إن الأصل هو المشروع الذي يُبنى على شروط مهمة ورئيسية في الحياة الدينية عند المسلم والفصل فيها بين الجواز والتحريم فنقول مثلا الصلاة عبادة هذا هو الأصل فيها لكن لها شروط ونواقص فمن صلى متعمدا خمس ركعات في الظهر أو العصر فالفصل في المسألة هو بطلانها وكذلك الصيام الأصل فيه العبادة فمن صام رمضان المبارك وأتبعه بيوم الفطر فهذا قد تعدى حد من حدود الله بالزيادة. (الأصول في علم تأويل الفصول)
والفصل فيها هو أن صيامه باطل وكذلك الصدقة الأصل منها التعبد والتقرب إلى الله بها لكن من ماله حرام ويتصدق به فالفصل فيها أنها لا تُقبل منه لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا إذا الأصل هو ما ثبت في الكتاب والسُنة بلا زيادة أو نقصان وما خلافهما فهو حرام وباطل ويكون من نواقص قبول هذه العبادة سواء قولا أو فعلا ومنها صحة الإعتقاد فالإجتماع في مجلس واحد ثم بدأ الاستغفار جماعة بصوت واحد كقول (استغفر الله العظيم وأتوب إليه) في نفس الوقت الكل يتلفظ بسياق متصل مع بعض فهذه المسألة الفصل فيها أنها بدعة والأصل منها يعود للاستغفار أنه جائز منفردا كل على حِدا وليس جماعة وقد حذر العلماء من بدع كثيرة انتشرت مؤخرا بين العوام لم تبنى على مشروعية الأصل بل خالفت السُنة منحرفة للأهواء والخرافات التي تزداد في هذا المجتمع شيئا فشيئا رغم أن الدين ليس فيه اكتشاف فهو كامل غير ناقص فلم يترك النبي صلى الله عليه وسلم شيئا إلا وأخبرنا عنه أو حذرنا منه أو أوصانا به.
مساحة إعلانية
الفرق بين الأصل والفصل – الأصول في علم تأويل الفصول
فالأصل هو الدليل والمرجع وصحة الخبر وأما الفصل فهو الدراسة واتباع الدليل بصحته وشروطه وتبيين الحقائق وشرح الغموض في المسألة ومحاربة البدعة بنشر السُنة واظهار الحق أمام الباطل وكما يقال (أن الرجوع إلى الأصل فضيلة) فإننا مسلمون فهذا أصلٌ عند تحقيق الشروط الخمس وأولها الشهادتان إقرارا باللسان وتصديقا بالقلب وعملٌ بالجوارح أما الفصل فيها هو التطبيق العملي كالحفاظ على الصلاة وتعلم العلم الشرعي النافع فإن العلماء قد اختلفوا في تارك الصلاة إذا مات هل يُغسل أم لا؟ كل هذا أنه لم يَفصل في إسلامه وترك ركن من أركان الإسلام تكاسلا أما المتعمد فهذا يُخشى الفصل عليه بالكفر وأحكام الكفار عند أهل العلم فكلمة التوحيد لا تكفي وحدها يوم القيامة فالإستهزاء بأمور الدين والتهاون فيها أمرٌ مخيف لدى الأغلبية من المسلمين وإن المُحْدِثْ في الدين جهلا قد يُعذر فإذا علم أنه يعمل بعمل لا أصل له فهذا يكون مبتدعا وإذا دافع على بدعته وتحجج فيكون حينئذ ظال والضلال هو طريق النار عفانا الله منها وإياكم.
قال عبد الرزاق البدر حفظه الله بحفظه (إذا كيف يُرام الوصول إلى تحقيق الأصول بغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم) انظر ص 81 فقه الأسماء الحسنى له.
والوصول يكون بتعلم الشريعة كيف فَصلت في هذا الدين من الفرض إلى السُنة بين الواجب والمستحب فإن لم يتعلم المسلم قواعد التطبيق وفقه المعاملات فسيُحدث بدع متطورة جديدة دائما وهذا بمعنى أنك تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخبرنا بكل شيء وكأنه أخفى بعضها عنا وهذا مُحال أن يكون ومن اعتقد هذا فهو آثم وذنبه عظيم وحرام أن يفكر الشخص هكذا فالبدعة هي الابتداع أي: بمعنى آخر هي الإبداع وهو من صنع ابليس لأتباعه كما قال بعض أهل العلم (أن البدعة أحبُ إلى ابليس من المعصية)
لأن العاصي يعلم أنه على خطأ والمبتدع يظن أنه على الصواب وهو في الحقيقة يعيش بين الظلام المظلم بظلمه هذا والله المستعان إذا الأصل هو المفتاح لكل شيء والفصل في العبادة هي أسنان ذاك المفتاح فلن يُفتح الباب حتى يجتمع الأصل مع الفصل.
بقلم شعيب ناصري
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.