم حالات الطلاق بالآلاف من كل سنة وهذا لا يبشر بالخير لأمة النصيحة.
السحر
وآخر الحالات تأثيرا في الطلاق هو السحر ويلقب أحيانا “بالسحر الأسود” وقد يكون هو السبب الرئيسي للخلافات الزوجية الذي جعل لبيوت المسلمين في تفريقهم وتشتيتهم قد يكون سحر مأكول أو مشروب أو مرشوش أو مدفون وهذا أخطرهم لكنه بقضاء الله وقدره على عباده ولهذا أنصح إخواني في الله أن لا يتكلموا بأسرارهم وأحلامهم فإن السحر يأتي من الذين حولك بعد حقدهم الطويل عليك أنت لن تراه بعينك لأنه في قلوبهم مسموما مدخرا لك ولم يحن الوقت لخروجه فالظاهر لا يعبر ما في الباطن والله المستعان وكفانا الله من شر الحاسدين قال تعالى (. وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.) [البقرة 102]
وهناك علاجات قرآنية والسنة النبوية بالأدعية في الرقية الشرعية لكل من شك في حاله فليبحث عن من هو مصدر ثقة برقيته.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
شعيب ناصري
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.