أسراركم وأعمالكم لا تخبروا الناس بها وبما تريدون فعله فعقيدة الأشرار في الأرض هي الحسد فكن للعقل سيدا ولا تكن للعواطف عبدا سير حياتك كما تريدها أنت لا كما يريدها الناس فالعاطفة قدمها لمن يستحقها فقط فليس كل من ابتسم لك فهو يحبك فهناك الكثير من الناس غدار بابتسامته مخادع في صمت ينتظر الفرصة ليزعزع قلبك فقلوبهم تحترق ولهيبها نراه في عيونهم. (احذر الحسد)
فإن الفرح بأحزان الناس هو ضعف في شخصية هذا الحاسد والفرح بنجاحهم هو قوة في الشخصية وتكتمل الهيبة في قلوبهم وهذه الصفات تنقص الكثير من الناس فكونوا كالأسود زعماء تُذكر أسمائكم في السماء وقوموا بتدارك الأخطاء بالمقارنة بين الماضي والحاضر وما الذي تغير بين الأمس واليوم لتصححوه في المستقبل ولا تعيدوا نفس الخطأ مجددا فهذه خطوة لبداية قوية بحياة سعيدة إن شاء الله.
فصاحب الأمنية والحلم محسود قد يدري وقد لا يدري فالكتمان نصف النجاح فإن لكل واحد منا عقل ويُعتبر العقل هو الأغلى عند الإنسان فلو خُير أحدنا بأن يُسلب منه العقل ويُعطى له المال بدلا منه فهل يقبل أم لا؟
طبعا هناك من يقول أقبل فإذا أعطينا لبعض المجانين مالا ماذا سيفعل به؟
قد رأينا الكثير منهم من يرمي النقود في المزابل ومنهم من يحرقها عمدا
أولا علينا أن نحمد الله عز وجل على نعمة العقل.
وثانيا المال يفنى قبل صاحبه ألا ترى أنك تُخرج من جيبك دراهم فلا يعودوا فإن لم تكن معهم بركة من الله مُحقت محقا وأنت مندهش منها فتقول أين ذهبت أموالي في الأمس فقط أخذت أجرتي ولم أحس بهم إطلاقا.
ثالثا العقل كنز عليك بالإستثمار فيه فلا وجود للنجاح إلا من طعم الألم فلو كان العقل يُشترى لذهب العقلاء لشراء عقلا لإضافته لعقولهم فتخيل نفسك أنك بعت عقلك ثم الذي إشتراه منك بعد أشهر نجح به في مشاريعه وحقق منه أهدافه وسيّر حياته بشكل منتظم وأنت حينها قد صرفت كل أموالك التي بعت بها عقلك ثم التقيت به مجددا وأخبرك بما فعله بعقلك وما أخرج منه ماذا ستفعل أنت حينها؟
هذه حقيقة العقل موجود ويحتاج لمن يستثمره فيبدع به ويخرج الجوهر الذي بداخله فأكثر الحساد لا يستثمرون عقولهم إطلاقا بل ينشغلون بالناجحين فقط متى نجحوا وكيف نجحوا ولماذا نجحوا ومتى يسقطون ويخسرون. الخ والسؤال يبقى مطروح ما الذي ينقص حتى ينافس هؤلاء الناجحين؟
فإن العقل مثل محرك السيارة إن شغلته تحركت السيارة وإن لم تشغله ستبقى على حالها هكذا حياة الإنسان وهذه هي حياة بعض الحساد من الصباح إلى الليل فالناجح الطموح يحقق أحلامه والحاسد الفاشل يرى الناجحين في أحلامه عند نومه فيكون الحاسد منشغلا بهم طوال الوقت قد دمر عقله الذي وهبه الله سبحانه وتعالى له فالحاسد قد انشغل بالناس ولم يفكر بعقله وكأنه معدوم لكن الحقيقة هو بعقله كاملا إلا أنه بقلب محترق بنجاح غيره فتحول عقله إلى جمرة.
فإن الحساد قلوبهم مدفونة في الأجساد قد يتلون بالتظاهر من الفرح لكن لسانه يفصح بالحقائق في بضعة دقائق فإن الإنسان ضعيف وقد يكون حاسدا لكن عليه بنفسه ومجاهدتها ومقاومة الحسد وأن يقتلع جذوره من قلبه قبل فوات الأوان والله المستعان.
بقلم شعيب ناصري من الجزائر
(احذر الحسد)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.