يقول الفيلسوف والكاتب المسرحي الألماني غوتهولد افرايم ليسينغ عن الحقيقة
فمطلق الحقيقه لاتليق إلا بجلال مقامه وسلطانه لايعلمها إلا هو وحده سبحانه جلّ في علاه.. وجلّ وأقصى مانستطيعه هو مقاربات ليس أكثر في سبيل الوصول أو الإقتراب من مكمن الحق والصواب..
من يحتكر الحقيقة؟
من يدعي احتكار الحقيقه هو كاذب وأفاك ومحتال ودجال.. مطلق الحقيقة هي لله وحده.. وليس لبشر الإدعاء بأنه امتلكها أو استأثر بها أياً كانت صفته أو مكانته.. ليظل للإنسان الوجه الآخر لمعادلة الوجود ألا وهي “الفكر” صك سموه ودليل وجوده..
يقول ديكارت
خلق الله الناس وكرمهم بنعمة العقل والتفكير ليهتدوا بها في طريق الصلاح..
من أراد الاقتراب من الحقيقة عليه التزام أسباب ذلك الاقتراب.. خطاب الشارع قواعد لبناء النفوس والعقول لتكون مهيئة بمستوى يرقى للأخذ بتلك الأسباب كمايجب لا أكثر.. ما أنتجه البشر من فكر طوال مسيرة الحياة هو إرث إنساني خاضع للتحليل والتمحيص والتدقيق والدراسه والتأمل والإصلاح غير منزه عن الخطأ والزلل بما يتوافق مع طبيعته الإنسانيه الخالية من الكمال والتقديس..
كيف تصبح القناعات الشخصية منتجة
القناعات الشخصية لتكون منتجة يجب ألا تكون مجرد إدعاءات وفقاعات فارغة بل يجب أن تستند لدلالات المقاربة مع الحق والصواب.. والفكر لا يواجه إلا بفكر.. ونحن هنا يجب أن نناقش الأفكار. فلندع الإعتكاز والإماله على الأشخاص ومهاجمة ذواتهم دون إنتاجهم الفكري والإنساني، فهذا الإسلوب الضعيف الذي لايمتلك لا القدرة ولا الحجة في تفنيد ما يعرض عليه مما يعتقد مصدره به بالأصل الصحة التي تحتمل الخطأ.. والحكمه ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.. وأشدد ع لفظ (أنى وجدها) فهي في الأديان وتعاليمها السماوية وهي في أثر السابقين وهي في الكون وقوانينه ونواميسه وهي في العقل تلك البوصلة الربانية التي ميزتنا عن الحيوان..
رأيي أننا بسلوكنا وطريقه تعاطينا مع الحياة قد ضيقنا واسعًا أنعم الله به علينا وآن أوان أن نفيق من غفلتنا ونواكب ركب التحضر والحداثه، وإلا وجدنا أنفسنا بعد زمن ليس ببعيد نعيش خارج هذا الكوكب مالم نكن قد فعلنا حقآ..
ثقوا أن المستقبل للنبيهين وليس للحمقى المنغلقين المغفلين.. المستقبل للأحرار رافعي مشعل النور والهدي وليس للعبيد.
عدن – ٢٠٢٠/٢/٢٢
المحامي/ مازن سلام
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
تخرج مازن سلام من كلية الشريعة والقانون بجامعه صنعاء باليمن، واتجه لممارسة مهنة المحاماة وهو الآن محامي بدرجة النقض ويهوى القراءة والشعر وكتابة المقالات، ويهتم بالشأن العام.