المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا والصحراء الغربية هذه البلدان تسمى بالمغرب العربي الكبير وتتقاسم هذه البلدان فيما بينها اللغة العربية والدين الإسلامي والعضوية في الإتحاد الإفريقي والأصول الأمازيغية. (الفتنة بين المغرب والجزائر)
لكن ما نراه مؤخرا في الحياة السياسية يدعوا للقلق بين الحكومات دبلوماسيا خصوصا القضية الجزائرية والمغربية فإن الفتنة تزداد شيئا فشيئا. إن العقلاء والعلماء في البلدين هما أولى بهذه الإصلاحات فإن تُركت السياسة للجهلاء قضية الأمة الإسلامية سيلعب بها العملاء فإن الجميع خاسر في هذه القضية والفائز الأكبر هو الشيطان وأعداء الإسلام والمسلمين وإن الحل في أيدي الحكماء من أجل الصلح والإصلاح ودرء الفتنة وطي صفحات الماضي للأبد وكما قال العلامة ابن باديس رحمه الله (أما الأمور الحكومية وما يتصل بها فدعوها لأهلها وإياكم أن تتعرضوا لها بشيء) أثار ابن باديس رحمه الله 3/233.
ولو طبق الناس هذه الوصية الذهبية من عالم الجزائر الذي واجه الإستعمار الفرنسي طوال حياته بقلمه وعلمه لما وصلنا لهذه الحالة التي نحن فيها الآن فهناك من يزيد الطين بلة من أجل إشعال نار الفتنة التي هي قائمة لحد الساعة ويقود هذه الحملات الشرسة بعض الإعلاميين من البلدين معا المزعومين بأنهم من الطبقة المثقفة والواعية لكن للأسف ما هي إلا مهزلة أمام العالم الغربي الذي أصبح يضحك علينا ويصفق ويشجع إستمرار الأزمة ويدعم التفريق بيننا ويتمنى أن تشتعل حربا علينا وإن حدث ذلك سيشاهدون فقط ولن يتدخلوا لأنهم حققوا غايتهم ووصلوا إلى هدفهم فينا.
وإن كرة القدم تم الإعتماد عليها من أجل توحيد هذه الشعوب والتعرف على العالم وثقافاتهم وإكتشاف المدن بالسياحة. الخ
لكن ما نراه في البلدان العربية يدمع العين ويحزن القلب لما وصلنا له كيف يتم إدخال الرياضة في السياسة ويعتدي الجمهور على لاعبين من المنافس وتزيد بعض القنوات التلفزيونية ترويج الحدث بشكل عنصري وملمح لدعم العنف في الملاعب سواء بين البلدان أو في البلد الواحد بين الأندية وهذه أزمة أخرى وعندما تعطى المناصب لمن لا يستحقها رياضيا وسياسيا وإعلاميا نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم ولو عدنا لسنوات إلى الخلف سنة ألفين وتسعة ميلادي أحداث مباراة الجزائر ومصر بالقاهرة نجد أن الإعلام والصحافة في البلدين أوقعوا في قلوب الشعبين الشقيقين كراهية لا مثيل لها آن ذاك استمرت لسنين حتى زال هذا الكره والحمد لله بسبب جلد منفوخ بين فريقين فيها فائز واحد فقط وخاسر لهذه المباراة لكن اليوم بين المغرب والجزائر هناك حساسيات سياسية يتدخل فيها أناس لا علاقة لهم بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد وأرادوا أن يزرعوا الكره بين الشعبين الجارين المسلمين العربيين لكن النتيجة في صالح من؟
مساحة إعلانية
هذا هو السؤال المطروح وليس له جواب لأن الجميع خاسر هنا وهذا مجرد رأي.
إذا تشاجر أخوان في بيت واحد سيتدخل الوالدان أو الإخوة طبعا أو حتى أحد من الجيران من أجل التهدئة والإصلاح وحل الخلاف بينهم وإن البلدان الإسلامية تجاوزت الستين بلد منهم العربية حوالي عشرين بلدا ومن الأحسن أن تفتتح قضايا الأمم في مجلس إستشاري رئاسي ويعقد فيه مجلس صلح بين الطرفين وحل النزاع بتدخل الأعيان الخاصة ويكون لهم موقف حيادي بهذا الشأن ولكل صاحب حق حقه فإن السياسة لها رجال يقودون بها الأمم وأمة محمد صلى الله عليه وسلم أولى بالقيادة فقد تفرقنا والفراق شتت بيننا وأي شتات العدو يجمع شمله ويوحد صفوفه ونحن نمزق وحدتنا ونزرع الحقد في أولادنا لاعبين لم يتجاوزوا العشرين عاما كانت بينهم صراعات في الملعب ويحدث هذا في كل الملاعب لكن أن ينزل رجال كبار في السن من أجل ضرب فريق المنافس من المغرب الشقيق والجار فهذا وصمة عار حتى وإن كان الإعتداء من المنافس فهو ضيف فأين دور الإصلاح بين الفتية هم أولاد عقولهم لم تكتمل بعد يجب أن يتعلموا المحبة والأخوة وليس الكره والغل والعداوة الكأس بدأت عربية وإنتهت بعدوانية والله المستعان.
اللهم وحد صفوفنا واجمع شملنا ووفق ولاة أمورنا للإصلاح وأصلح حال بلادنا وبلاد المسلمين واهدي عبادك للخير إنك السميع البصير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بقلم شعيب ناصري
(الفتنة بين المغرب والجزائر)
لا تنس أن تشترك في النشرة البريدية الأسبوعية لمنصة المقالة ليصلك جديدنا على بريدك الإلكتروني كل يوم جمعة، وذلك من خلال النموذج أدناه و بنقرة واحدة:
مساحة إعلانية
شعيب ناصري من الجزائر. تحصل على العديد من الشهادات المهنية والحرفية يهوى المطالعة وحب الكتابة، وألف كتاب “وباء كورونا بين الواقع والإسلام” وشارك في عدة مجلات ورقية وإلكترونية.